قصة قصيرة
ضعف حسي
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
كانت رحلة شاقة لمجاهد في البحث عن شريكة حياته و نصفه الأخر فقد كان مقتنعأ بضرورة تكوين نفسه أولا ثم يبدأ البحث عن تلك الفتاه التي سيعطيها كل مشاعره المكبوتة منذ سنوات مقررا ان تكون تلك المشاعر الفياضة لزوجته القادمة
هكذا كان فكر مجاهد و مع انغماسه في العمل و بحثه عن المال اللازم للزواج مرت سنوات عديدة لم يشعر فيها بأن عمره تجاوز الثلاثون بخمس أعوام قضاها في تجهيز شقه الزوجية
لقد حان الوقت للبحث عن تلك الفتاه و لكنه كلما تذكر فتاه كانت معه في الحي الذي يسكن فيه او زميله له في الدواسة وجدها اما متزوجه او ارمله او مطلقه و المعظم لديه الابناء
شعر بان السنين اكلت عمره و بدأ ناقوس الخطر يدق بابه و اصبح في صراع مع الوقت حتي يلحق بقطار الزواج
وضع مواصفات قياسيه للزوجة المجهولة تبدأ بنسبه جمال عاليه و عائلة محترمه و مؤهل عال و،،، الخ
و كانت اولي صدماته الرفض التام من تلك النوعيه خاصه ان معظمهن يتقدم اليهن شباب اصغر سنا منه و أغني منه و بعروض لا ترفض
كان حتما عليه ان يتنازل عن بعض المواصفات و يضع اولويات للمواصفات
كان الاولوية الاولي الجمال و مع أول لقاء معها ورغَم جمالها البارع الأ انه شعر بانها دميه جميلة لم يجد معها التوافق فلا يوجد تجاذب لأطراف الحديث و لا يوجد بينهما اهتمامات مشتركه و ربما لم يشعر بأي أثارة نحوها هي مجرد تابلوه جميل يسر الناظرين
قرر ان يختار العلم و الثقافة و بالفعل حددت له أخته لقاء مع البروفسور نبيهة المهندس و من اول اللقاء احس بالملل لحديثها عن ابحاثها العلميه و ونظريات النشؤ و الأرتقاء و كان اهم ما لفت نظره في حديثها شرحها الوافي لنظريه الأهمال و الأستعمال الذي توقف عندها كثيرا و بدأت أسئلته في تلك النظريه جاده خاصه مع توضيحها ضمور الاعضاء الجسديه التي لا يتم استخدامها و الأعضاء الجسديه التي يتم أستخدامها و ضرب مثال لذلك بين ثدي المرأه التي تستخدمه في الرضاعه و ثدي الرجل
اقتنع بكلامها و بدأ في تحسس أعضاء جسمه يطمئن انها لم تفسد من عدم الاستعمال
شعر في نهاية اللقاء بجفاف المشاعر و الأحاسيس لتلك الأستاذة التي سخرت حياتها للعلم
ربما هي مثله تريد الزواج حتي لا يطلق عليها لقب عانس الذي سيمحو بكل تأكيد كل الألقاب التي حصلت عليها
هو لا بريد الفتاه صارخه الجمال متبلده المشاعر التي ليس لها روح و لا الأكاديميه التي ستجعله فأر تجارب أو أله
و من رشحت له أخته فتاه تدعي أسيا من عائله تمتلك السطوة و الجاه و المال و ذات جمال معدوم ومع بدايه اللقاء أحس بأنه يجلس مع صديق له و ليس فتاه خاصة ان الفتاه التي تدعي سيده لم ترهقه في متطلبات الزواج و لكنه شعر معها بالتسلط فهي تريد ان تفرض رايها عليه و تلغي شخصيته و تفتخر من وقت لأخر بخالها وعمها و ثراء والدها و مركز اخوها الاجتماعي
جال بخاطره ربما يحدث خلاف بينه و بينها بعد الزواج ماذا سيكون مصيره اذا أصبح عدو لكل هؤلاء وهل سينجو من عقابهم الشديد له
ربما سيسجن او سيعتدي عليه بالضرب المبرح
قرر ان يبعد عن الشر و يغني له
هنا قررت اخته الاستعانه ببنت عمها سعاد تلك الفتاه البسيطة المدرسة في مدرسه خاصه بالحصه هي متوسطه الجمال ذات قوام معتدل يعرفها منذ الصغر
اتصلت بها لتخبرها بضرورة الحضور للمنزل في اقرب وقت للبحث عن عروس لمجاهد
انهت سعاد عملها و توجهت الي منزل مجاهد الذي ينتظرها هو و اخته علي احر من الجمر
و بمجرد مطالبتهم لها بمساعدة مجاهد في البحث عن عروس مناسبه
نظرت سعاد إلى مجاهد نظره حانيه و هي تسأله انت بتتكسف مني
نظره اليها نظره حاده قائلا ابدا ده انا ياما ضربتك علي قفاكي
ضحك الجميع بصوت عالي و نظرت اخته اليه قائله علي راي المثل اللي يكسف من بنت عمه م مايجيبش منها عيال
ضحك الجميع بصوت عالي و طلبت أخته من سعاد ان تحدد موعد مع والدها للاتفاق علي الخطوبة
هربت سعاد من امامها و قد أحمر وجهها و هي تقول بكره تيجوا الساعه ٥ بعد العصر
و بالفعل و بمجرد ان دق مجاهد جرس الباب
فتح له عم فؤاد الباب مرحبا و مهللا
مطلقا ترحيبه بمجاهد بكلمه منور يا ابن الشحرورة نسبه لتشابه امه مع المطربه صباح
ضحك مجاهد و ولج الي داخل الصالة و سعاد تراقب الموقف عن كثب خلف الستارة الحريريه الشفافه
و بعد ان جلسا بدأ عمه في الحديث متسائلا انتي عايز تخطب سعاد
نظر اليه مجاهد قائلا امال جاي اخذ كورس
هنا رد عم فؤاد بتلقائيه شديده كورس امك
انفجرت سعاد في الضحك وهرولت لحجرتها
و بعد ان انتهت افيهات عم فؤاد رحب بمجاهد عريسا
قائلا انا و ابن عم علي الغريب
و رد مجاهد مازحاً و انا و بنت عمي علي الحرير