الاثنين، 11 سبتمبر 2023

حوار مع الأستاذ مصطفى الحاج حسين تديره الأستاذة نجوة الحسيني

 /// الأستاذة الأديبة ( نجوة الحسيني ) تحاور :


           الأديب والشاعر السوري


     ((  مصطفى الحاج حسين .. ))


**********************************


      الأدب هو نوع من أنواع التعبير الراقي عن المشاعر

الإنسانيّة التي تجول بخاطر الكاتب، والتعبيرعن أفكاره

وآرائه، وخبرته الإنسانيّة في الحياة، وذلك من خلال الكتابة بعدّة أشكال، سواء أكانت كتابة نثريّة أو شعريّة، أو غيرها من أشكال التعبير في الأدب؛ وإنّ الأدب ما هو إلّا نتاج فكريّ يشكّل في مجموعه الحضارة الفكريّة واللغوية لأمّة من الأمم وهو انعكاس لثقافتها ومجتمعها.

وأديبنا هو أحد هؤلاء الأدباء الذي مثل مجتمعاتنا العربية .بل حاكى كل الأوضاع  التي نعيشها بشكل أو بٱخر

  إنه الأديب مصطفى الحاج حسين .

                      


أديبنا سوري المنشأ من مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب .


// نجوى :


          أهلا وسهلا بك أديبنا المحترم .

نتمنى ألّا نتعبك معنا .اهلا وسهلا بك ..


** مصطفى : 


- أهلا وسهلا بكم أستاذة .. وكل الشرف لي في هذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون جيدا .. 


// نجوة  :


- حضرتك أديب كبير في غنى عن التعريف وقد سبق وأخذنا نبذة عن حياتك وشخصكم الكريم في برنامج لقاء مع أديب ..

سؤالنا الاول :لابد وأن تعترف لنا متى شعرت أنك مؤهل لأن تكون أديبا حقيقيا يشار له بالبنان .


** مصطفى : 


-  منذ أن كتبت قصيدتي الأولى في عام 1975 م .. وبعد أن قرأها ابن عمتي الذي كان يكتب الشعر ويمارس هوايات عديدة / مات رحمة الله عليه / فهو عبقري باعتراف كل الأقارب .. أذكى شخص حتى الآن في عائلة / حاج حسين / أدركت أنني ذو موهبة قوية ، لأنه شجعني بقوة وهو لا يعجبه العجب .. في البداية دقق معي وسألني :

' هل حقاً أنت من كتب هذه القصيدة ؟! .. وحين صدقني،  شجعني .. ثم نلت تشجيع كل من حولي .. ومن كان لا يريد تشجيعي والاعتراف بي .. كان تشجيعه اللامباشر أكثر وأكبر ، لأنه يظن بأني أسرق قصائد نزار قباني وأنسبها إليّ .. وكنت أعرف أنها كتاباتي ، لذلك أفرح وأعتبر هذا تشجيعا لي في كل الأحوال . 

     لم أجد غير التشجيع من قبل كل من أعرض عليه كتاباتي .. وتأكدت من موهبتي حين ذهبت إلى إتحاد الكتاب العرب فرع حلب وعرضت عليهم قصائدي .. لا قيت التشجيع من الأدباء والشعراء ، وبالأخص من الشاعرين ( سعيد رجو ) و ( عصام ترشحاني ) وكان عمري في ذلك الوقت أقل من ستة عشر سنة ..  ولأني عشقت الأدب.. ولأن هناك من كان يعترف بي ويشجعني وهم أكبر مني في العمر ، وفي الثقافة والمعرفة والأدب .. وجدت نفسي أحلم وأخطط لأن أكون شاعرا ذو أهمية مثل نزار قباني ومحمود درويش الذي أحببت شعره لدرجة الشغف .. وحين بدأت أشارك في المهرجانات الأدبية والأماسي الشعرية أيضا وجدت التشجيع من الحضور والأدباء ، فكانت ثقتي بنفسي وموهبتي تزداد وتنمو وتكبر .. إلى أن بدأت أنال الجوائز الأدبية .. ودائما الجائزة الأولى كانت تكون من نصيبي .   


// نجوى :


- مؤكد ستكون لحضرتك الأوليه  لأنك تكتب بإحساس صادق تتبنى فكرة أو قضيه إضافة إلى إلمامك الملموس في اللغة  العربيه .


** مصطفى : 


- أنا لا أعرف قواعد اللغة .. عندي أخطاء لا أنكر .. أكتب على السليقة .. كذلك الأوزان .


// نجوة : 


- من يدخل صفحتك ويغوص فيها  ..يرى أنك حصلت على جوائز عديدة...هل تعتقد أنك تستحقها جميعا ..

أم أن هناك من يجاملك .أو أن البعض لايفقه كثيرا بالأدب فأعتاد على التصفيق والإطراء .


** مصطفى : 


- في حلب .. وفي ذلك الوقت في الثمانينات وبعدها .. كانت المدينة تضج وتغلي بالأدباء والشعراء.. وخاصة في الجامعة .. فقد تواجد في آن واحد عدد عظيم من أصحاب المواهب المتقدة والملفتة للنظر .. منهم ( نجم الدين السمان .. وخطيب بدلة .. ونضال الصالح .. ونهاد سيريس .. وعبد الرحمن سيدو .. وبسام سرميني .. وندى الدانا.. وأمان أبو دان .. وابتسام تريسي .. ومريم حاج صالح .. وفاطمة دهش .. وغزالة درويش .. وميادة اللبابيدي .. وأوهام العبد الله .. وغالية خوجة .. وبهيجة مصري ..وفيحاء العاشق .. وبيانكا ماضية .. وخولة غازي .. وذكرى حاج حسين .. ومحمد جمال باروت..  وزياد كمال حمامي .. وفواز حجو .. وعبد السلام حلوم

.. ومحمد علاء الدين .. وعمر قدور .. ومحمد فؤاد .. وحسين بن حمزة .. وأحمد عمر .. وعبد الحليم يوسف ..وأحمد.خيري .. ولقمان ديركي .. وزكريا حيدر .. وإبراهيم كسار .. ومحمد علي الشريف .. وعامر الدبك .. وبشار خليل .. ولؤي علي الحسين .. ومحمود أسد .. وخالد خليفة .. ومروان علي .. وصلاح داوود .. وعبد الرحمن حلاق.. وصالح دياب .. و بسام الحسين.. ومحمد بن يوسف كرزون.. ومسلم الزيبق .. و بدر عبد الرحمن.. وحسين الفقه ،   وغيرهم كثر .. حيث كانت حلب غنية جدا بالمبدعين .. هذا إلى جانب السادة أعضاء إتحاد الكتاب العرب .. ودكاترة الجامعة الكبار .. ما أروع ما كانت عليه حلب.. فهي عاصمة الثقافة العربية بحق .. كما هي عاصمة الفن والغناء .


وفي خضم هذا .. كانت تقام المهرجانات الأدبية والثقافية ،  ومن هنا بدأتُ أنال الجوائز الأدبية .. بدأت الجوائز في حلب .. ثم في سورية .. ثم في الوطن العربي ..


        حرمت وضاعت مني جوائز عديدة ، مع أنها كانت لي بجدارة .. مرة من جائزة المكتبة الوطنية عام 1984م بعد أن أكد لي عدة أساتذة بأنهم وافقوا على منحي الجائزة،  وفي آخر لحظة ذهبت إلى شاعر يكتب الشعر التقليدي وهو منبوذ من قبل الأدباء .. لكنه فاز بالجائزة لأنه كتب عن الرئيس .. وفي هذا الحال .. يفوز المنافق .


مرة ثانية في مهرجان الأدباء الشباب بالمركز الثقافي .. وبعد أن قررت اللجنة الأدبية منحي الجائزة.. وكان المهرجان على مدار ثلاثة أيام .. ثم توزع الجوائز.. فقد صادف ذاك اليوم .. هو اليوم العالمي للمرأة

 .. وهكذا وبطلب من أمين فرع الحزب.. تحولت الجائزة إلى إحدى المشاركات ، لكي يقال أن المرأة عندنا في سورية تنال حقها وتكرم من قبل الدولة ..


ومرة ثالثة أيضا .. أعلن عن مهرجان في إتحاد الكتاب العرب .. وقام رئيس الإتحاد بتشكيل لجنة لدراسة النصوص واختيار الأجمل والأقوى .. وصدف أن دعي رئيس الإتحاد إلى مهرجان في الأردن .. ذهب بعد أن كلف أحد أعضاء الإتحاد بالإشراف على المسابقة .. وكان هذا منحاز لمشارك عنده بيت في دمشق .. حيث يذهب إليه كلما غادر حلب إلى العاصمة بدل أن ينام في الفندق.. ولهذا منحه الجائزة .. والجمهور استاء واغتاظ  من هذه النتيجة ، حين سمع نصي وسمع نص ذاك المسكين.. وحدث أن عاد رئيس الاتحاد من الأردن في اليوم الثالث للمهرجان.. قبل توزيع الجوائز .. وحين اكتشف هذه المؤامرة احتج واعتراض ورفض مثل هذه النتيجة البائسة .. واحتج أيضا ذاك العضو المتأمر.. وقال لرئيس الاتحاد أنت فوضتني ولا يحق لك الآن الاعتراض .. فطلب رئيس الإتحاد التصويت من الجمهور الذي كان متعاطف معي إلى درجة كبيرة .


      وأهم ما حرمت من الجوائز.. جائزة القاهرة في عام 1989 م .. التي وضعت شروطا غير منطقية ..  من أهمها أن يكون المتسابق من حاملي الشهادات العليا .. في حين أنا لا أحمل الإبتدائية .. وقررت أن أشارك باسم أخي الذي يحمل شهادة الدبلوم .. وقلت إن فاز أخي سأذهب معه إلى القاهرة .. وأقول لهم لماذا تحرموني من المشاركة ؟!! .. ألا يكفي بأني حرمت من المدرسة .. وفعلا رشح أخي لنيل الجائزة .. وأرسلوا يطلبون منه صورة عن جواز السفر ، تمهيدا للسفر .. وهنا جاء صديق غيور وحقود وأرسل إلى لجنة القاهرة .. صور عن كتاباتي منشورة بإسمي في الجرائد

والمجلات .. ففضح أمري .. وتسبب بطردي من المسابقة .. مع حرماني من المشاركة لمدة خمس سنوات . 


          وصل الأمر أيضا إلى  توقف العديد من الزملاء والأصدقاء الأدباء  عن المشاركة في أي مسابقة أشارك بها .. لأنهم أصيبوا بالخيبة واليأس وعدم الثقة بمنافستي .. حيث تكون في كل مرة  الجائزة الأولى من نصيبي  .. وهم صاروا بلا  أمل  .. لدرجة أن تم الطلب من قبل البعض من السيد رئيس الاتحاد،   أن يطلب مني عدم المشاركة في المسابقات القادمة ، بحجة ليس من المعقول أن أحصد الجوائز في كل مرة .  


// نجوة : 


- على كل ليست الجائزة من تعطيك قيمه .قلمك الصادق .الأدباء  الذين أحبوا أسلوبك .. كلمات التشجيع الصادقة التي لاهدف ولاغاية ولامصلحة من ورائها هي جائزتك الحقيقية أديبنا ..   


// نجوة :


- هل تعتقد حضرتك أنك وصلت إلى الذروة..وأمسكت بناصية الأدب الحقيقي ؟ .


** مصطفى :


- أنا ما زلت في البداية .. ما زلت أتعلم .. وأخاف في كل مرة أكتب فيها .. يحبون قراءتي وأنا أرتبك وأتلعثم ويحمر وجهي.. مع أني أكون قد أخذت رأي عدة أصدقاء قبل أن أعلن عن عملي .. 


     من يظن ويعتقد ويتوهم بأنه أمسك بناصية الأدب الحقيقي ، فهو أحمق ومغفل وغبي ، ولا يملك الموهبة .. بل هو مغرور ونرجسي وتافه وفارغ.. مثله مثل بطل قصتي ( المبدع ذو الضفتين ) الذي سخرت منه .


     أنا أظن أنني مقبول .. ولا أسبب الملل للقارئ وأشدّه لمتابعتي ، وهذا شيء عظيم .. ويجلب لي الفخر والاعتزاز ، والرضى عن النفس والموهبة. 

    


// نجوة :


- جميل جدا ألا ينتابك الغرور. كما يحصل حاليا للكثير  فهذا يسرق ويغير بضع كلمات وينسب النص لنفسه واخر جادت قريحته وكتب بضع كلمات ظن من خلالها انه ملك زمام الأدب مع أن الأمر يصبح مخيف أكثر كلما نجح نص لأننا لاندري هل سنستطيع أن نحافظ على هذا المستوى أم سنسقط والخوف الكبير من السقوط يدفعنا احيانا للإبداع بشكل أكبر بوركت أديبنا .. رائع سردك لوقائع مفجعة .  


// نجوة :


- لكل قصيدة قصة مرتبطة بالقصيدة أي نص كتبت هو الأقرب إليك وماهي قصته .


** مصطفى: 


- الحب دائما خلف نصوصي .. والحرمان من كل ما أحببت .. حرمت من المدرسة .. حرمت من التي أشعلت موهبتي .. حرمت من بلدي .. من أمي .. من أخوتي .. من أصدقائي .. من حضوري الأماسي الأدبية .. من النشر في بلد عربي .. الحرمان هو قصتي الأولى والأخيرة .. ولهذا أنا لست متعدد 

المواضيع .. وربما هذا يؤخذ علي .. لأني لا أكتب عن أفكار مسبقة .. فأنا لا أكتب إنما أنزف وأبوح وقد أهذي بأشياء كنت أتمنى أن لا يعرفها أحد .. والقصيدة الأخيرة تبقى عندي أجمل ما كتبت ، إلى حين أن أكتب غيرها .. وأنا أرفض أن أسجل تاريخ كتابة القصيدة ، لأني أراهن على معاصرتها في كل وقت .. ولهذا كتابات كثيرة كتبت قبل الثورة بعقد أو عقدين .. ويظن البعض أنها كتبت من أجواء ووحي الثورة . 


// نجوة :


- لعلنا مشبعين بالجراحات وكلنا ينزف بطريقته .. لكن نزف روحك فتح جروحنا وأصبح هناك أنهار من الدماء لن أقول سوى ماأروع نزفك .


** مصطفى :


- ما أروع ذوقك ووجدانك الطاهر .


// نجوة :


- هل كتبت قصيدة وندمت أنك نشرتها ؟ .. وهل لاقت قبولا كغيرها بين الأدباء ؟ .


** مصطفى :


- نعم .. كتبت بعض القصائد وأنا منفعل .. ولذلك وقعت في الخطابية والمباشرة .. مع أنها لا مست القلوب .. وتفاعل معها الكثر .. كما أغضبت فئة معينة من الناس ..

ندمت .. ولكنها تمثل لحظة ما حسساسة وهامة .. ومع هذا فأنا مزقت الكثير الكثير من القصائد والقصص وأنا اليوم نادم جدا على ذاك الجنون .


// نجوة :


- محزن أن تمزق بعض ماكتبت .

وربما حصل معي موقف شبيه فقد مزقت الكثير الكثير من كتاباتي .لأن أحد أخوتي طلب ان يبقى ببيتي حتى يصلح بيته وكنت في بيت زوجي وبيتي لااحد فيه ولاني لا استطيع الرفض ولأن مجتماعتنا تبقى شرقية وتفسر على هواها .وقد خفت ان يقرأ اخي كتاباتي وتفسر تفسيرات انا في غنى عنها .فقد مزقت الكثير الكثير .

وقد خشيت أخذها لبيت زوجي خشية ان ينبش أولاده بين أشيائي إن خرجت من البيت وهكذا مزقت كل ماهو غال وثمين .


** مصطفى :


- ذات ليلة مزقت أكثر من مائة قصيدة حب لأرضي زوجتي .. وليتني أرضيتها .


// نجوة :


- كثرت المجموعات الأدبية وحضرتك منتشر عند الجميع ..ولكن أين تجد نفسك مكرم اكثر وسعيد بوجودك معهم ؟ .


** مصطفى :


- كثرة المجموعات تدل على اهتمام بالأدب ونشاط جميل .. حتى وإن تفاوتت المستويات .. في البداية المهم القراءة .. ثم يتطور القارئ .. وأنا أنشر في مجموعات عديدة بسبب أنني وجدت لكل مجموعة متابعيها.. وأنا أريد أن أوصل كتاباتي للجميع .. وكذلك أريد أن أوثق كتاباتي بأكثر من مجموعة حتى لا تسرق قصائدي ولا تضيع .. هناك من يأتي بعد التوثيق بفترة ويقوم بحذف هذآ التوثيق .. لم لا أدري ؟! .. قد يكون بسبب عدم قدرتي على مجاملته ومسايرته .. وهذا حدث معي بالفعل .


معظم المجموعات الراقية تهتم بي وتوثق كتاباتي وتكرمني مع أني مقصر بحق جميع المجموعات التي أحبها وأحترمها .. ولكن من الصعب عليّ أن أرد على كل هذا الجميل والمعروف .


أشكر مجموعتكم التي تعطيني دائما أكثر مما أستحق .. فذلك يعود إلى أن الأستاذة نجوة الحسيني من حسن حظي أنها تنحاز إليّ .. وأنا فعلا أعجز عن رد بعض هذا الجميل .


وهناك مجموعات عديدة تعطيني أكثر مما أستحق .. والشكر للجميع .


// نجوة :


- أولا لم نسألك عن المجموعات حتى تجاملنا ربما كان هدفنا أن نرى اي المجموعات أفضل من وجهة نظر أديب لنستفيد منها ونحذو حذوها ..ليس عيبا أن نستفيد من الافضل وان نقتدي به أما من ناحية التوثيق لااعتقد أحد يحذف بعد أن يوثق الامر ان غوغل كل فترة يهكر المدونات ولااحد استطاع معرفة السبب 

انا بدوري هكرت لي اكثر من عشر مدونات .وهذا عذاب لنا بالفعل ..وانا لاادافع عن أحد فقط أقول الحقيقة .

وانت تعرف ان رابطة الكتاب اصبحت تدون بصفحة وقد اقتبسوا هذه الفكرة مني عن طريق عزة .وحضرتك تذكر بقينا فترة نوثق بصفحة .. وذلك بسبب التهكير .


** مصطفى :


- نعم .. أعرف وأتذكر .


// نجوة :


- هل جربت ان تكتب الشعر الموزون ؟

وهل تجد أن لديك المقدرة على الخوض في مضماره ؟ .


** مصطفى :


- نعم .. في البدايات بدأت الكتابة بشكل تقليدي .. لم أكن أعرف أن هناك بحور شعر أو أوزان  .. ولم أكن قد سمعت عن شعر التفعيلة .. أو قصيدة النثر .. كنت أقلد حتى الجرس الموسيقي .. وألتزم بالقافية .. 


سنوات وأنا على هذا الحال،  حتى قال لي صديق أخي الأكبر ، وكان طالب في الأدب الإنكليزي : عندك كسر في الوزن .

سألته وما هو الوزن ؟!

أخذ يشرح لي .. ثم دلني على كتاب سفينة الشعراء للأستاذ محمود فاخوري .. وبدأت أدرس وأتعلم بحور الشعر والجوازات والتفعيلات

 .. ثم أخذت أحاول ، وكتبت بضعة قصائد قبل أن أذهب إلى إتحاد الكتاب .. وهناك وجدت من شجعني على كتابة قصيدة النثر ، وكنت أنا من خلال تجربتي وجدت أن الوزن يقتضي أن تضم القصيدة الحشو والزوائد ، ثم القصيد التقليدي يحول المخ إلى مخ تقليدي .. ولهذا تأثرت بكلام أدونيس .. وأنسي الحاج ، والماغوط .. وغيرهم .. واليوم أنا على قناعة تامة أن مستقبل الشعر لقصيدة النثر فقط.. حتى وإن تجرأ عليها كل من هبّ ودبّ .. لكن التجربة ستعلمه أن قصيدة النثر من أصعب وأعقد وأهم وأجمل الشعر .. ولقصيدة النثر موسيقا خاصة بها لا يدركها إلّا من كان منفتح على جمالية اللغة .. تطورت موسيقا الشعر ، كما تطورت الموسيقى العربية ، فهل موسيقى محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ، مثل موسيقى العصر الجاهلي ، حيث كان الطبل والمزمار هو كل شيء . 


// نجوة :


- ربما كما أسلفت أن المستقبل لشعر النثر ولكن يبقى للشعر الموزون قوته وسلطته .ولعلنا لانمتلك زمامه بشكل جيد ..لأننا نسينا واقول ذلك عن نفسي ..نسينا الكثير من الأوزان وطريقة السيطرة عليها .


** مصطفى  :


- أستاذة موسيقى ذلك العصر تختلف عن نبض هذا اليوم.   لذلك سننسى .. اليوم أنتهى عصر الطبل والمزمار .


// نجوة :


- لابد لكل أديب متميز من وجود أعداء يحاربوه

فهل أعداؤك كثر ؟ وماهو موقفك تجاههم ؟.


** مصطفى :


- على قدر ما كان عندي من أصدقاء في الوسط الأدبي ، على قدر ما أنا الآن أشكو من قلة الأصدقاء .. في بداياتي كان الجميع متحمسون لصداقتي ، فأنا في نظرهم طفرة لن تتكرر .. شاعر لا يحمل الوثيقة الإبتدائية .. عامل بناء .. بروليتاري .. وهذا ما يلفت انتباه الشوعيين أولاً، ويجذبهم لصداقتي

 .. كل واحد منهم يأخذني ليقدمني ويعرفني على رفاقه .. شاعر الطبقة العاملة .. وعلى كل من يريد الادعاء  أنه متواضع فما عليه إلّا أن أكون صديقه .. ومقرب منه ..  


     في البداية كانوا يتعاطفون معي .. على أنهم أساتذة وأنا أقل شأنا منهم في الدرج الإجتماعي، مثلي مثل أي طفل مدلل . . فأنا البروليتاري المعجزة ، وأستحق لمسة حنان منهم .. هكذا كانوا بشكل عام .. أغلبهم وأكثرهم ومعظمهم ..


     وحين تجاوزت حدودي، وأحببت

 مهندسة وشاعرة رفضتني وتكبرت ، مع أنها تقول لي : أنت تكتب بشكل جميل جداً .. تعجب بما أكتب ولكنها ترفض الاقتران بي .


وكذلك الأصدقاء الرجال الأدباء .. حين بدأت أنال الجوائز وأكوّن اسماً .. بدأت التغيرات من قبلهم .. ومنهم تحولت بنظره إلى عدو ، وعليه التخلص مني .. هناك من تآمر عليّ في عملي، وعمل على تدميري ،  ماديا ومعنويا وسمعة وأخلاقا .. والكل يعرف مدى بساطتي وطيبة قلبي ومساعدتي لكل واحد منهم يتقاضى راتبا ولا يكفيه .. قدمت لهم مساعدات .. وفرص عمل عندي .. سرقوني ونهبوني وأفشلوا عملي ، ثم شمتوا بي .. أنا أكثر الأدباء الذي تضرر من أصدقائه الأدباء .. وأستطيع كتابة القصص والروايات عن ذلك .. ولكن ما يمنعني لا أريد أن أفجر الفضائح .. مع أني دفعت الثمن غاليا جداً جدا . 


أنا وجدت في صداقات الفيس بوك أكثر راحة وأمانا وإخلاصا .. لذلك تواصلي مع أصدقاء الماضي قليل جدا.. على الأديب السوري أن يصادق أدباء من دول عربية أخرى .. وهذا أفضل له وأسلم .. حيث يحافظ على قيمته الأدبية .      


// نجوة :


- لن أقول مثلك ان صداقات الفيس هي أفضل ..من الصداقات في الحياة بل سأقول أن الاخلاق والتربية بشكل عام أنحدرت .ولم يتبق قيم ولاتبق من يفهم مفهوم الصداقة لذا فشلت معظم العلاقات على كافة الاصعدة قلة قليلة  كعدد أصابع اليد الواحدة من تحفظ المودة والصداقة والقيم من تدرك أنك إن نبهتك لخطأ تريد مصلحتك. 

وتجد الرد شعورهم أنك تغار من تفوقهم لذا أقول الجيد يبقى جيد سواء في الواقع او في هذا العالم الافتراضي والسيئ سيئ أينما كان مهما كان ملمسه ناعما كالأفعى .


** مصطفى  : 


- أتفق معك أستاذة .. لكن هذا حالنا للأسف .


// مصطفى :


- هل خطر ببالك  يوما انه بالإمكان ان تستنفذ كل طاقتك الأدبية وتعجز فجأة عن التعبير لو وصلت لهكذا حالة ماهو شعورك ياترى ؟.


** مصطفى :


- حدث هذا معي بالفعل .. وأنا في أوج كتابتي الشعر في مطلع عام 1988 م .. وجدت أن الشللية في الوسط الأدبي ، قد أخذت مداها الواسع في حلب وسورية وحتى الوطن العربي .. النشر لا يتم إلّا عبر الواسطة والمعارف والمحسوبيات .. وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة من أماسي أدبية إلى مهرجانات إلى ندوات ثقافية .. حتى أن كل شاعر وأديب يحضر معه شلته يوم مشاركته لكي ينصب عليه وابل المديح المجاني والفارغ .. وفي المقابل تحضر شلل أخرى للمهاجمة والإساءة والحط من مستوى المشارك إن كان شاعراً أو قاصاً .. وأنا لا أحب هذه الأجواء، لذلك فكرت أن أبتعد وأتوقف عن الكتابة والمشاركة. 


جماعة السكر واللهو والعربدة والعلاقات اللا أخلاقية منحازة للحداثة وقصيدة النثر والسريالية والغموض والفوضى والضياع .. هم شلة منغلقة ولا تعترف إلّا بمن يجاريهم ويسايرهم ويمشي في ركابهم.. والجماعة الثانية هم أخلاقيون ولكنهم يميلون للتقليد والتراثي والكلاسيكي .. وهم بدورهم ملتفون حول بعضهم .. لا يعترفون إلّا بمن يشاطرهم الموقف ويمشي في ركابهم ..وأنا كنت أحاول أن أكسب الجميع .. ولكني عجزت وفشلت ..وكادت علاقتي مع كل الأطراف أن تصل إلى طريق مسدود .


في تلك الأثناء لا حظت أن عدد الشعراء يفوق بكثرة هائلة عدد كتاب القصة القصيرة .. ومن هذا المنطق كان القاص يأخذ مكانة وحفاوة أكبر وأهم .. رغم أن في قناعتي وأعماقي أنظر للشاعر على أنه أعظم أهمية من حيث اللغة والأحاسيس والمشاعر والإنسانية والرقي .. كنت أعتبر الشاعر ذو حساسية من الدرجة الأولى ثم يتبعه الأديب القاص والروائي .. وهذا ما قادني لأن أفكر بكتابة القصة القصيرة .. وكانت تضحية مني وتنازلا .. لكني سأضيع بين هذا العدد الهائل من الشعراء، وهنا لن أحظى بالاهتمام ، فأنا أنطلق من الأصالة إلى الحداثة  .. ونحن عندنا مثل ( كله عند العرب صابون ) لا نميز بين الجيد والعادي .. سأكون مجرد شاعر عادي .. وهذا ما دفعني للإقدام على كتابة القصة القصيرة .. وبالفعل منذ كتابتي لقصتي الأولى وجدت النجاح والاعتراف والإعجاب.. حيث نشرت قصتي في مجموعة ( نماذج من القصة الساخرة في سورية ) مع أهم كتاب ورواد القصة الساخرة .. وكانت معظم قصصي تفضح الوسط الأدبي وخاصة الشعراء منهم .. والحركة النقدية القائمة على المنافع والعلاقات الخاصة .             


// نجوة :


- في كل زمان ومكان تأخذ الواسطة دورها او أمور اخرى يصعب التطرق لها للاسف .


** مصطفى  :


- لكن الفن والأدب لا واسطة تصلح لهما .


// نجوة :


- سؤالي العاشر خفيف نوعا ما.. ماهو الموقف الصعب الذي مر بحياتك وكيف تغلبت عليه ؟ .


** مصطفى :


- المواقف الصعبة والخطيرة والمؤلمة التي تعرضت لها في حياتي كثيرة ولا تحصى .. وخرجت من بعضها أو تغلبت عليها بإعجوبة فعلا .. منها على سبيل المثال :


- حين نلت جائزة الإبداع الأدبي والفكري من دولة الكويت ، ذهبت إلى دمشق لأصرف الشيك ، لأن البنك في حلب لم يسلمني المبلغ ، ذهبت بمفردي ليلا ، وكنت في تمام الثامنة صباحا أقف أمام البنك .. صرفوا لي المبلغ ، وعلى الفور عدت راجعاً إلى حلب .. الوقت صباحا والركاب قلة والبولمانات كثيرة ، قطعت تذكرة وصعدت ، وقدمت التذكرة للمعاون،  فقال لي لا ركاب كثر ، إجلس حيث ترغب .. اخترت مقعدا ، خلعت معطفي ووضعته مع حقيبتي الصغيرة على الرف فوق رأسي وجلست .. وحين تحركت الحافلة لتمشي ، صعد رجل يشكو من شلل في رجله،  ومعه امرأة .. والمقاعد كثيرة وفارغة ، نحن بضعة ركاب ، لا يتجاوز عددنا العشرة ، لكن هذه المرأة نظرت في تذكرتها ، وتقدمت نحوي ، قالت :

- هذا المقعد لنا. 

ابتسمت لها ، وقلت :

- أختي المقاعد كلها فارغة .. أقعدي أينما أردت .

قالت وبحدة: 

- هنا مكاننا .. وسنقعد هنا .


   نظرت إليها .. تأملتها جيداً ، تبدو هذه المرأة رزيلة ووقحة ووسخة.. وزوجها عاجز ، وتبدو عليه علامات الطيبة  ، فحاولت إقناعها بلطف :

- أختي ما الفرق ؟! .. أنا سألت المعاون وقال لي أجلس في المكان الذي تريده .. وجلست هنا بعد أن خلعت معطفي ووضعت حقيبتي كما ترين،  فلماذا تريدين عذابي ؟! .. المهم أن نصل بالسلامة . صاحت غاضبة ، بطريقة بشعة :

- أنهض من مكاننا يا عديم الذوق .

وقبل أن أرد عليها ، فأنا شعرت برغبة بالتحدي .. قال لها زوجها: 

- تعالي إلى هذا الكرسي .. يعني ما الفرق ؟!  زعقت بوجهه بانفعال وعدم اكتراث واحترام :

- اسكت أنت لا علاقة لك بالأمر .


   قررت أن لا أعطيها المقعد مهما كلف الأمر ، مع أنه لا فرق عندي بين مقعد وآخر .. بل لست جاهزا لمثل هذه المشكلة التافهة .. فأنا سعيد بحصولي على هذه الجائزة العربية ، والتي كانت حلم جميع أصدقائي ، وأنا لا أحمل الابتدائية ، في حين كان عدد من شارك في هذه المسابقة يتجاوز الثلاثة آلاف ، نسيت الرقم ، وكلهم من حملة الشهادات العليا .. ثم أن سعادتي عظيمة بهذا المبلغ الذي حصلت عليه ، أكبر مبلغ ألمسه وأحوذ عليه في حياتي ويكون لي .. منذ اليوم لن تحتج زوجتي على متابعتي للكتابة والنشر  ، وسيتوقف أبي عن قوله :

- الأدب لا يطعم خبزاً .. 


لكن هذه المخلوقة التافهة والساقطة من أين برزت لي ، لتقتل عليّ فرحتي ، وتشتّت لي خيالاتي وأحلامي ؟!..


     وتقدم مني المعاون يسألني بلطف :

- أستاذ من فضلك تعال إلى المقعد المجاور .

وتوقف السائق عن المسير ، وكان قد خرج من المحطة ، واجتاز مسافة ليست بالقليلة .. وتدخل بعض الركاب ، والكل  يرجو أن ننهي هذه المهزلة .. فقلت مخاطباً المعاون :

- حين أعطيتك تذكرتي،  قلت لي أن أجلس على المقعد الذي أختاره .. وأنا اخترت هذا الكرسي ، فلماذا لا تطلب منها أن تجلس ومن معها على كرسي آخر ؟! .

قال المعاون وعلامات الحرج والارتباك باديتن عليه :

_ يا أخي .. هي مصممة أن تأخذ الكرسي المخصص لها .

وتحرك السائق من خلف مقعده ، وتحرك نحونا ، قائلاً في استياء :

- سوف ألغي الرحلة بسببكم .. ما رأيكم ؟ .


صاحت المرأة التي شكلها وهنداهما تدلان على مستواها الوضيع :

- ناس لا تحترم النظام والقوانين .

صرخت بازدراء :

- وأنت ما شاء الله ، تبدين في قمة التحضر والذوق .

وهنا نهض رجل كان مقعده يقع خلف كرسي السائق ، أي في الصف الأول .. واتجه إلينا ، كان ضخم الجثة،  غزير الشنب ، مكفهر الوجه .. تقدم نحونا مسرعا ، في عينيه غضب واضح .. وحين وصل إليّ .. صرخ :

- أنت رجل لا يفهم .. ولا تأتي بالذوق .. هيا انهض من هنا قبل أن أحطم وجهك .


   تفاقم الوضع .. وجدت نفسي في ورطة لا نهاية لها .. والمرأة استبشرت خيراً بهذا الحيوان .. وأنا في قرارة نفسي ألعن نفسي على هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه .. ليتني منذ البداية نهضت وتخليت لهما عن هذا الكرسي اللعين .. ولكن الآن وفي هذه الطريقة المهينة ، صعب عليّ جداً التنازل والقبول ، والرضوخ للأمر الواقع.. كرامتي لا تسمح لي أن أهان .. كبريائي تمنعني من القيام بكل هذا التنازل .. يا ربي لم أرسلت لي هذه المرأة اللئيمة ؟! .. ما عساني أن أفعل ؟! .. الوضع تأزم .. الرجل البغل يقف فوق رأسي ويلتقط أنفاسه بصعوبة ، يبدو أنه مجنون،  عصبي إلى أبعد الحدود ، جسده الضخم بحجم جسدي بمرتين .. أردت أن أمهد لتنازلي،  لخيبتي ، لمرارتي ، لانهزامي،  لاستسلامي،  فقلت :

- كلكم وقفتم معها لأنها امرأه.. لكنكم لم تكونوا مع الحق والمنطق . 


لكن هذا المتوحش الذي يقف فوق رأسي ، لم يمهلني .. بل امتدت يده الضخمة وصفعتني على وجهي .. وهو يصرخ في هياج :

- قلت لك انهض يا عديم الذوق .. وإلّا قضيت عليك .. أنت لا تعرف مع من أنت تتحدث .. ليكن في علمك .. أنا رئيس مرافقة سيادة العميد الركن ( مصطفى التاجر ) رئيس فرع الأمن السياسي .  


هالني ما أنا  فيه  من موقف فظيع.. أنا الآن أضرب .. أتعرض للضرب من قبل هذا الخنزير .. بسبب تلك الحقيرة الفاجرة .. يا الله !!! .. اليوم هو يوم فرحتي ، يوم سعادتي .. أنا حصلت على أهم جائزة عربية في الأدب ، عن مجموعتي القصصية الأولى .. الكل اليوم يحسدني ، وكان يتمنى أن ينال الجائزة بدلا عني ، فأنا بنظرهم لا أستحقها،  لأني لا أحمل حتى وثيقة الإبتدائي ، في حين هم يحملون الشهادات الجامعية .. ولكن ما العمل الآن .. أردت التراجع .. لكن هذا السفيه لم يمنحني الفرصة .. وأنا بهذه الطريقة لا ألبي وأتنازل حتى لو قتلت .


أحتاج إلى معجزة من عندك يا ربي .. معجزة سريعة ، خاطفة .. لأنجو من هذا الموقف .. زعقت وأنا أهم بالنهوض :

- أتضربني ؟! .. أنت تضربني !!! .. ومن أجل هذه التافهة .. أنا سأريك.


قلت هذا،  بينما كنت في داخلي أهزء من نفسي :

- وماذا ستفعل يا بطل؟! .. هذا يأكلك من دون ملح .


لكن هذا الضبع ، لم يتراجع ، ولم تهتز له شعرة من شنبه الغزير الشعر والأشقر اللون ، بسبب تهديدي له .. بل امتدت يده إلى خاصرته وأستل مسدساً ، أشهره بوجهي ، وهو يصرخ :

- وحق الله سأقتلك .. سأفرغ طلقات المسدس في صلعتك .


دبّ الذعر بين جميع الركاب ، والسائق ، والمعاون ، وزوج المرأة العاجز ، بل وحتى المرأة خافت وندّت عنها صرخة ذعر .. وهي تصيح :

- لا .. لا تقتله .. خلاص .. ما عدت أريد كرسيه ، دعه له .


وأنا بدوري كانت أوصالي ترتعد،  رغم محاولتي كبح ارتعاشي.. وبذلت جهداً عظيماً لكي أتظاهر بالتماسك والشجاعة .


هتف السائق ، بعد أن كان يطلب منا أن نصلي على النبي ، ونهدأ :   

- الحمد لله .. ها هي الأخت .. تنازلت  له عن الكرسي .. وانتهت المشكلة . 

       

وانبعث الأمل في داخلي من جديد .. انتهت المشكلة ، وسأعود لخيالاتي وأحلامي .


لكن صاحب الشنب الكثيف ، عنصر المخابرات ، زعق كالحيوان : 

- بل سينهض غصب عنه .. وإلّا أفرغت المسدس في صلعته .


    عاودتني موجة التحدي .. شعرت بالاهانة.. مع أني أتمنى من كل قلبي أن أغادر هذه الحافلة ، دون أن يعيدوا إليّ نقودي ، وسأخذ تكسي وأعود للكراج لأصعد على حافلة أخرى..قلت في يأس وأنا أتظاهر بالشجاعة :

- هيا اقتلني .. ماذا تنتظر ؟!.. لن أترك الكرسي .

وصاح الجميع بصوت مليء بالضيق :

- يا جماعة صلوا على النبي .


وما كان من البغل الذي يشهر مسدسه .. إلّا أن ضربني بأخمص المسدس على رأسي ، وهو يزئر كوحش :

- وحق الله سأقتلك .

وصرخت جوارحي بجنون وقنوط: 

- يارب أعطينا حلاً يرضي الجميع .. يا رب لا أريد أن أموت .. أريد أن أبقى وأعيش،  وأكتب .. سأكون كاتباً عظيماً ، مثل نجيب محفوظ .. ونزار قباني .. ومحمود درويش.. وزكريا تامر ..


      وفجأة .. ومثل انبعاث البرق .. خطر لي أن أقول :

- إن كنت تظن نفسك رئيس مرافقة سيادة العميد ( مصطفى التاجر )... فأنا ابن عمة الرائد( طلال الأسعد) 

.....وما إن أنهيت كلامي هذا ، وأنا في غاية السوء والقلق  .. حتى رفع مسدسه عني .. وتطلع بي بتمعن .. وهتف : 

- قول وحق الله إنك ابن عمة سيادة الرائد طلال الأسعد. 


     وكان  الرائد ( طلال الأسعد ) هذا ، هو بالفعل قريب لصديق عزيز على قلبي .. ولا أعرف كيف تذكرته .. في هذا الوقت العصيب .. قلت :

- نعم أنا قريبه .. واليوم ستلقاني عنده .

تراجع ذو الشنب الضخم .. نظر إليّ باسماً .. وهتف بفرحة :

- لك أبوس اللي خلق الرائد ( طلال ) .. سيادته حبيب قلبي .. واقترب مني ليحضنني، وتنهمر على رأسي ووجهي قبلاته الحارة والصادقة .


وهكذا انتهت المشكلة .. وهكذا جعلتني أكتب قصة .


// نجوة :


كلنا يعرف ان الناس اصبحت تحب  النفاق والمنافقين وترمي الصديق الصادق من أجل منافق وكذاب او من اجل شهرة وهمية مع ذلك لو كنت أنا لتركت الكرسي من اول لحظة ولم أزج نفسي في مشكلة ليس لها معنى . احيانا لايصلح العناد .وكثيرا ينفع التباهي بالٱخرين ذوي المناصب .


// نجوة  :


-ايضا سؤال خفيف ..

برأيك هل الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنه ؟ وهل تتحول الصداقة إلى حب أو هل ممكن أن يتحول الحب بين الرجل والمرأة إلى صداقة ؟


** مصطفى :


الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة جداً .. بل هي قابلة للإستمرار والتعمق والنجاح أكثر من الصداقة بين الرجل والرجل ، أو بين المرأة والمرأة ..لأن التنافس بين الرجل والمرأة يكاد أن يكون ضعيفاً إن لم يكن معدوماً .. أنا لم أجد ضرراً أو عداوة أو تحدي أو مؤامرة أو غدر من أي صديقة لي .. بل لا أجد منهن سوى التشجيع والوفاء .. في حين وجدت من بعض الأصدقاء الرجال محاولات لتدميري والقضاء عليّ بشكل نهائي .. والحب بين الرجل والمرأة بدون صداقة هو حب ناقص ومشوّه وقد يكون نزوة قائمة على الشهوة .. وهذا لا يدوم ولا  يستمر .. لأنه قائم على المصلحة والأنانية مثله مثل العلاقات التجارية .. وأجمل قصص الحب هي التي قامت على أسس الصداقة والمعرفة والمودة والاحترام.   


// نجوة :


- الصداقة المهنية برأيي ممكن ان تكون بين الرجل والمرأة لكن ليست ذات ديمومة .  الا ماندر .فلا الرجل الشرقي يتقبل ان يكون لزوجته اصدقاء رجال.. ولا نساءنا تقبل ان يكون لزوجها صديقات .الا اذا تحولت لصداقات عائلية بين الطرفين ..اعتقد ممكن ان تتحول الصداقة لحب ان لم تكن هناك عوائق والعكس مستحيل لايتحول الحب لصداقة ..ربما لعداء .


** مصطفى :


- حين يكون هناك اهتمام مشترك ستكون حياتهما جميلة جدا .


// نجوة :


- كلنا. يعرف ان النت وسيلة العصر .. ولكن كل مانكتبه يذهب ويمشي مهما حاولنا الاحتفاظ به فقد تهكر صفحتك لاسمح الله..او يسرق جوالك لاقدر الله او 

يحصل شيء ما بالغلط وتذهب كل جهودك أدراج الرياح برأيك هل النت  هو الوسيلة الحقيقة  للشهرة ولحفظ كل مانكتب أم أنك  تحتفظ. به ورقيا ؟ .


**  مصطفى :


أنا أكتب على الورق .. من الصعب عليّ الكتابة المباشرة على الجهاز الصغير ، وحتى اليوتيوب.. وأحتفظ بكل ما أكتب .. سابقا في سورية قبل النت والفيس ، كنت أحتفظ بأكثر من نسخة من كتاباتي .. والنسخة الثانية عند أختي مثلا ، أو أخي .. خشية من حدوث مشكلة .. والآن أنشر كتاباتي على مواقع عديدة حتى لو حذف بعضها تبقى في موقع آخر .. هناك مواقع تحذف ما توثقه بعد فترة وهذا ما أجهل سببه ..وكذلك أملك أكثر من حساب بسبب الحظر والتهكير وغيره ..


// نجوة :


- جميل ان تحتفظ بوثائق ورقية وهي الاكثر ضمان

اما عن الحذف فقد شرحت لك ربما تهكير لمدونة.


// نجوة :


-  أخر سؤال بسيط/

ما هي نشاطاتك الأدبية خارج نطاق النت وعلى ارض الواقع .


** مصطفى  :


- الآن في تركيا لا نشاطات لي .. طبعت ثمانية كتب .. ولكنها مخزنة عندي في البيت .. وزوجتي تتمنى التخلص منها لأنها تسبب لبكة ، وتحتاج إلى أمكنة .. حاولت إرسالها إلى دول عربية ، ولكنها مكلفة جداً .. حاولت عرضها في المكتبات هنا .. المكاتب التركية ترفض الكتب العربية .. بحثت عن مكتبات عربية .. وجدت مكتبة في إسطنبول تبيع الكتب العربية صاحبها من السودان .. اتفقت معه وأخذت له من كل صنف من مطبوعاتي .. وطلب مني أن أراجعه كل شهرين مرة ليحاسبني بثمن النسخ التي يكون قد بيعت .. وحين ذهبت إليه عند الموعد المحدد لم أجده لا هو ولا المكتبة .. سألت عنه ،  قيل كان مستأجرا وأخذ كتبه وانتقل .. وصرت أطلبه على الجوال ، كان قد حظرني.. وهكذا ذهبت الكتب .


       مكتبة ثانية صاحبها أديب سوري ، في ولاية تركية على بعيدة  ، تواصل معي وسألني عن مطبوعاتي ، فطلب مني أن أزوده بها ليبيعها ويؤجرها للقراء .. أرسلت له ودفعت أجرة حمولتها الباهظة من جيبي.. ومرت أكثر من ثلاث سنوات وهو مطنش عن ثمن الكتب .. يبيع ويؤجر  الكتب على حساب الأدباء .. ليته يقرأ هذا الكلام ويفهم أن هذه ليست شطارة .. صار عنده مكتبة غنية من وراء احتياله على الأدباء الذين يطبعون ويرسلون الكتب إليه ويدفعون ثمن المواصلات وهو يبيع ويؤجر لحسابه الخاص ، ثم يدعي أنه ضد الفساد ومع الثورة .


         حاولت أن أكون نشيطا ومفيدا في إتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار .. وتواصلت مع أدباء كبار من الأخوة السوريين والعرب ودعوتهم للانتساب وتفاعلوا معي بحكم أني أمين سر الإتحاد وصاروا يقدمون طلبات الانتساب لي .. في الوقت الذي نشرت لجنة النصوص .. قصيدة غاية في التفاهة والسخافة والركاكة.. والمعنى أسوء من الشكل .. وحين انتقدتها وسألت من سمح بنشر هذا النص المقرف .. قالوا إنها سليمة الوزن .. وكأنّ القضية قضية وزن .. هم لا يفهمون إلّا أنها قصيدة عامودية حققت الشروط من وزن و قافية وسلامة اللغة .. تحاورنا .. تجادلنا .. اختلفنا .. وجدت أن الكثرة ضدي .. إنسحبت من الاتحاد وغير آسف .


        يحدث في إسطنبول أن تقام المهرجانات الأدبية خاصة للسوريين .. لكن السوري لا يدعو من هو أفضل منه .. ولا من لا يقدم له الفائدة ..ومن يقوم بهذا النشاط على أساس أنه صديقي.. وهو يملك رصيدا من القصائد،  بحدود قصيدة ونصف تقليدية ، كتب أبياتها الأولى

صديق لنا آخر ، ثم أخذ هذا الق


صيدة وأكملها .. وجه الدعاوى إلى أقل الشعراء شأنا في الوطن العربي .. ولي وجه دعوة للحضور فقط .. كتبت له أنا أهم وأفضل وأكبر من كل من وجهت  إليه دعوتكم المحسوبة والمدروسة على مقاسكم   .. فقاطعني ..  


// نجوة :


-  أخيرا/  لابد ان انوه :


أرى الكثير من نصوصك في مجموعات اخرى ولا اراها عندنا كذلك .تنشر في كل المجموعات اولا واخرالمطاف نحن أهو خجل منا .أم ماذا ..أتمنى الا تجاملنا ان لم تكن مقتنع بنا ..اشكرك .


** مصطفى :


- على العكس أنشر عندكم  يوميا.. أحيانا أنشر في مجموعات كنت قد نشرتها عندكم .


    حاورته الأدبية : نجوة الحسيني .


بلادي بقلم خديجة محمد

 بلادي

بلادي انتي امي.

انتي الدم الذي في عروقي يجري.

انتي نبضات قلبي.

انتي الشمعة التي تنير دربي.

انتي شمسي

انتي الثراب الذي عليه امشي.

انتي نغمة. نغمة حلوة على لساني.

انتي كلمة لها معنى اكبر من كل المعاني.

انتي صورة رسمتها في وجداني

انتي عشقي... وانتي حياتي.

وانتي قصيدة شعري

يابلادي

         بقلمي. خديجة محمد


أحلام مدينة بقلم فاطمة حرفوش

 ق ق ج


             أحلامُ مدينة 


على أهدابِ الحُلمِ تغفو مدينةُ وتصحو , تتسلقُ جدرانَه العاليةَ الشائكةَ ترنو لفجرٍ جديدٍ بعدَ أنْ أثقلَ الليلُ جفونها وأرقّها تمضي لنهارها متعبةً تترنحُ على وقعه تعدُّ أنفاسها لتلتقطَ قطراتٍ من ماءِ الحياةِ .

عن بعدٍ ترنو لها شقيقاتها تُقاسمُها 

الهمومَ وتغني على نايها .

كيف لخطاي أنْ تسيرَ ..

والطريقُ يتلوى ..أمامي كأفعى

ولأحلامي أنْ تطيرَ ..

والأفقُ بالضباب سُدا .

أيد خبيثة تلوح منْ بعيد ، ووراءِ الأُفقِ المتدِ جنوباً .... ينعقُ صوتٌ قبيحٌ تأبطَ وجعها محاولاً شد إزرها ويتربصُ بها وبأخواتها شراً .. امضِي فنحنُ معكِ وأنتم أخوةٌ لنا لن نتخلى عنكم نحنُ وإياكم سواءٌ في السراءِ والضراءِ .

في سمائها تزدادُ الغيومُ السوداءُ الداكنةُ تنذرُ بشتاءٍ عاصفٍ .. تتجمعُ الشياطينُ وترفعُ راياتها .

 تتعددُ الأتجاهاتُ وتتلونُ الطرقُ .. وهي تمضي في سيرها تخلعُ وجهها القديمَ الجميلَ المشرقَ لترتدي وجهاً أخرَ غريباً تُرسمُ ملامحه من عدة لاعبي شطرنج على رقعةِ الألمِ والمعاناةِ والحُلمِ وتمضي لمصيرها المجهولِ بينما  شقيقاتها تغص بالآه وتشربُِ دموعها وتعتصرُ قلوبَها الألمُ .


      *************

بقلمي فاطمة حرفوش سوريا


صوت مبحوح بقلم فتيحة المسعودي

 صوت مبحبح 


صوت غريب لم أسمعه من قبل ، صوت مدوي وكأنه إنذار .. صوت رهيب قريب من أذني !! ياالاهي !! ما هذا الشيء ؟؟ !!..

انتفضت وقفزت من سريري .. أتمايل في خطواتي يمينا ويسارا !.. وكأن رخام بيتي تحول إلى أرجوحة !! ..

أصابني ذعر .. ورعب ..لم أعد أستوب ماذا يحصل !!،، بين الرعب والدهشة ، رددت وناديت ،، أبي  ابي  أمي   استيقظا  هيا بسرعة .. رباه .. ماذا يحصل ؟ وأين أنا ؟؟ .

صباح مرعب .

استيقظت لأجد نفسي وسط حشد كبير من الأسر .. وأنا في دهشة من أمري!!،، أنظر .. أتأمل بعمق .. لعلني أتذكر ماذا حل بي ،، وأعرف أنا أين ؟ ومن أنا من بين هاؤلاء ؟ ، دموع غزيرة ..آلام .. حسرة .. بعد كل هذا لم يكن بوسعي غير النطق بكلمة واحدة ( الحمد لله ) وبعدها نزعت المصل من يدي ،، وقفت .. واتجهت نحو الأمام ، وأنا في شبه كابوس !.. بدأت أنظر هنا وهناك .. وكأنني أبحث عن شيء لم أعد أتذكره .. أبحث بلهفة ، لم أكن أرى غير الضمادات البيضاء المزركشة باللون الأحمر !.

أصوات غريبة .. بكاء ..صراخ .. آهات .. أكاد أجن وأنا أدور يمينا ويسارا .. وكأنني ضائع في عالم غريب !، وأخيرا حالفني الحظ ، حصل أن تذكرت إسمي بواسطة صوت مبحبح خافت  يبدو عليه علامة التعب والإرهاق .

يردد  أحمد .. يا أحمد ..بدأت أستوعب شيئا فشيئا ،، الى أن عرفت بعد معانات ان صاحب اسم أحمد هو أنا !! ، حمدت الله وشكرته أنني تعرفت على اسمي .

ما إن رفعت نظري جهة المنادي حتى قفزت بسرعة لأرتمي بين أحضانها .. بدأت أقبلها بحسرة وشوق ولهفة ،، كانت هي الأخرى تحاول أن تحضنني بقوة لولا تعبها وقواها المنهارة ، 

اكتفت المسكينة بمسح رأسي وتأمل ملامحي بعمق .

بالكاد نطقت كلمات قليلة، هذا قدر الله يابني ، الحمد لله أنك نجوت وانك في صحة جيدة .. رحم الله أباك واختك ، رحلو الى دار البقاء فورا بعد الحادثة فيك البركة يا ابني ، رفعت بعد ذلك أصبعها الى الأعلى وهي تردد بصوت خافت ، ( أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )

لفظت أنفاسها الأخيرة ارتفعت روحها للسماء لحاقا أبي وأختي .

أصبحت وحيدا بعدما كنت بالأمس مرافق لأسرتي الكريمة التي أصبحت حاليا في عداد الشهداء .

بينما بقيت أنا .. أنا الإبن الضال لم يعد يعرف مقره 

ابن تائه .. لم يعد بوسعه غير الذهاب الى تلك البقعة الأرضية ، التي أصبحت عبارة عن تراب وصخور متراكمة .. لأتأملها من بعيد .. وارى في كل زاوية منها ذكرياتي وعائلتي السعيدة ، الكل يبدو لي على ما يرام ، هاهي ذي أختي الجميلة تراجع دروسها فوق ذاك المكتب .. ابي .. نعم إنه أبي في الجانب الأيسر من البيت وسط الصالون يتفرج على مبارة كرة القدم وهو في أتم بهجته وفرحته ،، اين انت يا أمي ؟؟ اشتقت اليك لما انت غائبة عن البيت ؟؟ !! ماذا؟؟ هذا صوت أمي وهي تناديني من المطبخ بصوتها الحنون ،، حاضر يا أمي سنجتمع فورا على طاولة العشاء !! بعد رؤية عائلتي في كل زوايا تلك البقعة الأرضية بين الصخور والجدران المتساقطة ..بعدما رأت الصخور حزني وألمي أصبحت لينة وقصت علي بالتفاصيل المملة كيف غادرت أسرتي الصغير الى دار البقاء 

بعدما سقط جزء جدار على رأسي ففقدت الوعي.. وقصصت عليها بدوري قصة أمي عندما عثرت عليها في أحد المستشفيات ولم يكن لديها الوقت الكافي لتترك لي وصية أو هدية لذكراها .. غير الهدية الجميلة المبحبحة .. أحمد   يا أحمد .. بالفعل إنها هدية العمر سيبقى رنينها في أذني على مدى السنين .


فتيحة المسعودي 

طنجة  المغرب    ٢٨٢٠٧٩


شاهد عيان فقد لسانه في مسرح الهزيمة بقلم محمد حمد

شاهد عيان فقد لسانه في مسرح الهزيمة 

محمد حمد

خرج من كثافة الهموم المزدهرة 
في كل بيت 
معصوب العينين
فقد لسانه في مسرح الهزيمة 
استعان مؤقّتا بهويتي المزوّرة 
وأشار بسبّابته المدببّة كالرمح
الاصم 
إلى قناعٍ قديمٍ من جلدِ السلاحف
كان (قبل كتابة هذه القصيدة) 
معلّقاّ على جدار خوفي   
ثم اقسم بجميع الصحف والمصاحف 
بما فيها صحف إبراهيم وموسى
وقال: هو...أنه هو وليس مبدّلا بغيره !

قالها بثلاث لغات حيّة 
وباخرى
مُصابة بكساح الحروف وزهايمر الكلمات 
فسقط الجدار 
من سورياليّة المفاجاة
على رؤوس الاشهاد
وانفجر في وجه الجميع بركان الفوضى 
وصراع الاضداد...

التقطتُُ برمشة عين اشلائي 
واشيائي
(معظمها من بقايا سقط المتاع)
وماء وجهي 
فمازال في الوجه ما يوحي بالبراءة ! 
وأطلقتُ ساقيّ لريحٍ صرصرٍ عاتية
هبّتْ عليّ من كلّ فجٍ عميق 
وتحديّث المجهول بكل ما ملكت يدي 
من جهل الأولين 
حتى تجاهلتُ نفسي تماما !

هذا الزَّمن بقلم سليمان شاهين أبو إياس

............... هذا الزَّمن ..............

يا صاحبي هذا الزَّمَنْ
                  لا أَمْنَ فيهِ لِمَنْ وَهَنْ
أَنْعِمْ بهِ نَظَراً تَجِدْ
                 أنَّ النَّجاحَ لِمَنْ دَهَنْ
والكَسْبُ ليس لِمَنْ سعى
                والعيشُ ليس لِمَنْ عَجَنْ
تقضي حياتَكَ في العَنا
                 وتصيرُ مَنهوكَ البَدَنْ
وتَراكَ تُسْلَبُ ماجَنَتْ
                 كَفَّاكَ مِنْ كَسْبٍ و مِنْ
ومِنَ المُمِضِّ بأنَّ مَا
                 تجنيهِ ليس بِذي ثَمَنْ
و المُستَعِدُّ لِسَلبهِ
                هو مَنْ عليهِ مُؤْتَمَنْ
هذا الزَّمانُ مُبَرَّأٌ 
                مِنْ كلِّ ما يبدو حَسَنْ
فارفعْ يديكَ الى السّما
               وسَلِ المُجيبَ ومَنْ يَمَنّ
ولْتَبتسِمْ رغْمَ الأسى
                رغْمَ النَّوائبِ والمِحَنْ
إِنْ نبتسِمْ خيرٌ لنا
                مِنْ أنْ نُسَلِّمَ للشَّجَنْ
فالعمرُ ماضٍ فَلْيَكُنْ 
                فيهِ ابتسامٌ فَلْيَكُنْ
ولْنَصطَنِعْ فيهِ الهَنا
                خيرٌ لنا مِنْ أنْ نُجَنّ
................
سليمان شاهين أبو إياس 
......
وَهَنَ:ضَعُفَ. دَهَنَ:نافَقَ. يَمَنُّ: يعطي

#حلم #ليلة #صيف بقلم أحمد المثاني

#حلم #ليلة #صيف

 .. خير اللهم اجعله خيرا .. بعد أن أويت إلى الفراش .. و تقلبت ذات اليمن وذات الشمال .. و الليل باسط ذراعيه ، تغالبه
ذبالة مصباح ، راحت نسائم الصيف تراقصها
و بعد أن استدعيت النعاس ، بعدِّ الخراف
التي تقفز عن الحاجز ، و هذه حيلة قديمة
للدخول في سلطان النوم .. و الخلاص من
سيل الأفكار التي تهاجمني عند النوم ..
و كأنها تستغل انبطاحي على الفراش ..
.. و رويدا رويدا .. أصبحت الخراف بالعدد الذي تنؤ عنه زريبة الاغنام .. و بعد أن شعرت بثقل جسمي .. على صرير السرير
رحت أغط في نوم عميق .. 

 وجدت نفسي في مشهد رهيب .. رهيب ..
وجدتني مطارداً .. أركض و أنفاسي تكاد
تتقطع .. و رجلاي تضربان مؤخر راسي و 
أنا ارتجف .. و ألتفت خلفي فأرى .. يا
للهول مئات من الناس .. لا بل كل أهل القرية يطاردونني .. و كل واحد فيهم
يريد أن ينال شرف البطولة و الإمساك بي
و كأني .. حاشاكم .. واحد من حمر مستنفرة .. فرّت من قسورة ..
و كان الجميع يهتفون :
هاتوه .. امسكوه .. حلّق .. حلّق ..
جيبوه .. 
و سمعت فصيحاً منهم يقول .. هلمّوا و ألقوا
القبض عليه .. !
و أنا أركض .. صاعداً و هابطاً الوديان و التلال .. و هم في مشهد مريع .. لا ييأسون
من الإمساك بي .. و هتافهم يتعالى .. و هم
يلوحون بعصيّ مرفوعة .. حسبتها أعلاما
و بعضهم يحمل معاول و سلاحاً أبيض ..
و كأنهم بلسان حالهم يقولون : آجر .. آجر ..
كي يؤجروا بالإمساك بي .. و الصراخ و الهتاف يتعالى .. شعرت من شدة الخوف بعرق يبللني .. أظنه العرق .. !!

 فجاءتني فكرة لماذا لا أقف و استسلم 
لهؤلاء .. أو لهذا الخميس العرمرم ..
فأفهم ماذا يريدون .. هذا من ناحية ..
و من ناحية أخرى أمنحهم شرف الإمساك
بي .. فينالوا الأجر و الثواب .. و أنا أنال
لقب الشهادة .. إن أحسنوا ذبحي .. و سمّوا عليّ ..
   و فعلاً توقفت .. على سفح تلة .. .فتوقف
الجيش الذي يطاردني… 
و تأملت وجوههم ، فلاحت لي وجوه صفراء
فاقع لونها .. منهم من لابسي الأقنعة .. و منهم من عازفي الطبول .. و منهم من
أصحاب الشعر الموزون .. و المكسور ..
و منهم من السماسرة .. و ثلّة من المنافقين
و الملمّعين .. المصفقين ..
و في جانب رأيت مجموعة من حَمَلَة 
الفواتير… استغلوا المناسبة و انظموا
للمطاردين. ..
حملة فواتير : الكهرباء و الماء والهاتف
و الضرائب .. المسقفات .. والدخل
و مطالبات العلاج .. و رسوم الطوابع
.. و رسوم الزواج و الفرح .. و أجور 
الدفن ..
كل ذلك .. و كل هؤلاء يفتحون عليّ النار
نار عيونهم .. و دفاتر مخالفاتهم ..

  بعد أن استجمعت شجاعتي ، و استعدت
أنفاسي ، قلت لهم. ;
 أثابكم الله .. و هنيئاً لكم امساكي .. و ربما
أغنيكم عن أضحية .. و قد اقترب العيد !!
  فأنا المواطن سرّ بلائكم .. و منغّص عيشكم…  
    … و فجأة .. سمعت صوتاً ، لا أنكره ،
  أم البنين : صح النوم .. الشمس طلعت

                    - أحمد المثاني -

حجم الزلزال بقلم زهرة الرهوني

حجم الزلزال ،🇲🇦
جاء حجمه كصاعقة مقدرة 
على أرض المغرب الرخيمة
فشعرنا بالضعف امام الرخمة
زلزل القلوب بكل قوة ساخنة 
باهتزاز الأرض والجبال بقسوة
فانهارت الصخور والمباني الرائدة
فخلفت وراءها ضحايا عديمة
فدمعت العيون وقشعرت النفوس
على الأحبة
فأخسسنا بالحزن والالم بغقدان
الأمل للضخية
نرجو قوة الإيمان والرافة
فالحمد لله على هذه المحنة 
المباركة 
ببناء التفاؤل للمساعدة 
وإعادة هيكل العمل الصالح
ما دمرته الكوارث الطبيعية
لتنمو الحياة بأفضل تجربة
عظيمة وصغبة
تضامناللسلام والوئام
بالمساعدة الجبارة
فرحم الله من ماتوا شهداء
للجنة
ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل
من هذه الفاجعة
فستبقى قلوبنا عامره وايدينا
رافعة
راجيين من الجبار الغفار
ان يلطف بعباده ويزودنا
برحمته الواسعه 🙏😥

بقلم/الأدبية/زهرة الرهوني 🌺
10 غشت 2023م

حلم على فراش الزمن بقلم جرجس لفلوف

حلم على فراش الزمن
تغطي السماء سحابة نور 
يغفو الفضاء في حضن الكون 
يغرق الطفل في بحر الاحلام 
يقبل الشيخ الجبين والخدين
صوت حزين تعزفه دمعة على
أوراق زهرة بيضاء بعروق حمراء
تروي تربة الحب والجمال
ينشر هواء نيسان نسمات دافئة
تنعش قلوبا جمدها برد الشتاء
ونسمات ناعمة تدغدغ وجه القمر
وقافلة سكون تعبر ساحة الخيال
يرتدي الفراش عباءة مطرزة بخيوط الفرح
يجلس الحلم على عرش الحياة
كعروس طال زمن اشتياقها إلى حبيبها
والشيخ يحكي لحفيده حكاية زمن مضى
وزمن ات والدموع تملأ العينين
زمن مضى يحيا في ذاكرته وزمن آت يعيشه الأحفاد 
زمن النت والفيس والتخاطب من بعيد
جرجس لفلوف سورية

خَاطِـرَة بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

خَاطِـرَة ... حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس)
رَأَتْ بَعْضَ شَيْبٍ قَدْ غَزَا بَعْضَ مَفْرِقِي
فَـقَالَـتْ: مُسِـنٌّ بِالـهَـوَى يُـغْرِينِـي
أَلاَ يَسْتَحِي فَالشَّيْبُ قَدْ وَخَطَ القَـفَا
وأَصْغَرُ مَـا يَـبْدُوهُ فـِي الـخَمـسِـيـن.
فَقُـلْـتُ لَهَـا: لا تَظْـلِمِي يَا ابْنَةَ المَهَا
فَفِي القَلْبِ شَابٌّ شَابَ فِي العِشرِين.

حاولت وصفك بقلم فلاح مرعي

حاولت وصفك
فخانني التعبير 
وعصى الحرف 
فوق السطور يسير 
وجف المداد من الدواة
وخانني التفكير 
وتاه الحرف وتلعثم
 عن النطق اللسان
كل عصاني عن الوصف
 والتعبير
كيف لحسنك الوصف 
  يكون
يا غادة غيداء
ليس كمثلها في الحسن
 والجمال شبيه ومثيل
رمتني بسهم من مكحول 
   سهامها 
فاصاب الخافق سهما
 المكحول 
فاصبحت المتيم بحبها
 واسير سحر ها ومأسور
عندما حاولت بكلماتي
 وصفها 
وعصاني حرفي فوق
 السطور يسير
فلاح مرعي
فلسطين

سألتها عن عسل بقلم ابو خيري العبادي

سألتها عن عسل 
يملأ الشفتين
أتذوقهُ في صباحاتي
لأروي الغليل    
فيكون يومي قربها
نحلة وورود الياسمين ...
مدللتي ما أجمل النظر 
لمقلتيك
صغيرة تلعب فوف اكتافي
لا تعرف كم مر من العمر
ولا تعلم عدد السنين
أسألها كم اصبح العمر
تقول عمري مساويا 
لعمرك أيام وسنين
انا ما ولدت الا لاجلك
في نفس يوم امك حين 
وضعت الجنين
وصرت اعد عمري
يوم عرفتك
يوم قرأت أسمك الجميل
وما مضى ماكنت احسبه عمر
مر هباء مع الريح ....
تسمعني برائة الطفولة
لا تعرف الا ابتسامة 
ونظرات عين
تسألني عن مسكني..
وهل لي بلد كما بلدها الجميل
نعم انا من بلاد الرافدين
وكيف كان عيشك دوني 
من سنين ..؟
اتأكل كما يتغذى الاخرين...؟
كالطفل تسألني ببراءة  
اعذرها هي من ملأت
العين
حسبتها شمس لا تغيب
ليتني طول العمر قربها
ولا فارقتها العين......
@@@
بقلمي
ابو خيري العبادي

كلما بقلم خالد القاضي

*كلما*
بقلم :*خالد القاضي*
🥀🥀🥀🥀

*1*

كالغيمة وحدي
أسير ...
أهطل على ما جف منهم
لأجف أنا ...
ويخبو من برقي البريق ...
ويصمت ...
ومن صمته 
ينتهي كل شيء بيننا...

أنا حين تكونت فمن أجل غيري 
وأمطرت أسقي هذا الغير مني  
لأكون في جنباته جناته 
فكان جناه لغيري
و ليس لي ..

*2*
وبعد استنزافهم لي 
وحين يتم استلابي  
لغاتي
حياتي 
وكل اخضراري ..
يتركونني أحتضر 
ألفظ أنفاسي
على حدود العطش 
 فهم كالخريف 
حين من أوراق أشجاره
ينزع كل الحشى..
من تلافيفه ..
ويسوقه نحو الذبول..
  وآخر أطوار التلاشي

*3*
هم حين رأوني أحلق بعيدا 
  نحو الأعالي  
أتوني 
وسكبوا دموع الخداع بين كفي 
حناني 
هربت من هاهنا 
فأتوني بوجه آخر
 من هنا 
ليُهدوا لي
هدايا من 
  أطواق الخنا...
والجفا...
والتصابي 

*4*
على حين غرة
خبأت عنهم بعضا من
 هطولي 
فَعَرَفَت بذلك كل شياطينهم 
فلاحقوني ..
تحلقوا كلهم 
 حول معصم أنفاسي..
تكالبوا ..
أستنزفوا مني بقايا
المنى ...

وتخلوا 

تركوني وحيدا ...
 منتصبا لا زلت 
مثل القنا ...
ولكن بعد أن كسروا مني نصالي ..

*5*
أينما تحركت بعيدا
قريبا 
أتحاشى صحاريهم 
أفر خارج نطاق الغضا...
أذوب في كل شيء
 لا يُرى 
أختفي ...
ولكنهم يروني عيانا بيانا ..

فيلاحقون من بين الظلال ظلالي ..
ويجمعون فقط من الخطوات 
أثار أقدامي ..
يتحسسون من الأنفاس 
مكان أنفاسي ...
ويأتونني

 يحملون على صهوات أسفارهم ذكريات مراراتي
 وأثقالا من أيام أوجاعي ...

ليزيدونني ألما...
فكلما زاد فراري من وصبي 
علي قسا 
وكلما أبتعدت عن دنفي 
مسافات دنا...
وحين أشتكي للبحار حروقي 
لعل مع أمواجها يأتي الشفا...
تضحك مني ساخرة
فوقي السما...

وأوراق الجهات الأربع 
من شروقي وغروبي 
وشمالي وجنوبي 
كلها تشرب من دموعي
 لتسقي لي 
مصابيح جراحاتي 
وتسوقني  
نحو الردى ..

هدير الغرام بقلم احمد محمود

هدير الغرام
اللي ساكنة جوايا
واتملكت مني
من سنين وسنين
بكل حنين بقولهالك
     كتر خيرك
ياللي في حياتي كلها
 محبيتش غيرك
    ومين غيرك
بيرويني من شهد أحضانك
ويسقيني من نبع حنانك
وليلاتي يجيني طيبفك
الهيمان يلاغيني
 اشم فيه انفاسك
احس. بضمتك ليا
احس بنبضتك فيا
تجري الدم في شرياني
وبين وريدي وشرياني
أتوه ساعتها في أحضانك
وأشوف عيونك وجمالك
يا اجمل من رأت عيني
احبك حب خلاني
كأنك جن وساكني
اشم الفله والياسمين
ارجع بسرعة لأحضانك
اشتقت لكل ايامك
مشتاق لحبك وحنانك
ويدعي ربي ليلاتي
      يصبرني
علي مر بعدك وفراقك
 واه من وجع الفراق
بقلم
احمد محمود
من ديوان سكة العاشقين

بــــنـــعــــيــــكــي بقلم محمود غازي درويش

💠😥 بــــنـــعــــيــــكــي 😥💠

بـــ ســــابـــق فــيــكــي يــادنـيـــا 
و مــــش لاحـــق خَــطـــاويــكــي

و قـــطـــر الــعُــمــــر بــيــعـــدي
ولا يــهَـــدّْي خُــطـــىّٰ لــيــكــــي

مَـحـطــاتــك دي فـرحــة و حــزن
و ذكــــرىّٰ كــتـبــت حَـكــاويـكــي

و مـاضـــي بـيـحـكــي لـلـحــاضــر
تــاريــخ راحـــل .. عِـبَــرْ فـيـكــي

يـا نــاعـيـــة الـكُــل أنــا حــاضــر
وقـبــل الـمــاضــــي بـنـعـيـــكـــي

💠💠💠🖋️محمود غازي درويش

سأنمو رغم الوجع بقلم ناصر دوريش

سأنمو رغم الوجع 

أتذكرين …
رتلت بين أضلعكِ
ترانيم الوجع المقيم 
ومددت بقايا أفكاري 
كي تلامس ذاك القلب الباكي 
فرُددت متعباً وسقيم 
خبّأتُ في كحل عيونك وجعي
فكان نبضك الصديق الحكيم
كلما تعثرت حروفي أَقمْتِها 
وقبّلتِ وجع القصائد باكية 
فهل مرَّ دوني الهناء 
وتركتني الريح عارياً
وليس لي الا كفكِ غطاء
أتُراني متُّ وما أخبروني 
بأن اكفان الجراح رداء 
يا أيها التعب العظيم رويدك 
لقد شابت عظامي واغتيل الحياء 
وأنا كأس عذوبة منسي
ما بين صيف وشتاء 
كلما حاولت أن أفتح قلبي 
أغمضته كي لا يسمع النداء 
لكني كياسمين القدس أصالة 
عانق ياسمين الشام بكبرياء 
كلما جف لي فرعٌ نمى !
ما بين القدس والشام عطاء 
فاسمعي او لا تسمعي سيدتي 
كلتا الحالتين سواء 
وسأبقى مزهراً رغم الجراح 
فمن عمق الداء ينمو الدواء

ناصر دوريش

لاشئ أرخص من الموت بقلم سعيد العكيشي

لاشئ أرخص من الموت 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قلمي دموع وأناملي حزن
 قصيدتي قطة سوداء 
 تلعق أرفاف الذاكرة العصية
على النسيان
مواؤها تناهيد غائرة
متكلسة بالحسرة
 
ثمة أرصفة سقط, عليها غضب
الحرب صارت موغلة بالوحشة
بقايا بقع دم لأرواح كانت تتقصد
الحياة رغم تعاستها
شوارع مكدسة بالخوف والقمامة

نباح كلاب همهمات مجانين 
غصص مشردين 
جمعهم الجوع على برميل قمامة
يحوي أكياس بلاستيكية فارغة
وبقايا جوع أهل المدينة

الفقد يعض بأسنانه الحادة قلوب
 الثكالى
مناجل الحرب لازالت تحصد ماتبقى
من حياة
رائحة الموت تفوح من عفن الشعارات

لاشئ هنا أرخص من الموت
لا شئ أشبه بالمستحيل غير
رغيف الخبز
كل شئ هنا حزين الحجر ,الشجر
الصباح, المساء
لكن حزن الوطن أكبر وأعظم 

         سعيد العكيشي-اليمن

إحساسنا واحد بقلم ضحي القللي

إحساسنا واحد  

إحساسنا واحد فى حبنا 
إسـأل مشاعـــري تقــولنا 
مين فى الحياه بقى زينا 
فـى الغرام وفي الحنيين
تشهــد علينـــا يا قــلبنــا
فـــى الحب مـا فــي زينا 
وكفايه عيشنا مظلوميـن 
مهمــا يكـونـــــوا ضـــدنا 
ليه يطعنـونا فـى ضهـرنا 
فــى الحيــاه ومكــمليــن 
قصــة غـــرام مــن حقنـا 
يشهــــــد عليـــنــا ربنــــا 
يـــوم ما اتعــاهـدنا كلنــا
قالــوا وعـــد الحـــر دين 
إحساسي بيك ليه شدني 
أول مـــا قلبــــك حـــبني  
من نظره واحده فهمتني 
لمست إيديك بتحسنـــي
ليه فى الحيـاه متعـذبين
ندهت له مـن منبــــــــري 
قال يا حبيبتى تؤمـــــري
من حبــي فيكي إعــذري 
قولنــا واحــــد مشتـاقين 
شـــاوروا علينــا وقـرروا 
وقــالـــوا بكــره هتندموا
قــولنا ليه بـس افهمـــوا 
فى الدنيا دي قدرنى مين 
إحسـاسنــا واحــد قدروا 
نظــــرت عيــونا يجننــوا 
وفـــى الحيـاه متمسكين 
أرواحـــنا ليـــه متعــــلقه 
سيبــونـا ما كــفايه شقى
حــاولتـوا مــره تفـــرقوا 
معرفش ليه مستغـــربين 
ليه م الحقيــقه بتهــربـوا 
ميـن اللــي يقـدر يبعـــده
ويطيب القــلب الحــزيـن
إحســاسنا واحـــد بحبنـا 
أول مــا شــوفـنا بعضنــا 
كانت القلوب مستسلمـــا
فى وقتـها قــولنا آميــــن 
مين كــان يصــدق حلمنا
عصفــورين فـــرح وهــنا 
أرواح ودايبه فــى السمـا 
وف عشـهم متجمعيـــــن 
إحساسنا واحد صدقـــوا 
هو اللي روحــي بتعشقـو
ليـه بس ليه تستغـــــربوا
صعـب يا قلبـي نخـرجـوا 
مقفول بيبانك من سنيـن 
إخـــــراج وتـأليــفي أنـــا 
واقــع وســاكن من سـنـا 
ونهـــــايته عنــــد ربنـــــا 
عــالــم بإحسـاس حبنــــا 
ليه من حياتنا محـرومين

بقلم //ضحي القللي

لن أحزم حقائبي بقلم صالح إبراهيم الصرفندي

لن أحزم حقائبي 

هل بعد الأسفار 
أمل
وهل بعد الغرق
حياة 
مجهول يبحث عن
مجهول 

شباب في عمر الزهور
يرحلون
يغادرون أرضًا 
كانت لهم يومًا 
وطن
ويبحثون عن أرض
تحمل أقدامهم
وتملأ بطونهم
الفقر مدقع
والجوع كافر
والبطالة متفشية
تأكل لحم الضعفاء 
والفقراء 

من يسمع صوت
من تقطعت 
حبالهم 
وتقرحت جروحهم
شباب يتسابق
على قدره
وربما حتفه

هل ينزل الغيث
ويروي من تبقى 
ويطهر 
جواز سفره
نجس هو الترحال
والتيمم ما عادني
يجديان قغ ق

هلاك هي الهجرة
غربة وكرب
وهنا سياج مفخخ
حول بطون الأغنياء
وأسلاك في جيوبهم
فلا الإقتراب منهم
يفيد وما عاد التوسل
حلًا 

أيها المهاجر بلا
مجداف
أيها الراحل من أرض
جفاف 
لا تطيل الغربة
لربما تتشقق
بطون الطامعين
المتسلطين
ربما تعصف بهم 
رياح الخماسين
لن أحزم حقائبي
أنتظر منك تطمئن 
قلبي الحزين

لن أحزم حقائبي
سأظل حارسًا 
منددًا 
لا لهيمنة 
الإقطاعيين 
لن ألوم قاضيًا 
ولا حاكمًا 
لن أتجنى على
غنيٍ متخم بالغنى
لن أتصدى لرجل دين
ولا لكاتب ولا شاعر
فكلهم راهنوا على ذئب
يوسف يوم الرؤى

الأديب صالح إبراهيم الصرفندي

بيت القصيدة بقلم كريم كرية

بيت القصيد 

شقي و سعيد
و قريب و بعيد
و قديم و جديد
فالماء قد يتبخر ٱو يصبح جليد
كذلك البشر ٱتريد ٱن ٱزيد
منهم الضعيف و منهم من هو شديد
قلب لين و فريد
و قاب قاس كالحديد
إنسان متكبر عنيد
و آخر ٱدرك ٱننا لله عبيد 
من لغيره يفيد
و من لغيره يكيد
من عبد شيطان مريد
و من يعبد الله المجيد

بقلم كريم كرية

أنا إبن النيل بقلم فادي مطاوع

أنا إبن النيل

خيالي وعاطفي 

وشاعر أني شاعري

وأنا أول عابر سبيل

أنا إبن النيل

تحدثني إمرأة كلك  

يساوي زجاجة حليب

فادي مطاوع

فادي بقلم مونيا_بنيو_منيرة

قصة بعنوان ..........(#فادي )

كان وسيماً متواضعاً إسمه ( فادي )
درسنا منذ الثانوية معاً ..
يجلس ورائي ولم يكن يتقن اللغة العربية ..
يسألني عن أشياء كثيرة فكانت إجاباتي مختصرة
لأنني كنت خجولة جداً 
رغم تهذيبه واحترامه  
ومن شدة خجلي كنتُ بالكاد أشرح له قليلاً
كان جريئاً من عائلة مغتربة عاش منذ الطفولة بالبلاد الأوروبية..
وأنا كنت من عائلة غنية و لم يكن فيه شيء يجذبني إليه .
فهو يشبه البنات بطريقة مقززة
وخجلي الذي كان يزعجني و الحاجز الاكبر الذي يعيقني 
بالإضافة إلى هدوئي المفرط .
و في أحد الأيام 
كنت برفقة صديقتي المقربة في ساحة الثانوية نتجول في أطراف أروقتها وساحاتها تحدثنا عن كل شيء 
تحدثنا عن هذا الزميل المختلف الفضولي 
حتي وجدتها تتحدث عنه بكل أريحية وفضول غريب
كان اسمه كنوتة موسيقية عادية تكررها في كل مرة
 .. فادي .. فادي .. فادي
فأجبتها ساخره إنه مقرف 
فقالت : بالعكس هو وسيم وأنيق ومختلف في طريقة حديثه الذي لاينتهي . ولايفرق بين ذكر او أنثى
فقلت لها بثقة إنه مقلق وثقيل دم و لا أدري من ستتحمله
وتقبل بكل هذا الكم الهائل من الفتيات اللواتي يحاصرنه
ما من فتاة تحب هذا النوع من الرجال
فقالت : لك وجهة نظرك إلا اذا كنت أنتِ
ضحكت وقالت : ومن يدري
قلت : إن تزوجته سأتخلى عنك 
ولن تكوني صديقتي بعدها 
وضحكنا ...كثيراً

وبينما تعلو ضحكاتنا 
لمحناه متجهاً نحونا
فاضطربت و ابتعدت 
وتساءلتُ عن سر هرولته نحونا 
فما كان مني إلا أن تركتُ صديقتي
 وحيدة معه فور وصوله 
و استأذنت بسرعة ....

#مونيا_بنيو_منيرة

 يتبع

زفاف الوفاء بقلم/ محمد أحمد يحيى محرم

زفاف الوفاء (قصة قصيرة)
بقلم/ محمد أحمد يحيى محرم
... … … …. … …. … … …
في إحدى القرى اليمنية المتناثرة على جبال اليمن الشاهقة الذين . عمي عبود يحكي وقائع ولدية عادة يحك رأسه ليستقي الأفكار في سرد الحكايات من العهد القديم رحمة الله تغشاه، ذات مرة حكى لي قصة بمأها بقولة يا ولدي إن رجلا تزوج في عقد الأربعين من عمرة كان سبب تأخره ظروفه المالية الصعبة لكنة حرم نفسه لكي يتزوج من فتاة أحببها كانت يتيمة وجميلة فقرر أن يأخذها من جحيم خالتها زوجة أبيها فسعى لهدفه وجمع عدة الزواج من الكسوة للعروس فستانين مزركشة وعصبيتين على الرأس(- عصبيتين على الرأس: غطاء يربط به الجبة وله ألوان مزركشة) وكحل وشنطة حديد وتم الزفاف في الليل ولا يوجد إضاءة كافية في البيت إنما هي تنكه صغيرة من الجاز " التنكه هي مصنوعة من الزنك لديها ذبالة قطنية تضئ الجاز ويتصاعد الدخان الأسود القاتل إذا تركت مضاءة كثيرا" تشتعل ربع ساعة وتنطفئ وكان لزاما على وأطفئ النور وأعطاها السرة وهي تتحسسها لم تصدق أربع بدل اثنين فوضعت جانبا حتى يكون اليوم الثاني تتباهى أمام صديقاتها بفوزها بأكبر حصة من أكثر من عشرين عاما. فناما إلى الصباح واستقظيت مبكرا فحدثت المفاجأة على رأي المثل اليمني (أصبحت اللقيه سود (السود هو الفحم)) بمعنى رجع بخفي حنين. ولكنها كانت عاقلة فقالت والله لن أكشف خدعة زوجي لأنها تعلم أنه مجبر على ذلك هكذا وأنها تعلم أن لديه لن يبخل عنها قد اختارها دون غيرها وهذا شرف تعتز به بل تعلم علم اليقين أنه لو معه سوف يعطيها عيونه. المهم عندما استيقظ وهو خائف لكنه سمع صوتها الهادئ الحنون وقالت كل شيء يهون أهم شي العشرة والوفاء والذي كان قده سبقها إلى القسم صادقا بالوفاء وكلما صحي وراء وجه حبيبته بجانبه وتنزل الدمعة الحارة على خده مجبرا فليس من عاداته الكذب أو الخداع فأقسم في سره صادق على الوفاء وأقسم لها في الجهر لملكته أنه أميرها مدى الحياة في الشدة والرخاء والمرض والصحة وبعهد صادق ويدخل إلى القلب دون استئذان. فأخرست الألسن وعاشا بسلام ورزقه الله المال وصلاح الأو

مَازِلْت افتش عَنْك بِكُلِّ مَكَان بقلم حسين سلمان عبد

مَازِلْت  افتش  عَنْك  بِكُلِّ  مَكَان 
سَأَلْت الطَّيْر ، وَاللَّيْل ، وَالزَّهْر ، وَالرَّيْحَان ! ! 
قَالُوا لَا تَبْحَث عَنْهَا ! ! إنَّهَا وَهْمٌ أَوْ خِرَافَة أَوْ كَذَّبَهُ نَيْسَان ! ! ؟ 
قُلْت : أَفِي ذَلِكَ شَكٌّ أَوْ غَرَابَة ! 
أَن يَعْشَق الْإِنْسَان ! ؟ 
نَعَم أَنَّهَا حَاضِرَة بِذَاتِي ، بمفرداتي ، بدفاتري وأشعاري مَا هَذَا الْهَذَيَان ! ! 
مُسْتَوْطَنَة حَدّ النُّخَاع كُلّ أرجائي 
ومتمردا أَنَا حَدّ الْعِصْيَان ! ! ؟ 
لِهَوَاهَا لَهِيبُ الشَّوْقِ وَالْحَنِينُ بأضلعي حَتَّى فَاضَتْ ادمعي 
تَزَاحَمَت أفكاري حَدّ الْغَثَيَان ! ! ؟ 
كَأَنَّهَا لَوَلّوُا مَنْثُور ، 
أَو حُورٌ عَيْن هَبَطْتُ مِنْ الْجِنَان 
لِتُصيب عَيْنَاهَا قَلْبِي الْمُتَيَّم الْوَلْهَان 
أَمَّا شَفَتَيْهَا عَيْن زُلَال جَارِيَة يَقْطُر الشَّهْد مِنْهَا ، أَنْ لَثَمْتَ فَاهَا اِرْتَوَيْت وَإِنْ كُنْت ظَمْآن ، 
أَمَّا وجنتيها شَقَائِق النُّعْمَان بَل أَلَذّ واشهى مَنْ فَرَّطَ الرُّمَّان ، 
ويلاااه مِشْيَتِهَا الْهُوَيْنَا تحسدها الضباء والايائل وتنحني لَهَا الْأَغْصَان ، 
بَعْدَ ذَلِكَ تَقُولُون أَنَّهَا كَذَّبَه نَيْسَان ! ! ؟ مَا هَذَا الْهَذَيَان ! ! ؟ 
أَنَّهَا دوماً مَعِي حَاضِرَة بِدَمَي بِقَلْبِي بشرياني حَتَّى الرَّمَق الْأَخِير 
بِكُلّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ، 
وَجَدْتهَا يوماً يَسْرِق الْوَرْد عطرها تَشُمّ زُهْرَة هَتَف الْقَلْب هَذِي حبيبتك قُلْت مَرْحَبًا ياحبيب الْعُمْر ، تَبَارَك الرَّحْمَن فِيمَا أَتْقَن وَخَلْقٌ حُورِيَّةٌ لَيْسَت كَالنِّسَاء بِسَالِف الْعُصُور وَالْأَزْمَان 
مدي يَدَيْك مَسَّنِي السِّحْرَ أَوْ طَائِفٌ مِنْ الْجَانّ لِعَلِيّ أَدْرَك الْآن لَسْت بِخَبَر كَان ! ! ؟ 
حبيبتي هبه مَوْجُودَةٌ مُوتُوا بغيكم لَم اطارد خَيْط دُخَان ! ؟ 
نَحْن عاشقان وَإِنْ جَرَى مابيننا 
حبيبتي مَوْجُودَةٌ مَعِي أَنْ مِتُّ وَكُنْت بَقَايَا إنْسَانٌ ، 
بقلمي استاذ حسين سلمان عبد

خاطرة : وكيف بقلم فيروز محمد

خاطرة : وكيف...؟!
وكيف لنا أن نعبر بحار الشوق بجبال من الحنين ...؟!
وكيف للحب ألا يتربع فى قلوب المحبين ..؟!
وكيف للصمت أن يعبر عن الهجر والآنين...؟!
وكيف للأيام أن تمحو ذكريات السنين ؟!
وكيف للضحكات أن تخفى كل حزن دفين...؟!
وكيف لمحب أن يطيل هجراً وهو لنا كالوتين..؟
وكيف للأقدار أن تجمعنا وفراقنا قد كتب على الجبين ..؟؟
فهل سنصل الشطآن يوماً أم أن القلب سيستكين ..؟!
لا أعلم ما تحمله الأقدار لي وكلي يقين...
أن الله معي به أتوكل وأمضي وأستعين .
سيعوضني ويفرح قلبي ولو بعد حين 
ويلتئم جرحي وذاك القلب القاسي يلين....
..................
بقلمي فيروز محمد 

أفقدتَ فيني الشغف بقلم نوره محمد حسن

أفقدتَ فيني الشغف ؟
نوره محمد حسن
.................................................
أفقدتَ فيني الشغف
ما عدتَ بي شغوفا
أصابك رتوش الملل
أم وجدتَ عني بديلا
لا تتركني للظنون
كدتُ أكون قتيلا
من حقي إن هجرتَ
أستعيضُ بك حبيبا
وضح لي الأمر 
كنتَ دوما وضوحا 
أعي أن الصمت 
ما هو إلا قبولا
ولكن قلبي يأبى أن
يصدق فيك ظنونا 
ويلتمس للغياب عذر
حتى وإن طال سنونا 
فسلاما على قلبي 
اصطفاك للعمر حبيبا
..............................................

حين تعجز الكلمات بقلم كريم خيري العجيمي

حين تعجز الكلمات..!! 
ــــــــــــــــــــــــــــ
-#و..
ألق عنك أحمال الحبر..
وأسمال الورق..
وكل أوزار الكتابة..
وابك إن شئت..
أو اعتكف..
فما من شيء هنا..
سيجنبك النزف..
ولن يجنبك البث الكآبة..
ما أنت، وما الشكوى، سوى وجع جديد..
يضيف لعمرك المحزون أطنانا من الحنق..
من الغباء..
من الإهمال..
ومن الرتابة..
-#أصمتُ إذن؟!..
لا..
لا تصمتْ..
اسأل، بعثر في كل جهة سؤال..
ألديك الكثير؟!..
تعال..
انظر..
كيف يرتسم الكذب؟!..
على وجوه الواقفين خلف أبواب الإجابة..
وكيف تتخفى في كل نظرة..
نصال..
أنت يا ولدي..
مقتول قبل أن تأتي..
مطعون قبل أن تمضي..
مصلوب..
قبل أن تنشأ مضامير القتال..
بالله عليك خبرني..
كيف أقنعت زبدك المسكين..
أن يرتدي زي البأس..
وكيف أقنعت ذلك اليأس فيك..
أن يعتنق الصلابة..
كيف أقنعت نايك المثقوب أن يضحك..
على رسلك..
كيف سايست الربابة..
لتخرج الألحان موتا..
يكسر مغاليق الدعاء..
ويشرع نافذة الإنابة..
كيف أقنعك الحزن أن يقاسمك النضال..
ترى..
ما صلة القرابة..
با الله عليك..
كيف مررت غصاتك الحمقى..
كيف خدعت المتاريس..
وكيف غا...فلت الرقابة؟!..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

السبت، 9 سبتمبر 2023

وجع المغرب بقلم محمد أحمد يحيى محرم

قصيدة وجع المغرب
بقلم الحزين/ محمد أحمد يحيى محرم.
………...
من تحت المحيط الأطلسي
ضرب الركن الغربي للقصيدة
تهاوى جزء من 
 أركانها الأخرى المتماسكة
مرت سحابة صفراء  
تدمي القلوب
آه يا وجعي
آه يا وجع المغرب
آه يا وجعي
وبيت الكلمات نزل حطام
على رؤوس الحروف
في ساعة قرب المغرب
في بلدي المغرب
أغرقت جثثا
تحت حطام رماد الكلمات
تنهيدات الجرحى غارقة بالدماء
تخرج حشرجة من قلب القصيدة
القلب المصدوم
خائف مفزوع
من تكرار الحدث المشئوم
وتنهيدات جارفة
تقول يا رب الغوث
احفظ أرواح الخلق
من كل الأجناس
اعصم قلوب الأحياء
وأبعد الكرب عنهم
وأخرجهم بسلام
رحماتك يا رب لهم
قلوبنا تصلي معهم
أحي أرواحا 
 لا زالت تشتم الهواء 
على قيد الحياة

لا تبوح ب أه لمن جفاك بقلم مصطفى عطيه

لا تبوح ب أه لمن جفاك
فالجفا ستار الجحاد
لو قلب حب ما جفاك
ولو كنت أيوب و البلاء
والقيح من صاصك لراسك قد ملاك
كم من قلوب فيها الشفاء 
وبعض القلوب جمرات كالجماد
 تخير عشق القلوب و الأعتاب
ف وراء كل عتبة عتاب 
يتسع رحاب الحب اذا جاد
وتضيق القلوب اذا غلقت الأبواب
لا تصنع من الود مفتاح 
لمن باع قلبك حبا للزاد
وعش أسير الوحدة
ولا تطرق سيء الأعتاب 
فلا يشفي ود قلب قد جفاك
كلمات: مصطفى عطيه
مصر
طنطا
٢٠٢٣/٩/٨

تَحليلُ النَّصِّ لكاتبة مريم سدرا بقلم صاحب ساجت

قراءَةٌ في نَصٍّ أدبيٍّ..
         
               العَلاقَةُ بَينَ..
 " واقِعِ الصُّورَةِ.. وَ شاعِريَّةِ الخَيالِ " 

أولًا:- تعريفُ الشعرِ Poetry
* باللُّغةِ العربيةِ:-
  شكلٌ من أشكالِ الفنِّ الأدبي في اللُّغةِ الّتي تستخدمُ الجماليةَ وَ الصفاتِ. كلامٌ موزونٌ و مقفًّىٰ، دالٌّ نظمُهُ علـىٰ معنًىٰ، يتضمنُ أكثرَ من بيتٍ.
* باللُّغةِ الانگليزيةِ:-
Poetry is a type of literature, or artistic writing, that attempts to stir a reader's. imagination or emotion
(الشعرُ هو نوعٌ منَ الأدبِ أو الكتابةِ الفنيةِ التي تحاولُ إثارةَ خيالِ القارِئ 
أو عواطفِهِ.) (منقول بتصرف)

ثانيًا:- أصلُ الموضوعِ
نصٌّ أدبيٌّ بعنوانِ (.. إنَّهُ الشِّعرُ!)
الكاتبةُ :- مريم سدرا /مصر
 . " إنَّهُ الشعرُ ! " 
هلْ صادفتَ مرةً قصيدةً
تمشي الخُيلاءْ؟
أو قابلتَ شعرًا ثَمِلًا 
 بينَ روضٍ وَ بيداءْ 
حاملًا أخبارَ الهوَىٰ 
عِبرَ أزمنةٍ صمّاءْ 
راحلون يلهثون حبًّا
من ميناءٍ إلـىٰ ميناءْ 
في مرافئ الفُصُولِ 
تَوَّاقينَ يَتمنونَ البقاءْ
هلْ لمحتَ في أعيُنِ قَصيدٍ 
باحثينَ عنِ الهوَىٰ
يتجولونَ بينَ السُّطورِ
منْ فناءٍ إلـىٰ فناءْ 
الأَيَّامُ حُبْلَـىٰ.. 
وُ الحكاياتُ لمْ تزلْ بكماءْ 
تصدحُ بصمتٍ في شطرِ بيتٍ
أو بينَ أروقةٍ خرساءْ
تَرتعشُ عندَ شفاهٍ.. تَتجمَّرُ
وَ تَغدو لقلبٍ داءً.. ثُمَّ دواءْ 
تعيشُ بينَ ثغرٍ وَ قلبِ عاشقٍ 
كَلَّلهُ العطاءْ
تقطنُ بينَ مهدٍ وَ لحدٍ
مخاضُها عسيرٌ وَ آلامُها شفاءْ
كَفَنُها رايةُ سلامٍ 
لمحبرةِ النُزلاءْ
إنَّهُ الشعرُ يا سيدي
دموعُ سحابٍ 
بكاءُ روحٍ
وَ راحةُ البؤساءْ !
فَرَحُهُ لا يكتملُ، 
حُزنُهُ جَلَّلَهُ البهاءْ 
لا يرخي قبضةً..
إنْ مَلأَ الكونَ ضياءْ ! 
         (ق/ مريم سدرا/مصر)

ثالثًا:- تَحليلُ النَّصِّ..
             وَصلتِ الكاتبةُ إلـىٰ حالةٍ شعوريةٍ خاصةٍ عندَ كتابتِها للنصِّ!
عَمدَتْ أنْ ترسُمَ صورةً في مخيَّلتها
و هي تحركُ "القصيدةَ" الّتي تراها،
رأي العينِ، كأيِّ كائنٍ حيٍّ، بحيثُ جعلتْ للمتلقّي مكانًا يعيشُهُ قربَها، 
وَ أنَّىٰ هي تَكونُ!
(راحلون يلهثون حبًّا
من ميناءٍ إلـىٰ ميناءْ 
في مرافئ الفُصُولِ 
تَوَّاقينَ يَتمنونَ البقاءْ)... النص
 
        * بدايةً.. العنوانُ، الذي جاءَ استفزازيًّا للذِّهنِ، رُغمَ تناسبِهِ معَ المحتوىٰ، وَ دالٌّ عليهِ. 
   فَهو -أيْ العنوانُ- تَميَّزَ بالجاذبيةِ، 
كَونُهُ مُجتزَأً منْ جملةِ جوابٍ لسؤالٍ ( ما الّذي فعلَ ذٰلكَ؟.. إنَّهُ الشِّعرُ!)، يتضحُ للعيانِ بعدَ الإنتهاءِ من قراءةِ النصِّ وَ تدبُّرهِ.
فَنَلحَظُ أنَّ الكاتبةَ حرصتْ علـىٰ أنْ تُبدِعَ في كتابتِها منذُ البدايةِ إلـىٰ آخرَ كلمةٍ.

    * الفنُّ الوصفيُّ لا بُدَّ منْ تفصيلٍ فيهِ، بِقصدِ التَّأثيرِ وَ زيادةِ لُحمَةِ
مشاعرِ القارِئ.. بالنَّصِّ.
     فجُمَلُ النصِّ وَ أحداثهِ قصيرةٌ،
وَ مباشرةٌ، تُفسرُ موقفًا ما، بجزالَةِ تعبيرٍ لا تُرهقُ الذهنَ، معَ ترابطِ الأفكارِ بينَ النصِّ وَ القارئ عنْ طريقِ سلاسةِ 
وَ رشاقةِ الجُمَلِ، وَ الإنتقالُ منْ فكرةٍ إلـىٰ أُخرىٰ..
فالكلماتُ في النصِّ:-
(تعيشُ بينَ ثغرِ وَ قلبِ عاشقٍ 
كَلَّلهُ العطاءْ
تقطنُ بينَ مهدٍ وَ لحدٍ
مخاضُها عسيرٌ وَ آلامُها شفاءْ
كَفَنُها رايةُ سلامٍ )... النص

        * ضُرورةُ إعمالِ العقلِ بالأدلةِ لا بالمحسناتِ فَحَسب؛ فضلًا عنْ اتساعِ مفرداتِ الحقائقِ.. يُعطي الكتابةَ بُعدًا تصويريًّا وَ فضاءً واسعًا، بغيةَ إثارةِ الذِّهنِ. وَ هٰذا ما لمسناهُ في النصِّ المعروضِ بينَ أيدينا منذُ البدايةِ في:-
(هلْ صادفتَ مرةً قصيدةً
تمشي الخُيلاءْ؟
أو قابلتَ شعرًا ثَمِلًا 
 بينَ روضٍ وَ بيداءْ 
حاملًا أخبارَ الهوَىٰ 
عِبرَ أزمنةٍ صمّاءْ )... النص

        * وَ حتَّىٰ لا نَغمطُ حقَّ النصِّ في مَدىٰ قُربهِ أو بُعدهِ منَ الشعرِ في التعريفِ الّذي سقناهُ آنفًـــا..
نراهُ اقتربَ كثيرًا منَ النَظْمِ الشعري ذي المعنَىٰ، المُقفَّىٰ، إلّا إنَّهُ فَقدَ عنصرَ الوزنِ، وَ تشابهَ معَ الخاطرةِ الشعوريَّةِ، أو قصيدةِ النثرِ، بإيقاعٍ داخليٍّ يقابلُ الوزنَ الشعري، معَ اتفاقِ مقاطعِهِ بقافيةٍ واحدةٍ، حافظتْ علـىٰ التَّنغيمِ بصورٍ لفظيةٍ.
وَ بذٰلكَ اقتربَ منَ القصيدةِ الحرةِ أو قصيدةِ النثرِ، لوجودِ مُوسيقا داخليةً فيه.. أيُّ النصُّ!

رابعًا:- استعمالُ الصُورِ البيانيةِ
           في النصِّ...
       ثَمَّةَ دلالاتٌ ظاهرةٌ علـىٰ معنًىٰ خفيٍّ، تُعَدُّ صورٌ بيانيةٌ، منها التشبيهُ
وَ الاستعارةُ. نتناولُ هُنا بشكلٍ مختزلٍ جدًا ذٰلِكُما الفرعينِ، وَ كما وَرَدَا:-
      * التَّشبيهُ.. هو عقدُ مقارنةٍ بينَ طرفينِ أو شيئينِ، يشتركانِ في صفةٍ واحدةٍ، يزيدُ أحدهُما علـىٰ الآخرِ بهٰذهِ الصفةِ، وَ يُذكرُ في الكلامِ المشبهُ، وَ المشبهُ بهِ. فَــ (كلماتُ الشعرِ) تشبهُ:-
(إنَّهُ الشعرُ يا سيدي
دموعُ سحابٍ 
بكاءُ روحٍ
وَ راحةُ البؤساءْ !)... النص
وَ هو تشبيهٌ مؤكَّدٌ، لم يُذكرْ فيهِ أداةُ التشبيهِ.
     * الإستعارةُ.. تشبيهٌ بليغٌ، حُذِفَ منهُ أحدُ طرفيهِ، أمَّا المشبهُ أو المشبهُ بهِ، 
وَ هو منَ المجازِ اللُّغَوي، أمَّا أنْ تكونَ استعارةً تَصريحيةً، أو استعارةً مَكنيَّةً.
وَ نضعُ مثلًا للاستعارةِ المَكنيَّةِ، حُذِفَ منها المشبهُ بهِ، وَ تَمَّ الرمزَ إليهِ بأحدِ لوازمِهِ، أي: معنىٰ يدلُّ عليهِ.
(هلْ صادفتَ مرةً قصيدةً
تمشي الخُيلاءْ؟
أو قابلتَ شعرًا ثَمِلًا)... النص
فالطرفانِ هُما:-
ــ الأولُ:- القصيدةُ أو الشعرُ/ 
            مشبهٌ، المستعارُ لهُ.
ــ الثاني:- أيُّ إنسانٍ يمشي الخُيلاءَ/
             مشبهٌ بهِ، المستعارُ منهُ. 
فهٰذهِ استعارةٌ مَكنيَّةٌ، حُذِفَ منها
المستعارُ منهُ (الإنسان) وَ بقيَ (فعلُ المشي) من لوازمهِ، أو معنىٰ يدلُّ عليهِ.. وَ كذا الحالُ في:-
(عِبرَ أزمنةٍ صمّاءْ)
(حاملًا أخبارَ الهوَىٰ)
( وُ الحكاياتُ لمْ تزلْ بكماءْ 
تصدحُ بصمتٍ في شطرِ بيتٍ) النص
وَ غيرُها...

       أخـــــــــــيرًا...
  حَملتْ لُغةُ النصِّ الحسَّ و الشعورَ بأبهىٰ صورهِ، مشبعٍ بعالمِ الصّورِ وَ الأَخيلةِ، وَ كلماتٍ ذاتَ معانٍ شفافةٍ، تُوحي بجمالٍ فنيٍّ راقٍ، يُبرِزُ دقةَ الوصفِ وَ التعبيرِ، باسلوبٍ سَلسٍ 
و سَهلٍ مُستساغٍ، دونَ تعقيدٍ!
نجحتْ الكاتبةُ - أيُّما نجاحٌ- في كشفِ أفكارِها دونَ غموضٍ، أو ضبابيةٍ، وَ كتبتْ بلُغةٍ تُناسبُ موضوعَها، وَ ذوقَ المتلقِّي.
  هٰكذا تَراءىٰ لي النّصُّ، وَ قرأتهُ بهٰذا الشكلِ وَ المضمونِ، أرجو مَنْ يَجِدُ 
ثَمَّةَ فائدةً أو معلومةً، يُطوُّرُ بها قراءَتي المتواضعةَ، بشكلٍ خاصٍّ، وَ يُقَوُّمُ الٕابداعَ في النصِّ، كي نرتقي بذوقِ المتلقّي وَ ندعوهُ أنْ يُتابعَ بشغفٍ 
وَ درايةٍ ما ينتجهُ الأدباءُ وَ ينشروهُ..
         كُلُّ التّقديرِ للإستاذةِ الفاضلةِ
( مريم سيدرا / مصر)، وَ نغبطُها علـىٰ إبداعاتِها وَ حرصِها علـىٰ تقديمِ أفكارَها بإطارٍ و إسلوبٍ بديعٍ يدعُونا أنْ نَثني عليها جَزيلَ الثَّناءِ...
          معَ أطيبِ التحياتِ.
       (صاحب ساجت/العراق)

ذكريات الأمس وآمال الغد قلم محمد جابر

(ذكريات الأمس وآمال الغد) / قلم محمد جابر المبارك / العراق 

 ضفافٌ كان منسياً
وقلبٌ بات مهجوراً
ودمع ٌ قد حبسناه
وجرحٌ كاد أن يشفى 
وأيامٌ عصيباتٍ قضيناهن 
وَكم من صاحبٍ فارق 
وكم من عثرةٍ في دربنا الحالك مشيناها 
همومٌ في السحر قضت مضاجعنا
وجهدٌ في الضحى قد بات يثقلنا 
 لماذا نرجعُ الماضي وأحزانه
لماذا دائما نبكي على ذكرى
هوتْ في عالَم النسيان غدتْ
مثل الورق في دفترٍ أصفر
باتت كالوشم في ظاهر الأيدي
كطلٍ في ديار العاشق الرحال
دعنا يا أخي في وقتنا الحاضر
دع شمس الضحى ترسمُ لنا الآمال
تشرقُ بالعزم والقوة والإقدام
واترك ذكرياتِ الأمس في الأرشيف
واغنم يومك واسعد بلحظاته وانظر للورد
في ضفة الأنهار واسمع صوت كل طائر
يغني فوق أشجار بأجمل وأعذبِ الألحان

أنا عَنْدمَا أُحِبُّكِ فَإنِّي أُحِبُّ جَميعَ النِّساءْ بقلم راغب العلي الشامي

أنا عَنْدمَا أُحِبُّكِ فَإنِّي أُحِبُّ جَميعَ النِّساءْ
وإنِّي قَدْ بَدَأْتُ أُجَمِّلُ سَهْرَتي من قَبلِ أنْ يأْتي الْمَساءْ
وإنِّي سَأحْظَی بِأُنْثَی
تَأْخُذُني من بَرْدِ الشِّتاءْ إلی دفءِ الشِّتاءْ
لِماذا لَمْ يُعَلِّمونا أنَّكِ الأولی في الْعَطَاءْ
لماذا لَمْ يُعَلِّمونا أَنَّكِ الطِّيبَةُ والبراءةُ والْحَياءْ
وأَّنّكِ تَهْدينَ حُبَّكِ من تشائينَ أنْتِ
وليسَ يأْخُذُهُ مَنْ يَشاءْ
عَرَبيَّةٌ أنتِ أو أعَجَميَّةٌ أنتِ أو أيَّما كنْتِ فالنِّساءُ في التَّكوينِ سواءْ
فأنتِ الْمَحبَّةُ والسَّكِينةُ رغْمَ أَنَّكِ،تُولَدينَ من رَحمِ الْعَناءْ
مَن أنجَبَ الأبطالَ من الرِّجالِ مَن أنجَب الخُلَفاءْ
مَن أنْجَبَ العُظَماءَ في التّاريخِ....مَنْ أنجبَ العُلَماءْ
لولا أنتِ ياإمْرأةً لَكَانتِ الحَياةُ علی الأرْضِ،ليسَ لَها بَقَاءْ
ياسَيِّدَةً تَظَلُّ علی عَرْشِ المحبَّةِ والإخاءيا ملائكيَّةً في الأرضِ ..ياهَدِيَّةَ السَّماءْ
يا أُمَّ موسی يا أُخْتَ هارونَ..يافاطِمَةَ الزَّهْراءْ
الْــرِّجَالُ يَعرِفون...أنَّكِ الطُّهْرَ في الأرْضِ وأنَّكِ أجْمَلَ الأسْمَاءْ وأنْبَلَ الأسمَاءْ
وَأَنَّكِ أُمٌّ بوْرِكَتْ من عَهْدِ مريمَ الْعَذْراء
لَستُ أثني عليكِ وإنَّما يعلو باسمكِ الثَّناءْ
بقلمي الشاعر
الدكتور راغب العلي الشامي

دَعينا من هراءات الكلام بقلمـ خالد عبدالناصر العبيدي

دَعينا من هراءات الكلام 
والحديث حتى المنام 
والتصنع لبعضنا بالاهتمام 
ونكذب وحالُنا ليس بالتمام 

الدواء يا حبيبتي في اللقاء 
حيث متعة الانتقام 
من البُعد من طول التمني 
ينفجر بركان الشغف بالالتحام 

لما لا نتقابل وبلا سلام 
ونتعانق كأننا علي خصام 
نتبادل القُبل في الظلام 
ونعلن للاشتياق الاستسلام 

دَعينا نولد من جديد 
انا النُطفة وانتِ الرحم 
انا القدر وانتِ المصير 
انا الوعد وانتِ القسم 

دَعينا من هراءات الكلام 
ففي القُرب للذة الغرام 
تلاقينا بالروح والجسد 
هو فوز واجمل انهزام 

بقلمـي  خالد عبدالناصر العبيدي
#خالدعبدالناصرالعبيدي

يـا مـصر يـا غـالـيـة بقلم إبراهيم جعفر

يـا مـصر يـا غـالـيـة
****************
يـا مـصر .. يـا غـالـيـه
يـا أم الـمـرؤة
يـا أم الـســمـاح
عـشـقـك في دمـي
أريـج عـطـرهُ
بـجـسـمـي فـواح
بـكُـل زمـان
وبـأي مـكان
مـحـدد مـلامـحـي
زي شـمـس الـصـبـاح
أنـفـاسـي مـن نـيـلـك ..
وايـمـاني ..
حـي عـلى الـفـلاح
أنـا الـعـامـل ،
والـمُـهـنـدس
والـجُـنـدي الـمُـرابـط
والـفـلاح
طـبـيـب , وأُسـتـاذ
وطـالـب , وزمـيـلـتـي
زيـنـة الـمـلاح
أنـا مـحـفـوظ , وزويـل
وثُـومـه ، ونـاصـر
رمـز الـكـفـاح
أنـا الـعُـبـور
وبـطـل الـسـلام
وإسـلامي وسـطـي
وبـراح
أنـا الأزهـر ,
والـكـنـيـسـه
والـمـحـبة .
جـوهـر.. ووشـاح
علـى الـوطـن الـمـسـرة
ومـصـر فـارده
علـى الـكُـل الـجـنـاح
تـسـلـمـي يـا بـلـدي
مـن كُـل أذى
ويـحـمـيـكِ
مـن سـهـام ورمـاح
يُـنـصرك
على مـن يـعـاديـكِ
ويـكـفـيـكِ
شـر سُـمـوم الـريـاح
يـا اللي عـشـقـك
في دمـي
وعـطـر أريـجـهُ
بـحُـبـك فـواح
مـحـدد مـلامـحـي
بكـل زمـان
وبـأي مـكـان
زي شـمـس الـصـبـاح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / إبراهيم جعفر
عضو اتحاد كتاب مصر
من ديوان ( من ريحة الطين ونسيم النيل)
عامية مصرية .. تحت الطبع

تسألني حبيبتي ماذا تحب من الورد بقلم خالد أحمد طالب

تسألني حبيبتي ماذا تحب من الورد 
فقلت لها عيناك وقلبك الذي كالشهد
فشعرك ذهب، ذهب بي لبلاد السند
وضحكتك مرسومة كأنها تحفة العهد
وحديثك كلام كالياسمين بل كالرند
لااعرف كم قلبا أحبها في سالف العهد
قالوا لي عاشقة تهوى التنقل بين الورد
فالكل بها مشغول والكل يعطيها الوعد
فهي فاتنة ،لاتعرف خجلا معنى الصد
نظرتها ساحرة ترمي بهواها كل الجند 
لم تعرف بعد أني أهوى الوحدة في الرد
 عصفور في قفص كالنسر في وقت الجد
وسحابة قلبي ترتجف حبا .. كهزيم الرعد 
لاتسأل عن اسم يقتلك حبا يجرحك كالفهد
فالحب صدق ...إخلاص...ووفاء بالعهد 
د.خالد أحمد طالب

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...