أيَّتها البعيدةُ عن عيوني
أيَّتها البعيدةُ عن عيوني
المتغلغلةُ في طيَّاتِ روحي
السَّاكنةُ في شغافِ قلبي
المحفورةُ صورتُها في أحداقِ عيوني
أيَّتها الغائبةُ الحاضرةُ في منحنياتِ شعوري
وتلافيفِ خواطري ليتكِ تعلمين
ليتكِ تُدركين وتفهمين
ليتكِ تصدِّقينَ وتستوعبينَ حقيقةَ من أنتِ
ليس حبَّاً ما أحملُه لكِ في أغوارِ روحي
ليس عشقاً وغراماً ليس شغفاً وهُياماً
هو شيءٌ آخر ...هو حبٌ لا يرقى إليهِ
أيُّ نوعٍ من أنواعِ الحبِّ
الحبُّ شعورٌ وعاطفةٌ
انجذابٌ بين كائنين ...تلاقيا تجاذبا
نشأتْ بينهما أحاسيسٌ متبادلةٌ
قامت بينهما شراكةُ وزواج
تلبِّي رغباتِ كلِّ منهما أُشبعت الرغباتُ
ذبُلَ الانجذابُ وتلاشى
تبخَّرَ الحبُّ وقعَ طلاقُ الرُّوح
ما أحملُهُ لكِ معبودتي حاشاه أن يكونَ حبَّاً
ينأى عن كلِّ ألوانِ الحبِّ وأطيافِه
في عالمِ الأنوارِ في قدسِ أقداسِ الرُّوحِ
يحصلُ أن تنشطرَ روحٌ إلى شطرين
يحلُّ كلُّ شطرٍ في كيانٍ
تُباعدُ بينهما الدهورُ ومحطَّاتُ الوجود
يروحُ كلُّ شطرٍ يفتِّشُ في جيوبِ الكونِ
في حنايا ومنعطفاتِ الزمانِ عن شطرِه الآخر
يحلمانِ باللِّقاءِ بالتَّوحُّدِ والالتحامِ من جديد
تمرُّ عصورٌ وعصورٌ وهما مفترقانِ
تعصرُهما مرارةُ الحنينِ شغفُ الشوقِ للِّقاء
ليعودا روحاً واحدةً كياناً واحداً
كما خلقهما اللهُ في البدءِ
ترسو تترسَّبُ في أعماقِهما طبقاتٌ
من الغُبارِ في كلِّ محطَّةٍ من محطاتِ الوجود
تزيدُ من التَّشوُّشِ والالتباسِ بينهما
إذا ما التقيا تشدُّهما روابطٌ خفيَّةٌ
لا يفهمان لها سبباً ولا تفسيراً
شعورٌ غريبٌ مبهمٌ يتمنيان لو يتَّحدانِ ويلتحمانِ
وكما كانا في بدءِ الزمانْ يتعذَّبانِ يتألمانْ
ظلمُ الواقعِ والمجتمع ظلمُ القدر ظلمُ الزمانِ
يعيشان في وجودٍ قاسٍ لا يرحمُ ولا يلين
أملهما رجاءٌ بالله أن يجمعَ شطرَي روحيهما
بعد طويلِ فراقٍ وبعاد
وإن عزَّ اللِّقاءُ في هذا الوجودِ الفاني
ففي عالمِ الأرواحِ في جنانِ الله
حكمت نايف خولي