.......... التضحية الكبرى ..........
أو
منَ الدار إلى الغار
هَنِئَ الفِراشُ بِمَنْ تعَلَّلَ فيهِ
يَحمِي النَّبيَّ مُحمَّداً ويَقِيهِ
مَنْ كان غيرك ياعليُّ مُضَحِّياً
من أَجلهِ و بما غلا يَفْديهِ
غِيظَ الطُّغاةُ لأن شعلةَ نُورهِ
دَهَمَتْ ظلامَهمُ بما يُجليهِ
عَرَضواعليه المالَ والمُلْكَ الذي
يُغرِي سواهُ فلم يَكُنْ يُغريهِ
لكنَّهُ يأبى ويرفضُ كلَّ ما
خالُوهُ جَهلاً أنّهُ يُغْويهِ
فَغَلا بهم حِقدٌ عليه وحَثَّهمْ
أنْ يُطفِئوا ما اللهُ لا يُطفيهِ
فَبجانبيهِ كِلَيهِما أنوارُهُ
تسعى بهِ وأمامَهُ وتَلِيهِ
فتوعَّدُوهُ وهدَّدوهُ وقرَّروا
أنْ يقتلوهُ ولَو أمامَ بَنِيهِ
خَفُّواإليه بِمكرهمْ من بَعدِما
كَفَروا بهِ و رمَوهُ بالتَّسفيهِ
خَفُّواإليهِ وما دَرَوا أنَّ الذي
ألْقَى إليهِ بِوَحيِهِ يَحمِيهِ
لولاكَ كانَ الدِّينُ ماتَ بِموتهِ
ومضى الضَّلالُ بأهلِه وذَوِيهِ
ظنُّوا بأنَّ المَحلَ حَلَّ بعَزمَهُ
من بعدِ زوجتهِ وصِنْوِ أبيهِ
وَلَجُواعليه بأربعينَ مُدَجَّجاً
مَغْناهُ لكنْ لم يَعُوا مَنْ فيهِ
فإذا هُمُ قُدَّامَ لَيثٍ إنّما
ما كان مِنْ شيءٍ لهُ بِشَبيهِ
فإذا بِهمْ قُدَّامَ مَنْ أعطاهمُ
مَثَلاً بإيثارٍ لِمَنْ يُغْلِيهِ
ما فَلَّ منهُ عَديدُهم وعَتَادُهمْ
عَزْماً لَدَيهِ و مَحتِداً يَقْنِيهِ
أولى النَّبيَّ محبَّةً لم يُولِها
يوماً سِواهُ لِمَنْ غدا يُوليهِ
ذِكْرَى المنام على فراش نَبِيِّنا
كالعيدِ أو أسْمَى لما تَعنيهِ
حَدَثانِ كُلٌّ منهما بِجَلالهِ
مُتَأثِّرٌ و مُؤَثِّرٌ بِأخيهِ
وهمامَنامٌ في الفراش وهجرةٌ
عَظُما بِقَدرٍ رَبُّنا يُعليهِ
هي هِجرةٌ قامَ النَّبيُّ بِفِعلِها
لِيُصِبَ مَنْأىً عن أذىً يُؤذيهِ
وقد اقتفاهُ المشركون وربُّهُ
في الغارِكانَ بصاحبٍ يَثْنِيهِ
وإذِ استباحَ الحزنُ صاحِبَه فقد
كانتْ سكينةُ ربِّهِ تَكفيهِ
صلّى الالهُ على النبيِّ وآلهِ
وأَعزَّ صَحباً بالنّفوسِ تَقِيهِ
........
سليمان شاهين / ابو إياس/