جديد
من روايةالغول
2/الشيخ
________
((تبا لك ..أجننت!!))
قالها الشيخ الكبير (سيد الغول) في سخط وقد إتسعت عيناه غضبا،وتحولت قسمات وجهه الهادئة إلى لوحة مفزعة من تعبيرات تدل على ثورة نفسية.
وذلك لولده الشاب،والذي وقف غير مبال بكل تلك الإنفعالات...أمام إخوته ..،وقد ظهرت الدهشة على بعضهم.
وظهر الغضب على البعض الآخر...،في غرفة واسعة كبيرة تزينت بشتى الأشياء الجميلة والغريبة في نفس الوقت..،كان على الجدار سوط معلق غريب،وسيف أثري في غمده .
وبجواره رأس محنط لذئب مخيف.
أما الجدران الباقية فعلقت عليها بعض الأشغال اليدوية التي تنم عن البيئة المحيطة.
كانت الغرفة على مايبدو معدة لفض المنازعات والأحكام الفرعية.
فرد الشاب في برود:-ولما لا هى تعجبني وأريدها لي.
أدار الشيخ رأسه جانبا ،ثم في سرعة غير مناسبة لعمره سدد صفعة قوية على وجه الشاب ،إقتلعته من مكانه وطرحته أرضا،ثم ركله بقوة في جنبه.
فتأوه الشاب في ألم .
هذا كله ولم يتحرك أحد من إخوته.
فصرخ الشيخ :-شاب في السابعة عشر لا يعرف التقاليد والعرف السائد ،بأن العائلات لا ترتبط بالأغراب.
نهض الشاب في بطء وهو يمسح خيط الدم من طرف شفته ،وقد إرتسمت على وجهه إبتسامة شرسة ثم إبتعد قليلا عنه و قال:- (الفيومي) ليس غريب،له فرع في عائلة (القواسمة )،
ثم أن عائلتهم ثرية،ولهم ممتلكات كثيرة بالبلدة ياوالدي.
نظر إليه الوالد في هدوء غريب وقال:-لا بأس...،سأخطبها لك حتى تهدء ياولدي.
نظر أولاده إلى بعضهم البعض في تعجب،
حتى (عزام). . فغر فاه في دهشة ،ثم تحولت دهشته إلى فرحة عارمة،
فنظر إليه الشيخ نظرة جانبيه وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره ،ثم عقب سريعا:-لكن ياعزام إنتهي أولا من محصول القصب،ثم جهز نفسك لحفل الزفاف.
إندفع الشاب بفرحة عارمة يقبل يد والده الشيخ ،وهو يقول :-شكرا لك ياشيخ العالم كله،وقائد العائلات في الشرق والغرب.
إبتسم والده وقال:- هيا إذهب إلى عملك.
قالها وهو يتابع ولده وهو ينصرف في خيلاء وقد شد قامته في عنفوان وجبروت غريب،جعل الأخ الأكبر ينتفض غضبا ويقفز من مكانه بعصبية قائلا:-
لماذا وافقت ياأبي بزواجه من هذه العائلة الغريبة الجزور،إنها فضيحة ياشيخ (سيد).
جلس الشيخ على كرسي صنع من شجرة مجهولة ،وكأنه أثري،وقال :-لو عارضته سوف يفعل مايحلو له ،ويضرب بتقاليدنا عرض الحائط،أنتم تعرفون جيدا ذلك الملعون..،وسيقول الناس،شيخ البلد لا يستطيع الحكم على ولده،أيحكمنا نحن ويتحكم فينا ،وتصبح فوضى.
قال الأوسط:- هكذا ببساطة،
سوف يتمادا ولن نستطيع التحكم في لجامه،وسيكون علينا بلاء.
هز الشيخ رأسه في ألم وقال:- ومالنا أن نفعل،لا ينفع معه إلا القتل..،وهذا في حد ذاته عار سيلاحقنا طوال العمر.
قالها وساد المكان صمت رهيب،وقد إنتهت كل الإقتراحات المطروحة والغير مطروحة،لأن الموضوع كان حساسا وشائكا إلى أقصى حد.
****************
إنتهى الفصل بحمد الله.
تابعونااااااااااا
مع رواية الغول .
علاء الطيب