كالقتيل أنا
أذرف الدماء من فوهة الجروح
كجندي أنا
مزقت الطلقات جسده
و خلد للنهاية بثغر مبتسم
و كمقاتل نهض ينفض غبائر الانهزام
فوجد جثث الرفاق أشلاء ...
كغيم حزين أنا
تحلق حول رأسي أفكار
و لا تجد فتات الحياة
فأطلقت من جوعها فزعة النجاة
كشمس غرب نورها
في جفن الغياب
و صحا من غفوتها
ليل الهيام
كبحر تململ في جوفه البركان
فتراقص كطير مذبوح
و صفق بجناحي الخنوع ...
و ظن من رأى أنه ابداع السماء
و هو حرقة الأعماق
و انكسار الضلوع ...
كعودة غائب بعد حرب
لم يجد في موطنه
إلا رائحة الخراب
تتصاعد من جدران منكوبة
مخلفة عناوين عذاب كثيرة
و أسماء نقشت في ذاكرة منسية
كقصيدة أخرجت من تأويلها
فقضت بين كفي الظنون
كمسنة سريعة النسيان
غدت صبية في ملكوت أمسها البعيد
كطير ضاع عن سربه
فحلق مبتهجا في سماء الآلام
أنا ...
زهرة خلفها ربيع
عجز عن احتواء العبق
قطرة أجهضها المطر
من زوبعة البرق
رؤية في منام عابر
خلّدت ملامحا من ورق...
أنا ...
قدر مختوم بدماء
جسد محكوم بالفناء
دمع جارف في
ألحان عرجاء
أنا ...
امرأة خلف مرآتها تقبع
تخاف عتاب وجهها
تهرب من سكاكين أمسها
تتلقف النسيان من أكاذيب ادعاءاتها
تحتضن اللامبلاة
وسادة احترقت أحلامها ...
و أمام رماد الصور
ابتسمت ...
راوية شعيبي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق