من يقرأ قصة تدمر يفهم واقعنا الحالي .. فما نعيشه اليوم من واقع هو تكرار لتاريخ مدينة تدمر .. فقصة تدمر تروي عن الصراع بين المعسكر الشرقي المتمثل بايران و الصين وبين المعسكر الغربي المتمثل بروما و الغرب .. ومن قصة تدمر أيضاً سوف نفهم أسباب عدم السماح لمصر وسوريا بالوحدة منذ 1800 سنة لما تشكله هذه الوحدة من مضار لمصالح القوى الغربية .. والنتيجة من قصة تدمر مفادها أن وراء كل حرب عوامل إقتصادية ..
أليكم ملخص و موجز عن قصة تدمر :
....
هكذا إنتهت تدمر؟
....
بعد أن أغلق أدرشير وابنه شابور طريق الحرير البحري الممتد من الهند عبر الخليج والفرات بدءاً من عام 226 ميلادي ، والذي كان يعد شريان تدمر الحيوي وسبب ثروتها ونهضتها ، وجد أذينة بن خيران والتدمريون أنفسهم في في مأزق كبير ، فلجؤوا إلى طريق الأنباط الذي سبق وأن سيطر عليه الرومان ، ولكنه لم يكن يغل عليهم العائدات المطلوبة التي اعتادوا عليها . فكان أمامهم خياران : إما أن يدعموا روما في وجه التمدد الفارسي المدعوم من القوة الإقتصادية العظمى في الصين والتي كانت تريد ضمان تدفق طريق الحرير البري دون معوقات . أو مواجهة روما والفرس في آن واحد .
واختار أذينة خيار دعم روما تمهيداً للوصول إلى عرش الامبراطورية , فهو الحل الأنسب لإعادة النشاط لتجارة تدمر ، وكاد أن يصل إلى غايته لولا عملية الإغتيال المدبرة والتي اتهمت فيها جهات مختلفة ومنها زنوبيا نفسها .. ويدعم هذا الإتهام توجه زنوبيا منذ تسلمها السلطة وصية على ابنها وهب اللات لمحاربة روما والرومان .
ويبدو أن الفلاسفة الأفلاطونيين الذين أحاطت زنوبيا نفسها بهم هم الذين يقفون بشكل أديولوجي وراء هذا الموقف .. فقد كانوا كما يبدو يريدون إحياء المملكة الهلنستية (السلوقية والبطلمية) وتوحيد سوريا مع مصر لإقامة دولة تسودها الهلينة ويحكمها الفلاسفة والمفكرون وتقطع الطريق على روما الغارقة بمشاكلها وأزماتها ..
ولكن أخذ سوريا ومصر من روما كان يعنى التجويع وقطع الشرايين الإقتصادية التي كانت تغذي خزائن الامبراطورية الرومانية .. فكانت الحرب على تدمر وزنوبيا حرب وجود بالنسبة للرومان ولذلك قضوا عليها وهجروا أهلها ومنعوهم من العودة إليها لأجيال طويلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق