الجمعة، 1 يوليو 2022

حديث فوق صفيح الأزمات بقلم رجا الأشقر

 حَديثٌ فَوقَ صَفيحِ الأَزماتْ ..


بقلم:  رجا الأشقر ( سفير سلام واديب 

                            وشاعر )


قالَتْ :

أَجِبني بِرَبّكَ ما هذا البلاء

أََيُعْقَلُ أَنْ نُقْتَلَ ونَحْنُ أحيَاء ؟ ..

وَأَنْ يَنْبُذَنا البَحْرُ

وَتُسَدَّ امامَنا أبوابُ السَّماء ؟ ..

وأَنْ نَستجْدي القوتَ والمازوتَ والبنزِينَ

وحَبَّةَ الدَّواء؟ ..

وانْ نَشتري خيارةً وَحَبَّةَ بَندورَةٍ 

وبِضْعَةَ ظُروفٍ مِنَ اللّوبياءْ ؟ ..

وأنْ يُصِبِحَ العَسَلُ والمُرَبّى                                  والسُّكَّرُ والطَّحِينَةُ

لُزومَ الأَغْنِياءْ ؟ ..

وأنْ تُمسي اللُّحومُ والحُبوبُ 

والأَلبانُ والأَجْبانُ 

وأَصْنافُ المُعَلَّباتِ والمُكَسَّراتِ

وأنواعُ الزُّيوتِ 

نادِرَةَ الشِّراء ؟ ..

لَمْ أَكْنْ أتَوَقَّعُ يوماً أنْ يُصْبِحَ الوَطَنُ

مومِساً تَبيعُ جَسَدِها لِلغُرباء ..

وأنْ نَتَحوّلَ نَحْنُ فيهِ 

إلى تُجَّارِ بَغاء 

هَمُّنا القوتُ والسُّكوتُ ومُلازَمَةُ البيوتِ

دونَ حَياء ..

وأسْألُ نفسي 

أينَ العِزَّةُ والكِبرِياء ؟ ..

أينَ البَحبوحَةُ أينَ الرَّخاء ؟ ..

كَمْ يُؤْلِمني أنْ نُصْبِحَ يا شَريكي

ونَحْنُ على أَبوابِ القَرنِ الثّاني والعِشْرينَ

أُمْثولَةً في الشَّقاءْ ! ..

قَالْ :

كَأَنَّ البَلاءَ أضحى قَضاء

والكَلامُ عَنهُ صارَ هُرَاء 

والشّكوى مِنهُ باتَت لُغَةً

لا يُجِيدُها سِوى الضُّعَفاء ..

ما لنا وحَديثُ الغَلاء

إنْ تَوَفَّرَ لَديْنا الغِذاءْ ..

وأَودَعْنا جَانِباً 

هَمَّ المَرَضِ وغَمَّ الشِّفاء ..

وماذا يُضيرُنا لوْ تَخَلَّينا

عَنْ بَعضِ الضَّرورِيَّاتِ

أُسْوَةً بِالفُقَراءْ ..

وعَوَّدَنا أقْدامَنا على السَّيرِ

ونَسينا السَّيَّاراتْ ..

وتَنَشَّقْنا الهَواءَ النَّظيفَ

في العَراء ..

واتَّقينا البَردَ بالثِّيابِ السَّميكَةِ

بَدلَ الوُجاقاتْ ..

وأَلْغَينا الأَعيادَ والمُناسَباتْ ..

واسْتَمْطَرْنا الرِّزْقَ بِالدُّعاءْ ..

وشَآبيبَ الرَّحْمَةِ مِنَ السَّماء ..

أتَعْرفينْ ؟ ..

إِنْ كانَ في بَعْضِ الظُّلمِ عَدالَةٌ

وفي كَثْرَةِ البحبوحَةِ ظَلامَةٌ

فإنَّ  في دَوامِ الشُّكْرِ 

نِعْمَةً واكْتِفاء ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ما كنت خديجة التي اعانتك بقلم عبير الطحان

ما كنت خديجة التي اعانتك  و لا ام سلمه التي ارشدتك  و لا نسيبه التي دافعت عنك  و لا أنا عائشة التي احببتها و أحبتك  و لكنى امة زاد عشقها لك ...