قصة قصيرة
من المسؤول.؟
-------------------
بشعرٍ اشعث و وجهٌ متجهم يخرج من غرفتهِ , متكئاً على عكازٍ خشبي ِ بالي. صارخاً . أنهضي إيتها القذرة. قد أرتفعت الشمس لكبد السماء. فتنهض الطفلة ذات العشرة اعوام من فراشها متململة وكسولة . تجر خطاها للحمام . لتغسل وجهها وتأخذ كيساً كبيراً وليس ثقيلاً. وتخرج لتقاطع الطرق عند الأشارة الضوئية. تبيع المناديل الورقية. لأصحاب السيارات عند وقوفها قليلاً. فهذا عملها اليومي والروتيني منذ كان عمرها خمس أعوام. فسكان المنطقة يعرفونها ويعرفون ظلم زوج أمها المعاق بحادث مجهول. وأمها لا حول لها ولا قوة. فهي ايضاً لها عملها فتخرج بعد العشاء ولا تعود إلأ فجراً. بشكل مغاير ولبسٍ مختلف. وشيئاً فشئاً بدأت البنت تعرف عمل أمها.. فبعض سائقي السيارت . زبائن الأم ليلاً وزبائن البنت نهاراً. لكن هناك زبون مميز .فهو يعطي ورقة نقدية كبير ولا يسترجع الباقي. وأحيان يأتي بعلبة عصير أو قطعة حلوى. ويمازح البنت بكلام رقيق فأصبحت ألفة بينهم. فكم مرة سألته هل عندك بنات .؟ فيقول نعم. وهل يعملن مثلي .؟ فيبتسم بخبث. وينفى. ويعرض عليها الذهاب معهُ لتراهن وتتعرف عليهن. فترفضُ خوفاً من الوحش الجاثم بالبيت ينتظرها .وفي هذا الصباح فعلاً جاء بسيارتهِ الفارهة صاحب الأبتسامة الخبيثة. ومعهُ بنتان بعمرها . يلبسنَّ اجمل الثياب. وسعادة مفتعلة ترتسم على وجوههنَّ. ويأكلنَّ قطع شوكلا.. فتركب البنت معهم وتترك كل شيء ورائها وتذهب بذلك اليوم المشؤوم لتواجهة مصيراً مجهولاً شبيه بمصير أمها أو ربما اكثر .
......................
نعم مهما تقدم البلد ومهما فرضت العدالة قوانينها . فهناك بالمجتمع زوايا لا يصل أليها القانون وهناك ظلم للمرأة وظلم للطفولة أيضاً..
فلاح الكناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق