ــــــــــــــــــــــــــــــ
سلوا حبيبةَ قلبي بالثَّرى جاها ...
واستغفروا اللهَ أن يَمحو خَطاياها
استغفروه لها ليلًا وفي سَحَرٍ ...
فَجرًا وبعدَ العصرِ اللهُ يَرعاها
سلوا لها ولكلِّ الأمَّهاتِ مَقا...
مًا جنَّةً فيه مَثواهم ومَثواها
أميمَةُ العَطفِ مَن بالقبرِ مؤنِسُها ...
ومَن بلَيلِ الدُّجى بالشوقِ ناجاها
ألقت إلى اللَيلِ طَيفًا زائِرًا ورَمَت ...
بسَمعِها خلفَهُ فاحتارَ حَدقاها
فعادَها الطيفُ شَوقًا بالدعاءِ لها ...
من مؤنِسٍ ولدٌ يدعو فأنجاها
أميمَةُ العَطفِ والتِّحنانِ والدَتي ...
كانت لنا أوَّل الدنيا وأخراها
حَملي..فِصالي في عامينِ مُرضِعَتي ...
كانت كجنَّةِ رضوانٍ وأحلاها
عاشت كجاريَةِ البَحَّارِ تَحمِلُنا ...
سُبحانَ اللهِ مجراها ومرساها
إذا مَرضتُ تَداعى بالسِّقامِ فؤا ...
دُها واِغرَورَقَت بالدَّمعِ عَيناها
باتَت على الرِّمشِ تَسقيني بشافيَةٍ ...
منَ الحنانِ دواءً كاتِمًا آها
إذا خَوَيتُ تَداعى بَطنُها شَبَعًا ...
وأغدَقَت مِن إملاقٍ حَناياها
وفي جَوانِبِها شَيءٌ ككِسرَةِ خُبْـ ...
زٍ خَبَّأتها لجُوعي في ثَناياها
صَموتُها عِبَرٌ في شورِها حِكَمٌ ...
لها مُناها في مَن كان سَلواها
وراءَ كلّ عظيمٍ أمَّهُ رَصَدًا ...
برفقَةٍ أبَدًا ما خابَ مَسعاها
كلامُها نَغَمٌ راقَ المُنى طَرَبًا ...
فالأمُّ أغنِيَّةٌ والكلُّ غَنَّاها
حَديثُها لحنُ داودَ النَّبي له مِزْ ...
مارٌ بسِحرٍ وألحانٍ غَوَت فاها
إذا أصيبَت بمِلءِ الأرضِ من كَدَرٍ ...
فلا يَبوحُ الأسى دَومًا بشَكواها
والصَّبرُ من صَبرِ أيُّوبَ النَّبي ولها ...
تسبيحُ يونُسَ بعضُ البعضِ أغناها
والشكرُ من شُكرِ نوحٍ من قليلِهِ والـ ...
هُدى هُدى أحمدَ استَسقَت فأرواها
أمِّي وإن طالَ عَنِّي فَقدُها زمَنٌ ...
يأتي بيَومِ المُنى إذ فيه لقياها
وأمتِعُ العَينَ من وَجهِ العزيزَةِ نَظـ ...
رَةً في ديارِ الحَقِّ ألقاها
هي الأمَيمَةُ جَنَّاتٌ بها سَكَنٌ ...
يا سَعدَ مَن أرضى اللهَ وأرضاها
هي الأمَيمَةُ نيرانٌ بها سَقَرٌ ...
يا وَيحَ مَن أغضَبَ اللهَ وأشقاها
ــــــــــــــــــــــــــــــ