الأربعاء، 14 أغسطس 2024

وصيته .. رواية بقلم رضا الحسيني

.. .. وصيته .. رواية / رضا الحسيني { الأخيرة }
      فرح كثيرا واصف أن وجد لنفسه مكانا كبيرا في قلب وحضن وعيون خالته حبيبته نجلاء ، ونسمة تروح وتجيء وهي تعد الفطور ضاحكة مما يفعله أولادها الاربعة مع خالتهم حبيبتهم 
     وكانت أجمل مفاجآت هذا اليوم أن نسمة استطاعت أن تأتي بأخيهم مهند وزوجته وأولاهما الأربعة ، كان يوما أكثر من رائع ، استمر إلى قرب انتصاف الليل ، وصار من المحتم أن تبيت نجلاء ببيت اختها ، فصار صراع كبير بين الأولاد الاربعة ، من يفوز بوجود خالته معه على سريره ، وكان الامر لدى نجلاء ونسمة محسوما بشكل واضح ، نجلاء مع ونجوان في غرفتها وفراشها ، وهذا جعل إخوتها الثلاثة يرمقونها بنظراتهم وتعليقاتهم حيث فازت بسهولة بوجود خالتها معها ليلة كاملة تحكي معها وتضحك وتعيش أروع لياليها ، وبالطبع كانت فرحة نجوان تطال السماء ، كانت هذه الليلة من احلامها الكبرى ، فهي منذ كبرت هكذا واصبحت تعمل في إحدى السفارات الأجنبية الكبرى لم تعش ليلة كهذه ن فقط كان يحزنها أمرا واحدا ، أنها في الصباح لابد وأن تغادر إلى عملها ، وانها سوف ترافق السفير في رحلة خارجية من بعد عصر الغد ، فكانت ترى أن مثل هذه الليلة في حضن وروح خالتها حبيبتها هدية سماوية لها قبل سفرها هذا  
_ مبسوطة في شغلك يانجوان ؟
_ مبسوطة بس ياخالتو ؟! أنا الحمدلله بحقق أجمل احلامي وطموحاتي 
- إزاي ياحبيبتي ، أنا بعرف إن كان نفسك تكوني مرشدة سياحية 
_ أيوة ياخالتو ماهو أنا في شغلي ده بجمع بين العمل السياحي وبين عملي كمترجمة 
_ مش أنت في السفارة إياها ودايما بتقولي مع السفير؟
_ أه ياخالتو ، وعشان كده بسافر لكل بلاد الدنيا وبكون مع السفير في أي مكان بيزوره غير الاجتماعات الرسمية
_ يعني بتتفسحي كمان وأنت تؤدي عملك 
صح كده ياخالتو 
_ فعلا شغلانة حلوة كتير ، حافظي عليها واهتمي بمظهرك وأسلوبك مع الجميع وأنت ماشاء الله عليكي حبيبتي مؤدبة كتير وجميلة ، بس إوعي بقى تجيبلنا عريس صيني ولا هندي هههههه
_ لالالا أنا مش هتجوز غير من اليابان ياأفريقيا ياخالتو
_ إيه؟! أفريقيا دي إيه بقى ، لازم تتجوزي من مصر طبعا
_ ماهي مصر ياخالتو أفريقيا أنتِ نسيتي ولا إيه 
  واستمر الحكي بين نجوان وخالتها حتى سيطر عليهما النعاس ، وإن كانت نجوان ظلت تقاومه كثيرا حتى تستمتع بخالتها نجلاء أكبر وقت ممكن ، وهي تعرف أن إخوتها الثلاثة الىن بغرفتهم يحسدونها ، كم كانوا يحلمون هم أيضا بقضاء هذه الليلة النادرة مع خالتهم ، هم ايضا يحبونها كثيرا ، ولكل منهم آلاف الذكرياتمعها منذ أول لجظاتهم بالحياة ، بل منهم من له ذكريات معها من قبل ولادتها عندما كانت نسمة حاملا فيه مثل مهند أكبر الأولاد ، فهي دائما تقول له : 
( كنت معنا في هذه السينما ونحن نشاهد فيلم الناظر وأنت في شهرك الثامن ، وكنت معنا هنا بمحل الكباب والكفتة هذا وأنت في شهرك الرابع ، وركبت معنا هذا المترو وأنت في شهرك الخامس ، ودخلت معنا هذه الحديقة وأنت في شهرك السادس )
هكذا مرت الايام بنجلاء ، تقضي يوما مع أختها نسمة وأولادها ، وتعيش ليلة مع أخت زهران الصغرى أميرة أم عبادة ، التي فاجأت نجلاء بعد عصر أحد الأيام وهي تتصل بها تخبرها بأنها ستأتيها بعد مغرب هذا اليوم ومعها ابنتها نيرمين وأحفادها الأربعة ، وبالفعل حضرت وكانت فرحة نجلاء بهم كبيرة وظلت تضحك وهي تقول لابنة نيرمين الكبرى سارا 
: فاكرة ياهانم لماكسرتي لنا الكاس السادس بتاع الطقم ده زمان هههههه
_ ياااه يانجلاء على سواد قلبك ، أنتِ لسه شايلة الموضوع ده في نفسك كل السنين دي !
_ هههههههه ده خالها زهران عمره مانسي الكاس ده لحد مامات
_ حتى خالو زهران كمان ! 
_ أيوه يانيرمين نسيتي خالك كان داتيما كل مايشوف سارا يقولها كده 
_ من بكره ياماما نجيب لهم طقم من جهاز سارا 
_ بمناسبة جهاز سارا ، إحنا جايين نعزمك على فرحها ، خلاص بعد أسبوعين من الآن ، وطبعا أنتِ أول واحدة لازم تكوني موجودة وإحنا بنفرش شقتها من بكره 
_ يادي الهنا يادي الفرح كله تعالي ياقلبي في حضني ، ده خالك زهران هيفرح أوي باليوم ده
_ عارفة ياطنط نجلاء ، متهيألي ممكن خالو زهران يرجع لنا يومها عشان يصور بنفسه فرح سارا ، معقول هيفوت اليوم ده مش هيخليه ضمن مكتبته النادرة بفيديوهات العيلة
_ وحياتك خالك ممكن فعلا يعملها هههههههه
_ بسم الله الله أكبر مالك أنت وهي بأخويا زهران بالراحة عليه كده هيفطس من الضحك في تُربته هههههههه
     وخلال وجود اميرة ونيرمين والاحفاد ببيت نجلاء دق جرس الباب ، كانت المفاجأة ، نونا ووجيدة ، لم تصدق نجلاء نفسها ، ماهذه الليلة الجميلة ، كانت واحدة من السهرات التي يعشقها زهران ، مثل الليلة التي قضتها ببيت نسمة أختها ، ومثل اليوم الذي تجمع فيه الكثيرون ببيت حمامة وزوجته سُمية وبناتهما الثلاث وأحفادهما ومدثر شقيق زهران ومهند شقيق نجلاء وفايد زوج نسمة ومهدي ابن خالة زهران وزوج اخته نونا وهم يبحثون عن نجلاء المختفية 
   وهكذا استمرت نجلاء تضحك نفس ضحكاتها التي تشتهر بها بين عائلتها وعائلة زوجها الراحل الموجود زهران ، فالكل يعيش وكان زهران مايزال بينهم دائما وتلاشى كل مايتعلق بوصيته ، فلا وصية لمن مايزال يعيش !!
                 ... إلى اللقاء مع رواية جديدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إشراقة وجهك بقلم معمر حميد الشرعبي

إشراقة وجهك لوحتي المفضلة لمست فيها عبق ألوان الود وحبر الأناقة في محيا الجلال  كم أنت رائعة كلون شفق يغازل البحر يعزف سيمفونية القرب. سيدتي...