يَـا سَـــــــاكِنَ الـرُّوحِ مَن لِلقَلـبِ يَنتَصِرُ
يَشكُـو النَّوَى حَــــــائِرًا قَد هَـالَهُ الخَــبَرُ
يَـا نْبِضَ رُوحِي وَ يَـا تِريَـــــاقَ أَورِدَتِي
يَا كُلَّ كُلِّي بِكَ الْأَعمَــــــــــــــــارُ تَزْدَهِرُ
فَأنتَ للنَّفسِ سَلــــــــــــــوَاهَا وَمُؤنِسُهَا
بَل نِعمَــــــــــــــــةٌ قَلَّمَا أنْ جَادَهَا الْقَدَرُ
يَـا بَسمَةَ الفَجـرِ فِي ظَلْمَـــــاءِ نَاصِيَتِي
يَا تَوأَمَ الـــــرُّوحِ أَنتَ السُّمــعُ وَالبَصَــرُ
فالشَّمْسُ مِنْ وَجهِكَ الْبَسَّــامِ تُشْرِقُ لِي
وَالْبَدرُ مِنْ نُــورِكَ الْوَضَّـــــــــاحِ يَنْحَدِرُ
وَالْوَردُ مِنْ حُمْـــــــــــــرَةِ الْخَدَّينِ طَلّتُهُ
وَمِنْ شِفَــــــــــاهِكَ خَمْرُ الْحُبِّ يُعتَصَرُ
يَا مُهجَةَ القَلبِ يَـا عِشقًا أُسَـــــــــــامِرُهُ
السَّـــعدُ أنـــتَ بِكَ الْأَحـــــــزَانُ تَنْـدَثِـرُ
عَـذَرتُ مَن هَـــــامَ مَفتُــــــــونًا بِطَلَّتِكَ
بِاللهِ قُـــل لِي مَــــــــــلَاكٌ أنتَ أم بَشَرُ
يَا سَـــــارِقَ القَلبِ هَلْ لِلرُّوحِ مِن سَكَنٍ
وَهَلْ لِقَلبٍ يَتـــــــــــِيمٍ فِي الهَوَى ظَفَرُ
مَنْ سَحرِ عَينَيكَ غَابَ النَّومُ عَن جَفنِي
فَسِحرُ عَينَيكَ لَا يُبقِــــــي وَلَا يَـــــــذَرُ
أُسَـــــــــــــــاهِرُ الليلَ وَالأَقمَارُ تَسأَلُنِي
أينَ الحَبـــــــــــــِيبُ أَمَا لا زِلتَ تَنتَظِرُ
يَا مَن مَلَكتَ جِمَـــاعَ الحُسنِ فِي رَسمٍ
فِي كُلِّ نَـــــــــــــــاحِيةٍ مِن قَدِّكَ القَمَرُ
بِاللَّـــهِ قُلْ لِي أَهَـــذَا الْحُسَـنُ فِي بَشَــرٍ
أَمْ أَنتَ لِلحُسْنِ يَا نَجـــــــوَايَ مُختَصَرُ
لَو مَــرَّ طِيــفُكَ بِالمَحـــــــزُونِ يُسعِـدُهُ
وَإِنْ تَجُــدْ فَغُيُـــوثُ الخَـــــــــيرِ تَنهَمِرُ
فَلَو تَبَسَّمتَ زَانَ الْكَــــــــــــــوْنَ طَلَّتُكَ
وَلَو عَبَسْتَ يَسُـــــــــودُ الْحُزْنُ وَالْكَدَرُ
وإنْ نَزَلتَ أقــَـــــــــــــامَ السُّعدُ خَيمَتَهُ
حَولَ الدِّيِـــــــــــــارِ فَلَا هَمٌّ وَلَا ضَجَرُ
يَا أعـذَبَ النَّــــاسِ أَلفَــــــاظًا إِذَا هَمَسَا
يَا مَن إِليهِ يَتُـــــــــــوقُ الحَيُّ والحَجَرُ
حَدِيثُكَ العَـذبُ كَمْ هَـــــامَتْ بِهِ الأُذُنُ
هَل مِن مَزِيـــــــــــــــدٍ أنَا لازِلتُ أنتَظِرُ
مَهمَا نَأَيــتَ عَن الأَنظَـــــــــــارِ يَا أَمَلِي
فِي القَلبِ مَرعَــاكَ إِنْ لَم يَرعَكَ النَّظَرُ
إنْ غِبــتَ عَنِّي يَشُـــــدُّ الــدَّهرُ قَبضَتَهُ
عَلَى الفــــــــُؤَادِ وَفِي الأَحشَاءِ مُستَعرُ
يَا مَن تَغِيبُ وَفِي الأحشَــــــاءِ مَسكَنُكَ
مَتَى اللقَــــــــــــاءُ فَمَالِي عَنكَ مُصطَبَرُ
د.أَحمَد عَبدالواحِد مُحَمَّد