ملحمة فلسطين عاهرة
واقفٌ منتظرٌ لاقدِّمَ تحياتي
لكلِّ أقطاب الجامعة .
أحييكم، عاشت جلالتكم
اهديكم نهداً بكراً لتلك العاهرة .
عاشت فخامتكم ،
إن لكم نصيبٌ من جثتها
ولكم من دمائها نخباً
لكؤوسكم العامرة.
عاش سموكم فاليوم
أنتم قذفتم سائلكم النفطي
فوق ثيابها الطاهرة.
عاشت جلالتكم ، عاشت فخامتكم،
عاش سموكم فأنتم الأمَّة العاقرة.
أهلاً أهلاً بأعرابٍ تقول بأنها واقفة.
أيها البحر منك طوفانٌ ومدُّ.
زمجر أيها الشاطيء ودمِّر ،
أيها الموجُ غرِّد وارتعد،
علَّك توقظُ أمةً نائمة .
يا أيها البحر بغزَّةٍ
يا أيها الشهيد على طريق القدس ،
منكم تعلمنا القوة والعزم
والموجة الهادرة .
أيها المقاوم شمِّر عن أنيابك
اقضم مفاصلهم فقضمتك هي الفاصلة.
يا أيها العرب فلسطين عاهرة.
يا أيها السيدُ تمرَّد ،
يقتلونها شهوةً ، ثم يستحمُّون بدم طهارتها
ويسجدون لقبلة سيدهم
إنَّ أخصبهم عقيمٌ وأخصبهنَّ عاقمة.
إن أشجعهم جبان وأرجلهم مخصيٌّ
وأشرفهم كرامته سافرة.
ما أطهركم ، ما أشرفكم
حين كبَّلتم يديها وكشفتم عورتها
واستدعيتم سيدكم
في هذه الليلة الحالكة.
فلسطين عاهرة.
تناديتم، عويتم ونهقتم،
وسال الشرف من تحت ثيابكم
تجمعتم وغضبتم حتى ظننَّا
بأنكم أمَّة غاضبة .
ولما سجدتم لقبلة سيدكم
وخرَّت جباهكم نحو الأرض
بانت من تحت عباءاتكم
نجمةٌ سداسية الشكل
على مؤخراتكم دامغة.
يا أشراف ، فلسطين عاهرة .
فلماذا سمحَت كرامتكم
بمعاقرة خمرة من دماء العاهرة؟
ستؤذيكم بسمعتها،
وتقضُّ مضاجعكم تلك الفاجرة .
ويخرج من رحمها بعد سفاحها
طفلةٌ طلقتها قاتلة .
لا تغضبي فلسطين نحن اليوم هنا
نحن الأمة الباقية .
إن من تمرَّغ جبينه وطأطأ رأسه
فليأتي إلى فلسطين
إن فلسطين الآن توزِّع جباهاً عالية.
ربُّ هذي الأرض أطفالها
منهم تعلموا حمل السلاح وركوب البحر
تعلموا ركوب العاصفة .
تعلموا عطاء السنابل
فهم قلة لو أن الزمان جار عليها
فهي القلَّةُ الزاحفة.
أهلاً أهلاً ، أما يكفي هذا الموت؟
أما يكفي هذا الظلم؟
ألا تكفي تلك الخيانات؟
أما كفاكم من الشهداء هذي القافلة ؟
سينتصرُ أبناء فلسطين
ولو استشهد من استشهد،
سيصلون ولو مات من مات ،
سيبقون ولو بقيَ من بقي
هذا زمن الأشراف وإن تأخر يوماً
فهم أمَّة بأقدارها عارفة.
سينتهي حزنك يا شعبي
وستنهض أكثر قوة
هذا التراب يعرف أن زعاماته
من كراماتها فارغة .
فتعالوا هي اليوم تكشف عن صدرها
بمكان الجرح رقص الصاروخ وغنَّى
أن حي على الجهاد ، حي على العبادة.
حي على مسرى الرسول
حي على عيسى ابن مريم
حي على جراح الحسين ابن فاطمة.
زغردت أم الثكالى ،
نحن نساء فلسطين ، نحن القدس
نحن الجنوب ، والموت لنا عادة .
ردَّ الغناء مجنَّحٌ بصنعاء
ومسيَّرة إلى فلسطين سائرة.
هتف صاروخٌ بغزة يلقي التحية
على أولى القبلتين ويكمل العبادة .
أبحر صاروخ غزة وحلِّق في السماء
وخذ قلبي بوصلة
إذا ما صارت الليالي حالكة
نحن أبناء الجنوب معكم
إن أقدارنا واحدة .
سندق راحتهم بيتاً بيتاً
سترعبكم أنفاسنا ولن تقوم لكم قائمة .
أهلا بأمةٍ تقول بأنها واقفة
لستم سوى أشكال وقامات
فأمكم واهية .