قصة قصيرة
هدهد يبحث عن وظيفه
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في دوله اسبرطه القديمة عانت الدوله من الجفاف فلم تعد امطار تهطل و لا انهار تجري و اصبحت البلد في خطر محقق لا تخطئه عين
في غضون شهور قليله سيعم الجدب و يعاني الجميع العطش فقد توقفت الزراعة لندره المياه
وقلت المحاصيل و الكل في حيص بيص
في تلك الاثناء كان الهدهد يحلق فوق سماء المنطقه و سمع احاديث الناس عن الجفاف القادم و ذبول الزرع كان نقص الماء و ندره الأمطار حديث كل المجالس و التجمعات
وجدها الهدهد فرصه للحصول علي وظيفه في تلك البلد التي تحتاج مهاراته و إمكانياته لتوفير المياه حيث ان الهدهد من الطيور التي تستطيع الكشف عن اماكن المياه الجوفية بسهوله
وبذلك سيوفر علي الدوله ملايين الجنيهات من عمليات الاستكشاف البدائية التي غالبا ما تنتهي بالفشل.
توجه الهدهد الي هيئه المياه المعنية بحل المشكلة
عند دخوله وجد العديد من الطوابير وزحام شديد علم من خلال الاحاديث المتداولة بين الجموع
ان الهيئة اعلنت عن توافر فرص عمل للتنقيب عن المياه و حل ازمه الجفاف
و من خلال تطرقه للحديث وجد ان معظم المتواجدين من حمله الماجستير و الدكتوراه و لديهم ابحاث عديده في ذلك المجال تم تقديمها منذ سنوات و لم يلتفت لها احد
بل ان احدهم عندما قدم بحثه لاستغلال المياه تم اتهامه بالجنون لغرابه الفكره و تكاليفها الباهظة
كما ان احدهم فشل في مقابله رئيس الهيئة
وقال في سخريه ان في اسبرطه اَنت تثق في انك تقابل الجن و العفريت و لكن من المستحيل ان تقابل مسئول
جمع الهدهد كل المعلومات عن المشكلة و الوضع
و دخل من شباك المكتب الي المدير
انزعج المدير من وجود الهدهد ودخوله فجأة
كان المدير يشرب المياه المعدنية المثلجة و يبحث في اوراقه عن مناقصات توريد المياه لشركات عديده من بلدان مجاوره
طلب الهدهد من المدير ان يعطيه بضع دقائق من وقته لعله يجد حل لتلك المشكلة
تعجب المدير من ان الهدهد تتكلم و تعجب اكثر من فهم الهدهد للمشكلة
و بدأ الحديث مع الهدهد
وكان مطلب الهدهد و اضحاً انه يريد التعيين في وظيفه في الهيئة كمكتشف للمياه الجوفية التي تعوم عليها البلاد و استغلالها في أغراض الزراعة و الري
تعجب المدير من طلب الهدهد و رد مستنكرا و لكن لا يوجد بند لتعيين هدهد لهذه الوظيفه
هناك شروط و لوائح للتعيين
الهدهد: حتي لو اعطيتكم الحلول و ارشدتكم عن امكان المياه الجوفية و الابار ووفرت لكم المجهود و الاموال و الوقت لاكتشاف ذلك
المدير: حتي لو فعلت هذا. الموضوع اكبر من كده الموضوع يحتاج حتي يتم حله
اما العفريت الذي يستطيع نقل الكرسي قبل ان يقوم من مقامه او الذي عنده علم و نقل الكرسي قبل ان يرتد اليه طرفه
الهدهد: ازاي؟
المدير :لان الاستكشاف مرحله اولي و لكن اين لنا من مصاريف الحفر و نقل المياه و خلافه
الموضوع كبير
الهدهد : بس الاستكشاف مرحله مهمه
المدير: فعلا بس انت مش مناسب للعمل لأنك في قصتك التي نعرفها لا تلتزم بالوقت فقد خرجت بدون علم النبي سليمان و بحث عنك و لم يجد ك و العمل عندنا هنا بمواعيد حضور و انصراف
ثانيا : انت من خلال نفس القصه خرجت عن مقتضيات عملك و ذهبت الي سبأ و نقلت حياتهم بالتفصيل للنبي سليمان مع ان عملك هو البحث عن الماء
الهدهد : بس سيدنا سليمان استغل مهاراتي في عمل اهم و نقلت اليهم رسالته
المدير : صح بس المعجزة في نقل العرش مش في القاء الرساله
ثانيا انت عايز تقنعني ان من القدس حتي سبأ كل هذه المسافة لم تجد بير واحد مياه
انت تركت شغلك و خرجت عن مقتضيات وظيفتك وده عرضك للعقاب
الهدهد : يعني افهم من كده اني مليش نصيب في الوظيفه دي
المدير: انت شايف كل الطوابير اللي بره دي
كلهم معاهم ابحاث لاستغلال المياه و حل المشكلة
فيها اللي ينفع و فيها اللي صعب يتعمل
الوظيفة دي هتكون من نصيب احسن بحث فيهم
انما انت هتكون ليك وظيفه تانية و مش رسميه
الهدهد : اللي هي ايه؟
المدير : تلف علي المكاتب و تروح الوزارة و تنقلي الاخبار العمل
الهدهد: اسف احنا بطلنا الموضوع ده من ايام جدي اللي انت تسمع عنه
رن المدير جرس بجواره علي المكتب ودخل السكرتير مهرولا
المدير : خد الهدهد سلمه جنينه الحيوانات
هما محتاجين طيور هناك لان قفص الطيور و العصافير فيه عجز اليومين دول
الهدهد : بس انا جاي لوظيفه الاستكشاف
المدير :هو ده الشغل اللي عندنا واحمد ربنا انك هتشتغل في تخصصك في قفص الطيور
والتفت السكرتير سلمه هناك
