الجزء الثالث
في أمسية اليوم التالي كان ضوءاً غريباً يومض بغرفة مايا التي تحت نافذتها بعض أغصان ٍ لشجرة صفصاف موجودة بساحة الجامعة وكانت تاليا تقف أمام زجاج نافذتها المقابلة لنافذة مايا
وتحاول فهم مايحدث رغم حجب الأغصان لذلك الوميض الغريب .
حاولت تسليط ضوء هاتفها الذي كانت ممسكةً به إلا أن طاقة خفية تدفع بها بعيداً عن النافذة
ورغم الذعر والقلق الذي يخز قلبها الصغير إلا أنها لم تستطع أن تمسك نفسها عن تفقد حالتها
وكأنها مستعدة لكل المخاطر مقابل مد يد العون لمايا .
سارت تاليا رغم خوفها واضطرابها وكأنها متجهةً لمعركة مصيرية وتقول : أنا معك يا مايا سأنقذك رغم كل شيء حتى من نفسك ... ومن جهة ثانية وفي إحدى زوايا غرفة مايا يقف شابٌ في الخامسة والعشرين من العمر يتكىءُ على الجدار المقابل للغرفة ويسمع صراخَ مايا الذي ينبعث من غرفتها فيهرول وهو منزعج وفي كامل خوفه وقلقه ويدفع الباب بعد أن يئس من دقه المتكرر دون استجابة ومناداته
وقال لي بعد أن لاحظ تواجدي المفاجىء و بأني قلقة مثله و أنادي عليها وأدق الباب بكل قوتي : ...افتحي يا مايا !!!!!!
إنه عمر خطيب مايا السابق فسخت خطوبتها منه لأسباب هو نفسه لا يعرفها
كان هائجاً كحصان جامح يآكله الخوف عليها حيت كسر الباب وكانت مايا تمارس طقوس شعودتها و جنونها المعتاد الذي استأنفته منذ فترة ،
بينما ذهلت تاليا من كل تلك الفوضى والطقوس وتراجعت للوراء وكانت تنظر من وراء عمر وهي مرعوبة من شكل تاليا الملطخ بالدماء وشعرها المنفوش وكانت واقفة محبطة حزينة
صفعها عمر بضربات على وجهها ليتمكن من إيقاظها من جنونها
انتفضنا بفعل طاقة خفية
كأننا نسبح بفعل انعدام الجاذبية
وحاولنا التماسك أكثر بطرق مختلفة إلى أن صب عمر الماء عليها ليتمكن من انتشالها من نفسها من غير أن يؤذي نفسه أو يؤذيها كما كان يفعل في كل المرات حيت كانت مايا تبعده في كل مرة بطقوسها القوية دائماً
وكان يوقظها مقترباً منها في كل مرة أكثر وهو حذر
وقال : لم أستوعب بعد ؛ إلى أين ستصلين بمثل هذه التصرفات الجنونية يا مايا ؟!!!
ألم تكتفي من تدميري وتدمير نفسك بعد ؟؟!!!!!
إلى متى ستستمرين في السير بهذا الطريق الذي لا مخرج منه
إنك تغرقين في وحل عالم غريب
اقتربت منه أكثر بشكلها المرعب ونظراتها الشيطانية والدماء التي تملأ وجهها ثم قالت : ماذا تريد يا عمر مالذي يدفعك لتتبع جنوني وطيشي و ظلمتي ألم أبعدك وأحذرك للمرة الألف بأن تبرح سماء شيطاني .
فأمسك عمر بذراعها قائلاً :
انظري إلى نفسك
انظري لحالتك
هيا معي لن تبقي في هذا المكان اخذتها تاليا بالقوة تعالي
أمسكها يا ...
اسمي عمر خطيبها هيا بنا يا مايا
سنخرج من هذا الحي نهائياً هيا مع صديقتك إلى بيتها ..
فجأة انهارت قواها و سارت مع تاليا كأنها تبحث عن شيء تفتقده كطفلة ضائعة
وهي تتمتم وتضحك ضحكاً هستبرياً وتردد ألا زلت تحبني رغم كل التعويذات الشيطانية يا عمر .. لكنني لن أتغير فل تيأس
واثناء سيرها إلى بيت تاليا
اضطربت تاليا من شكلها وحالتها امام أهلها فقررت أن تصطحبها لغرفتها أولاً ولاحظ عمر تغير ملامح تاليا فاتجه نحوها قائلاً
يبدو أنك غيرتي رأيك يا أنسة ؟!!
يتبع ....