الأحد، 5 يونيو 2022

ظل الذكرى بقلم سمير عبد العزيز

ظل الذكرى
قصه قصيرة
سمير عبد العزيز
عندما انتصف النهار كانت قد فرغت من تنظيف شقتها ...شعرت بدوار خفيف وألم فى رأسها ...تذكرت أنها لم تتناول علاج الضغط ..مضت الى حجرتها بخطوات واهنة ...جلست على حافة السرير , مدت يدها ناحية علبة الدواء الموضوعه على سطح الكوميدينو ...أستقر قرص منها فى راحة يدها ..تناولته ثم خرجت من الحجرة وجلست فى الصالة لتستريح قليلا...بعد برهة قصيرة نهضت بهدؤ وتثاقل شديد.وأقتربت من الشوفنيرة وجلست على الأرض وفتحت الدرج الأخير وأخرجت ألبوما للصور...شعرت بأرتياح ... تأملته لبرهة ثم فتحته وراحت تقلب صفحاته وتغوص فى ذكرياته...رأت صورة لأبنها الأكبر المهاجر الى هولندا منذ مايزيد على عقدين ولم تره الا مرة أو مرتين وصورة لأبنتها المقيمة مع زوجها فى أحدى دول الخليج وتزاورها كل عام... رأت صورة تجمعها هى وزميلاتها أيام كن يدرسن بكلية الأداب وتساءلت فى عقلها : ياترى ماهى أحوالهن الآن بعد مرور كل هذه السنوات...توقفت عند صورة تجمعها مع زوجها فى أحد أيام شهر العسل..أدامت النظر اليها ثم تنهدت تنهيدة عميقة وهمهمت : الله يرحمك.
مضت تقلب بأصابعها صفحات الألبوم بحيوية .... تغرغرت عيناها وهى تمر بيدها على صورة أبيها وأمها وشقيقتها الصغرى التى رحلت فى حادث سير دون أن تكمل عامها الحادى والعشرين وماتت أمها كمدا وحزنا عليها بعد ثلاثة شهور.. . دق جرس الشقه الخارجى.....جثت على ركبتيها ونهضت من مكانها بتثاقل شديد وهى تتأوه من الم الركبتين .....فتحت الباب... طالعها وجه أبنة جارتها الشابة تسألها عم اذا كانت تريد شيئا تجلبه لها؟ ..شكرتها وطلبت منها أن تبلغ سلامها الى أمها ..مضت الفتاة وعادت هى الى ألبومها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

دساتير الجزاء بقلم فراس ريسان سلمان العلي

  دساتير الجزاء    ************               إنكشفتْ الوجوهُ وزالتْ البراقعُ                            وبانَ أهلُ الجودِ وبانَ كلُّ طامعٍ ...