أيها المُخْتالُ
يا أيها المخْتالُ مجدُكَ عابِرٌ .....
وإلى التَّلاشي ما تَشيدُ وتَجْمَعُ
وإلى الفناءِ حضارَةٌ تزهو بها .....
وعلى عُروشِ نعيمِها تترَبَّعُ
هي فتنَةٌ قد أثمَلتْكَ بِخَمْرِها .....
فغدوتَ عبْداً للمفاتنِ تخْضَعُ
سحَرتْ فُؤادَكَ بالقُشورِ عشِقْتَها .....
وهجَرْتَ روحَكَ تشتَكي تتوَجَّعُ
أفْرَغْتَ ذاتَكَ من حَميدِ خِصالِها .....
وحجَرْتَ نفسَكَ في المفاسِدِ تقْبَعُ
من ذا يُقايِضُ بالزَّوائِلِ جوهَراً .....
يَنسابُ من روح ِالأُلوهَةِ ينبَعُ
ويبيعُ في سوقِ الخساسَةِ ما حَوى .....
من أرْفَعِ الدُّرَرِ البهيَّةِ تسْطَعُ
تاجُ الفَضائِل ِفوقهُ متوهِّجٌ .....
وتراهُ يَهْوي للحضيضِ ويخْنَعُ
ينسابُ من بين الوُرودِ وطيبِها .....
ويغورُ في وحْلِ النَّقائِصِ يَرْتَعُ
ويفُرُّ من نورِ الحَقيقةِ هارِباً .....
نحو الدَّياجي للرَّجاسَةِ يَخْشَعُ
عبَقُ الحَياةِ على لسانِه علقمٌ .....
ويَشُفُّ من نَهْدِ العُفونَةِ يَرْضَعُ
يا جاهِلاً سرَّ الوُجودِ وكُنْهَهُ .....
السِّرُّ فيكَ حقيقَةٌ تَتـضَوَّعُ
وُجِدَ الوُجودُ وأنتَ قِدماً كائِنٌ .....
في قُدْسِ ربِّكَ في النَّقاوةِ تهْجَعُ
من أجْلِكَ الأكْوانُ صيغَتْ مرْتَعاً .....
والارْضُ فرْدوساً به تترعْرَعُ
في البَدْءِ كنْتَ كومْضَةٍ بِضِيائِهِ .....
فغدَوتَ ذاتاً للفَرادَةِ تَنْـزَعُ
وولَجْتَ مُخْتبرَ الحياةِ كمِصْهَرٍ .....
عبْرَ التَّعايُشِ والتَّجارُبِ تُصْنَعُ
عبْرَ الصِّراعِ المُسْتَميتِ وجَمْرِهِ .....
في مَوقِدِ الرَّغباتِ تَصْفو تلْمَعُ
لِتَشُبَّ تَكبُرَ في التَّطَوُّرِ صاعِداً .....
عبْرَ الدُّهورِ إلى العُلا تَتطَلَّعُ
درْبُ التَّرَقِّي شائِكٌ فيهِ الأسى .....
فيهِ المَرارَةُ والنَّحيبُ المُوجِعُ
لكنَّهُ المِعْراجُ يَنْحو سالِكـاً .....
سُبُلَ الكمالِ إلى القداسَةِ يَرْفَعُ
طوباكَ تُثْمِرُ رحْمَةً ومحبَّةً .....
طوباكَ تَسْمو للطَّهارَةِ تَرْجَعُ
طوباكَ تعْلو فوق كُلِّ وضيعَةٍ .....
تجْتَثُّ روحَ الشَّرِّ منكَ وتَقْلَعُ
طوباكَ تُزْهِرُ عِفَّةً ووداعَةً .....
وعْياً لِذاتِكَ يسْتَفيقُ ويَيْنَـعُ
لتَعودَ حرَّاً سيِّداً ومُمَجَّـداً ......
تَرِثُ النَّعيمَ وفي السَّعادةِ تَمْرَعُ
حكمت نايف خولي