الاثنين، 11 سبتمبر 2023

الحب و الألم بقلم جوزيف مزعل شديد

 قصة قصيرة **** الحب و الالم و البحث عنه 

راعية حسناء جمالها ريفي طبيعي نسمات الصيف الحارة لونتها بسمرة برونزية ابوها شيخ العشيرة الاناني

تلتقي اغنامها مع اغنام  ابن عمها المليح على حدود حقولهم على ضفاف النهر 

يصدح بصوته العذب الشجي الجميل والحانه العذبة على الناي تسترق السمع لحشرجاته الحزينة تخترق وجدانها وجوارحها تسعد في لقائه دوما وتمضي اجمل لحظاتها بقربه 

ترعة متفرعة من النهر الهدير يسبح بها اخويها اليافعين تجرفهم غدرات النهر يسرع بعد صراخ واستغاثة اقرانهم يرمي نفسه بالنهر لانقاذهم حيث ساقهم النهر الى شلال 

لقوا حتفهم ...

اختنقت كلماته حزنا فاضت احزانه تطفو على كل القرية 

امهم بسبب حزنها والالامها الشديدة فاضت روحها هي ايضا

سيق الى الجندية في محافظة قريبة لبلدتهم 

عادت تسرح لوحدها بالغنم ويسرح قلبها معه  يتحين الفرصة للعودة الى  القرية تلتصق به في كل اللحظات كون اختها زوجة اخيه الاكبر ووالدها يعيش مع زوجته الجديدة 

تأخر كثيرا في خدمته وطالت مدة غيبته 

حان له الوقت وحنينه في اوجه لجمال سحنتها وروحها المتعلقة به وهي تذوب اشتياقيا وحرقة الى ان خياله وطيفه ربض في حناياها وتجسد واقعا بحضوره 

والدها يجهز لها زواجا من اخ زوجته وهي بديلةوزواج البديل منتشرا جدا في تلك المنطقة لتفادي المهر الغالي وتاهبوا لاحضارها عروسا له رخيصة يحرم عليها الزواج من ابن عمها راكان 

عمه الشيخ طرده من مضافته امام اهل زوجته مهينا له مما اجج غضبه الشديد وضاقت به الدنيا ودرته اصبحت لقمة سائغة لنزوات والدها وفريسة سهلة للصيد بتبادل الزواج الكريه

تابط بندقيةروسية دخل عليه مطلقا النار قتل عمه واخو زوجته 

حكم عليه مؤبدا بعد تخفيف الحكم من اعدام 

هربت سعدى الى بيت اختها الارملة من رجل صاحب فندقا شهيرا وتعرف عليها سلفها الرجل الثري متوسط العمر فتن بجمالها الساحر وطلتها المهيبة تزوجته  انجبت له ابناء وبنت واحدة 

سكنت في شقة فخمة وفيلا في مزرعة غنية زوجها مالكا

معملا ضخما لصناعة وتصميم الالبسة النسائية والاطفال 

مع صالة عرض في وسط اسواق حلب 

بعد 20 عاما خرج من السجن راكان بدأ يبحث عن طيف حبه الاول عله يسعد قلبه المضني لسنوات طوال جفت مقلتيه من البكاء والحسرة عليها

 بحث عن عمل في المدينة وتزوج منها عمل ناطورا في مزرعة مع زوجته  لخدمة المزرعة واصحابها 

سيارة فخمة مفيمة تدخل الى الكراج منه بالمصعد الى غرفة نومها مع ابنتها  وتطل من التراس الرخامي الى مزرعتها مزهوة بورودها واشجارها المثمرة تطفي جمالا اضافيا للمكان

احضرت لها الاركيلة تتامل الاطفال يلهون في المزرعة ينادي ابوهم سعدى صوت عذب غرقت في ذكرياتها مع راكان عندما ينادي سعدى ..سعدى 

يشدو ركان ويدندن اغانيه المعتادة يطربها تحنو بكل شغف ملفت الى موجات صوته كانها صدى خلجات قلبها

سعدى الطفلة تقترب من الفيلا ملاصقة لامها لهفت اليها الخانم تداعبها وتحضر لها الحلوى وتختار لها البستها من معمل اولادها وتغدق عليهم الاموال والهدايا كأن شيئا في داخلها يملي عليها ذلك مع مشاعر وعواطف صادقة

كل خميس تاتي العائلة كاملة والمسبح جاهز وعدة الاراكيل والفحم اللازم جاهز كالعادة 

من المدخل طلت سعدى الخانم من نافذة سيارتها الفاخرة تحييهم وبسمات عريضة مريحة 

ياالهي شبه سعدى كأن مظاهر اليسر والعز غيرت من شكلها شعرها مسدول ك .شلال يصبغ بالوان تهواها 

يعود مسرعا لاحضار الاراكيل واباريق الشاي بعد غداء دسما تحسب حسابهم لا من فضلاتهم كريمة الخانم بنت اصول شيمتها وسلوكها

زوجته تخدم عليهم وسعدى الطفلة تسعد باللهو واخوتها مع الاطفال وحنو  من سعدى الخانم غير عادي نحوهم  تترك احفادها وتلتفت الى اطفال الناطور 

يشرب الشاي والاركيلة في ركن اخر اضافة لتامينهم لكن نبرات ودندنات  صوته الغنائي تصل الى مسامع سعدى تختلج مشاعرها ..اهذا حقيقة ام وهم صوت راكان والحانه طابعها حزين ولونها يخفي قصة ...

في اليوم التالي من على تراس الفيلا تتامل حركة الناطور  وهو يسقي الورود ..في محياه..تبدو هالة راكان...اين راكان اصبح رمادا او مازال راعيا ونهشه السجن والزمن ...من اجلي قتل ومن اجلي سجن ..وتغمرني النعم  والخيرات  ياحسرة ..عليه الحسرات ...ضحية .عادات وتقاليد ونفقاتها دفعها وحيدا

زوجة راكان تتمتع باحاديثه  بعد صمت..وتشتت اذهانه تطلب منه المزيد لقتل الفراغ يردد سعدى .. دائما ...ويصدح باغانيه الحزينة ....

فتح باب المزرعة للسيارة الخانم القت له التحية واكثرت من قدومها للمزرعة مع ابنتها ...تتراكض الاطفال اليها تغدق عليهم بالحلوى والثياب وحصة سعدى هي الاكبر 

مااسمك ياخانم ...انا ام حاتم.. نعم اسمك ..قلت ام حاتم  ..والنعم ياخانم احببناك ...

زوجي ..يحدثني ويسعد لقدومك انت شبه سعدى ابنة عمه 

كثيرات سعدى ....كثيرات 

احضري الاركيلة والشاي الى التراس ....

راكان يصيح سعدى لابنته... ياالهي ..كانه ينادي لي وقتئذ كنا نرعى معا ....اكيد ابناء ديرتنا يتشابهون في اللهجة  والتسميات ..لكنه اقرب الي ..هكذا اشعر...ياريت ..ياريت

طلب منه صاحب المزرعة تخديمه مع ضيوفه الكثيرين في اعداد الطعام الجاهز  والاراكيل والشاي  

حمل صينية الضيافة يطوف على الضيوف مرحبا بلهجته الريفية وصل الى سعدى رمقته بتفحص شديد وهو ذهل بالشامة على جانب انفها ..والله هي سعدى.. تلكا بالحركة سقطت من يده الصنية وكسرت الكاسات والفناجين وخر ارضا 

حملوه الى عزبته وصراخ الاطفال بابا وزوجته  راكان ..راكان ..

هرعت سعدى  هذا راكان ..راكان ابن عمي   يا حاتم الاسعاف  ارجوك بسرعة ...

تبكي سعدى على غير عادتها كانها الام الثكلى ...ابنتها ماما ...

هذا الناطور مو حاتم ...

يشتد عليها البكاء ...حبيبي قربي سنين ولم احنو اليه انه حبي الاول والاخير طيفه لايفارقني في نومي ..وصمتي ..وفرحي..انه القدر يالهي 

وقفت فوق رأسه راكان انا سعدى ..انا سعدى ...ارجوك انظر ... كلمني ....كلمني

في العناية المشددة قلبه توقف عن الخفقان واسلم الروح...لباريها ..حزنت سعدى حزنا شديدا كادت ان تنهار 

باحت لابنتها بمخزون قلبها  المكدس بذكرى طفولتها وولعها وهيامها

براكان في قلبها نفق اخفت كل السنين فيه لهيبه وسعادتها كانت من ذكرياتها ولم يجلب لها الجاه والعز سوى لقمة طيبة في احشائها وغذاء روحها وخفقان قلبها من حزن وانكسارات راكان حبيبها الخالد في وجدانها ودموعها تذرف من مقلتيها ترضع بها  فؤادها المجروح حيث ابنتها  استمرت تواسي امها في حزنها الدفين ...

احتضنت اولاده وزوجته قامت برعايتهم في الجامعات 

وفي كل جوانب الحياة وفاء لحبها الاول الذي لايتبدل مهما ازدانت لها الحياة وبريق فخامتها ........

المهندس جوزيف مزعل شديد 


من خيالي القصصي .Joseph .M.Shdid


مغرب رهيف بقلم راتب كوبايا

 مغرب رهيف 


على أبواب هذا  الخريف 

ارتفعت تموجات الأرض آلى أوج  النزيف

بهزة سباعية لريختر  تفجرت بكوارث الحفيف

هزة تلو أخرى زرعت الهلع والموت .. رهبة تخيف

من المغرب إلى المالديف

رباه..  رحماك يا جبار يا لطيف

آه كم هو الإنسان ضعيف !

غضب الطبيعة على البشر إبتلاء 

بهزة على ربوع المغرب تبعثرت الأشلاء 

ما الحكمة ؟ ما الترياق ؟ ما الدواء؟

أطفال وشيوخ في الشوارع يطلقون الرجاء 

لرب السماء 

صلوات ودعاء تلو دعاء 

والأمهات الثكالى يتفقدن النداء !

المغرب مفجوع! مفجوع يا ولدي

والقدر يمعن بهزهزة الأرض يا كبدي

والصبر يفتش عن أمل ، طريق الجنة يا سندي 

والله أعلم بقادم الأيام الى اين المصير يؤدي 

كثفوا الدعاء بالصلوات  

انثروا ورود الرحمة والرجوات

اذرفوا أنين الدمع بالعبرات

رحم الله كل الأموات 

لا بد .. إن الفرج  آت ، آت 🙏


راتب كوبايا - كندا 🍁


لن أحزم حقائبي بقلم صالح ابراهيم الصرفندي

 لن أحزم حقائبي 


هل بعد الأسفار 

أمل

وهل بعد الغرق

حياة 

مجهول يبحث عن

مجهول 


شباب في عمر الزهور

يرحلون

يغادرون أرضًا 

كانت لهم يومًا 

وطن

ويبحثون عن أرض

تحمل أقدامهم

وتملأ بطونهم

الفقر مدقع

والجوع كافر

والبطالة متفشية

تأكل لحم الضعفاء 

والفقراء 


من يسمع صوت

من تقطعت 

حبالهم 

وتقرحت جروحهم

شباب يتسابق

على قدره

وربما حتفه


هل ينزل الغيث

ويروي من تبقى 

ويطهر 

جواز سفره

نجس هو الترحال

والتيمم ما عادني

يجديان قغ ق


هلاك هي الهجرة

غربة وكرب

وهنا سياج مفخخ

حول بطون الأغنياء

وأسلاك في جيوبهم

فلا الإقتراب منهم

يفيد وما عاد التوسل

حلًا 


أيها المهاجر بلا

مجداف

أيها الراحل من أرض

جفاف 

لا تطيل الغربة

لربما تتشقق

بطون الطامعين

المتسلطين

ربما تعصف بهم 

رياح الخماسين

لن أحزم حقائبي

أنتظر منك تطمئن 

قلبي الحزين


لن أحزم حقائبي

سأظل حارسًا 

منددًا 

لا لهيمنة 

الإقطاعيين 

لن ألوم قاضيًا 

ولا حاكمًا 

لن أتجنى على

غنيٍ متخم بالغنى

لن أتصدى لرجل دين

ولا لكاتب ولا شاعر

فكلهم راهنوا على ذئب

يوسف يوم الرؤى


الأديب صالح إبراهيم الصرفندي


عن العشاق بقلم أحمد محمود

 عن  العشاق

ليه   قالوا

صحيح   مساكين

وليه  العشق

ما  بيحلي  غير

بدموع   وانين

سنين   وسنين

وبنسمع  كتير  حكايات

وكتير   روايات

وعن  نفسي  اكلمكم

ابات   الليل

علي  ضوء  شمعي

انا  و  دمعي

ونقول   مواويل

ويا  طول  الليل

وانا.  سهران

وانا  حيران

ونوم   الليل  يجافيني

يانور.  عيني

بحلم  تكوني  ويايا

ياساكنة  القلب  جوايا

واقوله   ياليل  طول

علي   العشاق

واضمك  ضمة  العاشقين

بكل   حنين

وننسي  الدمعة  والأهات

ياملكاني  و عشقاني

احبك  حب  خلاني

أغني  لكل  العاشقين

في   افراحي   واحزاني

وتبان   الفرحة   بعيوني

ودموع  عيني

تتكلم   وتقول   حكايات

حبيت   الحب

من اسمك  ومن  رسمك

وياويلي

من  نار  البعد

وألم   الفراق

عن  العشاق   سألوني

بقلم

احمد محمود

من ديوان سكة العاشقين


مدينة الأحلام بقلم هاشم شويش

 مدينة الأحلام


وأخيراً تسللتُ إلى مدينة الأحلام

ماسكاً يد حبيبةٍ تحررت للتو من عقلٍ

كان يجلدها كل ليلة

ناطقةً بحروف الحب الأولى

يتعثر لسانها كطفل يخطو خطواته الأولى

ترتجف اوصالها من كلمات الحب

كادت تموت خوفاً

حين لامس ابهامي شفاهها

متنقلاً ببطء في بستان الشفاه

تتحسس ريح جنتي

فتهدأ روحها لتبقى صامتةً

مغلقة العينين وقلبها يتذوق الجنون بملعقتي

وانا ابيعها جنوني بأوعية العسل

انها ليلتها الأولى في مدينة الأحلام

لم تكن جريئة جداً

بما يكفي لتخلع الغمام عن اقمارها

منيرة سماء محبتي

بقلم هاشم شويش /العراق


ما للناس بقلم أنور مغنية

ما للناس 

ما للناس بصبرٍ أنت حاملهُ
لا يحمل الصبرَ إلا من به الشَّمَمُ

أسكنته الروح والشريانُ يجري بهِ
عزيزُ قلبٍ إذا تبسَّمَ المبسمُ

سنوات أمضيتها أُ دلِّلَهُ
والعمرُ يمضي بنا كأنه الحلُمُ

أضناكَ شوقٌ أم نارٌ قد ضُرِمَت
فالشوق يقتلنا وما بنا ألمُ

إنَّ الوفاء لمن كان القلبُ لها .
كريمة الأصل في ديارها الكرمُ

عنقاءُ حوراءُ بالجمالِ مترفة
أمشي إليها وما زلَّت بيَ القدمُ

إذا مشَت بان ما تخفي الثيابُ بها
شفتان لو ضحِكَت نارٌ وتضطرمُ

بانت عليَّ جراحٌ ما ضقتُ بها 
لكن تُعاتبني فيها يدٌ وفَمُ .

د. أنور مغنية  2023 09 09

يا مغربي بقلم سليمان كامل

 يامغربي 

بقلمي 

سليمان كاااامل 

********************* عزائي ومواساتي لأهل المغرب

يامغربي قلبي....... فداك محبة 

أواسي بنيك بنض قلب مشفق


تلك الفواجع........... أقدار ربي 

وأنت العزيز.... بالإيمان الواثق


عوضا بأذن الله .......في نكبة 

فطرت قلوبا ودمع عيني المهرق


قلبي فداكم.. فيما أحل بداركم 

روحي تئن..... لكل بأس محدق


عزائي إليكم لكل نفس أزهقت

جراء هذا....... الزلزال الشاهق 


وعزائي إليكم .وخالص دعوتي

للرب العزيز... والرحيم الخالق


أن يجبر نفوسا......... قد نابها 

من هذه الاقدار..... ولو بوائق


اللهم ربنا .............رب البرايا 

هذا مغربنا أهل الفضل السامق


اللهم لطفك ........حين لايجدي 

سواك رب ...بيديك كل الخلائق


إحفظ بلاد مغربنا من كل سوء

من غربه ...مرورا بأهل المشرق

*****************************

سليمان كااااامل..... السبت 2023/9/9


حين يبكي الرجال بقلم عاطف خضر

 حين يبكي الرجال

.......

نحن في أيام عز علينا كل شي نحبه

كل مشاعرنا تحت المجهر

ضغوط توالت وتعددت وتكاثرت

في الحب كل منا يدلو بدلوه

متعلم وأمي في العاطفة سواء

وعلى الفطرة تربت أجيال كثيرة

والعين تدمع من مواساة لألم أو مصاب

وتذرف دمعا مشاركة في الأفراح

تلك قلوب رجال بكت من خشية الله

أقرت بالحق وتدافع عنه ولو بكلمة

وتتحاشي مواقف الغبن 

وتنأى بنفسها عن الغباء

يومها كانت الحياة أبسط ما تكون

أما اليوم عز من تجد رجل لا يبكي

ولكن بكاء عن بكاء يختلف

ذاك ضاق به العيش وقل زاده وتعددت تبعاته

وأخر عجز عن سداد ديونه وقهره العجز

وذاك بكى على ضياع نخوته و ندم وتحسر على رجولته وهؤلاء كثيرون

وهذا  بكى على مال  جمعه من حرام فأهلكه

ومثله على مال فاته ولم يدركه أيضا بكى

وأعجب من هذا وذاك رجال يبكون مثل الأطفال

على عشق انتهى غدرا أو قدرا 

وتائب الي الله من عظيم ذنوبه لم تتوقف دموعه

كأنما نحن في زمن كثرة في الخيبات 

والضحايا أبرياء وغير

في ذاكرتنا بكاة وبكاءون

عزتنا في قلوبنا التي لا تخضع لغيرها

وأمام الله تضعف وتهون

عاطف خضر


همس في أذنها بقلم خالد أحمد طالب

 همس في أذنها كلاما عجيب

فقالت له انت ملاكي الرهيب

فقال لها  متى شمسي لن تغيب

فقالت انت البعيد مني  القريب 

فقال أحبك حب المريض للطبيب 

فضحكت وقالت انت هو الطبيب

د. خالد أحمد طالب


دموع الحزن بقلم محمد بليق

 دموع الحزن

**********

هذاالبيت كان لنا

والان خراب دمار

هنا كنا معا

وكانت تسكن 

حبيبتي

وكنا سعداء و

عاشقين

وكان لنا امل

وشاء القدر ان

نفترق

قد اخذتها المنية

مني

بلا علم ولا اذن

مسبق

وتركتني هاءم في

الدروب والزقاق

مشردا وحيدا

قلبي مجروح

انيسي الظلام

لامن يداعبني

ونهارا السبات

لانسى همومي و

احزاني

فمنذ فراقك يا 

عاشقتي

لم ارى يوم سعد

فيارب كن بي

رحيما

............................

بقلم الشاعر المغربي

ا. محمد بليق /حميدو

2023


دموع الليل بقلم صبري رسلان

 دموع الليل  (617)

..............

لا بيسألوك مالك 

ولا خير وأحوالك 

سامعين دموع ليلك

ولا عرفوا فين بابك

محرومه أعيش جواه 

ولا بينا ليل فى هناه

غربه خديتني معاه

ولا بشكي موالك 

كان حلم بستناه 

يحضن غرامي لقاه

شافني إني بترجاه 

غير طريق مشيناه

وفى ليل الدموع سابك

لا جبر بخاطري هواه 

ولا قاللي فين مرساه 

لا عتابه خفف آه 

وأناني عنده ملاه 

يوم فرحي بكاني 

بان وشه مش ده ملاك

وعيونه مش شيفاك 

فاتني فى طريق تاني

ناري فى بعاده حياة 

ولا عدت هستناه 

ضعفي السبب فى قساه

وأحاسيسي غابت

ما شطبته ماله وجود 

ومسير الغرام هيعود 

مع قلب تاني

بقلم  .. صبري رسلان


حوار مع الأستاذ مصطفى الحاج حسين تديره الأستاذة نجوة الحسيني

 /// الأستاذة الأديبة ( نجوة الحسيني ) تحاور :


           الأديب والشاعر السوري


     ((  مصطفى الحاج حسين .. ))


**********************************


      الأدب هو نوع من أنواع التعبير الراقي عن المشاعر

الإنسانيّة التي تجول بخاطر الكاتب، والتعبيرعن أفكاره

وآرائه، وخبرته الإنسانيّة في الحياة، وذلك من خلال الكتابة بعدّة أشكال، سواء أكانت كتابة نثريّة أو شعريّة، أو غيرها من أشكال التعبير في الأدب؛ وإنّ الأدب ما هو إلّا نتاج فكريّ يشكّل في مجموعه الحضارة الفكريّة واللغوية لأمّة من الأمم وهو انعكاس لثقافتها ومجتمعها.

وأديبنا هو أحد هؤلاء الأدباء الذي مثل مجتمعاتنا العربية .بل حاكى كل الأوضاع  التي نعيشها بشكل أو بٱخر

  إنه الأديب مصطفى الحاج حسين .

                      


أديبنا سوري المنشأ من مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب .


// نجوى :


          أهلا وسهلا بك أديبنا المحترم .

نتمنى ألّا نتعبك معنا .اهلا وسهلا بك ..


** مصطفى : 


- أهلا وسهلا بكم أستاذة .. وكل الشرف لي في هذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون جيدا .. 


// نجوة  :


- حضرتك أديب كبير في غنى عن التعريف وقد سبق وأخذنا نبذة عن حياتك وشخصكم الكريم في برنامج لقاء مع أديب ..

سؤالنا الاول :لابد وأن تعترف لنا متى شعرت أنك مؤهل لأن تكون أديبا حقيقيا يشار له بالبنان .


** مصطفى : 


-  منذ أن كتبت قصيدتي الأولى في عام 1975 م .. وبعد أن قرأها ابن عمتي الذي كان يكتب الشعر ويمارس هوايات عديدة / مات رحمة الله عليه / فهو عبقري باعتراف كل الأقارب .. أذكى شخص حتى الآن في عائلة / حاج حسين / أدركت أنني ذو موهبة قوية ، لأنه شجعني بقوة وهو لا يعجبه العجب .. في البداية دقق معي وسألني :

' هل حقاً أنت من كتب هذه القصيدة ؟! .. وحين صدقني،  شجعني .. ثم نلت تشجيع كل من حولي .. ومن كان لا يريد تشجيعي والاعتراف بي .. كان تشجيعه اللامباشر أكثر وأكبر ، لأنه يظن بأني أسرق قصائد نزار قباني وأنسبها إليّ .. وكنت أعرف أنها كتاباتي ، لذلك أفرح وأعتبر هذا تشجيعا لي في كل الأحوال . 

     لم أجد غير التشجيع من قبل كل من أعرض عليه كتاباتي .. وتأكدت من موهبتي حين ذهبت إلى إتحاد الكتاب العرب فرع حلب وعرضت عليهم قصائدي .. لا قيت التشجيع من الأدباء والشعراء ، وبالأخص من الشاعرين ( سعيد رجو ) و ( عصام ترشحاني ) وكان عمري في ذلك الوقت أقل من ستة عشر سنة ..  ولأني عشقت الأدب.. ولأن هناك من كان يعترف بي ويشجعني وهم أكبر مني في العمر ، وفي الثقافة والمعرفة والأدب .. وجدت نفسي أحلم وأخطط لأن أكون شاعرا ذو أهمية مثل نزار قباني ومحمود درويش الذي أحببت شعره لدرجة الشغف .. وحين بدأت أشارك في المهرجانات الأدبية والأماسي الشعرية أيضا وجدت التشجيع من الحضور والأدباء ، فكانت ثقتي بنفسي وموهبتي تزداد وتنمو وتكبر .. إلى أن بدأت أنال الجوائز الأدبية .. ودائما الجائزة الأولى كانت تكون من نصيبي .   


// نجوى :


- مؤكد ستكون لحضرتك الأوليه  لأنك تكتب بإحساس صادق تتبنى فكرة أو قضيه إضافة إلى إلمامك الملموس في اللغة  العربيه .


** مصطفى : 


- أنا لا أعرف قواعد اللغة .. عندي أخطاء لا أنكر .. أكتب على السليقة .. كذلك الأوزان .


// نجوة : 


- من يدخل صفحتك ويغوص فيها  ..يرى أنك حصلت على جوائز عديدة...هل تعتقد أنك تستحقها جميعا ..

أم أن هناك من يجاملك .أو أن البعض لايفقه كثيرا بالأدب فأعتاد على التصفيق والإطراء .


** مصطفى : 


- في حلب .. وفي ذلك الوقت في الثمانينات وبعدها .. كانت المدينة تضج وتغلي بالأدباء والشعراء.. وخاصة في الجامعة .. فقد تواجد في آن واحد عدد عظيم من أصحاب المواهب المتقدة والملفتة للنظر .. منهم ( نجم الدين السمان .. وخطيب بدلة .. ونضال الصالح .. ونهاد سيريس .. وعبد الرحمن سيدو .. وبسام سرميني .. وندى الدانا.. وأمان أبو دان .. وابتسام تريسي .. ومريم حاج صالح .. وفاطمة دهش .. وغزالة درويش .. وميادة اللبابيدي .. وأوهام العبد الله .. وغالية خوجة .. وبهيجة مصري ..وفيحاء العاشق .. وبيانكا ماضية .. وخولة غازي .. وذكرى حاج حسين .. ومحمد جمال باروت..  وزياد كمال حمامي .. وفواز حجو .. وعبد السلام حلوم

.. ومحمد علاء الدين .. وعمر قدور .. ومحمد فؤاد .. وحسين بن حمزة .. وأحمد عمر .. وعبد الحليم يوسف ..وأحمد.خيري .. ولقمان ديركي .. وزكريا حيدر .. وإبراهيم كسار .. ومحمد علي الشريف .. وعامر الدبك .. وبشار خليل .. ولؤي علي الحسين .. ومحمود أسد .. وخالد خليفة .. ومروان علي .. وصلاح داوود .. وعبد الرحمن حلاق.. وصالح دياب .. و بسام الحسين.. ومحمد بن يوسف كرزون.. ومسلم الزيبق .. و بدر عبد الرحمن.. وحسين الفقه ،   وغيرهم كثر .. حيث كانت حلب غنية جدا بالمبدعين .. هذا إلى جانب السادة أعضاء إتحاد الكتاب العرب .. ودكاترة الجامعة الكبار .. ما أروع ما كانت عليه حلب.. فهي عاصمة الثقافة العربية بحق .. كما هي عاصمة الفن والغناء .


وفي خضم هذا .. كانت تقام المهرجانات الأدبية والثقافية ،  ومن هنا بدأتُ أنال الجوائز الأدبية .. بدأت الجوائز في حلب .. ثم في سورية .. ثم في الوطن العربي ..


        حرمت وضاعت مني جوائز عديدة ، مع أنها كانت لي بجدارة .. مرة من جائزة المكتبة الوطنية عام 1984م بعد أن أكد لي عدة أساتذة بأنهم وافقوا على منحي الجائزة،  وفي آخر لحظة ذهبت إلى شاعر يكتب الشعر التقليدي وهو منبوذ من قبل الأدباء .. لكنه فاز بالجائزة لأنه كتب عن الرئيس .. وفي هذا الحال .. يفوز المنافق .


مرة ثانية في مهرجان الأدباء الشباب بالمركز الثقافي .. وبعد أن قررت اللجنة الأدبية منحي الجائزة.. وكان المهرجان على مدار ثلاثة أيام .. ثم توزع الجوائز.. فقد صادف ذاك اليوم .. هو اليوم العالمي للمرأة

 .. وهكذا وبطلب من أمين فرع الحزب.. تحولت الجائزة إلى إحدى المشاركات ، لكي يقال أن المرأة عندنا في سورية تنال حقها وتكرم من قبل الدولة ..


ومرة ثالثة أيضا .. أعلن عن مهرجان في إتحاد الكتاب العرب .. وقام رئيس الإتحاد بتشكيل لجنة لدراسة النصوص واختيار الأجمل والأقوى .. وصدف أن دعي رئيس الإتحاد إلى مهرجان في الأردن .. ذهب بعد أن كلف أحد أعضاء الإتحاد بالإشراف على المسابقة .. وكان هذا منحاز لمشارك عنده بيت في دمشق .. حيث يذهب إليه كلما غادر حلب إلى العاصمة بدل أن ينام في الفندق.. ولهذا منحه الجائزة .. والجمهور استاء واغتاظ  من هذه النتيجة ، حين سمع نصي وسمع نص ذاك المسكين.. وحدث أن عاد رئيس الاتحاد من الأردن في اليوم الثالث للمهرجان.. قبل توزيع الجوائز .. وحين اكتشف هذه المؤامرة احتج واعتراض ورفض مثل هذه النتيجة البائسة .. واحتج أيضا ذاك العضو المتأمر.. وقال لرئيس الاتحاد أنت فوضتني ولا يحق لك الآن الاعتراض .. فطلب رئيس الإتحاد التصويت من الجمهور الذي كان متعاطف معي إلى درجة كبيرة .


      وأهم ما حرمت من الجوائز.. جائزة القاهرة في عام 1989 م .. التي وضعت شروطا غير منطقية ..  من أهمها أن يكون المتسابق من حاملي الشهادات العليا .. في حين أنا لا أحمل الإبتدائية .. وقررت أن أشارك باسم أخي الذي يحمل شهادة الدبلوم .. وقلت إن فاز أخي سأذهب معه إلى القاهرة .. وأقول لهم لماذا تحرموني من المشاركة ؟!! .. ألا يكفي بأني حرمت من المدرسة .. وفعلا رشح أخي لنيل الجائزة .. وأرسلوا يطلبون منه صورة عن جواز السفر ، تمهيدا للسفر .. وهنا جاء صديق غيور وحقود وأرسل إلى لجنة القاهرة .. صور عن كتاباتي منشورة بإسمي في الجرائد

والمجلات .. ففضح أمري .. وتسبب بطردي من المسابقة .. مع حرماني من المشاركة لمدة خمس سنوات . 


          وصل الأمر أيضا إلى  توقف العديد من الزملاء والأصدقاء الأدباء  عن المشاركة في أي مسابقة أشارك بها .. لأنهم أصيبوا بالخيبة واليأس وعدم الثقة بمنافستي .. حيث تكون في كل مرة  الجائزة الأولى من نصيبي  .. وهم صاروا بلا  أمل  .. لدرجة أن تم الطلب من قبل البعض من السيد رئيس الاتحاد،   أن يطلب مني عدم المشاركة في المسابقات القادمة ، بحجة ليس من المعقول أن أحصد الجوائز في كل مرة .  


// نجوة : 


- على كل ليست الجائزة من تعطيك قيمه .قلمك الصادق .الأدباء  الذين أحبوا أسلوبك .. كلمات التشجيع الصادقة التي لاهدف ولاغاية ولامصلحة من ورائها هي جائزتك الحقيقية أديبنا ..   


// نجوة :


- هل تعتقد حضرتك أنك وصلت إلى الذروة..وأمسكت بناصية الأدب الحقيقي ؟ .


** مصطفى :


- أنا ما زلت في البداية .. ما زلت أتعلم .. وأخاف في كل مرة أكتب فيها .. يحبون قراءتي وأنا أرتبك وأتلعثم ويحمر وجهي.. مع أني أكون قد أخذت رأي عدة أصدقاء قبل أن أعلن عن عملي .. 


     من يظن ويعتقد ويتوهم بأنه أمسك بناصية الأدب الحقيقي ، فهو أحمق ومغفل وغبي ، ولا يملك الموهبة .. بل هو مغرور ونرجسي وتافه وفارغ.. مثله مثل بطل قصتي ( المبدع ذو الضفتين ) الذي سخرت منه .


     أنا أظن أنني مقبول .. ولا أسبب الملل للقارئ وأشدّه لمتابعتي ، وهذا شيء عظيم .. ويجلب لي الفخر والاعتزاز ، والرضى عن النفس والموهبة. 

    


// نجوة :


- جميل جدا ألا ينتابك الغرور. كما يحصل حاليا للكثير  فهذا يسرق ويغير بضع كلمات وينسب النص لنفسه واخر جادت قريحته وكتب بضع كلمات ظن من خلالها انه ملك زمام الأدب مع أن الأمر يصبح مخيف أكثر كلما نجح نص لأننا لاندري هل سنستطيع أن نحافظ على هذا المستوى أم سنسقط والخوف الكبير من السقوط يدفعنا احيانا للإبداع بشكل أكبر بوركت أديبنا .. رائع سردك لوقائع مفجعة .  


// نجوة :


- لكل قصيدة قصة مرتبطة بالقصيدة أي نص كتبت هو الأقرب إليك وماهي قصته .


** مصطفى: 


- الحب دائما خلف نصوصي .. والحرمان من كل ما أحببت .. حرمت من المدرسة .. حرمت من التي أشعلت موهبتي .. حرمت من بلدي .. من أمي .. من أخوتي .. من أصدقائي .. من حضوري الأماسي الأدبية .. من النشر في بلد عربي .. الحرمان هو قصتي الأولى والأخيرة .. ولهذا أنا لست متعدد 

المواضيع .. وربما هذا يؤخذ علي .. لأني لا أكتب عن أفكار مسبقة .. فأنا لا أكتب إنما أنزف وأبوح وقد أهذي بأشياء كنت أتمنى أن لا يعرفها أحد .. والقصيدة الأخيرة تبقى عندي أجمل ما كتبت ، إلى حين أن أكتب غيرها .. وأنا أرفض أن أسجل تاريخ كتابة القصيدة ، لأني أراهن على معاصرتها في كل وقت .. ولهذا كتابات كثيرة كتبت قبل الثورة بعقد أو عقدين .. ويظن البعض أنها كتبت من أجواء ووحي الثورة . 


// نجوة :


- لعلنا مشبعين بالجراحات وكلنا ينزف بطريقته .. لكن نزف روحك فتح جروحنا وأصبح هناك أنهار من الدماء لن أقول سوى ماأروع نزفك .


** مصطفى :


- ما أروع ذوقك ووجدانك الطاهر .


// نجوة :


- هل كتبت قصيدة وندمت أنك نشرتها ؟ .. وهل لاقت قبولا كغيرها بين الأدباء ؟ .


** مصطفى :


- نعم .. كتبت بعض القصائد وأنا منفعل .. ولذلك وقعت في الخطابية والمباشرة .. مع أنها لا مست القلوب .. وتفاعل معها الكثر .. كما أغضبت فئة معينة من الناس ..

ندمت .. ولكنها تمثل لحظة ما حسساسة وهامة .. ومع هذا فأنا مزقت الكثير الكثير من القصائد والقصص وأنا اليوم نادم جدا على ذاك الجنون .


// نجوة :


- محزن أن تمزق بعض ماكتبت .

وربما حصل معي موقف شبيه فقد مزقت الكثير الكثير من كتاباتي .لأن أحد أخوتي طلب ان يبقى ببيتي حتى يصلح بيته وكنت في بيت زوجي وبيتي لااحد فيه ولاني لا استطيع الرفض ولأن مجتماعتنا تبقى شرقية وتفسر على هواها .وقد خفت ان يقرأ اخي كتاباتي وتفسر تفسيرات انا في غنى عنها .فقد مزقت الكثير الكثير .

وقد خشيت أخذها لبيت زوجي خشية ان ينبش أولاده بين أشيائي إن خرجت من البيت وهكذا مزقت كل ماهو غال وثمين .


** مصطفى :


- ذات ليلة مزقت أكثر من مائة قصيدة حب لأرضي زوجتي .. وليتني أرضيتها .


// نجوة :


- كثرت المجموعات الأدبية وحضرتك منتشر عند الجميع ..ولكن أين تجد نفسك مكرم اكثر وسعيد بوجودك معهم ؟ .


** مصطفى :


- كثرة المجموعات تدل على اهتمام بالأدب ونشاط جميل .. حتى وإن تفاوتت المستويات .. في البداية المهم القراءة .. ثم يتطور القارئ .. وأنا أنشر في مجموعات عديدة بسبب أنني وجدت لكل مجموعة متابعيها.. وأنا أريد أن أوصل كتاباتي للجميع .. وكذلك أريد أن أوثق كتاباتي بأكثر من مجموعة حتى لا تسرق قصائدي ولا تضيع .. هناك من يأتي بعد التوثيق بفترة ويقوم بحذف هذآ التوثيق .. لم لا أدري ؟! .. قد يكون بسبب عدم قدرتي على مجاملته ومسايرته .. وهذا حدث معي بالفعل .


معظم المجموعات الراقية تهتم بي وتوثق كتاباتي وتكرمني مع أني مقصر بحق جميع المجموعات التي أحبها وأحترمها .. ولكن من الصعب عليّ أن أرد على كل هذا الجميل والمعروف .


أشكر مجموعتكم التي تعطيني دائما أكثر مما أستحق .. فذلك يعود إلى أن الأستاذة نجوة الحسيني من حسن حظي أنها تنحاز إليّ .. وأنا فعلا أعجز عن رد بعض هذا الجميل .


وهناك مجموعات عديدة تعطيني أكثر مما أستحق .. والشكر للجميع .


// نجوة :


- أولا لم نسألك عن المجموعات حتى تجاملنا ربما كان هدفنا أن نرى اي المجموعات أفضل من وجهة نظر أديب لنستفيد منها ونحذو حذوها ..ليس عيبا أن نستفيد من الافضل وان نقتدي به أما من ناحية التوثيق لااعتقد أحد يحذف بعد أن يوثق الامر ان غوغل كل فترة يهكر المدونات ولااحد استطاع معرفة السبب 

انا بدوري هكرت لي اكثر من عشر مدونات .وهذا عذاب لنا بالفعل ..وانا لاادافع عن أحد فقط أقول الحقيقة .

وانت تعرف ان رابطة الكتاب اصبحت تدون بصفحة وقد اقتبسوا هذه الفكرة مني عن طريق عزة .وحضرتك تذكر بقينا فترة نوثق بصفحة .. وذلك بسبب التهكير .


** مصطفى :


- نعم .. أعرف وأتذكر .


// نجوة :


- هل جربت ان تكتب الشعر الموزون ؟

وهل تجد أن لديك المقدرة على الخوض في مضماره ؟ .


** مصطفى :


- نعم .. في البدايات بدأت الكتابة بشكل تقليدي .. لم أكن أعرف أن هناك بحور شعر أو أوزان  .. ولم أكن قد سمعت عن شعر التفعيلة .. أو قصيدة النثر .. كنت أقلد حتى الجرس الموسيقي .. وألتزم بالقافية .. 


سنوات وأنا على هذا الحال،  حتى قال لي صديق أخي الأكبر ، وكان طالب في الأدب الإنكليزي : عندك كسر في الوزن .

سألته وما هو الوزن ؟!

أخذ يشرح لي .. ثم دلني على كتاب سفينة الشعراء للأستاذ محمود فاخوري .. وبدأت أدرس وأتعلم بحور الشعر والجوازات والتفعيلات

 .. ثم أخذت أحاول ، وكتبت بضعة قصائد قبل أن أذهب إلى إتحاد الكتاب .. وهناك وجدت من شجعني على كتابة قصيدة النثر ، وكنت أنا من خلال تجربتي وجدت أن الوزن يقتضي أن تضم القصيدة الحشو والزوائد ، ثم القصيد التقليدي يحول المخ إلى مخ تقليدي .. ولهذا تأثرت بكلام أدونيس .. وأنسي الحاج ، والماغوط .. وغيرهم .. واليوم أنا على قناعة تامة أن مستقبل الشعر لقصيدة النثر فقط.. حتى وإن تجرأ عليها كل من هبّ ودبّ .. لكن التجربة ستعلمه أن قصيدة النثر من أصعب وأعقد وأهم وأجمل الشعر .. ولقصيدة النثر موسيقا خاصة بها لا يدركها إلّا من كان منفتح على جمالية اللغة .. تطورت موسيقا الشعر ، كما تطورت الموسيقى العربية ، فهل موسيقى محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ، مثل موسيقى العصر الجاهلي ، حيث كان الطبل والمزمار هو كل شيء . 


// نجوة :


- ربما كما أسلفت أن المستقبل لشعر النثر ولكن يبقى للشعر الموزون قوته وسلطته .ولعلنا لانمتلك زمامه بشكل جيد ..لأننا نسينا واقول ذلك عن نفسي ..نسينا الكثير من الأوزان وطريقة السيطرة عليها .


** مصطفى  :


- أستاذة موسيقى ذلك العصر تختلف عن نبض هذا اليوم.   لذلك سننسى .. اليوم أنتهى عصر الطبل والمزمار .


// نجوة :


- لابد لكل أديب متميز من وجود أعداء يحاربوه

فهل أعداؤك كثر ؟ وماهو موقفك تجاههم ؟.


** مصطفى :


- على قدر ما كان عندي من أصدقاء في الوسط الأدبي ، على قدر ما أنا الآن أشكو من قلة الأصدقاء .. في بداياتي كان الجميع متحمسون لصداقتي ، فأنا في نظرهم طفرة لن تتكرر .. شاعر لا يحمل الوثيقة الإبتدائية .. عامل بناء .. بروليتاري .. وهذا ما يلفت انتباه الشوعيين أولاً، ويجذبهم لصداقتي

 .. كل واحد منهم يأخذني ليقدمني ويعرفني على رفاقه .. شاعر الطبقة العاملة .. وعلى كل من يريد الادعاء  أنه متواضع فما عليه إلّا أن أكون صديقه .. ومقرب منه ..  


     في البداية كانوا يتعاطفون معي .. على أنهم أساتذة وأنا أقل شأنا منهم في الدرج الإجتماعي، مثلي مثل أي طفل مدلل . . فأنا البروليتاري المعجزة ، وأستحق لمسة حنان منهم .. هكذا كانوا بشكل عام .. أغلبهم وأكثرهم ومعظمهم ..


     وحين تجاوزت حدودي، وأحببت

 مهندسة وشاعرة رفضتني وتكبرت ، مع أنها تقول لي : أنت تكتب بشكل جميل جداً .. تعجب بما أكتب ولكنها ترفض الاقتران بي .


وكذلك الأصدقاء الرجال الأدباء .. حين بدأت أنال الجوائز وأكوّن اسماً .. بدأت التغيرات من قبلهم .. ومنهم تحولت بنظره إلى عدو ، وعليه التخلص مني .. هناك من تآمر عليّ في عملي، وعمل على تدميري ،  ماديا ومعنويا وسمعة وأخلاقا .. والكل يعرف مدى بساطتي وطيبة قلبي ومساعدتي لكل واحد منهم يتقاضى راتبا ولا يكفيه .. قدمت لهم مساعدات .. وفرص عمل عندي .. سرقوني ونهبوني وأفشلوا عملي ، ثم شمتوا بي .. أنا أكثر الأدباء الذي تضرر من أصدقائه الأدباء .. وأستطيع كتابة القصص والروايات عن ذلك .. ولكن ما يمنعني لا أريد أن أفجر الفضائح .. مع أني دفعت الثمن غاليا جداً جدا . 


أنا وجدت في صداقات الفيس بوك أكثر راحة وأمانا وإخلاصا .. لذلك تواصلي مع أصدقاء الماضي قليل جدا.. على الأديب السوري أن يصادق أدباء من دول عربية أخرى .. وهذا أفضل له وأسلم .. حيث يحافظ على قيمته الأدبية .      


// نجوة :


- لن أقول مثلك ان صداقات الفيس هي أفضل ..من الصداقات في الحياة بل سأقول أن الاخلاق والتربية بشكل عام أنحدرت .ولم يتبق قيم ولاتبق من يفهم مفهوم الصداقة لذا فشلت معظم العلاقات على كافة الاصعدة قلة قليلة  كعدد أصابع اليد الواحدة من تحفظ المودة والصداقة والقيم من تدرك أنك إن نبهتك لخطأ تريد مصلحتك. 

وتجد الرد شعورهم أنك تغار من تفوقهم لذا أقول الجيد يبقى جيد سواء في الواقع او في هذا العالم الافتراضي والسيئ سيئ أينما كان مهما كان ملمسه ناعما كالأفعى .


** مصطفى  : 


- أتفق معك أستاذة .. لكن هذا حالنا للأسف .


// مصطفى :


- هل خطر ببالك  يوما انه بالإمكان ان تستنفذ كل طاقتك الأدبية وتعجز فجأة عن التعبير لو وصلت لهكذا حالة ماهو شعورك ياترى ؟.


** مصطفى :


- حدث هذا معي بالفعل .. وأنا في أوج كتابتي الشعر في مطلع عام 1988 م .. وجدت أن الشللية في الوسط الأدبي ، قد أخذت مداها الواسع في حلب وسورية وحتى الوطن العربي .. النشر لا يتم إلّا عبر الواسطة والمعارف والمحسوبيات .. وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة من أماسي أدبية إلى مهرجانات إلى ندوات ثقافية .. حتى أن كل شاعر وأديب يحضر معه شلته يوم مشاركته لكي ينصب عليه وابل المديح المجاني والفارغ .. وفي المقابل تحضر شلل أخرى للمهاجمة والإساءة والحط من مستوى المشارك إن كان شاعراً أو قاصاً .. وأنا لا أحب هذه الأجواء، لذلك فكرت أن أبتعد وأتوقف عن الكتابة والمشاركة. 


جماعة السكر واللهو والعربدة والعلاقات اللا أخلاقية منحازة للحداثة وقصيدة النثر والسريالية والغموض والفوضى والضياع .. هم شلة منغلقة ولا تعترف إلّا بمن يجاريهم ويسايرهم ويمشي في ركابهم.. والجماعة الثانية هم أخلاقيون ولكنهم يميلون للتقليد والتراثي والكلاسيكي .. وهم بدورهم ملتفون حول بعضهم .. لا يعترفون إلّا بمن يشاطرهم الموقف ويمشي في ركابهم ..وأنا كنت أحاول أن أكسب الجميع .. ولكني عجزت وفشلت ..وكادت علاقتي مع كل الأطراف أن تصل إلى طريق مسدود .


في تلك الأثناء لا حظت أن عدد الشعراء يفوق بكثرة هائلة عدد كتاب القصة القصيرة .. ومن هذا المنطق كان القاص يأخذ مكانة وحفاوة أكبر وأهم .. رغم أن في قناعتي وأعماقي أنظر للشاعر على أنه أعظم أهمية من حيث اللغة والأحاسيس والمشاعر والإنسانية والرقي .. كنت أعتبر الشاعر ذو حساسية من الدرجة الأولى ثم يتبعه الأديب القاص والروائي .. وهذا ما قادني لأن أفكر بكتابة القصة القصيرة .. وكانت تضحية مني وتنازلا .. لكني سأضيع بين هذا العدد الهائل من الشعراء، وهنا لن أحظى بالاهتمام ، فأنا أنطلق من الأصالة إلى الحداثة  .. ونحن عندنا مثل ( كله عند العرب صابون ) لا نميز بين الجيد والعادي .. سأكون مجرد شاعر عادي .. وهذا ما دفعني للإقدام على كتابة القصة القصيرة .. وبالفعل منذ كتابتي لقصتي الأولى وجدت النجاح والاعتراف والإعجاب.. حيث نشرت قصتي في مجموعة ( نماذج من القصة الساخرة في سورية ) مع أهم كتاب ورواد القصة الساخرة .. وكانت معظم قصصي تفضح الوسط الأدبي وخاصة الشعراء منهم .. والحركة النقدية القائمة على المنافع والعلاقات الخاصة .             


// نجوة :


- في كل زمان ومكان تأخذ الواسطة دورها او أمور اخرى يصعب التطرق لها للاسف .


** مصطفى  :


- لكن الفن والأدب لا واسطة تصلح لهما .


// نجوة :


- سؤالي العاشر خفيف نوعا ما.. ماهو الموقف الصعب الذي مر بحياتك وكيف تغلبت عليه ؟ .


** مصطفى :


- المواقف الصعبة والخطيرة والمؤلمة التي تعرضت لها في حياتي كثيرة ولا تحصى .. وخرجت من بعضها أو تغلبت عليها بإعجوبة فعلا .. منها على سبيل المثال :


- حين نلت جائزة الإبداع الأدبي والفكري من دولة الكويت ، ذهبت إلى دمشق لأصرف الشيك ، لأن البنك في حلب لم يسلمني المبلغ ، ذهبت بمفردي ليلا ، وكنت في تمام الثامنة صباحا أقف أمام البنك .. صرفوا لي المبلغ ، وعلى الفور عدت راجعاً إلى حلب .. الوقت صباحا والركاب قلة والبولمانات كثيرة ، قطعت تذكرة وصعدت ، وقدمت التذكرة للمعاون،  فقال لي لا ركاب كثر ، إجلس حيث ترغب .. اخترت مقعدا ، خلعت معطفي ووضعته مع حقيبتي الصغيرة على الرف فوق رأسي وجلست .. وحين تحركت الحافلة لتمشي ، صعد رجل يشكو من شلل في رجله،  ومعه امرأة .. والمقاعد كثيرة وفارغة ، نحن بضعة ركاب ، لا يتجاوز عددنا العشرة ، لكن هذه المرأة نظرت في تذكرتها ، وتقدمت نحوي ، قالت :

- هذا المقعد لنا. 

ابتسمت لها ، وقلت :

- أختي المقاعد كلها فارغة .. أقعدي أينما أردت .

قالت وبحدة: 

- هنا مكاننا .. وسنقعد هنا .


   نظرت إليها .. تأملتها جيداً ، تبدو هذه المرأة رزيلة ووقحة ووسخة.. وزوجها عاجز ، وتبدو عليه علامات الطيبة  ، فحاولت إقناعها بلطف :

- أختي ما الفرق ؟! .. أنا سألت المعاون وقال لي أجلس في المكان الذي تريده .. وجلست هنا بعد أن خلعت معطفي ووضعت حقيبتي كما ترين،  فلماذا تريدين عذابي ؟! .. المهم أن نصل بالسلامة . صاحت غاضبة ، بطريقة بشعة :

- أنهض من مكاننا يا عديم الذوق .

وقبل أن أرد عليها ، فأنا شعرت برغبة بالتحدي .. قال لها زوجها: 

- تعالي إلى هذا الكرسي .. يعني ما الفرق ؟!  زعقت بوجهه بانفعال وعدم اكتراث واحترام :

- اسكت أنت لا علاقة لك بالأمر .


   قررت أن لا أعطيها المقعد مهما كلف الأمر ، مع أنه لا فرق عندي بين مقعد وآخر .. بل لست جاهزا لمثل هذه المشكلة التافهة .. فأنا سعيد بحصولي على هذه الجائزة العربية ، والتي كانت حلم جميع أصدقائي ، وأنا لا أحمل الابتدائية ، في حين كان عدد من شارك في هذه المسابقة يتجاوز الثلاثة آلاف ، نسيت الرقم ، وكلهم من حملة الشهادات العليا .. ثم أن سعادتي عظيمة بهذا المبلغ الذي حصلت عليه ، أكبر مبلغ ألمسه وأحوذ عليه في حياتي ويكون لي .. منذ اليوم لن تحتج زوجتي على متابعتي للكتابة والنشر  ، وسيتوقف أبي عن قوله :

- الأدب لا يطعم خبزاً .. 


لكن هذه المخلوقة التافهة والساقطة من أين برزت لي ، لتقتل عليّ فرحتي ، وتشتّت لي خيالاتي وأحلامي ؟!..


     وتقدم مني المعاون يسألني بلطف :

- أستاذ من فضلك تعال إلى المقعد المجاور .

وتوقف السائق عن المسير ، وكان قد خرج من المحطة ، واجتاز مسافة ليست بالقليلة .. وتدخل بعض الركاب ، والكل  يرجو أن ننهي هذه المهزلة .. فقلت مخاطباً المعاون :

- حين أعطيتك تذكرتي،  قلت لي أن أجلس على المقعد الذي أختاره .. وأنا اخترت هذا الكرسي ، فلماذا لا تطلب منها أن تجلس ومن معها على كرسي آخر ؟! .

قال المعاون وعلامات الحرج والارتباك باديتن عليه :

_ يا أخي .. هي مصممة أن تأخذ الكرسي المخصص لها .

وتحرك السائق من خلف مقعده ، وتحرك نحونا ، قائلاً في استياء :

- سوف ألغي الرحلة بسببكم .. ما رأيكم ؟ .


صاحت المرأة التي شكلها وهنداهما تدلان على مستواها الوضيع :

- ناس لا تحترم النظام والقوانين .

صرخت بازدراء :

- وأنت ما شاء الله ، تبدين في قمة التحضر والذوق .

وهنا نهض رجل كان مقعده يقع خلف كرسي السائق ، أي في الصف الأول .. واتجه إلينا ، كان ضخم الجثة،  غزير الشنب ، مكفهر الوجه .. تقدم نحونا مسرعا ، في عينيه غضب واضح .. وحين وصل إليّ .. صرخ :

- أنت رجل لا يفهم .. ولا تأتي بالذوق .. هيا انهض من هنا قبل أن أحطم وجهك .


   تفاقم الوضع .. وجدت نفسي في ورطة لا نهاية لها .. والمرأة استبشرت خيراً بهذا الحيوان .. وأنا في قرارة نفسي ألعن نفسي على هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه .. ليتني منذ البداية نهضت وتخليت لهما عن هذا الكرسي اللعين .. ولكن الآن وفي هذه الطريقة المهينة ، صعب عليّ جداً التنازل والقبول ، والرضوخ للأمر الواقع.. كرامتي لا تسمح لي أن أهان .. كبريائي تمنعني من القيام بكل هذا التنازل .. يا ربي لم أرسلت لي هذه المرأة اللئيمة ؟! .. ما عساني أن أفعل ؟! .. الوضع تأزم .. الرجل البغل يقف فوق رأسي ويلتقط أنفاسه بصعوبة ، يبدو أنه مجنون،  عصبي إلى أبعد الحدود ، جسده الضخم بحجم جسدي بمرتين .. أردت أن أمهد لتنازلي،  لخيبتي ، لمرارتي ، لانهزامي،  لاستسلامي،  فقلت :

- كلكم وقفتم معها لأنها امرأه.. لكنكم لم تكونوا مع الحق والمنطق . 


لكن هذا المتوحش الذي يقف فوق رأسي ، لم يمهلني .. بل امتدت يده الضخمة وصفعتني على وجهي .. وهو يصرخ في هياج :

- قلت لك انهض يا عديم الذوق .. وإلّا قضيت عليك .. أنت لا تعرف مع من أنت تتحدث .. ليكن في علمك .. أنا رئيس مرافقة سيادة العميد الركن ( مصطفى التاجر ) رئيس فرع الأمن السياسي .  


هالني ما أنا  فيه  من موقف فظيع.. أنا الآن أضرب .. أتعرض للضرب من قبل هذا الخنزير .. بسبب تلك الحقيرة الفاجرة .. يا الله !!! .. اليوم هو يوم فرحتي ، يوم سعادتي .. أنا حصلت على أهم جائزة عربية في الأدب ، عن مجموعتي القصصية الأولى .. الكل اليوم يحسدني ، وكان يتمنى أن ينال الجائزة بدلا عني ، فأنا بنظرهم لا أستحقها،  لأني لا أحمل حتى وثيقة الإبتدائي ، في حين هم يحملون الشهادات الجامعية .. ولكن ما العمل الآن .. أردت التراجع .. لكن هذا السفيه لم يمنحني الفرصة .. وأنا بهذه الطريقة لا ألبي وأتنازل حتى لو قتلت .


أحتاج إلى معجزة من عندك يا ربي .. معجزة سريعة ، خاطفة .. لأنجو من هذا الموقف .. زعقت وأنا أهم بالنهوض :

- أتضربني ؟! .. أنت تضربني !!! .. ومن أجل هذه التافهة .. أنا سأريك.


قلت هذا،  بينما كنت في داخلي أهزء من نفسي :

- وماذا ستفعل يا بطل؟! .. هذا يأكلك من دون ملح .


لكن هذا الضبع ، لم يتراجع ، ولم تهتز له شعرة من شنبه الغزير الشعر والأشقر اللون ، بسبب تهديدي له .. بل امتدت يده إلى خاصرته وأستل مسدساً ، أشهره بوجهي ، وهو يصرخ :

- وحق الله سأقتلك .. سأفرغ طلقات المسدس في صلعتك .


دبّ الذعر بين جميع الركاب ، والسائق ، والمعاون ، وزوج المرأة العاجز ، بل وحتى المرأة خافت وندّت عنها صرخة ذعر .. وهي تصيح :

- لا .. لا تقتله .. خلاص .. ما عدت أريد كرسيه ، دعه له .


وأنا بدوري كانت أوصالي ترتعد،  رغم محاولتي كبح ارتعاشي.. وبذلت جهداً عظيماً لكي أتظاهر بالتماسك والشجاعة .


هتف السائق ، بعد أن كان يطلب منا أن نصلي على النبي ، ونهدأ :   

- الحمد لله .. ها هي الأخت .. تنازلت  له عن الكرسي .. وانتهت المشكلة . 

       

وانبعث الأمل في داخلي من جديد .. انتهت المشكلة ، وسأعود لخيالاتي وأحلامي .


لكن صاحب الشنب الكثيف ، عنصر المخابرات ، زعق كالحيوان : 

- بل سينهض غصب عنه .. وإلّا أفرغت المسدس في صلعته .


    عاودتني موجة التحدي .. شعرت بالاهانة.. مع أني أتمنى من كل قلبي أن أغادر هذه الحافلة ، دون أن يعيدوا إليّ نقودي ، وسأخذ تكسي وأعود للكراج لأصعد على حافلة أخرى..قلت في يأس وأنا أتظاهر بالشجاعة :

- هيا اقتلني .. ماذا تنتظر ؟!.. لن أترك الكرسي .

وصاح الجميع بصوت مليء بالضيق :

- يا جماعة صلوا على النبي .


وما كان من البغل الذي يشهر مسدسه .. إلّا أن ضربني بأخمص المسدس على رأسي ، وهو يزئر كوحش :

- وحق الله سأقتلك .

وصرخت جوارحي بجنون وقنوط: 

- يارب أعطينا حلاً يرضي الجميع .. يا رب لا أريد أن أموت .. أريد أن أبقى وأعيش،  وأكتب .. سأكون كاتباً عظيماً ، مثل نجيب محفوظ .. ونزار قباني .. ومحمود درويش.. وزكريا تامر ..


      وفجأة .. ومثل انبعاث البرق .. خطر لي أن أقول :

- إن كنت تظن نفسك رئيس مرافقة سيادة العميد ( مصطفى التاجر )... فأنا ابن عمة الرائد( طلال الأسعد) 

.....وما إن أنهيت كلامي هذا ، وأنا في غاية السوء والقلق  .. حتى رفع مسدسه عني .. وتطلع بي بتمعن .. وهتف : 

- قول وحق الله إنك ابن عمة سيادة الرائد طلال الأسعد. 


     وكان  الرائد ( طلال الأسعد ) هذا ، هو بالفعل قريب لصديق عزيز على قلبي .. ولا أعرف كيف تذكرته .. في هذا الوقت العصيب .. قلت :

- نعم أنا قريبه .. واليوم ستلقاني عنده .

تراجع ذو الشنب الضخم .. نظر إليّ باسماً .. وهتف بفرحة :

- لك أبوس اللي خلق الرائد ( طلال ) .. سيادته حبيب قلبي .. واقترب مني ليحضنني، وتنهمر على رأسي ووجهي قبلاته الحارة والصادقة .


وهكذا انتهت المشكلة .. وهكذا جعلتني أكتب قصة .


// نجوة :


كلنا يعرف ان الناس اصبحت تحب  النفاق والمنافقين وترمي الصديق الصادق من أجل منافق وكذاب او من اجل شهرة وهمية مع ذلك لو كنت أنا لتركت الكرسي من اول لحظة ولم أزج نفسي في مشكلة ليس لها معنى . احيانا لايصلح العناد .وكثيرا ينفع التباهي بالٱخرين ذوي المناصب .


// نجوة  :


-ايضا سؤال خفيف ..

برأيك هل الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنه ؟ وهل تتحول الصداقة إلى حب أو هل ممكن أن يتحول الحب بين الرجل والمرأة إلى صداقة ؟


** مصطفى :


الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة جداً .. بل هي قابلة للإستمرار والتعمق والنجاح أكثر من الصداقة بين الرجل والرجل ، أو بين المرأة والمرأة ..لأن التنافس بين الرجل والمرأة يكاد أن يكون ضعيفاً إن لم يكن معدوماً .. أنا لم أجد ضرراً أو عداوة أو تحدي أو مؤامرة أو غدر من أي صديقة لي .. بل لا أجد منهن سوى التشجيع والوفاء .. في حين وجدت من بعض الأصدقاء الرجال محاولات لتدميري والقضاء عليّ بشكل نهائي .. والحب بين الرجل والمرأة بدون صداقة هو حب ناقص ومشوّه وقد يكون نزوة قائمة على الشهوة .. وهذا لا يدوم ولا  يستمر .. لأنه قائم على المصلحة والأنانية مثله مثل العلاقات التجارية .. وأجمل قصص الحب هي التي قامت على أسس الصداقة والمعرفة والمودة والاحترام.   


// نجوة :


- الصداقة المهنية برأيي ممكن ان تكون بين الرجل والمرأة لكن ليست ذات ديمومة .  الا ماندر .فلا الرجل الشرقي يتقبل ان يكون لزوجته اصدقاء رجال.. ولا نساءنا تقبل ان يكون لزوجها صديقات .الا اذا تحولت لصداقات عائلية بين الطرفين ..اعتقد ممكن ان تتحول الصداقة لحب ان لم تكن هناك عوائق والعكس مستحيل لايتحول الحب لصداقة ..ربما لعداء .


** مصطفى :


- حين يكون هناك اهتمام مشترك ستكون حياتهما جميلة جدا .


// نجوة :


- كلنا. يعرف ان النت وسيلة العصر .. ولكن كل مانكتبه يذهب ويمشي مهما حاولنا الاحتفاظ به فقد تهكر صفحتك لاسمح الله..او يسرق جوالك لاقدر الله او 

يحصل شيء ما بالغلط وتذهب كل جهودك أدراج الرياح برأيك هل النت  هو الوسيلة الحقيقة  للشهرة ولحفظ كل مانكتب أم أنك  تحتفظ. به ورقيا ؟ .


**  مصطفى :


أنا أكتب على الورق .. من الصعب عليّ الكتابة المباشرة على الجهاز الصغير ، وحتى اليوتيوب.. وأحتفظ بكل ما أكتب .. سابقا في سورية قبل النت والفيس ، كنت أحتفظ بأكثر من نسخة من كتاباتي .. والنسخة الثانية عند أختي مثلا ، أو أخي .. خشية من حدوث مشكلة .. والآن أنشر كتاباتي على مواقع عديدة حتى لو حذف بعضها تبقى في موقع آخر .. هناك مواقع تحذف ما توثقه بعد فترة وهذا ما أجهل سببه ..وكذلك أملك أكثر من حساب بسبب الحظر والتهكير وغيره ..


// نجوة :


- جميل ان تحتفظ بوثائق ورقية وهي الاكثر ضمان

اما عن الحذف فقد شرحت لك ربما تهكير لمدونة.


// نجوة :


-  أخر سؤال بسيط/

ما هي نشاطاتك الأدبية خارج نطاق النت وعلى ارض الواقع .


** مصطفى  :


- الآن في تركيا لا نشاطات لي .. طبعت ثمانية كتب .. ولكنها مخزنة عندي في البيت .. وزوجتي تتمنى التخلص منها لأنها تسبب لبكة ، وتحتاج إلى أمكنة .. حاولت إرسالها إلى دول عربية ، ولكنها مكلفة جداً .. حاولت عرضها في المكتبات هنا .. المكاتب التركية ترفض الكتب العربية .. بحثت عن مكتبات عربية .. وجدت مكتبة في إسطنبول تبيع الكتب العربية صاحبها من السودان .. اتفقت معه وأخذت له من كل صنف من مطبوعاتي .. وطلب مني أن أراجعه كل شهرين مرة ليحاسبني بثمن النسخ التي يكون قد بيعت .. وحين ذهبت إليه عند الموعد المحدد لم أجده لا هو ولا المكتبة .. سألت عنه ،  قيل كان مستأجرا وأخذ كتبه وانتقل .. وصرت أطلبه على الجوال ، كان قد حظرني.. وهكذا ذهبت الكتب .


       مكتبة ثانية صاحبها أديب سوري ، في ولاية تركية على بعيدة  ، تواصل معي وسألني عن مطبوعاتي ، فطلب مني أن أزوده بها ليبيعها ويؤجرها للقراء .. أرسلت له ودفعت أجرة حمولتها الباهظة من جيبي.. ومرت أكثر من ثلاث سنوات وهو مطنش عن ثمن الكتب .. يبيع ويؤجر  الكتب على حساب الأدباء .. ليته يقرأ هذا الكلام ويفهم أن هذه ليست شطارة .. صار عنده مكتبة غنية من وراء احتياله على الأدباء الذين يطبعون ويرسلون الكتب إليه ويدفعون ثمن المواصلات وهو يبيع ويؤجر لحسابه الخاص ، ثم يدعي أنه ضد الفساد ومع الثورة .


         حاولت أن أكون نشيطا ومفيدا في إتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار .. وتواصلت مع أدباء كبار من الأخوة السوريين والعرب ودعوتهم للانتساب وتفاعلوا معي بحكم أني أمين سر الإتحاد وصاروا يقدمون طلبات الانتساب لي .. في الوقت الذي نشرت لجنة النصوص .. قصيدة غاية في التفاهة والسخافة والركاكة.. والمعنى أسوء من الشكل .. وحين انتقدتها وسألت من سمح بنشر هذا النص المقرف .. قالوا إنها سليمة الوزن .. وكأنّ القضية قضية وزن .. هم لا يفهمون إلّا أنها قصيدة عامودية حققت الشروط من وزن و قافية وسلامة اللغة .. تحاورنا .. تجادلنا .. اختلفنا .. وجدت أن الكثرة ضدي .. إنسحبت من الاتحاد وغير آسف .


        يحدث في إسطنبول أن تقام المهرجانات الأدبية خاصة للسوريين .. لكن السوري لا يدعو من هو أفضل منه .. ولا من لا يقدم له الفائدة ..ومن يقوم بهذا النشاط على أساس أنه صديقي.. وهو يملك رصيدا من القصائد،  بحدود قصيدة ونصف تقليدية ، كتب أبياتها الأولى

صديق لنا آخر ، ثم أخذ هذا الق


صيدة وأكملها .. وجه الدعاوى إلى أقل الشعراء شأنا في الوطن العربي .. ولي وجه دعوة للحضور فقط .. كتبت له أنا أهم وأفضل وأكبر من كل من وجهت  إليه دعوتكم المحسوبة والمدروسة على مقاسكم   .. فقاطعني ..  


// نجوة :


-  أخيرا/  لابد ان انوه :


أرى الكثير من نصوصك في مجموعات اخرى ولا اراها عندنا كذلك .تنشر في كل المجموعات اولا واخرالمطاف نحن أهو خجل منا .أم ماذا ..أتمنى الا تجاملنا ان لم تكن مقتنع بنا ..اشكرك .


** مصطفى :


- على العكس أنشر عندكم  يوميا.. أحيانا أنشر في مجموعات كنت قد نشرتها عندكم .


    حاورته الأدبية : نجوة الحسيني .


بلادي بقلم خديجة محمد

 بلادي

بلادي انتي امي.

انتي الدم الذي في عروقي يجري.

انتي نبضات قلبي.

انتي الشمعة التي تنير دربي.

انتي شمسي

انتي الثراب الذي عليه امشي.

انتي نغمة. نغمة حلوة على لساني.

انتي كلمة لها معنى اكبر من كل المعاني.

انتي صورة رسمتها في وجداني

انتي عشقي... وانتي حياتي.

وانتي قصيدة شعري

يابلادي

         بقلمي. خديجة محمد


أحلام مدينة بقلم فاطمة حرفوش

 ق ق ج


             أحلامُ مدينة 


على أهدابِ الحُلمِ تغفو مدينةُ وتصحو , تتسلقُ جدرانَه العاليةَ الشائكةَ ترنو لفجرٍ جديدٍ بعدَ أنْ أثقلَ الليلُ جفونها وأرقّها تمضي لنهارها متعبةً تترنحُ على وقعه تعدُّ أنفاسها لتلتقطَ قطراتٍ من ماءِ الحياةِ .

عن بعدٍ ترنو لها شقيقاتها تُقاسمُها 

الهمومَ وتغني على نايها .

كيف لخطاي أنْ تسيرَ ..

والطريقُ يتلوى ..أمامي كأفعى

ولأحلامي أنْ تطيرَ ..

والأفقُ بالضباب سُدا .

أيد خبيثة تلوح منْ بعيد ، ووراءِ الأُفقِ المتدِ جنوباً .... ينعقُ صوتٌ قبيحٌ تأبطَ وجعها محاولاً شد إزرها ويتربصُ بها وبأخواتها شراً .. امضِي فنحنُ معكِ وأنتم أخوةٌ لنا لن نتخلى عنكم نحنُ وإياكم سواءٌ في السراءِ والضراءِ .

في سمائها تزدادُ الغيومُ السوداءُ الداكنةُ تنذرُ بشتاءٍ عاصفٍ .. تتجمعُ الشياطينُ وترفعُ راياتها .

 تتعددُ الأتجاهاتُ وتتلونُ الطرقُ .. وهي تمضي في سيرها تخلعُ وجهها القديمَ الجميلَ المشرقَ لترتدي وجهاً أخرَ غريباً تُرسمُ ملامحه من عدة لاعبي شطرنج على رقعةِ الألمِ والمعاناةِ والحُلمِ وتمضي لمصيرها المجهولِ بينما  شقيقاتها تغص بالآه وتشربُِ دموعها وتعتصرُ قلوبَها الألمُ .


      *************

بقلمي فاطمة حرفوش سوريا


صوت مبحوح بقلم فتيحة المسعودي

 صوت مبحبح 


صوت غريب لم أسمعه من قبل ، صوت مدوي وكأنه إنذار .. صوت رهيب قريب من أذني !! ياالاهي !! ما هذا الشيء ؟؟ !!..

انتفضت وقفزت من سريري .. أتمايل في خطواتي يمينا ويسارا !.. وكأن رخام بيتي تحول إلى أرجوحة !! ..

أصابني ذعر .. ورعب ..لم أعد أستوب ماذا يحصل !!،، بين الرعب والدهشة ، رددت وناديت ،، أبي  ابي  أمي   استيقظا  هيا بسرعة .. رباه .. ماذا يحصل ؟ وأين أنا ؟؟ .

صباح مرعب .

استيقظت لأجد نفسي وسط حشد كبير من الأسر .. وأنا في دهشة من أمري!!،، أنظر .. أتأمل بعمق .. لعلني أتذكر ماذا حل بي ،، وأعرف أنا أين ؟ ومن أنا من بين هاؤلاء ؟ ، دموع غزيرة ..آلام .. حسرة .. بعد كل هذا لم يكن بوسعي غير النطق بكلمة واحدة ( الحمد لله ) وبعدها نزعت المصل من يدي ،، وقفت .. واتجهت نحو الأمام ، وأنا في شبه كابوس !.. بدأت أنظر هنا وهناك .. وكأنني أبحث عن شيء لم أعد أتذكره .. أبحث بلهفة ، لم أكن أرى غير الضمادات البيضاء المزركشة باللون الأحمر !.

أصوات غريبة .. بكاء ..صراخ .. آهات .. أكاد أجن وأنا أدور يمينا ويسارا .. وكأنني ضائع في عالم غريب !، وأخيرا حالفني الحظ ، حصل أن تذكرت إسمي بواسطة صوت مبحبح خافت  يبدو عليه علامة التعب والإرهاق .

يردد  أحمد .. يا أحمد ..بدأت أستوعب شيئا فشيئا ،، الى أن عرفت بعد معانات ان صاحب اسم أحمد هو أنا !! ، حمدت الله وشكرته أنني تعرفت على اسمي .

ما إن رفعت نظري جهة المنادي حتى قفزت بسرعة لأرتمي بين أحضانها .. بدأت أقبلها بحسرة وشوق ولهفة ،، كانت هي الأخرى تحاول أن تحضنني بقوة لولا تعبها وقواها المنهارة ، 

اكتفت المسكينة بمسح رأسي وتأمل ملامحي بعمق .

بالكاد نطقت كلمات قليلة، هذا قدر الله يابني ، الحمد لله أنك نجوت وانك في صحة جيدة .. رحم الله أباك واختك ، رحلو الى دار البقاء فورا بعد الحادثة فيك البركة يا ابني ، رفعت بعد ذلك أصبعها الى الأعلى وهي تردد بصوت خافت ، ( أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )

لفظت أنفاسها الأخيرة ارتفعت روحها للسماء لحاقا أبي وأختي .

أصبحت وحيدا بعدما كنت بالأمس مرافق لأسرتي الكريمة التي أصبحت حاليا في عداد الشهداء .

بينما بقيت أنا .. أنا الإبن الضال لم يعد يعرف مقره 

ابن تائه .. لم يعد بوسعه غير الذهاب الى تلك البقعة الأرضية ، التي أصبحت عبارة عن تراب وصخور متراكمة .. لأتأملها من بعيد .. وارى في كل زاوية منها ذكرياتي وعائلتي السعيدة ، الكل يبدو لي على ما يرام ، هاهي ذي أختي الجميلة تراجع دروسها فوق ذاك المكتب .. ابي .. نعم إنه أبي في الجانب الأيسر من البيت وسط الصالون يتفرج على مبارة كرة القدم وهو في أتم بهجته وفرحته ،، اين انت يا أمي ؟؟ اشتقت اليك لما انت غائبة عن البيت ؟؟ !! ماذا؟؟ هذا صوت أمي وهي تناديني من المطبخ بصوتها الحنون ،، حاضر يا أمي سنجتمع فورا على طاولة العشاء !! بعد رؤية عائلتي في كل زوايا تلك البقعة الأرضية بين الصخور والجدران المتساقطة ..بعدما رأت الصخور حزني وألمي أصبحت لينة وقصت علي بالتفاصيل المملة كيف غادرت أسرتي الصغير الى دار البقاء 

بعدما سقط جزء جدار على رأسي ففقدت الوعي.. وقصصت عليها بدوري قصة أمي عندما عثرت عليها في أحد المستشفيات ولم يكن لديها الوقت الكافي لتترك لي وصية أو هدية لذكراها .. غير الهدية الجميلة المبحبحة .. أحمد   يا أحمد .. بالفعل إنها هدية العمر سيبقى رنينها في أذني على مدى السنين .


فتيحة المسعودي 

طنجة  المغرب    ٢٨٢٠٧٩


شاهد عيان فقد لسانه في مسرح الهزيمة بقلم محمد حمد

شاهد عيان فقد لسانه في مسرح الهزيمة 

محمد حمد

خرج من كثافة الهموم المزدهرة 
في كل بيت 
معصوب العينين
فقد لسانه في مسرح الهزيمة 
استعان مؤقّتا بهويتي المزوّرة 
وأشار بسبّابته المدببّة كالرمح
الاصم 
إلى قناعٍ قديمٍ من جلدِ السلاحف
كان (قبل كتابة هذه القصيدة) 
معلّقاّ على جدار خوفي   
ثم اقسم بجميع الصحف والمصاحف 
بما فيها صحف إبراهيم وموسى
وقال: هو...أنه هو وليس مبدّلا بغيره !

قالها بثلاث لغات حيّة 
وباخرى
مُصابة بكساح الحروف وزهايمر الكلمات 
فسقط الجدار 
من سورياليّة المفاجاة
على رؤوس الاشهاد
وانفجر في وجه الجميع بركان الفوضى 
وصراع الاضداد...

التقطتُُ برمشة عين اشلائي 
واشيائي
(معظمها من بقايا سقط المتاع)
وماء وجهي 
فمازال في الوجه ما يوحي بالبراءة ! 
وأطلقتُ ساقيّ لريحٍ صرصرٍ عاتية
هبّتْ عليّ من كلّ فجٍ عميق 
وتحديّث المجهول بكل ما ملكت يدي 
من جهل الأولين 
حتى تجاهلتُ نفسي تماما !

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...