الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

صداقَتُنا بقلم محمد الدبلي الفاطمي

صداقَتُنا
صديقُ الصّدقِ أصْدَقُهُ الصّدوقُ
بِصِدْقِهِ لا يُفارِقُهُ الشُّـــــــروقُ
تُزوِّدُنا الصّــداقَةُ بانْفِتاحٍ
وَتجْرِبَةٍ يَفوزُ بِها الصّــــدوقُ
وما الإنْسانُ للإنْســـانِ إلاّ
رَفيقٌ في تَواصُلِهِ مَـــــشوقُ
وأمّا الرّائِغونَ فَلَسْتُ منــــــهُمْ
لأنَّ الكَـــــيْدَ يُنْجِبُهُ العُــقوقُ
ومنْ صانَ الصّداقَةَ بالتّجـلّي
أُزيلَتْ منْ مَسالِكِهِ الفُتوقُ
                                
صداقَتُنا تَقومُ على المَصالحْ
وَتُنْهى إنْ تَحَــــرَّكَتِ المَــكابِحْ
أَلمْ تَرَ كَيْفَ نَمْسَخُ كُلّ شيئٍ
وَنَطْمَـــعُ في الحصولِ المَصالحْ
نُنافِقُ بَعْضنا سِرّاً وَجَـــهْراً
وَنُسْهِمُ في التّآمُــــرِ والفَضـائِحْ
سَقَطْنا في الحضيض ولسْتُ أدْري
متى سَتنْفَعُنا المواعِظُ والنّصائِحْ
روائِحُنا الكريهةُ مُسْـتواها
تُجاوزَ في الأذى كُلَّ الجوارحْ
                                 
أذلَّ نُفوسَنا الطَّمَعُ اللّـــئيمُ
وقَهْقَرَ قَوْمَنا الجَشَــعُ الذَّميمُ
نُفَكِّــرُ في الثّراءِ بِلا حُدودٍ
ونَعْلَــــــــمُ أنَّ ذلِكَ لا يَدومُ
وفي الآفاقِ آياتٌ عِــظامٌ
بها الإنْسانُ أرْشَدَهُ الحكــيمُ
نُغالِطُ في الحَقائِقِ ليْـسَ إلاّ
وننْسى ما أعَدَّ لنا العــــــليمُ
فيا رَحْمانُ جَنِّبْنا المعاصي
فأنْتَ إلهُنا الصَّمدُ الحــــليمُ
                                
أبو بَكْرٍ أنارَ لنا السّبيلَ
وعَلَّمنا الصّداقةَ والدليلَ
تَخَلّقَ بالوفاءِ فكانَ رَمْزاً
وكانَ بِنُبْلِهِ السّــندَ الأصيلَ
وإنّ صَداقةَ الأحْرارِ عَهْدٌ
ومَدْرَســـــةٌ تُعَلِّمُنا النّبيلَ
فلا تَخْدَعْ صديقكَ يا صديقي
ولا تَبْخَلْ إذا التَمَـــــسَ القليلَ
بِذلِكَ قالَ خالِقُنا وأفْتــــــى
وَبيّنَ في الكِتابِ لنا السّبـــيلَ

محمد الدبلي الفاطمي

قبلَ رحيلكِ بقلم محمد سليمان مصريه

قبلَ رحيلكِ
بقلم / محمد سليمان مصريه لبنان

قبل رحيلك، تعالي لنجمع التاريخ ميلاديًا وهجريًا، لنعرّف ربيع الأول على أيلول الحزين. قبل رحيلك، تعالي، لديكِ متسع من الوقت لتجمعي دمعي. حرقتني، بالله عليكِ لا تأخذي. صبري، خذي ما شئتِ قبل رحيلكِ، لا تدعي التنهدات تقتلني في اللحظة الواحدة ملايين المرات. خذي أشواقي معكِ قبل رحيلكِ. أنزلي الستارة عن الشمس، صديقة كوب قهوتكِ في كل صباح، وأطلقي سراح 

الطيور شتى، والعصافير وهم في حريتك، بعدك مسجونون. قبل رحيلك، هَذِّئي من روع الأيام الآتية، فلا تجدكِ في غرفتكِ. قبل رحيلك، إهمسي لغصون الياسمين أنكِ لن تعودي، فتقبلي العزاء بها، قبل رحيلكِ، ودّعي جدران حجرتي وصادري صورَكِ التي تُزَيّنها. ولكن، عطفاً منكِ سيدتي، دعي تلك اللوحة التي رسمتها كلمات قصائد عنكِ، فمنها كان نجاحي، وإليكِ كُلَّ إهدائاتي. قبل رحيلكِ، عَلِّميني كيف أنام على سريري دون أناملكِ تُبارك لي خيوطَ شعري الأسود، قبل رحيلكِ، من سيقرأ لي قصص الحب، العشق، والغرام؟ قبل رحيلكِ، دعيني أُمتعْ عيوني بآخر نظرة إليكِ. قبل رحيلكِ، مزّقي عقد إيجار قلبكِ لاستضافتي، وغيّري قفل الباب، لا تنسي، كي لا آتي ذات يومٍ وقد غلبني شوقي فأدخل لأسرق لحظةَ حياةٍ منكِ، بكِ إليكِ، قبلَ رحيلكِ. لا تشدي كثيرًا على حقائبكِ، ففي إحداهن يختبئ قلبي مني، يريد الذهاب معكِ. قبلَ رحيلكِ، تكرّمي وقبلي استقالة المهرج من مسرحكِ. قبلَ رحيلكِ، أتى زلزالٌ وهزاتٌ أرضية دمرت كل شيء، قبلَ 

رحيلكِ ، فأنا العاشق المتيم، لكن بعد رحيلكِ أصبحت إنسانًا لا يعرف لهُ مكانً في الأرض. 
هذا هو الفرق بين قبل رحيلكِ وبعده، سيدتي. مع السلامة.

القلوب الصادقة معذبة بقلم وديع القس

القلوب الصادقة معذبة..!!.؟ شعر / وديع القس
كلّ شيء معرّض للسقوط إلّا .. الأرواح والقلوب المحبّة والصادقة.
والصّادقون في مشاعرهم معذبون ،لكن لن يغيّرهم الزمن .وعندما تتغلّب قوّة المحبّة والصدق على حبّ القوّة .. سيشهد العالم السّلام والأمان والرخاء .
/
حسبتُ قلبي بروح ِ الطِّيب ِ ينتصرُ
وما علمتُ بأنَّ الطِّيب َ يُحتَقَرُ
/
وسرتُ أمشيْ بوادي الصَّدق ِ في وجبٍ
علَّ الإله يواسيني بمَنْ شعروا .؟
/
والنّاسُ صارتْ عبيدَ الذلَّ سافلة ً
تمشيْ ولكنْ بظلِّ الكذبِ تعتمرُ*
/
بعد ِ المحبَّة ِ يأتينيْ بكارهة ٍ
هلْ للسّلام ِ عدوّا ً أيّها البشرُ.؟
/
وما رأيتُ بشيراً كيْ يرافقنيْ
حتّى تراءى بخبثِ القلبِ يستترُ
/
يسيرُ في شهوات ِ الموت ِ مبتسما ً
هلْ تعلمُ الرّوحُ إنَّ الجسمَ ينتحرُ.؟
/
يا عالما ً سرقَ الشيطانُ عزّتهُ
والمالُ قدْ صارَ ربّا ً فيه ِ يفتخرُ
/
حطِّمْ غروركَ جهرا ً دونما ندم ٍ
واعلمْ بأنّكَ معلولٌ ويندحرُ*
/
يا فاعلَ الإثم ِ قدْ ضاقتْ بكَ السّبلا...
كيفَ المراؤون تلهو فيكَ تختبرُ .؟
/
كلُّ المزايا وتحتَ الشّمس ِ زائلة ٌ
إلّا الحقيقةَ تبقى رمزَ مَنْ بصروا ..!!.؟
/
وديع القس ـ سوريا
/
( البحر البسيط )

في أعماق الحبرِ بقلم عمـ نصـر ـاد

في أعماق الحبرِ
أخطّ مدنًا لا تصلها العيونُ
تنفثها الرياح على صفحات الرملِ
و أمضي
كأنني أكتب لظلٍّ 
ينطفئ مع أول شعاع . 

عمـ نصـر ـاد

رسالتي لكم وكفى بقلم مي محمد توفيق صالح

رسالتي لكم وكفى ! 

رسالة أوجهها بدمع القلب لكل من يسكن هذه الأرض الفانية ...

لكل مهموم .... تذكر أنَ الهمّ لا يدوم ولا بدّ للفرج من قدوم 
لكل ظالم ...تذكر أنّ الله حرّم الظلم على نفسه فالعاقبة لظلمك نار من يحموم. 
لكلّ من يمشي بالنميمة والفتن، تذكّر أنّ عجلة الندامة إليك لا بدّ أن تدور. 
لكلّ من جرح القلوب ولو مازحاً ،تذكر أنّ المجروح شكواه لله عليك لا تبور. 
لكلّ من فقد عزيزا وهام بين أودية الشوق والحنين ،تذكّر أنّ أرواحنا أيضا لن تدوم. 
لكلّ زوج لم يراع حق زوجته وأبنائه ،تذكّر أنّ حقهم سيبقى معلقا فوق عنقك كسيف مسلول. 
لكلّ من قذف محصنة وتكلم بما ليس فيها ،تذكّر أنّ الله أنذرك بعقاب عسير غير ميسور. 
لكلّ من أباح التبرّج والملابس الضيقة والتعري لأهله ، تذكّر أنّ الله يغار ولا يحب كلّ فاسق ديوث. 
لكلّ من سعى في الدنيا وخرابها وفرّق بين المرء وزوجه .تذكّر أنّ الله يبغض كلّ من هو من الأخلاق معدوم. 

لكلّ من تجبّر وطغى وأكل المظلمة غير ٱبه ، تذكّر أنّ الحقوق عند الله حدا لا غفلة فيه مهما طالت السنون. 
لكلّ من صبر وكظم غيظه، تذكّر أنّ الله يعلم ويمهل كلّ من ساءت به الظنون. 
لكلّ من صاحت به أوجاعه، تذكّر أن الله يسمع أنينك وهو الشافي ورافع عنك كلّ السقوم. 
لكلّ من دسّ سمّ حقده في شراب غيره، تذكّر أنّ الله سيسقيك من نفس كأسك يوما بشراب من زقوم.
بقلم
مي محمد توفيق صالح


لفظُ (اللّقا) بقلم محمد جعيجع

لفظُ (اللّقا) : 
.................................  
 في حَيِّنا بِيئَةٌ شانَت بِنا ... 
وَ قَد عَزَمنا عَلى تَنظِيفِها ... 
وَ النّاسُ تَرمي مِنَ البَيتِ اللَّقى 
هَبَّ الشَّبابُ بِعَزمٍ لِلِّقا 
وَثُلَّةٌ مِنهُم لَم يَحضُروا ... 
وَ عُذرُهُم قالَ : أَعْقَدْتَ اللُّقى 
................................. 
اللَّقى : كُناسَةُ البَيتِ . 
اللِّقا : الزَّحفُ لِلحَربِ . 
اللُّقی : أََعْقَدْتَ اللُّقى : جَعًلتَ اللِّقاءَ صَعبًا . 
................................. 
محمد جعيجع من الجزائر - 2024/09/08

الكِدْب خِيْبَه بقلم أحمد شاهين

الكِدْب خِيْبَه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالُوا زَمَان الكِدْب خِيْبَه
وِانْتَ مَاشِي زُور وِكِدْب

نَاس مَا تِعْرَف أَيّ عِيْبَه
وِانْتَ شَايِل أَعْتَى ذَنْب

يَا اللي عَايْش الدُّنْيَا غِيْبَه
مَاشِي إِنْتَ بِأَيّ قَلْب

هَمْز لَمْز حَسَد وِغِيْرَه
غِيْر نَمِيْمَه شَارِبْهَا شُرْب

كِدْبَه مِنَّك نَار لِفِتْنَه
تُكُون بِدَايِة تَار وِقَتْل

أَو إِشَاعَه بِخُبْس نِيَّه
مِن بَرَاءَه لِخُوض فِي عِرْض

إِنْتَ لاَبِس أَيّ وِش
يَا اللي مَالِي الأَرْض حِقْد

مُش مِبَطَّل زَنّ وَش
عَايْش الكِدْب طُول بِعَرْض

بُكْرَه يِشْمَت فِيْك شِطَانَك
إِنُّه زَلَّك يُوم فِي ذَنْب

وِإنُّه وَسْوِس لَك فَلاَمَك
كِيْف يُكُون لِلْكُون دَه رَبّ

قَالُوا زَمَان الكِدْب خِيْبَه
وِانْتَ مَاشِي زُور وِكِدْب

نَاس مَا تِعْرَف أَيّ عِيْبَه
وِانْتَ شَايِل أَعْتَى ذَنْب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمات الشاعر أحمد شاهين
----- مصر -- أسيوط -----

أنوار الروح و توأم الروح بقلم شمس الدين الودرني

أنوار الروح و توأم الروح
الروح تقول دائما للقلب .
لا تقلق عندما تومض كل الشموع في العالم وتموت.
لدينا اللهب الذي يشعل النار.
فلا يوجد شيء أجمل في الوجود من القدرة على إشعال شعاع الفرح في الروح ، لأن فرح الروح في العمل.فالنفوس الجميلة هي أرواح عالمية ، منفتحة وجاهزة لأي شيء ، إن لم يتم توجيهها ، فهي على الأقل قابلة للتوجيه،فتحت الطبقة السميكة من أفعالنا ، تظل طيبة أرواحنا على حالها ؛ الروح تهرب من الزمن.فكل شخص لديه توأم روح واحد فقط. وعندما نكون محظوظين ، نلتقي بها. وعندما يتم ذلك ، عندما تصدم في القلب ، لم يتبق أحد في الوجود، و عندما تقابل الشخص المناسب ، فأنت تعلم ذلك: لا يمكنك التوقف عن التفكير فيه. هي أفضل صديقة لك و توأم روحك. لا يمكنك الانتظار لقضاء بقية حياتك معها. لا أحد أو أي شيء آخر قابل للمقارنة.لكن معظم الناس يعتقدون أن رفيقة الروح هي المطابقة المثالية لهم ، والجميع يطاردهم. في الواقع ، توأم الروح ، الحقيقي ، هو مرآة ، إنه الشخص الذي يظهر لك كل ما يعيقك ، ويقودك للتفكير في نفسك حتى تتمكن من تغيير الأشياء في حياتك.فإذا كبرت مع شخص ما ، فإنك تمر بالعديد من الأدوار. فأنتم عشاق ، أصدقاء ، أعداء ، زملاء ، غرباء ؛ أخ وأخت. هذا ما هي العلاقة الحميمة ، إذا كنت مع توأم روحك.فالكائنات التي تحب بعضها البعض حقًا لا تقتصر على المكان أو الزمان. ترتبط بالروح ، وهي رابطة أكثر حميمية ، ولا تنفصل عن تلك الموجودة في الجسد. فالجمال علامة يدلنا بها الخالق على معنى الحياة.في هذا الوجود يمكنك مقابلة العديد من رفقاء الروح ، لكن توأم الروح الوحيد الذي يمكنك ربط معه برابط فكري وعاطفي وروحي وحسي يأخذك إلى حياة مليئة بالانسجام على جميع المستويات.فلا تحسب الحياة بدون حب. الحب ماء الحياة. اشربه بالقلب والروح.فمرآة الحب الحقيقي هو أن أحبك لا بقلبي ولا بعقلي
يمكن للقلب أن يتوقف ، ويمكن للعقل أن ينسى .
أحبك بروحي
الروح لا تتوقف ولا تنسى.
شمس الدين الودرني
باريس

لقد آن الأوان بقلم أنور مغنية

 لقد آن الأوان 


ما الذي أنارَ مِن جفنكَ؟

يا طائراً مسَّ قلبَهُ اليأسُ 

وتبعثرت في الليل أرياشهُ

أما عاد لهذا الزمان أمان ؟ 


قد كان من الأفضلِ 

أن تغادرني للأبد .

أن تقتلني دفعةً واحدة .

بدَل أن تقطعني إلى أجزاءٍ صغيرةٍ

كطائرٍ غفى على الغصنِ

ينتظر الصباح بغير جناح 

يغني للشمس يغني للبستان. 


ليتك رحلتَ كاملاً ،

بدَلَ أن ترحلَ روحك ويبقى جسدك.

كان لكَ أن تخرجَ ومن المرَّةِ الأولى 

من روحي ومن مساماتي .

من حدود قلبي وحياتي .

بدل من أن تتقلَّصَ وتتلاشى 

أو أن تعود بغتةً ثمَّ 

تأتي كآخر نسمة للخريف 

زارت فصل الشتاء مودِّعةً 

فمن منَّا الذي خان ؟


ليتني سقطتُ إلى القاع 

أفضل من التشبثِ بشظايا الزجاج .

كان من الأجدى أن تُفلِتَ يدي 

بدل أن ترخي قبضتك 

أو أن تصعقني بكلمة واحدة 

عوضاً عن تُمطرَ يوماً

وتعصفُ باقي الزمان .


أنا لم أخُن الله 

اللهم لا تتركني ليومٍ

أصيرُ فيه كالجبان .

اقتلني بصرامة، ادفعني نحو الهاوية ،

أكره أنصاف الأشياء .

نصف الحضور ، نصف الحياة

ونصف الموت . فإمَّا كمالٌ أو زوال 

لقد آن الأوان .


د. أنور مغنية 2024 02 17


إني أحبك أكثر بقلم أنور مغنية

 إني أحبُّكَ أكثر 


مهما الموت عذَّبني 

ومهما الشوق أتعبني 

ومهما تغيرت. تغيَّر ، تغيَّر.

 أنا في هواك لن أتغيَّر .


 فمهما أضناني جفاك 

ستبقى منيتي رؤياك 

ومهما كان من هجركَ

ستبقى في عقلي وروحي ملاك .


مهما كان من بعدك 

ستبقى طيوري تغني في سماك .

عيونك بحرٌ وقلبك أكبر 

بستانك ورد ،خمرٌ وعناقيدٌ

وشفتي تسكر ،

وإني أحبك أكثر .


تغيَّر ، تغيَّر ،

لا أُريدُ للأحياء أن يقرؤني 

فالأموات يُصغون أكثر .

تغيَّر ، تغيَّر ، 

سماؤك أمطارٌ وقلبي أزهر 

ثغركَ إعصارٌ عواصفه سُكَّر .

هذا الليل على شَعرِكِ

أخفى كواكباً وأكثر .

إني أحبك أكثر .


أريدُ أن أُفرِغَ من القلبِ جنوني 

فالكأس حين تفرغُ تسكَر.

أريد أن أُعيدَ على الفجر سجوني 

فالحديدُ عندما يُعاد يُكسَر .

أريد أن أكتبَ على الجرحِ عيوني 

فالسيف عندما يكتب يصبح أحمر .

إلاَّ إني أحبكَ أكثر .


وجهك حدائق ورد 

وعلى شفتيك شهد يتَقَطَّر 

أنت الزلزال وقصف الرعد 

أنت اللهفة والأشواق

 وحبك علَّمني أكثر .


أيها الكحل الذي ملَّتهُ العيون 

أيتها الحياة التي ملَّت 

في كلِّ يومٍ تُكسَر 

أيتها الكأس التي 

ملَّتها أيادي الحقيقة 

إنها تكسرُها أكثر .


يا طعم الكون 

يا ذهب الشمس يا عنبر .

خذني إليك 

إني ضمآن على ضفاف الكوثر 

وإني أحبك وأحبك أكثر .


د. أنور مغنية 2024 02 1


في الانتظار بقلم أنور مغنية

 في الإنتظار


مَن قال أنَّ الإنتظار يأتي بأحد ؟

أو حتى الذهاب أليه.

ستبقى تنتظرُ حتى تيبس 

مثل غصنٍ مكسور .


منذ اغترابي عن نفسي 

وأنا أسيرُ بما تبقَّى مِنِّي.

كم عشتُ مع الضياع ؟

وكلما لاح لي فجرٌ جديدٌ

سحَبَتني يدُ الليالي إليها .


با صاحبي إني أقرؤكَ وتقرؤني .

وكأننا خُلقنا وحدَنا 

على هذا الكوكب .

أنت أنا يا للأسف

أستيقظُ فأعود وحيداً.


مُتعبٌ جداً .

أُقسِمُ بكلِّ عيونك مُتعَب

مدِّي يديكِ 

قبل أن يلتهمني هذا التعب .


أشتاقُ لعينيك وكحلها ،

تعبتُ من كل العيون وسحرها 

بعدك تستبيح قلبي آمالٌ وآمال.


إنك تشبيهنني جداً

أنك توجعيني مثل ضميري .

فيا قلب لا تعبأ بما مضى

لقد شيَّعتُ الحنين بداخلي 

من قال أنَّ للحنين آجال؟ 


د. أنور مغنية   2024 02 21


حِمل إضافي بقلم عبدالحميد وهبه

( حِمل إضافي ) 

بعد سنين م الحب الصافي 
والأشواق والحضن الدافي 
فجأة لاقيتني باقيت في حياته 
يعني مجرد حِمل إضافي 
بعد سنين قضّيتها معاه
سِبت الدنيا أنا لجل هواه
بِعت العالم كله عشانه
ومافكّرتش لحظة أنساه 
ياما كتير من عمري إديّتُه 
جوه القلب كمان خبيّتُه 
حتى الحب اللي أنا حبيّتُه 
كل ده فعلاً كان مش كافي 
بعد سنين م الحب الصافي 

بعد سنين حبيتُه وبَعشق 
روحُه بدون شكل أو لون 
فجأة الشكل خلاص بقى يفرق 
ع اللي في قلبه والمضمون 
ليه كده فجأة إتغيّر حالُه 
بعد ما عِشت سنين في خيالُه 
ليه دلوقتي خلاص أصبحت 
حاجة عادية أنا بالنسبالُه 

بقلمي عبدالحميد وهبه

التحرر و الكآبة 49 بقلم إبراهيم العمر

 التحرر والكآبة ٤٩

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا أدري ما هي العلاقة بين التحرر والكآبة.

قد تكون ألمانيا من أكثر البلدان تحررا !

وقد يكون الشعب الألماني من أكثر الشعوب كآبة في العالم !

وقد يسجل أعلى نسبة إنتحار وخاصة بين الشباب المراهق !.

ترى ما هو الرابط بين التمادي في التحرر

والإنزلاق في أروقة البؤس والتعاسة واليأس؟

إذا كان التحرر يبعث على العبث

والبهجة والمرح

وإشباع الرغبات والغرائز ,

ما الذي يقود إذا الى جعل الإنتحار غاية؟

إذا قلنا الخوف من عذاب الرب وإنتقامه ,

فإن الأشخاص ,

دعاة التحرر اللامحدود ,

هم أناس علمانيون ,

لا يؤمنون بوجود يوم للعقاب , والعياذ بالله ,

لا يؤمنون بالجنة والنار .

سؤال محيّر !

مهما بلغت المعاصي عند الإنسان المؤمن ,

هناك دائما فرصة ثانية ,

هناك دائما توبة وإنابة

وندم وعودة الى الصراط المستقيم ,

هناك دعاء ورجاء وإستجداء .

رحمة الله وسعت كل شيء ,

وقد يمضي الإنسان حياته في الآثام والذنوب

ويكون على بعد خطوة من النار ,

يتوب فيدخل الجنة .

أما غير المؤمن ,

ينغمس في الملذات ,

يتفنن في النزوات ,

بسرعة كبيرة يصل الى مرحلة الإشباع والملل ,

بسرعة كبيرة يجد نفسه غارقا في الدنس ,

بسرعة يفقد الشعور بالمتعة واللذة ,

بسرعة يستنفذ كل وسائل البهجة والمتعة والفرح ,

بسرعة يفقد القدرة على المشاركة والحب والعطاء ,

بسرعة يجد نفسه خارج أسوار المجتمع والأنوار والألوان وضحكات البراءة ,

بسرعة يصل الى نقطة اللاعودة واللاحل واللافرصة ثانية ,

بسرعة يغوص في الكآبة ويغرق في اليأس ,

تتحول حياته الى تعاسة

وعيشه الى بؤس

وليله الى هم

ونجاحه الى فشل

وعلاقاته الى وحدة وهروب وتقوقع وانطواء .

كل صباح تقرأ في الجرائد والمجلات المحلية

عناوين عريضة عن انتحار

لشخصيات بارزة وناجحة لأسباب مجهولة ,

شخصيات كانت بالأمس تبرق مثل النجوم ,

مفعمة بالحيوية والطاقة والحياة ,

وكانت تحدث فروقات كبيرة في مجالات متعددة من المجتمع ,

كانت تسهم في دفع عجلة التطور العلمي والتكنولوجي والطبي ,

كانت تسهم في تحسين مستوى العيش والرفاهية ,

كانت تسهم في تخفيف آلام الناس ,

كانت تسهم في إيجاد حلول للكثير من المسائل المستعصية ,

لتجد نفسها فجأة , في ظلام دامس ,

عاجزة عن تلمّس ما قد يقنعها بالتمسك بالحياة ,

وتراها تأخذ القرار ,

وتغادر دون وداع ,

مثل حشرة صغيرة تحت عجلة القطار ,

تنطفئ وتتلاشى

مثل شمعة في جنح الليل,

تصمت وتنتهي

مثل نهاية صدى صرخة في وادي مهجور ,

تصبح جثة هامدة تفوح منها رائحة نتنة ,

يبتعد عنها الناس كما يبتعدون عن الوباء ,

ترمى في المحرقة لتتحول بلمحة الى رماد ,

لا يمكن أن تتعرف من خلاله على صاحبه.

ــــــــــــــــــــــــ

إبراهيم العمر 


المستنقع الملعون بقلم عبدالكريم علمي

 قصة قصيرة: المستنقع الملعون 


تقدَّم الخشف ليرتوي من ماء المستنقع بعدما أحس بالعطش، فنهرته أمه وحالت بينه وبين الماء العذب المنعش، بأسلوب أقرب إلى العنف والبطش، ونصحته بأن لا يكون من أهل البلادة والعَمَى والطَّرَش، ثم رقَّت له وأبعدته عنه وهي تهش وتبش، ثم خاطبته بكلام رقيق حنون أجش، بوجوب الفطنة وأن يُزيل عن عينيه السَّنَى والغبش، وحذَّرته أشد التحذير، من أن يقرب هذا المستنقع الخطير، فضلا عن الشرب من مائه الغزير الوفير، استغرب الخشف لهذا الكلام الذي سمع، وسأل أمه الغزالة عن سبب الحظر والمنع، فأخبرته بأن ماءه ملعون، والحيوانات على اختلافها من ذوات الأنياب أو القرون، والأصناف الأخرى كائنا من يكون، جميعها تخشاه وتتوجس منه وفيه تُسيء الظنون، ومن يشرب منه أو يستحم به فقد عرَّض نفسه لخطر المنون، أو للإصابة بالخبل والخطل والجنون، ورَوَتْ له حكاية مُثيرة، عن حادثة خطيرة، تتداولها ألسنة الحيوانات الصَّغيرة قبل الكبيرة، ففي هذا المستنقع وقعت حادثة خطيرة، وهي أسطورة شنيعة شهيرة، عن أبناء لعائلة من الأُسُود المُفترسة الشريرة، وهذه الحكاية منتشرة في كل أرجاء الغابة الكبيرة، بل وحتى في أماكن بعيدة وكثيرة.


تتحدَّثُ الأسطورة أنهم وُلدوا جميعا أشبالا يافعين، في حضن وكنف الوالدين، ويحظون منهما بالعناية والرعاية اللازمتين، ولأن كل ذي نعمة محسود، فقد كان عددهم يُؤذي عين الحسود، ويُصيب في مقتلٍ أصحاب القلوب السُّود، كبر الأشبال، وصار العرين في أبهى صُور القوة والكمال، لا يُضام ولا يُرام بأيِّ شكل من الأشكال، ولا في أي مجال، وأصبحوا مضرب الأمثال، وحديث العام والخاص في الفُتُوَّة والجمال.


تمر الأيام في إثر بعضها، والسَّنوات تتلوها أمثالها، والجراء ما تزال تتبع أمها وأباها، وفي أحد أيام الصَّيف الحارَّة، وبينما هم يتجولون في أنحاء الغابة الشاسعة التي كأنها قارة، بحثا عن وجبة مشبعة سارَّة، أصابتهم مسغبة شديدة ضارة، وعطش أرهقهم في قائلة صيفية حارة، كانوا يمرون بمستنقع مياهه عذبةٌ ثرَّةٌ، وخيراته وافرة درَّةٌ، تقتضي الضرورة الخوض في المجرى، والغوص فيه لعبور الضفة الأخرى، هذا المستنقع تخشاه الحيوانات جميعا، وإذا اقتربت منه هابته وارتعبت منه رعبا مُريعا، ونفرت منه وابتعدت عنه سريعا، فهو في المخيال الجمعي لأهل الغابة مستنقع ملعون خطر، والذي يقترب منه مُقامر على غرر، ومغامر يستصغر الشرر، فمنهم من يعتقد أنه مسكون بالكائنات الخطيرة، وبالأرواح الخبيثة الشريرة.


ومنهم من يعتقد أنه مسحور، من قديم الأزمان والعصور، وكل من يعبره فكأنما ذباب وقع في شَرَكِ عنكبوت، ويلتبس عقله وتغتاله قوة خارقة جبروت، أو تحل به لعنة فَيُمسخُ بعمل هاروت وماروت، فهو مرهوب مخوف كبئر برهوت، ومصير المُتهاون في شأنه كمصير جالوت مع طالوت، ولا يجرؤ أحد على شرب مائه ولو من العطش أشرف على الهلاك والموت، ولا على البحث فيه أو على أطرافه عن الرزق والقُوت، ولا على السباحة فيه ولو كان بارعا مثل الحُوت، ومن يقربه فقد آذَنَ عمره بالفوت، وبقربه ومن رهبته يلوذون بالصَّمت والسُّكوت، ولشدة فزعهم منه يتعوَّذون منه ويَتلُون دعاء القُنوت، في سعيهم لرزقهم أو داخل البيوت.


لم يتهيَّب الوالدان ولا أشبالهما من المحذور، ولا مما قد يقع من المصائب والشرور، فَهُم أُسُودٌ لا يعنيهم ما يختمر في رؤوس غيرهم ويدور، فشربوا حتى ارتووا وقرروا الغوص فيه والعبور، قفزوا جميعا داخله بقوة وعنجهية الأسُود التي لا تستكين ولا تخور، وبكل أريحية وسرور، وخاضوا ماءه ووحله وعبروه، ثم خرجوا إلى الضفة الأخرى وغادروه، لكن الخروج لم يكن مثل الدخول، لقد حدث أمر جلل مَهُول، يستعصي إدراكه وفهمه على ذوي العُقول، فقد أناخت بساحتهم لعنةٌ دون إذن بالدخول، وبطشت بهم بطش الطاغية الظالم الجهول، فأصيبوا بالاكتئاب والذهول، واجتاحهم الوهن والخمول، وتراجعت قوتهم بشكل غير مفهوم ولا معقول، واستولى عليهم الضّعف والذبول. 


فبعد أن كانوا أشبال أُسُود، مُسخ أحدهم خنوص خنزير قذر نجس، وآخر جرو كلب أجرب تَعِس، وآخر جحش حمير نحس، بليد أرعن ذو طبع منتكس، وبقي أحدهم على طبيعته شبل أسُودٍ شرس مفترس، ثم إن كل شيء انقلب رأسا على عقب، وتسمم عقلا الوالدين وأُصيبا بالتلف والعطب، وما عادا كالعادة والمعهود من أمرهما الواضح المُبين، وانعكست المعايير والموازين، وأصبح الشِّبل الذي بقي على طبيعته منبوذا لا يقر له قرار، مكروها وليس له اعتبار، غير آمن على نفسه من زمرة المُسُوخ الأشرار، مهضوما حقه دائما ويُكاد له بالليل والنهار، فَهُم لم يهضموا الذي حصل وصار، وكيف هم تَحَوَّلُوا إلى مُسُوخ أقذار، وهو لم يتحول مثلهم ولم تُصبه الأغيار، ثم إنهم زَيَّنُوا للوالدين أنه أسد غليظ الطباع، شرسٌ جافٍ غير مُهذَّبٍ ولا مطواع، ولو كان فيه خيرٌ لخضع لإرادتهم ومشيئتهم وأطاع، ولتغيَّر مثلهم وعرف الحق وأحسن الفهم والاستماع، وسلك طريق الصواب وما ضاع، ولانضوى تحت سيطرتهم وركن وانصاع.


أحس الشبل بالذي يتهدده من الخطر الكبير، وفهم مآلات الأمور إلى أين ستصير، وأدرك بحسه المرهف الخبير، أنه إذا لم يحسن التصرف والتدبير، فالعاقبة كارثية بكل المعايير، فأنَّى لكلب مسعور شرير، وخنزير قذر حقير، وجحش من حُثالة الحمير، أن يُدركوا أن الأُسُود لا يطرأ على طباعها التغيير، ولا تُطأطئ ولا تخضع للتقريع ولا للتهديد ولا للتشهير، فهيهات الذلة والخُضُوع والخنوع والوقوع الشنيع الخطير، ولو قُطِّعَت إربا وذاقت كل مُرٍّ مرير، أو أُبيدت عن آخرها وأتى عليها الفناء والتدمير. 


فأما الخنزير، فمجرم حقير خطر، وتافه خسيس قذر، جحود كذَّاب أشر، سيِّ ءُ الطباع والخلال، سبيله الضَّلالُ والإضلال، وأما سلوكُ طريق الحق والصَّواب، فهيهات ومُحال، متقلب المزاج لا يثبت على حال، يهوى التمرغ في القذارة والطين والأوحال، وأصدقاؤه الخنازير والقرود والبغال، وهم أصدقاؤه وخِلَّانُه الذين لا غنى له عنهم في كل الأحوال، واتخذ لنفسه قردا صديقا من فصيلة الشَّمبنزي الأنذال، ويُعَرِّفُه لغيره بأنه الفحل الخال، ولا شغل لهما إلا الغيبة والنميمة وقيل وقال، وجميع المخلوقات تستهزئ به وبخاله التَّافه الضَّال، ويُعرف عند الخاص والعام، باسم أبي زنفورة خنشور النَّمَّام، وجه بومة الظلام، ذو القلب الأسْوَد السَّام.


هذا الخنزير اللعين، أصبح عند والديه زهرة العرين، ومسك الأنف وقُرَّة العين، ومنذ صغره إلى أن صار خنزيرا بَرِّيًّا بفنطيسة ونابين، لا يتخلف عن ممارسة عاداته وطباعه ولا يكف ولا يستكين، ويكون جميلا ومحبوبا أكثر إذا تمرغ في القذارة والأوحال والطين، ثم رفس بأرجله وعطّر المجلس بصوت قُباعه المُقزز المُشين، وتفاهة حديثه ومنطقه المُعوج المهين، ويحسب نفسه على شيء وهو خائب وفي ضلال مُبين، حاله كحال مردة الأبالسة والشياطين.


لقد أصبح قذرا مُقرفا لا يُطاق، خُلُقُه السماجة والرَّذالة والرِّياء والنِّفاق، وكل هَمِّهِ وهِمَّتِهِ تقطيع الأعراض على أوسع نطاق، ونشرُ الكذب والنَّميمة بين الخلائق في كل الآفاق، وبث الضغينة والخلاف والفُرقة والشقاق، ولم يسلم منه أحد على الإطلاق، لا الأهل ولا الجيران ولا الرِّفاق، غدَّارٌ يطعن في صميم الأعماق، وذاك ديدنه أبد الدهر مع خاله الشمبنزي الدَّعِيُّ الأفَّاك الأفَّاق، كانا على قلب مسخٍ واحد في النذالة والسفاهة وسوء الأخلاق. 


وأما جرو الكلاب العفن الحسود، فَمُهَـرِّجٌ بغيض حقود لدود، يهيمُ في القمامة ويعشقها بلا حدود، وإليها دائما يشد الرحال ويعود، وفيها يصول ويجول، وعنها لا يحول ولا يزول، وفيها يُصبح ويُمسي في كل الأيام والفصول، وبها مبيته بعد أن تأذن الشمس بالمغيب والأفول، وفي سوء خُلُقِهِ وطبعه المرذول، وفُجوره المستشري بالعرض والطول، تلعنه الخلائق جميعها وفيه تتحدث وتقول، جهول مخبول غير عقول، لا يُضَاهَى في الخسَّة والنَّذالة، والاستجداء والسَّفالة، فكل القُمامات حضوره فيها مُؤكَّد لا محالة، لا يتخلف عن واحدة منها ولو قامت القيامة، وفيها يحظى بالنَّصيب الأكبر، والسَّهم الأوفر.


وهو فيها السَّيِّدُ بلا منازع، والموهوب البارع، في شَمِّ الفضلات والقذارة، لا يتوانى عن البطش بكل ما للكلاب من قوة جبارة، في كل من يُنافسه أو يود مشاركته من جميع الكلاب الضَّالَّة الغدَّارة، وبهذا استحق لقب المهرج سيد مكب الزبالة العفنة الضَّارَّة، وبكل فخر وعن استحقاق وجدارة، وأصبح مع أخيه الخنزير الأسْوَد الحزين، أحسن الأبناء ودُرَّة العرين، وهو دائما على الرأس والعين، وقطب الرَّحى في كل المجالات والميادين، لا يُقضى شيء إلا بعد سماع هريره ونباحه المُقزز المشين، ولا تحلو مجالس السَّمر والأُنس إلا إذا بصبص وهَرَّ في وجوه الحاضرين، وعوى ونبح في كل وقت وبين الحين والحين، وحرَّك ذيله ذات الشمال وذات اليمين، فهو مُراءٍ ويُحب الظهور والتَّسميع، ويُظهر الود دائما والولاء على أنه الكلب الوفي المُطيع، وهو حقير ومنبوذ عند كل قطيع، وعند إخوته وجيرانه وكل من عرفه من الجميع.


وأما جحش الحمير النَّذل القمَّام، تفكيره البليد نوع من البلاء والأسقام، ووجهه أسود كالظلام، لا ينفع معه النصح ولا الكلام، فهو معدود مع الكُسَالَى النِّيام، والأخِسَّاء التافهين اللئام، ودائما غارقٌ حتى فروة رأسه في الضَّلال والأوهام، يعيش الأماني والأحلام، ويعتمد في رزقه على فضلات الخواص والعوام، عاكسته أحوال الدنيا وظروف الأيام، وتنكَّرَ له الزمان، وولاه ظهره وجعله في خبر كان، وسُخرية لكل من هبَّ ودبَّ في كل مكان، وأحاله على هامش الدنيا والدين، وأصبح أقرب من أخويه إلى إبليس اللعين، فهو سرا وأحيانا علنا يسرق أرزاق غيره الغافلين، أخلاقه وأفعاله سيئة ودنيئة كأخلاق وأفعال الشياطين. 


فهو بعد أن كبر وصار طويل الذيل والأذنين، تجبر وطغى وأصبح شيطانا فاجرا مريدا، نذلا حقيرا ووقحا بليدا، وأُولِعَ بوالديه شتما وتهديدا، وركلا ووعيدا، وعادته في النهيق المنكر ليست أمرا جديدا، ولكن مع والديه ينهق في وجهيهما نهيقا حادًّا شديدا، هذا المرذول الحقير العاق، النَّاهق في كل الميادين والأسواق، أُولِعَ بالنفاق وسوء الأخلاق، واستمر في ضلاله وغَيِّه وما أفاق، أتعبهما بنكد طبعه الحاد والشَّاق، وأنهكهما بالخلاف والشقاق، ويطالبهما دائما بالرعاية له والإنفاق، حتى أصاب قواهما التعب الشديد والإرهاق، حَوَّلَ حياتهما إلى جحيم لا يُطاق، إلى أن صارا يرجوان الفرج العاجل والانعتاق، والخلاص منه بالهجران والفراق، ويلعنانه دائما ويدعوان عليه بالعذاب والإحراق، في كل يوم عند مغيب الشمس وفي الصباح عند الإشراق. 


وله صاحب من قبيلة العنز الأوباش الطائشين، يُلقب بضفدع الأوساخ والطين، يقول عنه إنه ابن عمي الأمين، وصاحبي ورفيق دربي المتين، في كل ما مرَّ بي وما سيأتي من السِّنين، فهو له صاحب وخليل وقرين، وجهه كوجه غراب البين، قلح الأسنان قبيحُ العينين، وقذر الرائحة أشرم الشفتين، رائحة صنانه وبوله تزكم أنوف الحاضرين، القاعدين منهم والقائمين، وتخنق أنفاس المارين والعابرين، فكلما عسعس الليل وأوى إلى جحره ووكره كل المخلوقين، سرى هو وابن عمه الدَّعِيُّ المشؤوم، وسَعَيَا إلى غرضهما المسموم، كما يسعى إلى الجيفة الهوام والبوم، رفقة قطعان من الغنم والعنز الوقحين الهمجيين، وجماعة من الحمير الضالين المُضلين، وبستائر الظلام متوارين، وعن الأعين مُختفين، يلتهمون مزروعات الحنطة من أرزاق الآخرين، بكل سفالة وصفاقة ونذالة غير مبالين، ولا متورعين ولا مهتمين.


هذا الحمار الأرعن المَشِين المَهِين، ملعون مثل ابن عمه التيس السفيه البدين، وكأخويه خنزير مستنقعات الأوحال والطين، وكلب القمامة الأجرب الموبوء اللعين، جميعهم مُسوخٌ وعفن، وحياتهم كلها وباء وأدواء ولعنات وفتن، ومن ابتلي بالقرب منهم نالته المصائب والويلات والمحن، هُم شُؤمٌ ونحسٌ مُنذ كانوا على مَرِّ الزمن، ومن عافهم وازدراهم واجتنب أمرهم المشين، فقد نجا وفاز واستبرأ للعرض والدين، فما هم إلا لعنة ووصمة عار على الجبين، ونكسة وخيبة في الأوَّلين والآخِرين. 

 

إن الشبل بعد أن صار أسدا، قرر الرحيل وعدم العودة أبدا، فلا خير في عرين تنجَّسَ وفسد، وفيه القَذَرُ صال وجال وربض ورقد، ففراق الأنذال أشهى وأحلى، والبقاء بقربهم أخزى وأنكى، بعد العمر الذي فيهم أفنى وأبلى، ولذلك فالمغادرة أحرى وأولى، وراحة النفس أدعى وأبهى، والسلامة أبقى وأجدى وأغلى... .


احتجَّ الخشف بأن هذه أسطورة من الأساطير، وحكاية خيالية بعيدة عن الواقع بكل المعايير، فيجب أن لا تكون الخرافات محل ترحيب وتقدير، حتى لا تُصبح مسلمات وأمثلة للتقرير والتبرير، وعلى كل لسان تسير، ثم تصبح القَدَرَ والمصير.  


ردت الغزالة: اعلم يا ولدي أن في قلب الأساطير، حِكَمٌ وعِبَرٌ تحتاج إلى الشرح والتفسير، وهي تُروى لأسباب كثيرة، منها للتسلية تمضِيَةً للأوقات الصعبة واليسيرة، وبأساليب وتعابير مثيرة، ومنها لإيصال رسائل خفية معبرة، لا يفهمها إلا الحكماء والعقلاء وأهل الدراية والخبرة، ويفهمون المغزى منها والعبرة.


اعترض الخشف مرة أخرى: ولكن كثيرا من هذه القصص، كلامها ومعناها تافه يُجَرِّعُك التقزز والغُصص، لا تحمل في طياتها شيئا من الفائدة، وقد أصبحت من العادات الساذجة البائدة.


أجابت الأم: لكل كلام معنى عميق، ولو كان تافها وغير حقيقي ولا دقيق، قد تسأل وما العمق في كلام تافه لا يَسُر؟ سوى أنه كلام تافه لا يُقَدِّمُ ولا يُؤخر، جواب ذلك بالشديد المختصر، لا تستهن بأيِّ كلام أو خبر، ولو أنه يبدو تافها ودون قيمة ولا أثر، فإن كان تافها دون عمق ولا دلالة، فهو يُوضِّحُ لك بالإسقاط  والإحالة، إلى تافهين بجوارك أفكارهم مليئة بالسَّطحية والضَّحالة، لا يزيدك قُربهم إلا ضعة وضآلة وجهالة، وإن كان غير ذلك والظن أن الأمر على هذه الصفة والحالة، ولم تفهم المراد والمقصود، فقد فوَّتَّ على نفسك خيرا إذا ذهب فلن يعود، وضيَّعتَ علما هو خلاصة وزبدة فهم الآباء والجُدود، فاعقل يا ولدي ولا تكن مثل العقبة العنود، ولا مُولعا بالخلاف والصُّدود، كالخصم الحقود اللدود، ولا لمن أكرمك وأحسن إليك بالجاحد الكنود، ولا يكن فهمك متيبسا متحجرا مثل الجلمود، فقد أفلح أهل الحذق والكياسة والجود، وخاب وخسر من لم يلتزم بالأدب والحدود... . 


                  بقلم: عبد الكريم علمي

                   الجمهورية الجزائرية


فلسفة الموت و الحياة ٤ بقلم علوي القاضي

 «(4)» فلسفة الموت والحياة 4

رؤيتي : د/علوي القاضي.

... وبعد ذلك الإسهاب والسرد والتباين في وجهات النظر الفلسفية في الأجزاء الثلاثة السابقة ، هناك سؤال فلسفي يفرض نفسه ، ماهي أقوى عاطفة يمكن أن (يشعر) بها الإنسان في حياته ، ويتأثر بها ، وتكون حجر الزاوية في فلسفة حياته ؟! ، والإجابة الفلسفية هي مشاعر (الخوف والرجاء) ، (الخوف) من الوقوع تحت وطأة التعلق والأحتياج للٱخرين ، الخوف من الإنهيارات العاطفية تحت مسمى الحب ، الخوف من الوجع والألم عند رحيل شخص ما ، الخوف من الرحيل والموت بدون إنجاز كل ماتتمناه ويجب عليك فعله لدنياك وٱخرتك ، الخوف من أن ينتهي بك المطاف وحيدًا بعد فقد الأحبة ، الخوف من الموت وتنتهي حياتك دون أن تترك أثرًا وذكرى جميلة ، يذكرك الناس بها ، لذلك فقد كان الخوف دائمًا هو الذي يحركنا لفعل أفضل أو أسوأ الأشياء في حياتنا ، ويأتي بعد ذلك (الرجاء) من الله بالعفو والمغفرة والرحمة لما قدمناه في دنيانا

... وقد عالج المنهج الإسلامي مفهوم الخوف والرجاء ك (فلسفة للموت والحياة) ، فقد أكد المنهج على أن العبادة لله تعالى ، لاتكون بالحب وحده ، بل يجب على المسلم أن يجمع في عبادته بين ثلاثة أشياء وهي (الحب لله والخوف من الله والرجاء في الله) ، فيعبد الله تعالى (حباً) وتنفيذاً لأمره ، و (رجاء) لثوابه ، و (خوفاً) من عقابه ، (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) ، فيجمع بين الرجاء والخوف ، وما اجتمعا في قلب رجل إلا فاز ، فلاصلاحَ للقُلوبِ إلا بهما ، لذلك يجب أن يكون العبد (خائفا راجيا) على الدوام ، فإن (الخوف المحمود) ماحال بين صاحبه وبين محارم الله ، و (الرجاء المحمود) رجاء رجل عمل بطاعة الله ، على نور من الله ، فهو راج لثوابه ، أو رجل أذنب ذنبا ، ثم تاب منه ، فهو راج لمغفرته ، أما إذا كان الرجل متماديا في التفريط والخطايا ، ويرجو رحمة الله بلا عمل ، فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب ، فالخوف والرجاء كجناحي الطائر ، إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه ، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص ، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت ، فالرجاء يستلزم الخوف ، ولولا ذلك لكان (أمنا) ، والخوف يستلزم الرجاء ، ولولا ذلك لكان (قنوطا ويأسا) ، والمدهش حقا أنك إذا خفت أحدهم هربت منه ، إلا الله سبحانه وتعالى ، فإنك إذا خفته هربت إليه ، فالخائف هارب من عقاب ربه إلى عفو ربه ، وقيل أن من عبد الله ب (الحب) وحده فهو (زنديق) ، ومن عبده ب (الخوف) وحده فهو (حروري) ، ومن عبده ب (الرجاء) وحده فهو (مرجئ) ، ومن عبده ب (الحب والخوف والرجاء) معا فهو (مؤمن موحد) ، والخوف والرجاء دواءان تداوى بهما القلوب ، ف (الْقَلْبُ فِي سَيْرِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنْزِلَةِ الطَّائِرِ ، فَالْمَحَبَّةُ رَأْسُهُ ، وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ جَنَاحَاهُ ، فَمَتَى سَلِمَ الرَّأْسُ وَالْجَنَاحَانِ فَالطَّائِرُ جَيِّدُ الطَّيَرَانِ ، وَمَتَى قُطِعَ الرَّأْسُ مَاتَ الطَّائِرُ ، وَمَتَى فُقِدَ الْجَنَاحَانِ فَهُوَ عُرْضَةٌ لِكُلِّ صَائِدٍ وَكَاسِرٍ ، فاعْتِدَالُ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ ، وَغَلَبَةُ الْحُبِّ ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ الْمَرْكَبُ ، وَالرَّجَاءُ حَادٍ ، وَالْخَوْفُ سَائِقٌ ، وَاللَّهُ الْمُوَصِّلُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ)

... ويقول (إيميل سيوران) 

 في كتاب  (إغراء الوجود) أن الإنسان كائن مهموم طوال الوقت ، كيف لا وهو يملك قابلية الإيمان بفكرة اللانهاية ، ولكنه سرعان مايصطدم بواقع محدودية جسده ، إنه يحلم بالخلود ، ولكن الموت ينتظره دائماً في نهاية المطاف ، في كل لحظة يتطلع فيها إلى الكمال يدرك بسرعة أنه غير كامل بطبيعته ، وكلما أراد أن يكون حراً ، أدرك أنه عبد لأهوائه ورغباته ، يبحث عن السعادة في كل مكان ، لكنه لايجد سوى لحظات فرح عابرة ، هذه هي الحالة الإنسانية (مأساة) ، لانهاية لها 

... ‏والشعور بالخوف من حوادث الدنيا مهلكة لصاحبه ، هل تعلم أخي الكريم أن سرعة الغزال تبلغ 90 كم.س ، بينما تبلغ سرعة الأسد 58 كم.س ، ورغم ذلك يسقط الغزال غالبا فريسة للأسد ! ، أتعرف لماذا ، إنه شعور الغزال بالخوف وأن الموت سيكون مصيره ، تلك الإلتفاتات التي يرسلها للخلف وهو يركض ، لينظر لأي مدى دنا الموت منه ! ، ليتنا ندرك كم من الإلتفاتات للماضي إفترستنا ، وفوتت علينا من الفرص الكثير !

... ويؤكد (إميل سيوران) ، أننا لانركُضُ نحو الموت ، نحن نفرّ من كارثة الولادة ، ونتخبّط مثل ناجين يحاولون نسيانها ، ليس الخوف من الموت سوى إسقاط على المستقبل لخوفٍ آتٍ من لحظتنا الأولى ، فيصعبُ علينا طبعاً أن نعتبر الولادةَ نكبة ، ألم يُرسَّخْ فينا أنّها النعمةُ الأولى وأنّ الأسوأ كامنٌ في نهاية مسيرتنا لافي بدايتها ؟! ، إلاّ أنّ الشرّ ، الشرّ الحقيقيّ ، يكمن خلفنا لاأمامنا 

... ‏ومن فلسفتي في الحياة أنه تبدو مهمّة الإنسان الوحيدة في الدنيا محاولة التوازن في المشاعر والسلوك والميل للوسطية ، بينما تؤرجحه الحياة والأحداث والرّغبات والعمر مابين الإهمال أحيانا والجنوح أحيانا ، ولو سألنا الفلاسفة ماهي مهمة الإنسان في الحياة قالوا وبعدمية لامتناهية : 

.. (سيوران) لاشئ ، هكذا أجابوا الأدباء عندما سؤلوا عن مهمة الإنسان 

.. (نيتشه) أن يضحي بنفسه لأجل أن تقطع البشرية خطوة تجاه الإنسان الأعلى

.. (أفلاطون) أن يتحرر من كثافة المادة ، لأجل أن تلتحق روحه بكونها جوهرة بمدارات الكمال الإلٱهي 

.. (سارتر) أن ينقذ نفسه من عبثية اللامعنى والصدفة ، بأن يختار قدره 

.. (اغسطينوس) أن يعمل بكونه أشرف المخلوقات ولا أحد يستطيع أن يحل محله لأنه إمتداد لروح الله 

.. (كارل يونغ) أن يعرف نفسه ، كل الشر كامن في مايجهله عن نفسه 

.. (سيوران) أن يحدق في عيون الموت الباردة لأجل الخلاص من سنوات الإحتضار 

.. (البير كامو) أدركت أن المرء حين يعمل ويحب ويتألم ويعاني فإنما يعيش بالفعل ، عندها يمكننا القول بأن الإنسان يملك حياة ويختبرها بشكل كامل 

.. (سينيكا) يولد الناس متساوين ، لكنهم يتفاوتون في الحظوظ والممتلكات ، ثم يعيدهم الموت إلى مربع المساواة  

... وفاجأتنا وجهة نظر (محمد الماغوط) المفكر الفيلسوف السوري ؟! فيما قاله في كتابه (سأخون وطني) عن فلسفته في الموت والحياة ، من (الغباء) أن أدافع عن وطن لاأملك فيه بيتاً ، من (الغباء) أن أضحّي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين ، من (الغباء) أن تُثكل أمي بفقدي وهي لاتعلم لماذا مت ، من (العار) أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي ، (الوطن) حيث تتوفر لي مقومات الحياة ، لامسببات الموت ، و (الإنتماء) كذبة إخترعها الساسة لنموت من أجلهم ! ، لا أؤمن ب (الموت) من أجل الوطن ، الوطن لايخسر أبداً ، نحن الخاسرون

، عندما (يُبتلى) الوطن بالحرب ينادون (الفقراء) ليدافعوا عنه ، وعندما تنتهي الحرب ينادون (الأغنياء) ليتقاسموا الغنائم ، في وطني تمتليء (صدور) الأبطال بالرصاص ، وتمتليء (بطون) الخونة بالأموال ، و (يموت) من لايستحق الموت على يد من لايستحق الحياة

... في الطب الشرعي عندما يتم فحص الإنسان الذي مات بسبب نزيف نتيجة طعنة سكين مثلاً بعيدا تماما عن القلب ، نجد أن غلاف القلب مجروح أيضا وينزف الدم ، والسبب غريب جدا ! ، عندما يشارف الإنسان على الموت في تلك الحالة وفي آخر لحظات حياته ولم يبق في القلب غير القليل من الدم  يقوم القلب بالإنقباض بقوة شديدة لأجل أن يخرج الدم إلى الدماغ في محاولة يائسة منه لإنقاذ الدماغ ، ومن شدّة الإنقباض يقوم بإيذاء نفسه ، تماما كما يحدث في حياتنا الواقعية نتيجة فلسفة غير منطقية ، نجرح قلوبنا وندوس على عواطفنا في سبيل إرضاء عقولنا ، ومثلما يموت الإنسان في عالم الطب لأجل المحاولة البائسة ، نموت أحياناً إنسانياً ونفسياً وروحيا عندما نقرّر أن ندوس على القلب في سبيل مانظن أنه العقل والمنطق والحكمة !

... وفي فلسفة الموت والحياة في كتاب (الجريمة والعقاب) ! ضرب (دوستويفسكي) مثلاً واقعيا عن الشخص الخائف من الموت ، وقال بأنه لو أتيح له أن يعيش مدى الحياة على قمة عالية لايتسع له فيها سوى موضع قدم ، لفضَّل هذه الحياة مائة مرة على الموت ، وقال عن المحكوم عليه بالإعدام ، أنه حين يُساق إلى ساحة القصاص على متن عربة ، فإنه يتمنى أن تطول المسافة بينه وبين ساحة القصاص ولو شبراً واحداً ، حتى إذا ماأصبح يقترب من مكان الإعدام ، أخذ يطمئن نفسه بأن مايزال هناك مسافة شارع أوشارعين من مكان موته ، فهو يظل مقتنع حتى اللحظة الأخيرة ، بأن ضربة من ضربات القدر ستخلصه في النهاية من حبل المشنقة ، فرغم أن حياة هذا الإنسان في الواقع مليئة بصنوف العذاب والشقاء ، إلا أنه يفضل هذا العذاب والشقاء على أن يصبح جثة هامدة ، فهل الإنسان حقاً (عدو ما يجهل) ؟! ، أم أن هناك (أسباب أخرى) لحب الحياة وكراهية الموت ؟!

... وللإجابة ، إلى لقاء في الجزء الخامس إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة

... تحياتي ...


الشعر رسالة بقلم عبدالصاحب الأميري

 الشعر رسالة

عبد الصاحب الأميري

&&&&&&&&&&&&&&

لا  أريد  أن  ابخس الشعر  حقه،،، 

الشعر ممثل متمكن  يجيد  دوره 

الفقير،،،  الغني،، العاشق المجنون،،، عامل البناء،،  طبيب يداوي الجراح

فالشعر  صمام الحياة،،، 

الشعر  دواء العشاق

حين تموت الأحلام  حين غفلة،،، 

حين تتهشم أمام عينيك الصحون،،،

لا يشفي غليلها حتى البكاء ، إن بكيت نهراََ من  الدموع

حين تهاجر الطيور،،، 

 حين تموت الأشجار واقفة في فصل الربيع

تكفن الأماني،،، تدفن في ليلة ظلماء

ترفع على أثرها رايات العزاء

ينتحر الجمال

تلتف حولك الجياع،،،

يظهر الشعر معتمد  على عصاه،، 

يخترق القلوب ،،، يداوي  الجراح

يزرع الأماني في النفوس، 

الشعر عامل ،،، يشارك  في البناء،ليعيدالجمال للجمال

الشعر مزارع،، يعيد الحياة للقلوب،

 لتبدأ من جديد

حين يعلن النفير،، يشتد القتال

الشعر مقاتل،، يجيد أنواع  القتال

الشعر رسالة 

عبد الصاحب الأميري


بيقولوا لي بقلم خيري حسني

 قصيدة بعنوان

بيقولوا لي ؟؟؟؟

بيقولوا لي ليه زعلان

لا أنا مش زعلان. 

الدنياعندي عادي

يومين  تيجي وتروح. 

زي ماهي مابتفرقش.  

أثرها بيزول لو قلمها

على وشي لسه معلم

مسيرها تتعدل

ولو ماتعدلش لي رب 

كريم بأحتاجه في ضيقتي

وعمري ماأستسلم 

ولا مرة أسلم.........

أنا زعلي مش في الدنيا

من ناس حبيتهم. 

ووثقت فيهم من غير

حدود  صدموني خلوني

سكوت  وضربوني في

حيط حتى كلام مش

عارف أتكلم

أنا بكتب شعر من غيظ

جواي وكبت بركان

هايفجر كل كياني.  

إحساسي ومشاعري. 

لو ما بفضفضش.  

دا لو كل الدنيا وناسها وكل

مافيها ظلموني دا

 مايظلمنيش إديتوا كل

كياني وأركاني 

قلبي وروحي وعمري 

وعشانه عمري ماقصرت. 

 بيقول لي هاسيبك.  

وهارحل وهابيعك بحفنة

تراب معقول ماسواش.  

حفنة تراب. 

حفنة تراب.

معقول كانت قيمتي

عندك حفنة تراب

وتقول لي ليه زعلان. 

زعلان من عمري ال فنيته

من غير ما أحس. 

قضيته سنين تعبان 

وبشق الأرض بضوافري. 

وأعافر وربي ال شايفني

شاهد إخلاصي.  

 وهو ال هيحاسب ومسيري

أقف  وكتابي هتناوله

بيميني وأفردوا قدامكم. 

هتباه لأني طول عمري

مسامح وطيب  ومش

هالقى ذنوب صحيفتي

بيضه وناصعه ببياضها

طول عمري قضيته غريب

في بلاد مش أهلي 

ولا أصحابي ولا فيها أخوات

وحداني وبواجه الريح

أقع وأقوم وأكرر وأسند

على جدران في الشارع

بمرض وأقوم وبنازع 

وأتأوه وأصلب من حيلي. 

عشان الدنيا ما تكسرنيش. 

وعشان قدامكم

أقدر  أعيش.  

بأزعل من نصيبي وحظي

المأسوف على عمره

وخايف من الموت لايجيني.  

وأنا مرمي وما لاقيش

حد يكفني وما يغسلنيش. 

بأزعل على كل الصبر 

ال صبرته ومالاقيش 

ال ما يشكرنيش.  

معقول أتحسر على عمري

ال فات معقول يتهد ال بنيته. 

طيب منين أجيب حد

وعليه أتعكز وأقضي. 

يوميني بتسند يعطيني

دواي لو إحتجته 

يغطيني من البرد لو إيدي

عجزت عن شد غطاي 

لتحميني برد شتاها. 

فينك يا أبوي لأشكي لك

بعد الله حاجه في قلبي. 

حاسس يا أبوي وحداني.  

ممكن تسمعني تحوم بروحك

حوالي نفسي أسند كتفي 

على كتفك لو ساعه 

وروح على قبر تاني.  

مش هازعل هابص في 

وشك وأحكي لك كنت

بتسمعني وتهديني.  

من حاجات كتيره  كانت

 بتوجعني والله كلامك لسه

في وداني وعمره ماراح 

فاكره وكأنه إمبارح 

وأقولك رضيان علي تقولي

إزاي ماأرضاش دا أنت البكري

ال من صلبي وحبيب 

أبوك دا أنت النن والقلب 

وأول ما إعنيي شافوك.  

بيقولو لي ليه

زعلان.......... 

10/9/2024

بقلمي؟؟؟؟؟؟؟!!!!

شاعر العاميه 

خيرى حسنى


تجليات الذاكرة بقلم مولاي شريف شبيهي حسني

 تجليات الذاكرة 


في زوايا الروح، حيث السكون،

تتراقص الذكريات، كطفل في الجنون،

تطفو صورة قديمة، كأحلام غائبة، 

تشدو الألوان، و تغمرني بذكرى تائهة.


عند كل سطر، تنبض الحياة، 

في كل لحظة، شعور بطرقات،

أطياف من الأصدقاء، و ضحكات الغيم، 

 تتردد بين نسمات الوقت، كحلم مستمر.


يا زهرة الذاكرة، عبيرك الأصيل، 

تأخدني إلى حارات، و الماضي الجميل،

حيث كانت الأعياد، تزين الشوارع،

و يغني الأطفال تحت ضوء القمر النجم.


لكن الفراق سطر على الأرواح، 

حكايات من الشوق، وأوجاع الأشباح،

تختفي الوجوه، ككلمات مطبوعة،

في صفحات عمر تاهت بين الأيام.


تجليات تتراقص، على جدران الذكريات.

كأصداء أنين، تبكي العبرات،

أمي، بوجه القمر تبتسم لي،

تزرع الأمل في قلبي، كلما ساءت الأحوال.


و أنا في دروبي أرحل في الخيال،

أستنبط العبر من كل نضال،

ذلك الزمان كان مرسوما بألوان،

تتلاشى مع الوقت، كرقصات الآنان.


لن تبقى الذاكرة، نجمة ساطعة،

تضيء لي الطرقات، حين يصير الدجى قاتم،

في كل لحظة، استخرج من الأضواء،

عبق الماضي، أروي به قصائد الغناء.


في تجليات الذاكرة، أرى الأمل،

أيام مضت، لكنها لم تتبدد، 

فكل لحظة، طيف من الحياة، 

تظل تعيش في طبات قلبي، تراعي.


فأنا لست وحدي، بل حكايات متصلة،

كل ذاكرة تجلب من الأنس مائدة،

تتضافر كالألوان في فصل الربيع،

فأكتشف في الوعي معنى المدى الأنيق.


تجليات الذاكرة، حكاية عشق رقيق، 

في شغف السنين، نصمد الجراح،

فهي الأثر الحي، تلامس الروح، تنشىء الأمل في القلوب.


مولاي شريف شبيهي حسني


قلت له بقلم رفيعة الخزناجي

 قلت له : 

أعرفك منذ سنين ، ولا أعرف عنك سوى إسمك ، وأنك انسان تحب الحياة ، ورغم أنني لم أر وجهك ولا مرة ، ولا أعرف حتى صورتك ، فإنني أكاد أجزم  ، أن لك عينين ضاحكتين ، كروح طفل صغير يلاعب أمه 

قال لي :

- هل أخبرك سرا ؟

قلت :

 - ماهو ؟

أجاب :

- حتى إسمي الذي تظن أنك تعرفينه ، فأنت لا تعرفيه حقا !

- وكيف ذلك

- لأن هذا الإسم ، ما هو إلا إسمي الروحي وليس إسمي المسجل في أوراقي المدنية !

- وما معني إسمك الروحي ؟

- هو إسم يعبر عن روحي ، عن شعوري تجاه الحياة والناس ، وأنا رجل أوجعته الحياة ، رضيت بها لكني ما أحببتها يوما ، وما سعدت بها إلا قليلا ، وكل من رأى عيني ، أجزم وأكد أنني صاحب حزن آسر ، عميق ومعتق منذ سنوات وسنوات !

فهل تراك عرفتني يوما ؟؟؟

قلت : 

كيف لا ؟ وأنت للروح السكن ، يا مالك القلب والفؤاد يا طيب ، كيف لا وأنت قابع داخلي وفي أعماقي ، كيف لا وصوتك لايفارق أذني ، كيف لا وطيفك يلاحقني ويساعدني بكل محل ، كيف لا   واسمك يدق في قلبي كدقات ساعتي ، ويمنحني مساءً استثنائيا لا يشبه مساءً آخر على البسيطة  ؟

رن جرس الهاتف منبها لساعة السفر ، تمنيته لو كان سفرا إليه ولجواره ولكن .....


رفيعة الخزناجي / تونس 

#هلوساتي


السنجاب و الشحرور بقلم أمينة المتوكي

 السنجاب و الشحرور


خرج السنجاب الطيب الظريف

ليتسلى مع الشحرور اللطيف

يعشقان المرح و اللعب بأوراق الخريف

يربطهما حبل صداقة متين

يتسمان برقة القلب و اللين

مع ذلك لم يسلما من سهام الحاسدين

توشوش بعض أهل الغابة

انظروا! تصادقا و أغلقا في وجوهنا البوابة

لا يشوب ودادهما أي شيء يا للغرابة!

هيا نفكر في خطة و حيلة 

لإنهاء هذه الصحبة الجميلة

لن نترك للصلح بينهما مجالا و لا سبيلا

انشغل كل واحد منهم و انهمك

بإعداد المكائد و حبك الشبك

بدأ العد العكسي لنصب الشرك

تخطى السنجاب و الشحرور كل الصعاب

أجهضا خطط و فخاخ الذئاب

أثبتا أنهما أفضل صديقين في الغاب

جاء يوم استرق السمع أحد العدى 

متحمسا هرول إلى رفاقه و عدا

أبشروا! ستعانق تلك الصداقة الردى

نشروا سر الشحرور في كل مكان

روجوا أن السنجاب من أفشاه و خان

و أنه ليس أهلا للثقة و الائتمان

غرد الشحرور: أنت لست صديقي

من اليوم لا أريد أن أراك في طريقي

إن إخلاصك مزيف و غير حقيقي

أقسم السنجاب أنه ما حكى

انزوى في بيته تأوه و بكى

أوقعوا بيننا إلى الله المشتكى

بات الشحرور صديقا للأشرار

متوهما أنهم رفاقه الأخيار

يغرد و يشدو لهم طول النهار

في يوم عاصف مطير

وقع الشحرور و عجز أن يطير

ريشه مبلل و جناحه كسير

استنجد برفاقه دون جدوى

ظل يئن وحيدا و بدون مأوى

هب السنجاب إليه بسرعة قصوى

استضافه في بيته الدافي

قدم له الرعاية و القوت الكافي

حتى بدت عليه علامات التعافي

شكره و الخجل به استبد

من اليوم لن يفرق بيننا أحد

سنظل صديقين إلى الأبد

بقلم أمينة المتوكي


دعاء بقلم الطاهر الماجري

 دعاء 


يا  عالم  السر  ومخرج  النفس

رحماك  اللهم  اني  على   دنس

أرفق   بنا   ربي بحقك   القدس

يا  مالك  الدنيا   وخالق   الانس

وخالق  الجن  وخالق  الفردوس

يا  غافر   الذنب  وملهم   النفس  

وباعث   الروح   وراوي    الغرس  

نجنا   الله  من جور  ذوي النجس   

واهدنا  درب السلام يا عالم الحس 


                             الطاهر الماجري

                                   تونس


باختصار بقلم أحمد حافظ

 بإختصار 

بقلم / د. أحمد حافظ 

لماذا اللغة العربية هي الأفضل ؟ 

اللغة فكر ناطق والتفكير لغة صامتة واللغة معجزة الفكر الكبري وهي أداة تحمل الأفكاروتنقل المفاهيم فيحدث الإتصال بين أبناء الأمة الواحدة والتقارب بينهم. واللغة العربية أفضل لعدة أسباب منها : أنها لغة القرآن حيث أنها لغة الرسول الذي أنزل عليه القرآن للتمكن من التعامل بصورة طبيعية وتتمتع اللغة العربية بخصوصيتها وقابليتها الحيوية ومرونة تعبيرتها وسعتها والتمتع بالإشتقاق الصرفي والإيجاز والخصائص الصوتية وتقريب الألفاظ الواردة بالإضافة إلي أنها لغة العديد من الرسل والأنبياء ولغة آدم في الجنة ولغة أهل الجنة ويضيف الدكتور / يعقوب بكر : أي ترجمة للعربية يكون أقل من الأصل نحو الخمس أو أكثر بعكس العربية للأجنبية فسورة الفاتحة 31 كلمة عند ترجمتها للإنجليزية تصبح 70 كلمة يضاف لذلك أن عدد الكلمات العربية في اللغات الأخري لا تحصي مثل الفارسية والتركية واللغات الأخري ليست قليلة ونتيجة لإصطدام اللغة العربية باللغات الأخري إختفاء بعض اللغات وحلت العربية محلها وأصبحت لغات الترك والفرس تكتب بالحروف العربية. ومن وثائق الإحتلال الإنجليزي في مصر أنه فشل بسبب عدم إحلال اللغة الإنجليزية بدلا من العربية وهناك تحديات كثيرة لمحو اللغة العربية وإستبدالها وتغريبها وعدم إستخدام قواعد الإعراب من الكتابة والنطق ولذا علي الحكومات العربية والإسلامية توحيد المناهج في المدارس والتحدث في الأوساط الرسمية والدولية باللغة العربية أمام المحافل الدولية فهي لم ولن تختفي. 

ألستم معي في ذلك ؟


رعود الخيانة بقلم إبراهيم علي حسن

 رُعودُ الخيانة

 

 

  رُحماكِ يا حبيبتي من غدرِكِ الوَبيلِ

لقد عشتُ أبتغي حبًّا كانَ مستحيلِ

أمطرتِني برعدٍ ليسَ فيهِ دليلِ

أردتُ الحُبَّ صافيًا لكنه بعيدُ

قد كنتُ في طريقي نحوَ حلمٍ شديدُ

وما كانَ منكِ سوى جرحٍ عنيدُ

يا قلبَ العاشقين أينَ المفرُّ

من حبٍّ باتَ سرابًا يبتلعُ الصبرُ

وقد كانَ حلمي معكِ لكنْ ضاعَ العمرُ

يا ليتَ القلبَ يعرفُ أينَ العزاءُ

في ليلٍ طويلٍ ليسَ له انتهاءُ

تاهتْ به الرياحُ وضاعَ الرجاءُ

أحببتُكِ والوفاءُ كانَ من دمي

لكنَّكِ طعنتِ الحُبَّ في الظلامِ العمي

ولم تبقي من أحلامي سوى الأَلمِ

كيفَ يطيبُ العيشُ في دنيا الخيانةِ

والحبُّ صارَ جرحًا أسيرَ الحِرمانِ

أمضي وحدي في دربِ الأحزانِ

 

بقلم / إبراهيم علي حسن * مصر *


لما الشيطان يبعترك بقلم محمود عبدالفضيل

 قصة قصيرة 

لما الشيطان يبعترك 

الكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 

عاد من الكلية يحمل كل هموم الدنيا فقد رسب لأول مرة في حياته فهو لم يذق طعم الفشل من قبل و لكن هذه المرة أضاع الكثير من الوقت في علاقه عاطفيه نسجها في خياله 

بينه و بين رانيا تلك الفتاه الجميله التي تقبع في اخر الشارع ،كم كانت فاتنه رغم صغر سنها فهي علي أعتاب نهاية المرحلة الثانويه وكلها شهور و ستصبح فتاه جميله تتمتع بالفتنة و الملامح الاوروبيه و الشعر الطويل و القد المياس مما جعلها ملفته لنظر كل من يراها و يحاول الجميع في يأس التعرف عليها ولكن هيهات 

عزمي بعد كل محاولاته اليائسة للفت نظرها لم يحصد غير ابتسامات بسيطة و رسوب لأول مرة في حياته 

قرر إلا يضيع وقت مرة أخري في التفكير فيها و التركيز في دراسته و مع الحالة النفسيه السيئه التي يمر بها 

اختار مسجد بعيد نسبياً عن محل سكنه في أحدي العمارات السكنية في المنطقه للصلاه فيه حتي لا يختلط بأقرانه الناجحين و يتحاشي نظرات الشامتين 

و مع انتظامه في الصلاة بدأ إطلاق لحيته ليس تدينأ بقدر عدم رغبه في الاهتمام بمظهره 

لم يكن يعلم أن ذلك المسجد الهادئ هو مقر لأحدي الجماعات الإسلامية و المسجد مراقب علي مدار ٢٤ ساعة 

و يتم تسجيل اسم كل من يرتاده خاصه بعد نزاع عنيف بين تلك الجماعه و جماعه أخري أرادت وضع يدها علي المسجد ومن يتولي قيادته 

شهد الكثير من المناظرات و المشاركات بين أعضاء الجماعتين و بدأ يشعر بأنه مراقب من جهه ما ربما تكون أمنيه 

خرج من المسجد بعد مشاحنات بين الجماعتين علي خلاف فقهي لم يفهم فحواه و بمجرد دخوله منزله رن موبايله 

ولم يرد أحد و تكرر الموقف علي فترات زمنية قصيرة 

تقريبا كل يوم في نفس الميعاد و عندما يحاول الأتصال بالرقم يجده مشغول 

تسأل في حيرة هل أنا مراقب ام أحد أفراد الجماعات يحاول التواصل معي 

و قرر أن يتصل بالرقم من خط اخر اشتراه حديثا 

و بالفعل علي الجانب الآخر ردت فتاة بصوت ناعم 

بالفعل أنها رانيا وبعد أن أخبرها باعجابه بها و علم منها كيفيه حصولها علي رقمه عن طريق شقيقها صديق شقيقه الأصغر و أنها تتابع ما وصل إليه بعد رسوبه 

أعلنت حبها له و استمرت المكالمات بينهما حتي أتي اليوم الذي ألتقي بها في أحدي الشوارع الجانبيه ،شعر بسعادة. بالغه و نشوي مفرطه وهو يتلمس يديها و تتشابك الكفوف و الاصابع و يسيران بخطي متوازية جنبا إلي جنب 

فقد حلق لحيته  وعدل هندامه و عاد كما كان قبل الرسوب 


بدأت الحياة الجامعية و هو في كامل نشاطه يحاول تعويض ذلك الرسوب اللعين و لكن رانيا بدأت في إهماله بحجه أنها في ثانويه عامه و تحتاج إلي التركيز 

تقبل الوضع علي مضض رغم عدم اقتناعه بما يحدث 

فما يمنعها من الرد علي موبايله أو لقائه مرة كل شهر 

و اقنع نفسه بحجتها الغير منطقية 

نجحت رانيا في الثانويه العامه و التحقت بالكليه التي يعمل بها والدها كأستاذ جامعي ووالدتها كموظفه بدرجه مدير عام هناك 

كل المؤشرات تقول إن رانيا ستصبح في السلك الجامعي رغم غبائها الذي لا يختلف عليه اثنان 

بدأ العام الجديد عزمي في الليسانس و رانيا في السنه الأولي في كليه أخري 

قرر عزمي الذهاب إلي كليتها لعله يراها أو يلتقي بها 

 إصابته الصدمه عندما وجدها تقف مع شخص آخر من ملامحه هو يكبرها سنا ولمح في يديها دبله ذهبيه 


تابعهما من بعيد حتي وجدها تركب معه سيارة فارهه 

و اندفعت السيارة خارج الحرم الجامعي و هو ينظر إليها بدهشه خاصه أن رقم السياره مميز  


عاد عزمي إلي كليته حزينأ لما رأي و لكنه قرر أن يجتهد في دراسته و يبدأ قصة حب جديده مع فتاه افضل من رانيا 

ظل يبحث من تكون ؟ بحث في خياله كثيرا  

حتي قفز من مكانه مثل ارشميدس عندما قال وجدتها وجدتها 

أنها غادة ابنه رئيس الجامعة


مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...