خاطرة
فَـهَــلْ مِـنْ رَقِـيبٍ نَظِـيفٍ مُتَابِعْ
يُـحَاصِرُ مَنْ وَظَّفَــتْهُ "التَّــوَابِعْ"
ويَقْضِي عَلَى "عَافِنَاتِ" الـمَوَاقِعْ
ويُـرْجِعُ حَـقَّ الوَرَى فِي الحَيَاةِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
خاطرة
فَـهَــلْ مِـنْ رَقِـيبٍ نَظِـيفٍ مُتَابِعْ
يُـحَاصِرُ مَنْ وَظَّفَــتْهُ "التَّــوَابِعْ"
ويَقْضِي عَلَى "عَافِنَاتِ" الـمَوَاقِعْ
ويُـرْجِعُ حَـقَّ الوَرَى فِي الحَيَاةِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
حكم الثعلب
بقلم/ د. محمد أحمد محرم
……………
أتدرون يا ليون في غابة
تركها أخوك لأبى ثعلبة
تحرك يمينا رأى زوجته
ودار شمالا رأى لحمته
وخط فوق رمش العيون
هرد اصفر ظنه مكحلة
نادى زعيق صفير شديدا
قط سماوي يلعق اصبعه
ولوح نحو الصقر سبابة
يحوم في الجو لم يلحظه
ولوح مرارا كثير حتى رأه
وهرب سريعا إلى جحره
عاد شبيب خف الخُطا
وامسك ونتف شاربة
وضع قدمه على ذيله
ورمى به يجر ولولة
مستيقظ العينين يحلم
بنا خطيبا دون حنجرة
قال بليتم بنا أم بلينا بكم
تركتكم سأبحث عن مشكلة
مرآة الأجيال
بمحطات العمر أجيال تنمو وأجيال تزول
والمستحيل يتجول أرقاماً في أروقة المعقول
هكذا دروب الحياة كانت وما زالت تقول..
بينما براءة الطفولة تسعى جاهدة للكبر
القابعين من كبار السن يتمنون الرجوع للسفر
عجباً .. كلهم يطلبون المزيد ، تباً للضجر !!
مرآة العمر تعكس مضامين مختلفة المعالم
أليست الشيبة هيبة والتذمر عيبة! والقانعين أوادم !
لمن يشكوا المرء همه ؟ السر مظلوم والقدر ظالم؟
أجيال وراء أجيال تنحت بأظافرها الجبال ولا تستكين
يفتشون يتسابقون يتساءلون عن الأفضل كالنحلة بالطنين
وهم يدركون ان العبرة في باطن الإنسان وتين
لطالما كان ببعض الرنين حنين والتسرع على حد السكين
إعقل يا ولدي فالعقل زينة ..وأحسن النوايا
وتوكل ..ففي الصدور حسن النوايا تزيل الخبايا
ولكي تتضح الصورة..دعك من غرورها، خفايا المرايا !!
راتب كوبايا - كندا 🍁
انت كتبت الشعر وداويت الجروح
كلامك أحيا القلب والنبض والروح
مادام شعورك بالحب كائن مايروح
ياسعادة من كان بقلبك مايروح
لو وصفت لك قصيد فيك مشروح
ماعاد يكفي الهمس والبكاء والنوح
لازم أسافر البحر او مرسي مطروح
وأحضر الدرر والجواهر وقلم واللوح
واكتب بدمي ياغلاك ياحبيب الروح
القمرنوره يشفي ويداوي الجروح
أنت الدوا والبلسم .....وبحبك مذبوح
د. خالد أحمد طالب
خمر التجلي
بقلم // سليمان كامل
******************************
عند التجلي تخلي. فقلبي فيه متيم
والحرف من .....فيض الغرام نشوان
هذا دليلي.... لعين الرضا في محبته
فالعين ناطقة واللسان أسكته البيان
وهنا بحضرته....... الأذن تمشي على
قدمين تتحسس.... الرضا والرضوان
ونوره الوضاء قد...... أشرق بخافقي
تجلت بنوره ........في الصدر حيوان
حياة تَجدد النبض فيها علي أنشودة
يتلوها القلب...... والوجد منه يقظان
وتسافر في .....أرجاء معيته أنفاسي
وتلهث خلف كن...... فيها فكان مكان
فيه الوضوء.............. بلا ماء ولا إناء
والصلاة وصل........ يأذن بها الرحمن
أمسك الصائمون .......عن فطر الهوى
وأفطرت عمدا ...محبته وأنا السكران
فأقم على ...........حد الحب لو شئت
فما أنا بالذى ..........قد عصى الإيمان
من تُراني حينما....... أسكرتني محبته
سوى كلمة للطين.. قد ملأها العصيان
فعادت أنفاسي.. لروضة العتق مخيرة
فاختارت وإن...... كان يقودها العميان
**********************************
سليمان كامل....... الخميس 2023/9/14
* مصطفى الحاج حسين.
قصة : إجراءات..
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرسين للّغة العربية ، فسارع " تحسين " وقدّم أوراقه .. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل .
كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في العاصمة ، وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنةالفاحصة سرّت من أجوبته ، ومما ضاعف من سروره ، إعجابها بقصيدته التي ألقاها على مسامعهم .. ذلك أنّ " تحسين " شاعر مشهود له في مهرجانات الجامعة .
بعد أيام جاء شابان إلى الحارة ، وسألا عن اتجاه " تحسين " السياسي وسلوكه الشّخصي وعائلته .
فأسرع السٌمان " أبو علي " وكعادته في المبالغة ، أضف إلى كرهه ل " تحسين " ، قال :
- أستاذ " تحسين " .. لحظة من فضلك .
توقف " تحسين " عن السّير ، بينما كان " أبو علي " يخرج مسرعاً من دكانه :
- أهلاً .
- سألوا عنّك اليوم .
- سألوا عنّي .. من هم ؟!.
- رجال المخابرات .
امتقع وجه " تحسين " واضطرب صوته ، واتّسعت في عينيه الصّغيرتين إشارة استفهام كبيرة :
- المخابرات سألوا عنّي ؟! .. لماذا
؟!!.
ولمّا أدرك السّمان أنّه سيطر على " تحسين" ، الذي يعامله باستعلاء دائماً ، ولا يشتري من دكانه ، قال بتلذذ :
- سألوا عن اتجاهك السّياسي !!! .
انبثق الذّعر كعاصفةٍ في أعماقِ تحسين.. ارتجف كيانه ، لم يعد يتمالك نفسه ، فحوّل الكتب التي يحملها إلى يده اليسرى ، وقال بصوتٍ مرتعش :
- وماذا قلت لهم يا " أبو علي " ، أرجوك طمئني ، شغلت بالي ؟؟.
وجاء درو " أبو علي " ليبالغ ويكذب كعادته دوماً :
- والله يا أستاذ ' تحسين " ، قلت بحقك كلاماًجميلاً ، أخ لا يقول عن أخيه مثل هذا الكلام .. نحن أخوة يا رجل ، حتّى وإن كنت لا تشتري من عندي .. ماذا تريدني أن أقول ؟ أمن الممكن أن أتفوّه بكلمة تؤذيك ، وتقودك إلى السّجن ؟!.
غارت الأرض من تحت قدميّ " تحسين" ، وردد مستنكراً :
- السّجن ؟! .. ماذا تقول يا " أبو علي " ؟! .. هل أنا مجرم ؟! .. أنا لا علاقة لي بالسياسة.
ضحك " أبو علي " بخبث ، وسدّد نظرته التي يعتقد بأنّها ذكية :
- أنتم الأساتذة لا أحد يقدر عليكم ، كلكم تدّعون البعد عن السّياسة ، لم أسمع من يعترف بعلاقته بها ، مع أنّه قد يكون من أكبر السّياسيّن .
ثمّ كرر ضحكته الخبيثة :
- معلوم أستاذ " تحسين " ، هذه سياسة وليست لعبة .
لام نفسه بشدّة لأنّه لم يكن يشتري من دكان " أبو علي " :
- أبو علي .. أنا فعلاً لا علاقة لي بالسياسة .
- الله أعلم .. وعلى كلّ حال خذ احتياطاتك، الحذر واجب .
وانتبه " أبو علي " على زبون يقف أمام الدّكان ، فانصرف دون استئذان .
دخل المنزل . نادته أمّه ليشاركهم العشاء :
- لا أريد .
ودخل غرفته ، أغلق الباب ، استلقى على السّرير ، أشعل سبجارة ، وراح يفكّر :
- لماذا يسألون عنّي ؟.. ما الأمر !!! .. ما علاقتي بالسياسة ؟! .. وأنا لم أتدخل بها إطلاقاً !! .. وما قال " أبو علي " عنّي ؟! ..
كلّ أهل الحارة يعدّونه مخبراً ، اللعة عليّ يوم قررت عدم الشّراء من عنده .. هل هناك شبهة تدور حولي
؟؟!! .. آه ... نعم .. نعم ..أصدقائي هم السّبب ، لا حديث لهم سوى السّياسة .. عدم توفر فرص للعمل .. استحالة الزواج في ظلّ هذه الظروف المعيشيّة .. غلاء الأسعار .. فقدان المواد التّموينيّة .. الحرّية .. الدّيموقراطية ..تكافؤ الفرص ...
رجوتهم كثيراً أن يتركونا من هذه الأحاديث ، التي لا تجلب لنا إلاّ الدّمار .. هل أخطأت ؟! .. وتفوّهت بكلمة تمسّ الدّولة ؟!.
ولكنّي حذر في هذه الأمور .. لا أثق بأي مخلوق على وجه الأرض ، فأصارحه بحقيقة مشاعري نحو السلطة ، لم أفقد أعصابي مرّة واحدة ، دائماً أنا يقظ ، منتبه ، حريص إلى أبعد الحدود .. ترى هل يكون " جمال " مخبراً ؟؟!! .. يجرجرنا بالكلام ويبلّغ عنّا ؟!..
يجب أن أحذره ، بل ينبغي أن أحذّر أصدقائي منه ، بل عليّ أن أبتعد عنهم ، فما نفعي من صداقتهم ؟؟!! .
نهض ينادي شقيقته ، طلب إليها أن تعدّالشّاي ، عاد إلى السّرير ، يدخّن مفكّراً :
- لكنّ المشكلة الآن ليست بأصدقائي
بل اللذين يسألون عنّي .. ماذا لو جاؤوا وأخذوني ؟!.. ثمّ ماذا
لو عذّبوني ؟؟!! .. أنا لا أحتمل الضّرب .. منذ طفولتي وأنا أخافه، كنت أدرس فقط خوفاً من عصا الأستاذ .. وخرطوم أبي .. سأعترف بكلّ شيء قبل أن يضربوني ، سأقول الأحاديث التي دارت بين أصدقائي ، لن أتستّر على أحد ، كلّ واحد منهم مسؤول عن كلامه .. أنا لا علاقة لي بالسياسة .. منذ شاهدت جارنا " أبا محمد " مكبّلاً قررت نسيانها .. ماذا جنى جارنا غير الدّمار ؟!.
تنبّه إلى رنين جرس المنزل ، انقطعت خواطره ، ووثب قلبه خارجاً :
- جاؤوا ليأخذوني ..
قرأ على روحه سورة الفاتحة .. انكمش على نفسه .. تراجع .. التصق بالجدار .. بحثت عيناه عن مخبأ .. قفز عن السّرير ..الهلع يسيطر عليه .. اقترب من الباب بحذر شديد ، تصاعدت دقات قلبه ، مع انبعاثِ الرنين مرّة أخرى :
- رباه أنقذني أرجوك .. بحقّ نبيك محمّد .. أنا لا علاقة لي بالسياسة .
عينه القلقة على العين السّحرية ، أبصر شقيقه الصغير ، تنفّس الصعداء ، حمد الله كثيراً ، فتح
الباب وعاد :
- من أين جائتني هذه المصيبة ؟! .. خائف أنا ، طالما أنّهم سألوا عنّي ، فهم لا بدّ سيداهمون البيت ، عليّ
أن أتوقّع ذلك عاجلاً أم آجلاً ، وبنبغي أن أرتب كلّ شيء ، أقوالي، أفكاري ، شخصيّتي ، بجب أن أكون
قوياً أمامهم ، متماسكاً .. والواجب أن أبلّغ أهلي حتّى لا يفاجأوا .
نهض وغادر غرفته ، جلس بجوار أبيه ،الذي يشبهه إلى حدٍ كبير ، لولا فرق السّن .
قالت الأم ، التي لا تختلف عن " تحسين"وزوجها في القصر والبدانة :
- هل أحضر لك العشاء ؟.
- لست جائعاً .. لا أشعر برغبة ..
سأل الأب بصوته الأجش :
- مابك اليوم ، لماذا تحبس نفسك في الغرفة ؟.
- عندي خبر سيء ، أودّ نقله لكم .
الأم :
- خير إن شاء الله ؟؟؟!.
قاطعها الأب بانفعال :
- دعينا نسمع .
حاول أن يكون هادئاً ، كي لا تكون المفاجأة كبيرة ، واختفت بسرعة أصوات أخواته وحركاتهم :
- اليوم سأل عنّي رجال المخابرات ، في الحارة .
- المخابرات ؟؟؟!!! .
هكذا انفلتت هذه الكلمة من الجميع
- سألوا عنّي السّمان " أبو علي " .
سألت الأم وقد بدأ الخوف يسيطر عليها :
- وماذا يريدون منك ؟!.
- يسألون عن اتجاهي السياسي .
- وما هو اتجاهك السياسي ؟ .. هل أنت مختلف عنهم ؟!.
- أنا ياماما لا اتجاه لي .. أنا حيادي .
قال الأب ، وفي صوته بعض الاضطراب ، وهو يحاول جاهداً أن يخفيه :
- جاء اليوم الذي كنت أخشاه .
- بابا أنا لم أفعل شيئاً ، يمكن أن يحاسبوني عليه .
- يكفي أنّك حيادي ، هذا أهم مأخذ عليك .
- أرجوكم ليس هذا وقت اللوم ، عليكم أن تتوقعوا حضورهم إلى هنا .
ذعر الجميع ، وصاحت الأم بحرقة :
- يارب من أين جاءت هذه المصيبة ؟!.
عاد إلى غرفته ، مخلفاً أمّه وأخواته يشهقن في البكاء ، بينما كان أبوه غارقاً في صمته .
جلس على حافة السّرير ، أشعل سيجارة وأخذ نفثاً عميقاً ، وفجأة اصطدمت عيناه برفوف الكتب ، وفكّر :
- المكتبة .. إنها تشكّل خطراً عليّ ، صحيح هي لا تحتوي كتباً سياسية ، لكن ما يدريني كيف تفسر الأمور
؟.. ينبغي اخفاء المكتبة ، ولكن أين ؟.. الكتب كثيرة ، واخفاؤها في البيت مستحيل ، وإيداعها عند الجيران غير ممكن ، وعند الأصدقاء ضرب من الجنون ، فأنا لم أعد أثق بأي صديق كان ، ومن المحتمل أن يكون بيتنا مراقباً ، بل ذلك في حكم المؤكد ، فما أدراني ... قد يكون " أبو علي " مكلّفاً بمراقبتي ؟ .. ليس أمامي إلاّ حلّ واحد ، نعم واحد لا غير .. وهو احراق المكتبة .. فالكتب غير مهمّة ، مهما كان ثمنها ، سلامتي هي الأهم .. فيما بعد ، إن خرجت من هذه الأزمة ، سأبكي على كتبي كثيراً .
وبسرعة .. ودون تردد ، نهض " تحسين"وحمل بعض الكتب ، واتّجه إلى الحمّام ، أوقد الطّباخ ، وأخذ يمزّق الأوراق ويدسّها للنار ، إلى أن أحرق جميع مالديه من كتب ، لم يبق عنده سوى كتب الدّبلوم الذي يدرسه ، وأحرق أيضاً كلّ مالديه من أوراق ورسائل خاصة ، وصور تجمعه مع أصدقائه ، ودفاتر كثيرة ، تحتوي على قسم عظيم من قصائده ، التي كتبها على مراحل عديدة ، وحين سألته أمّه عن سبب احراق مكتبته ، قال دون أن يلتفت إلبها :
- قد تكون خطرة في نظرهم .
وبينما كان يهمّ بالدخول إلى غرفته ، رنّ جرس المنزل ، وأسرع الجميع مذعورين إلى العين السّحرية ، من يكون في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟!!.
- إنّه رجل !!! .
قالها بصوت مرتعش ، خائف .
وعندما رنّ الجرس مرّة أخرى ... اقتربت الأم بجزع ، لتنادي من وراء الباب :
- مَن .. مَن ؟؟؟ !!؟؟!! ....
أجاب القادم :
- أنا .. أنا جاركم في الطابق الرابع .
سألته ، والكلمات تخرج بصعوبة من حلقها الجاف :
- ماذا تريد يا أخي ؟؟ !! .
- بسبب حمّامكم .. الدّخان أعمانا وخنقنا .
قالت الأم بعد أن استردت أنفاسها ، وكلّ من معها من أفراد الأسرة ، بما فيهم " تحسين ":
- حاضر يا أخي ... لقد أطفئنا الحمام ، قبل قليل .
كلّ ذلك والأب قابع في الصالون ، يسترق السّمع بانتباه شديد ، والعرق البارد يتسرّب من جميع أنحاء جسمه .
عاشت الأسرة تحت كابوس الخوف والذّعر الشديدين ، فما من حركة تصدر ، إلاٌ سمحت الأم لنفسها بالبكاء ، متوقعة قدومهم لآخذ " تحسين " فلذة كبدها .
وبعد أن غرق البيت في الظّلام ، وسبح كلّ واحد في خوفه منفرداً .. فكّر تحسين :
- لم يبق عندي أثر يدلّهم على شيء ، أقوالي جاهزة ، إنٌي جاهز .
وبرقت في ذهنه فكرة جهنّميّة :
- سأكتب بعض القصائد في مدح الرئيس ، سأمجّده .. وأسمّيه عظيم الأمة .. وصانع الانتصارات ، وسيّد العرب والمقاومة ، وأضع القصائد هذه ضمن دفتر أشعاري ، وعندما سيطّلع عليها المحقّق ، سيعتذر منّي ، ويقدرك مدى فداحة الخطأ المرتكب بحقّي ، ويعاقب" أبو علي " على كذبه ، وشهادة الزّور التي كادت تقضي عليٌ .
نهض من سريره ، أشعل الضّوء ، أحضر دفتراً وقلماً ، وكتب :
- (( في المساء ..
يد الرئيس تهدهد أجنحة الشّمس
وبراحة كفّه المباركة
يزيل الغبار عن جبهتها
يسقيها من حليب روحه
ويطهّر بدنها اللدن
من صناببر نوره
يد الرئيس بيضاء
تكفّن شهداءنا
تزيل الدّم عن أحلامهم
وتثري عويل اليتامى
في الشتاء يد الرئيس تقبض على الغيوم
وتمطر فوقنا
زخات من وعود
فتبعث في حقولنا قامات من صمود
ليس فيها إلاّ الرّعود
فتزهر على جباهنا
آيات السّجود
فويل .. ثمّ ويل
لمن بانت على سحنته
علامات الجحود .)) .
وبعد ساعتين صاغ عدداً من القصائد ، ووضع تحت كلّ قصيدة تاريخاً قديماً ، لكي يوهم المحقق بأنه من محبي الرئيس ، حتى أنه نوع بالأقلام لتنطلي الحيلة .
وهكذا تسرّبت الطمأنينة إلى نفسه بعض الشيء ، فأسرع إلى سريره علّه يستطيع النوم ، ولم تمض دقائق على غفوته ، حتّى استيقظ مذعوراً ، فقد شاهد حلماً غريباً وحين حاول أن يتذكّره ، وجد نفسه لا يذكر سوى وجه السّمان " أبو علي " ، وابتسامته المقيتة ، حاول أن يعود للنوم فلم يفلح ، فقرر أن يكتب بعض الأغنيات ، عن السيد الرئيس ، ليكسب ثقة المخابرات .. فنهض وعاد إلى دفاتره ، كتب العديد من الأغاني ، إلى أن شعر بشيء من الأمان .. فتوقف عن التأليف ، وقال في نفسه :
- غدا صباحا سأذهب وعلى الفور ، إلى أقرب مكتبة ، وأشتري أجمل وأكبر الصور لسيادته ،وكذلك ينبغي
أن أحضر بعض الأعلام .. وبهذه الطريقة ممكن أن أنجو منهم .
وظل على هذا الحال إلى أن بزغ الصّباح .
خرج من المنزل ، ليبحث عن مكتبة ، فتحت بابها ، وما إن وضع قدمه في الحارة حتى لمحه السّمان " أبو علي"
فناداه :
- أستاذ " تحسين " لحظة من فضلك .
وما إن توقف ، وشاهد السّمان خارجاً من دكانه ، ترتسم على وجهه الابتسامة ذاتها التي رآها في المنام ، حتى غذّ السّير ، غير عابئ بصراخ السّمان خلفه .
تناهى إلى سمعه وقع أقدام مستعجلة ، خلفه ، فشعر بالضيق والخوف ، في البدء لم يجرؤ على الالتفات ، ثمّ تشجّع ، فتراءى له السّمان يمشي خلفه ، فأسرع في سيره ، وعلى بعد خطوات ، وجد منعطفاً نحو اليمين فسلكه ، والمذهل أنّه خيّل إليه أنّ السّمان يتعقّبه ، فتيقّن أنٌه يراقبه ، فعبر بسرعة أوّل منعطف صادفه ، وأخذ يركض .
ركض أول الأمر بحياء ، ثمّ التفت ، فظنّ " أبو علي " راكضاً خلفه ، فأسّرع في ركضه، دخل أزقة لم يعرفها ... وحين أحسّ أنّ سترته تعيق ركضه ، خلعها ورماها وراءه ، أدار رأسه ، فتوهّم أشخاصاً يشاركون السّمان ملاحقته ، فزاد من سرعته ، راح يلهث ، وكلّما أدار رأسه ، اعتقد أن عدد المطاردين يتضاعف .
فجأة .. علت الأصوات خلفه ، ومن حوله ارتبك أكثر ، حين انضمّ إلى الأصوات ، صوت فرامل سيارة ... وحاول أن ينتبه ، أن ينقذ نفسه ، أن بتفادى الصّدمة ، أن بتوقف ، يتراجع ، ينجو ... لكنّ الوقت فات ... فقد أصبح كتلة لحم ، تحت العجلات .
بعد أيام ...
أعلنت نتائج مسابقة وزارة التربية ، وكان الخبر مثار ألم فظيع لأهله وأصدقائه ، حين عرفوا أنٌ ترتيب " تحسين " ، كان الأوّل على زملائه .
مصطفى الحاج حسين .
حلب..
ضحكة الفانيليا في ذات بوح
.............................................
جدائل أنوثة من قطة ب طعم
و مواء فاكهة على طاولة
مزاج فقاعة تليق ب شفة
في طبق حلاوة سريعة الذوبان
كتف يزداد شغفا ب النافذة
و أحاديث تخرج من لوحة
تحتضن منتزهات مترفة
مذاقات عطرها الساخن
ثم تدفق نكهة ...
من ثغر عينيها
نار ماء تجرح
ضحكة_الفانيليا في ذات بوح
و رائحة روح
يقولون قلبي قد رحل خلفها ....
و غرق
محمد الحسيني
صُراخٌ بِالعَويلِ
أتى الزّلزالُ فارْتعَبَ الجميعُ***وفي مُرّاكُشَ حَدثَ الفَظيعُ
تَهَدَّمَتِ المساكنُ والمباني***فماتَ النّاسُ وانتَشَرَ الصّقيعُ
صُراخٌ بالعَويلِ كسا الليالي***وما سَلِمَ المُسِنُّ ولا الرّضيعُ
تَهاوى كُلُّ شَيْئٍ في ثوانٍ***وحالُ الناسِ يعْلَمُهُ السّميعُ
فيا رحْمانُ بالغُفْرانِ فَرّجْ***فإنّ العَفْوَ يَسْألُهُ الجميعُ
محمد الفاطمي الدبلي
بذور الخير
بقلم خالد كرومل ثابت
يا زارع البذور بلا غرور
لابد أن يأتي جمع الحصاد
أزرع كما تشاء من البذور
من نفس البذر تجمعه بإجتهاد
ولا تنس زرع الخير بالمرور
في أزقه المدينة مع العباد
وتلاشى كل من يبادلك بالشرور
فحصاد الشر لا يجمع إلا الحداد
وأشحذ خطوات الخير في النور
ترى خطواتك في الخير مداد
وأزرع بستان الحياة من الزهور
حتى إذ مررت به تجد العطر الأخاد
وابتسم الحياة حتى السرور
تجد الأفراح في حياة الأحفاد
ولا تسلك طريق في الجور
فذروب الجور لا تعرف الأمجاد
خالد كرومل ثابت
أمرأة تجمع كل الجمالِ
كيف احتوت هذهِ الخصالِ
كلمتها عند الصباحِ
اخبرتها لصوتك الجميلِ
شأشتريهِ بكل املاكي
سيكون لي وحدي
بالاسم والنداءِ
لا تنطقي لغيري حرفاً
فبحة صوتك
أحتوتها كل أضلاعي
تعالي وقاسميني العيشَ
فأنك شريكة عمري
وشريكة أعمالي
ياقلبك لا يرتضي بفراقِ
أنتفضي فليس لكِ
هناك بقاءِ
انا شيدتُ لك بيتاً
بين شغاف قلبي والرئتين
فما ملك أنسان غيرك
هذا الفؤادِ
بقلمي
ابو خيري العبادي
يا مهرة هام فيها هيامي
من حسنها ضاع مني كلامي
تبعثرت حروفي بين الشفاه
غيداء فاتن حسنها
قمر جميل الطلة
ذو بهاء
تداعب في مشيتها الثرى
فارعة طويلة عنقاء
يتمايل على الكتفين
شعرها
يداعبه النسيم ويتطاير
مع الهواء
احتارت الحروف في
وصفها
ظبية جميلة حسناء
تابعت المسير بخطواتها
مثل الزرافة طويلة عنقاء
مهرة أصيلة تلك الأميرة
الحسناء
فلاح مرعي
فلسطين
رسائلك
صورك.
ورود مجففة..
مازالت موجودة
بين طيات أوراقي.
في دفتر الذكريات.
ومنديل أبيض.
مزركش بالرسوم
وكتب عليه أول
حروف من أسامينا..
وكتب تحتهما.
أحبك حتى الممات..
وهدايا
وألعاب
تذكرني بما فات..
ووشمٌ على زندي.
قلبٌ.وداخله إسمك.
أتلمس عليه.
صباحاّ ومساء
ليذكرني ..
بأن الحب
أكبر كذبة.
وأول اللعنات..
وآخر الطعنات..
..
جرناس حوران ابوشاكر
خاطـرة... حمدان حمّودة الوصيّف. تونس
كَمْ لُمْتُ قَلْبِي في هوَاكَ فَلَمْ يَتُبْ
إنّ الـجَــوَى فـي دَاخِــلِـي وَقـَّـــادُ
كَـمْ لَيْلَة قَضَّيْتُـهَا، طَيْفُ الكَرَى
يَغْـتَالُنِـي، هَلْ فِي الغَـرَامِ رُقَـادُ؟
يَـا سَاحِرِي، إنّ الصُّدُودَ جَرِيـمَةٌ
والـوَصْلُ بَيْـنَ العَـاشِقَيْـن مُـرَادُ
فادي 3
الجزء الثالث
ناديته وبجرأتي الغير معهودة
اتريد الجواب : قطعا
ألم تعلم انك تضيع وقتك
وانني لااصلح لك ولن ازيدك الا هما وفوق هذا
لا استلطف كل طباعك وتصرفاتك وشخصيتك
وقبل رحيلك لتعلم إنني لا أريد اهتمامك ولا ملاحقتك
ما انا فيه يكفيني
ولأول مرة أشعر بشيء غريب و أنه مختلف إلى حد كبير
وكبير في كل شيء
كان ينصت لي باهتمام كبير
ويردد هدئي من روعك ماكنت أنتظر كل هذه العصبية منك
كان ينزع معطفه ثم ساعة يده ويضغط على رأسه
كأ نه يريد ان يهدئني والندم يقتله
لا تبالي بشيء
كنت فقط امزح معك
قلت له : انت تريد ان تعرف عني الكثير
لكني لا أريد أن أعرفك
فرد ببرودة لا يهم
سأغادر قريبا أجلت السفر بسبب حالتي الصحية
ققلت : حسنا
أحس بعدم اكتراثي له
تلعثم وحاول أن يهرب من هذا الموقف
لم أسأله عن سبب شرحه لاخباره
حاولت أن أوضح له أكثر
لا أريد الا سعادتك وتوفيقك سافر وابتعد عن طريقي بقدر بعد السماء عن الأرض
أجاب باستغراب و قال لم هذا الكبرياء الغريب المريب
قلت :
فقط ابتعد عني
اخرج من جيبه هاتفه وقال لي سجلي رقمي رجاءً
قلت : ألم تسمع ألم تفهم ألا تستوعب
قال لطفا سجلي
نفذي رجاءً
ترددت كثيراً فأخرج من جيبه بطاقة عليها رقم وبعض الأدعية
فيها الكثير من الرموز والألوان الغريبة
وقال بكل لطف لا تصديني
كنت شاردة وحزينة
تناقض وحيرة واستغراب
تمنيت لو غضب وانصرف وتشاجر معي وعاملني بنفس طريقتي القاسية وابتعد بكل صمت
ورد اعتباره في كل ماتفوهت به
لم تستفزه حماقاتي وقسوتي
شكرني كثيرا لإمساكي بطاقته أخيرا
واكتفيت بكلمة سلام
كنت قد ارتحت من اخراج ما بداخلي
تتبعته بنظراتي كمن يودعه وينظر إليه النظرات الاخيرة
وبمجرد أنه ابتعد عن ناظري
سرعان ما أتلفت البطاقة التي تحمل رقم هاتفه
اتجهت إلى مكتبي أكملت عملي وتوجهت إلى مقبرة الحياة
اهتم بإخوتي الصغار وأراعي شؤونهم
واهتم بكل صغيرة وكبيرة
فأعالج جراحاً لا تندمل وواقع ارهقني
ونفسيات لن تكون سوية
يكاد الاكتئاب أن يقتلني
والضغط أن يشل أطرافي
والوحدة كادت أن تفتك بي
وفكرت مرات عدة بالاستسلام
فالخطوب أتلفت اعصابي
ووالدتي الراقدة على الفراش
تنتظر هاتفا من المشفى يخبرها بمتبرع لها بكليته تطابق
خلايا كليتها المريضة
ووالدي القاسي العنيف إذ ننتظر معجزة سماوية ليستيقظ من غروره وعنفوانه وجنونه
وذهبت إلى عملي كعادتي
كونه أكبر عزاء ومقالاتي
وحالات الضياع والانتحار التي أكتب عنها يومياً
وما إن غرقت بعملي حتى نسيت العالم من حولي
وإذ بجرس الهاتف يرن في مكتبي إنه أخي يخبرني بمتبرع لكليته التي تطابق كلية امي وأنه راقد بالمشفى بجوار والدتي في غرفة العمليات وأن الأطباء بدأوا بالعملية سارعت بطريقي إلى المشفى وقد اشتد قلقي بين خوف ورجاء
خوف من فشل العملية
ورجاء مصحوب بالأمل بنجاح العملية وشفاء والدتي
وصلت المشفى ذهبت لغرفة العمليات منعوني من الدخول
وأنا أتجول في رواق المشفى جيئة وذهابا ودموعي تنهمر على خدودي
ضارعة إلى الله أن اسمع ما يفرحني في والدتي
وماهي إلى دقائق حتي رأيت امرأة اربعينية
تسأل باهتمام كبير
فاقتربت كان جل همها أن تحادثني
القت التحية وسألتني ألست إبنت المريضة
أجبتها من حضرتك وإن كان باستطاعي مساعدتك
قالت لي : إن الذي يرقد بجوار والدتك متبرعا بكليته هو ابني
حضنتها وانا ابحث في داخلي عن عبارات شكر وعرفان
من تكون ؟!؟!
ومن يكون ذلك الشهم النبيل الذي ضحى بإحدى كليتيه لإنقاذ والدتي؟؟!؟
مونيا.بنيو
منيرة
يتبع
فادي
الجزء الثاني
تقول :
لأول مرة أتصرف هكذا تصرف
شعرت بالخجل من نفسي
وعلى تصرف لا يناسبني
ولم أختلق اسباب وعيوب
تساءلت كثيراً عن سر
هذا التصرف والنفور الغريب
حاولت أن أحلل ماينتابني
هل حقاً أكره فادي ولماذا ؟!؟!
وذات يوم اتجهت مقتربة منه
وألقيت عليه السلام .
أهلا سما كان سعيداً جداً
فأجبته بنوع من الجدية والنرفزة
أهلاً ...
شعرت أنه يطير فرحاً
كنت أحاول أن أتجنب
نظرات عينيه ورغبته في الحديث
ولهفته التي أنستني مشيتي
و لأول مرة أشعر بهذا الاضطراب
والحيرة وبحرارة وبرودة ليستا في مكانهما
قال : هل لي أن أسالك سؤالاً ؟
قلت : للأسف ليس الآن فأنا في عجلة من أمري والامر عاجل
ما إن ابتعدت حتى لمحته يترصدني من بعيد
ناداني بصوت مرتفع : ستجيبين غداً ..؟!!!
خجلت كثيرا وكرهته أكثر لأنه لفت انتباه كل الزملاء والزميلات
كادت الدموع تنهمر من عيناي
لأنه جريء وأنا أكره هذه التصرفات
وما إن جاء الغد حتى وجدته ينتظرني بباب الثانوية الأمر الذي استغربته
حتى أنه فتح باب السيارة لأنزل
ولمحت الشرر يتطاير من عيون والدي...
كان يوصلني بسيارته فازداد هلعي و اضطرابي
ما إن هممت بالرحيل حتى اعترض طريقي
الأمر الذي ،،اغاظني
ولمح قطرات الدموع تتساقط من عيني وتجاهلي القاسي
الأمر الذي استغربه كثيراً؟!!؟!
وقال : آسف صديقتي
غادرت غاضبة لأن مافعله لن يمر مرور الكرام مع والدي الذي لن يفهم هذا إلا كقليلة تربية .
عشت عقاباً .... وغياباً... ووجع ...
ومرت الأسابيع كلها غيابات متكررة
في أمسية عودتي للثانوية
كان يسألني عن ،سيب غيابي
الامر الذي ما استطيع أن ابوح به
فابتسمت ابتسامة باردة
و ابتعدت دون إجابة
مرت الأيام كنت أتجنبه
وكنا على أعتاب نهاية السنة الدراسية
لكن كل هذه اللهفة والسؤال لم يكن لينسيني عقاب والدي الجائر
حاول فهم حالتي ونفوري المتكرر. و اجتنابي لمعظم الزملاء والزميلات حتي لقبوني بالمتعجرفة
كنت أتجاوز الجميع
دون أن أهتم لأحد وحتى أقرب صديقاتي أبتعد عنها احيانا
الأمر الذي حيّر كل من حولي
وجاء ذات يوم ليودعني
ويسأل سؤاله الذي تجنبته مرات عديدة
لمَ كل هذا الحزن الدفين في عيونك وهذا الخوف الغائر بروحك ونفورك من كل ماحولك
حاولت الهروب من السؤال بسؤال آخر
إلى أين السفر ؟؟!!
إن شاء االله لأداء الخدمة الوطنية بالبلد الذي ولدت فيه
تمنيت له التوفيق وضحك بخبث
وتفهم صمتي
... مضت الأيام وانتهى العام الدراسي
ورغم مرور الأيام
كانت مطارداته عالقة بذهني
وأضحى عدم رؤيتي له
يحزنني وكأنني ادمنت على رؤيته
ورغم محاولاتهَ
كنت أكثر نفوراً و ابتعاداً
وتشاء الأقدار أن التقينا بنفس
الصحيفة التي بدأت التدريب
علي العمل بها ..
لم يتغير ولم يفهم
بقى مهتماً ملحاً يملؤه الفضول
وعالقاً بطريقي .
تمنيت لو يبتعد قليلاً .
و ذات يوم قررت أن أقتل فضوله
فناديته وهو مع جمع من الزملاء
وقلت له ...
مونيا بنيو
منيرة
يتبع
هذه الجميلة في عينيها
أشياء كثيرة كثيرة .. جميلة
غرامٌ وعذابٌ وعتابٌ ، شجون
مقامات وأغان حنونة طويلة
ظلال ومساء في عينيها
وأباريق سوسنية
صبابة وأنغام شجية
أضواء ، مصابيح ملونة
نجوم تلمع ، بيارق تخفق
أكف تلوح وشفاه تبسم
واشتياق ولوعة ونظرات حالمات
مزنُ اشواقٍ غزيرة ، وحنانُ مطيرة
عذوبة ، ينابيع رقراقة تنداح
أنهر تتجمع تتدفق
تحتشد فيها
تمنحها كحلها
توسعها .. تغذيها
أحلام جليلة ومشاعر نبيلة
تبزغ ، تشع في كل لفتة منها
تسافر تنير ما حولها من جيرة
من الخدين والشفتين والنهدين
من عنقها وقلبها .. من أوتار أحشائها
من خاصرتها وبنانها وكفَّيْها
من خصوبة صلصالها
من ثبات خطوها
وإهتزاز الأرض تحت أقدامها
وشموخها ، يلمع بريق عينيها
في لحظها بيان عقل و أنوار
يبدد الظلمات ، يجدد الحياة
يحيي الآمال والفنون ، يُرَقِّيها
وفيها .. نفور من المخاتلة والبهتان
حرارة أحضان ، و دفء يشتعل
في الزوايا والأركان ، أينما تجول بعينيها
حبٌ وكفاحٌ أُفْقُها ومتناولُ يديها
شمسها شمسان ، سماؤها بستان
ثراها قطوف ورد دان
وحنانها يحوي حنين الأزمان
وليس يمكن وصف كل جمالها
وكل شيئ فيها
هذه الجميلة تغزوني تجتاحني
برفعتها وحسنها وطيوف جمالها
حين أغدو مع الطيور كل صباح
وحين أبات مع النجوم
ترشقني سهامها
كل ليلة
يا لروحي منها كيف أنهل منها
وكيف أرتوي وكيف أسقيها
وكيف أُشيِّدُ لمقامها بنيان
كيف أتسع لمعانيها
معذورا أخوك في طول ما وُصِفَتْ
فحقها ، العبارات القصيرة ، لا تَفِهِ
ولا النصوص الطويلة .
________
عبد العزيز دغيش .
رفقآ بعَبدِك
يا لعنَةَ حَلّت بقلبي أشعَلت نيرانُها
وبَعثَرت أشواقي
ما عُدتُ أدري كم شَرِبتُ من العَذابِ
وكُنتِ أنتِ السَاقي
وقَرأتُ أوراق الزمانِ وجَدتُها إهترأت
ما عَاد منها باقي
وجَرعَتُ سُمّكِ ناقِعآ أغشاني عِشقُكِ
وحَسبتُهُ ترياقي
وتَلوثَت عينايَ من سود الغَمامِ وَجَفَ
الدَمعُ حِينَ ِفِراقِي
والروحُ آنَسَها من جَانِب الذُلِ لَهيبآَ
والنَبضُ يَشكوه إحتِراقِ
لم أدرِ في الدُنيا حَياتِي أم في دُنيا
النِفاقِ
القلبُ رَاحَ يَضُخُ في الشريان نارآ
جَفَفت أحدَاقي
إن كَانَ قَدرآ يا إلهي فأنا سَجَدتُ
وإنحنت أعناقي
وكَم دعَوتُكَ في الأسحَار رِفقَآ
بِعَبدِكَ طَالبَ الأشفاقِ
..بقلمي.. محمود عبدالحميد
معنى الحب الجميل
قلبي بالحب مفعم
فهلا فهمت وتفهم
اسكنتك فيه مذ عرفتك
حافظ عليها لا تتبرم
واحفظ عهودنا لا تلهو بها
فالحب لي ولك بلسم
كن معه لطيفا يا هذا
فهو لي ولك لا علقم
صلاح الورتاني
سمعت صوتك من بعيد همس باذني ولم
اراك
لم أدري إن كان حلما أو حقيقة في يوم
ذاك
تنهدت من غفلتي وصحصحت مبتسما
لعلي ألقاك
وتسارعت ضربات قلبي قبل ان تركن
بحماك
انت لي السعادة كلها لولاك ما عرفت
الحب لسواك
ارحم القلب الذي ذاب بلوعة من هجراك
كفاك
انت النبض للقلب والقلب لم
ينبض الا لك
ما اجمل البسمة كالؤلؤ عندما
تبتسم خداك
الشوق اضنى الفؤاد والقلب
تائها هائما بهواك
بقلمي زكريا تيت
يبكيك الرافدين
يا ثالث الرافدين كيف نرثيك
الحروف حزينة لمن داعبها
أحسن إليها بحكم الدهر
غربة التحفت روحه من مولد
مجبور على الترحال وتأشيرة
ملطخة بالإنكار والتهجير
أي كلمات تحوي رثائي لك
جفت دجلة والفرات بعدك
ولم تبكيا فراق حبيب موجوع
بحب بغداد ونسائم الإصباح
له طلة تجوب الأقطار بحثا
عنك يا كريم لعلها لسبق تفوز
هل جرحي بالنار يلتئم بعدك
أراني عصي الدمع كالفرات
ونخلة بوهران تستجد عطفا
من رذاذ يطفىء نار الفقد
من جرب الأسى بالغربة يعذرني
مر كقحط زمن يوسف وحروفي
ما استوعبت كلماتي فراقك
وما استقام النظم والطيف بعدك
غابت كل الطيور ولم تعد لظلك
تراقص وتنشد حلم العودة بعدك
غربة في أوطاننا نتلذذ مرها
ونعتصر ونعتمر وشائج الحزن
لمن نشكوا والجلاد لنا منتظر
محزومة آهاتنا وباءا إذ انفطرت
ندسها في الوتين باقات هم وألم
تأشيرة الرحيل مهيأة لنا بعد نطق
سلام الى روحك يا كريم الجميل
بقلمي : البشير سلطاني
فيضان
يجتاح الحجر والبشر
سيول جارفة !
سيول ~
تجرف المستحيل والمعقول
نكبة ليبيا !
نكبة ~
على شفير الهاوية تجرف
الاخضر واليابس!
يباس ~
حلكة باطن الأرض
يا للابتلاء.. فرض !
هناك ~
بالبيضاء صار لون
الكفن أسود !
كفن~
هل يملك السيل
تغييراً لمجراه ؟!
راتب كوبايا ~ كندا 🍁
ذكريات
جاسم محمد الدوري
وحين سرى
ليل الغرام في نفوسنا
ومثل الهشيم في النار استعر
وفاض وجد الامس
والشوق في انينه كبر
ف الوقت قد باغتنا
وقبل ان نهم بالسفر
داهمنا بغيه المقيت
فعلا الشيب في الروؤس وانتشر
وحينها تذكرت أيام وجدنا
وصدق النوايا
يوم كنا في الصغر
فراحت الذكريات بنا
تبحث في اوراقها
ونحن في الكبر
وتلك الليالي قد خلت
والمواعيد وقتها
وضوء القمر
والاغنيات القديمات
فوق شفاهنا
ترقص كالفراشات في السحر
وحلمنا الجميل
يحمل في ساعاته
عطر المطر
والكان.... يا ماكان
لكنها الايام
قد تخذلنا
ف حبنا كان قدر
وكل شيء صار
اسما لكان
وصار الخوف في حروفنا
لكان هو الخبر
وحبنا الجميل يافتى
في مهده اندثر
او ربما
من شدة الحزن
مات واقفا أو انتحر
يا أنت أنا كم اشتهيك
حين اطيل في وجهك النظر
واستعير ملامحك الجميلة
واشم فيك عطرك العنبر
فأنت بلا أنا
كالطفل يهدهد بالغناء
بلا وزع فلا تتكبر
فربيع عمري
صار ستون ونيف
وقلبي لم يزال اخضر
ويبحث في زويا الصمت
عن ورق ودفتر
ليدون ما جرى
في ذلك الوقت الجميل
وما يوما تبعثر
وانت لم تزل يافتى
تحبو وتبحث في الأثر
يا انت بلا انا
كأنك الصحراء
قد ملها المطر
فاحلامي بيادر ذكريات
كلها ضاعت
بلا تعب
كسنبلة تهدهد
وسط بيدر
فآه..... ثم آه
من فؤاد موالع فيك
ومطعون بخنجر
فتأخذه رياح الشوق عاتية
فاهيم مجنونا اغني فيك يا اسمر
رسائلُ الله
============
١ - خطبٌ ألَمَّ وما كلُّ الخطوبِ لَمَم
والبحرُ ثارَ فأمسى مَن رآهُ عدَم
٢ - بيتُ يسيرُ وفي أحشائِهِ جُثَثٌ
من شدّةِ الهولِ صارت في عدادِ رمَم
٣ - كلُّ الحياةِ غدَت كالموتِ يجرفُها
سيلٌ تدفَّقَ من أدنى فكانَ عَمَم
٤ - كلٌّ يُجَرُّ إلى حتفٍ ومصرعُهُ
مابينَ دوامةّ تلتفُّ مثلً قِمَم
٥ - أو بينَ سيلٍ علا في غيرِ عادتِهِ
يغتالُ من ركبوا في مائِهِ بِنهَم
٦ - حواضرُ البحرِ ماعادَت بحاضرةٍ
والشاهقاتُ هوَت واستسلمت لِعَرِم
٧ - طوفانُ نوحٍ بلا فُلكٍ فلا هربٌ
كلُّ الحضورِ تداعَت في دُعاهُ هِمَم
٨ - أغضبةُ اللهِ أم إنذارُ قادمةٍ؟
أم أنَّهُ البحرُ يبغي في الرجالِ نِقَم؟
٩ - رسائلُ اللهِ ما زالت تحاورُنا
علَّ القلوبَ لها فيما يريدُ (نَعَم)
١٠ - رسائلُ اللهِ تذكيرٌ لمن غفلوا
حتى يؤوبوا وفي نبضِ الفؤادِ نَدَم
١١ - رسائلُ اللهِ تطهيرٌ وتزكيةٌ
رغمَ القساوةِ تبقى للجميعِ نِعَم
١٢ - يا ربِّ رفقاً بإخوانٍ لنا فُتِنوا
في مغربِ العُربِ ثبِّتهُم فأنتَ حَكَم
١٣ - هذي طرابلسُ صاحت: يامغيثُ أغِث
أنتَ المغيثُ لهم أنتَ المغيثُ لهم
١٤ - طبيعةُ الخلقِ أن يعصوا بجهلِهِمِ
فرُدَّهم يا إلهي للطريقِ سَلَم
١٥ - أنتَ الرحيمُ ومن إلاكَ يرحمُنا؟
باللطفِ رُدَّ إليكَ العائدينَ خَدَم
١٦ - قل للسماء: كفى لا تُمطري وَصباً
ولتمطري رحمةً منها تُغاثُ أمَم
١٧ - قل للأراضي التي زادت زالزلُها
أن تستقرَّ ،فقد عافى العبادَ ندَم
١٨ - ورُدَّنا يا إلهي من رضاكَ رضا
واجعل قلوبَ الورى في الصالحاتِ عَلَم
==========
د. جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
أطفال الشّرقْ المذبوخة ..!! شعر / وديع القس / قتلوا الطّفولة َ في مرامِ الحاقد ِ واستخدموها درعَ غلٍّ أسود ِ / قالوا الطّفولةَ : روحنَا وحيا...