عادنيْ بعد الهجْر طيرٌ تأسّى
فكأنّ المفقود ما نخّ شمسَا
وكانّ الأيّام ما استقبلتْهُ
والربيع النشوان ما بهِ حَسَّا
وكأنّ الأرحام لم تتّخِذْهُ
أسوةً والمقام ما ازداد أُنسَا
كلّ يومٍ أحشاؤنا شبه جَدْيٍ
عند جزّار لا يردّهُ تيسَا
غير إنّها قُطِّعتْ دون سيفٍ
كلّما أضحى منكَ طيفٌ وأمسى
يا رسولي ماذا أقول وأَطريْ
منبر العزّ إذ ذهبْتَ تقسّى
بعد أنْ كان ألين الزانِ عوداً
صوتهُ هزّ الأرضَ أو أن يُحَسَّا
ما تعزّى حتّى تردّ عميداً
يا لهذا المُحِبِّ كم ذاق بؤسَا
عاش جذلاناً إذ سقيتَهُ ودّاً
واحتسى من سُمٍّ وراءك كأسَا
هل رآهُ من عاش للحبّ ترساً
كيف يبني الصاديْ لنفْسِه رمْسا
أيّها المختار الذي ما تعدّى
في فؤاديْ شوقٌ أبى أنْ يُدَسَّا
أنت ضوءٌ أثرى الضياء وغذّى
ما حرمْتَ الأبناء قلباً و نفْسَا
أنت مفتاح النفْس قبل أرسطو
ما زرعتَ التعليم إلّا و أُسَّا
في عيونيْ لَبْسٌ إذا مرَّ طيفٌ
منكَ بالدنيا دونما أن تُمَسَّا
غاية النوم أنْ أراكَ بنوميْ
دون هذا تغدو المنامات حَبْسَا
في عروقيْ دمٌ يناديكَ دوماً
مِن حرارة الشوق تدفّقَ بَجْسَا
أحسن الله للعباد نبيّاً
قولهُ مِن جماله زان شمسَا
قال للطاغيْ ذا لسان بليغٌ
في بياني ما يُعجِز الناس حدْسَا
ليلة الغار أضرمتْ بفؤاد ال...
ظلْم ناراً فما ترى له جِبْسَا
والطمأنينةُ التي منكَ حَلّتْ
أرهبتْ كلَّ ثعلبٍ قار هَمْسَا
جنّةٌ للأنام كنتَ إذا ما
أسلموا حتّى تُلَّتِ الأُسْدُ نعسى
مَن أذاع الإسلام إلّا صدوقٌ
ما ابتغى ياقوتاً ولا رام لِبْسَا
إنّ فيه جوداً أعادى إلينا
جِدّنا لمّا بَزَّ طيءً و عَبْسَا
ذا فتى هاشمٍ يُهشّمُ من ضا..
قتْ به الحمى واللوى حيث أمسى
صلِّ يا غافلاً عليه و باركْ ،
في الصلاة خيرٌ يزيْدكَ حدسَا
في دعاءٍ يضحي التعثّر نصراً
ورجال الكفّار تصبحُ خِنْسَا
لم ترَ العين شبههُ قطْ رسولاً
أرغم المجد أن يزيّنَ رأسَا
وامتداح المرسول عهدٌ يُغَنَّى
برَّ قرناً يعلو الذي قاد فُرسَا
ما لهُ عيبٌ غير إنّ نداهُ
رحمةٌ ما انفكّت عن الناس دَرسَا
يا رسول الله الذي عِشتَ بدراً
لم تزلْ نوراً لو بدا الكون شمسَا
عثرة الناس جابرٌ لو تجلّتْ
آلَ قلبي يا جابرٌ لكَ تِرسَا
زال همّيْ لمّا ذكرْتُكَ حُبّاً
ذِكْركَ العِطرُ أينما قيلَ مُسَّا
شاقنيْ خُلْقكَ العظيم إليكَ
ملتقاكَ الفردوس أفضل قُدْسَا
جميع الحقوق محفوظة
أمجد عواد