الأحد، 26 سبتمبر 2021

الإختيار بقلم فدوى بركات

 عزيزي يا صاحب الظل الطويل  .... 


كتب شاعر الحب و الغرام " نزار قباني "  يوما ....

" اني خيرتك فاختاري  ... ما بين الموت على صدري او فوق دفاتر أشعاري " 

اختيار فرض علينا منذ البدايات الأولى للحياة  .... 

" الإختيار " بين المتعة المؤقتة المنسيه و المطوية بين جدران معتمه  .... متعة فانية زائلة بزوال الجسد ... او بين ما يلقب ب " الخلود الأبدي " !!؟ 


عزيزي يا صاحب الظل الطويل  ...  


سبحان من جعل من الكلمه " لغة " الأنبياء و الشعراء 

حكمة ربانية جعلت من كلمات السماء طريق للهداية و الإيمان ثم الخلود 

" الإختيار " صعب ، قاسي ، لكن حتمي !! و صدق نزار حين صرٌح  " جبن ان لا تختاري " ... 


عزيزي يا صاحب الظل الطويل  ... 


هذا  " الإختبار " او " الإختيار " وجد منذ بداية الخليقة فرب العرش ابلغ العبد عن طريق " الكلمه " التى حملها الرسل المختارين الينا ان يا ايها العبد الضعيف جدا امامك طريقين اما ان تمضي في طريق شهواتك و رغباتك و متع الدنيا ملبيا نداء كل ما يطلبه جسدك الفاني او ان ترتقي بروحك و تهذب نفسك و تسمو على جميع الشهوات البهيميه فتعشق الروحانيات لتصل الى مرحلة ارضاء الروح طمعا بالخلود 


عزيزي يا صاحب الظل الطويل  ... 


ان كل ما ارتبط بالروح راقٍ جدا  ... باقٍ ابدا  و و خالد 

قصص العشق عبر التاريخ خلدت نساء ما كنا سمعنا بهن لولا هذا ( الحب العذري ) او ( الوجع الجميل ) لأن اكثر الشعراء الذين تغنوا بتلك النسوة لم يتمكنوا من الوصول اليهن ..

جن قيس ابن الملوح ب ليلى ، و لم ينل جميل ابن المعمر من بثينه سوى بضع كلمات من الغزل ، و حبس ابن زيدون سنوات بسبب عشقه ل ولاده ، و ذلك ليث العرب و حامي حمى الديار في السلم و الحرب عنترة ابن شداد لم يعجز سيفه البتار سوى حرمانه سنوات طوال من الارتواء من جدول حب عبله ........... الخ  ( صدقا إن الحب و الحرب يتشابهان ، فكلاهما بحاجة الى رجال ) .


عزيزي يا صاحب الظل الطويل  . . 


الشعراء كالأنبياء إن صدقوا الحرف  و آمنوا بالكلمه و طبقوا ما تغنوا به بين السطور  .... انها  " الكلمه "  " الامانه " 

لها اتباع كثر آمنوا بها و صدقوها و عاهدوا أصحابها على الحب و الوفاء و ( الخلود ) .....  


فدوى بركات



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...