تَرَكْتُ الشِّعْرَ زُهْدا فيْهِ؛لَكِنْ
تُراوِدُني شَوارِدُهُ كثيرا
سأبقى مِنْهْ في قِمَمٍ تَسانَتْ
وعَزَّتْ مُرْتَقى صَعْباً عَسيرا
سَأبْقَى مِنْهُ في أَعلى ذُراهُ
عَلى أَمْدى خَريطَتِهِ أَميرا
فَمُنْذُ طُفولتي،وَالشِّعرُ مُهري
الأَصيلُ،وكَمْ سَبَقْتُ بِهِ مُهورا
أَكَانَ البَحْرُ في طَوْرِ اجْتِزارٍ
أََكانَ الجَّوُّ صَحْواً،أو مَطيرا
إلى مَيلي إِليْهِ-العُمْرَ-صَارَتْ-
قُوَى الإِلْهامِ أَجْمَعها نَصيرا
مقاديري تُسَيِّرُني إليهِ
فأصدقُها على القَوْلِ المَسيرا
قَطفْتُ مِنَ النُّجومِ الزُّهْرَ مِنْها
فَضاهَتْ في تَضَوُّئِها البَدورا
يَعِيبُ العَائبونَ عَلَيَّ أنِّي
تَخِذْتُ الشِّعْرَ عَنْ نَفْسي سَفيرا
إلى الدُّنْيا.. إلى مَنْ لا أراهُمْ
فأجْعَلُُهُ -عَدا صَوْتي-جُسورا
فإمَّا يُغْلِقَنَّ الدَّهْرَ باباً
بِوَجْهي نَحوَ أمْنِيَةٍ بُكورا
بإيماني سأفْتَخُ غَيْرَ بَابٍ
وَأَمْضي نَحْوَ غاياتي عُبورا
ولو أني أردْتُ بهِ نَوالاً
كَفاني أنْ أكونَ بِهِ شَهيرا
وَحَسْبي أنَّني -لاشَكَّ-نَسْرٌ
إذا ما أشبَهَ النَّاسُ الطُّيورا
وجَدْتُ سَعَادةً في مِلْحِ دَمْعي
وَفي أَحزانيَ العُظْمى السُّرورا
وفي أَدْجى اللّيالي السُّودِ فَجْراً
وَفي كانونَ نيْساناً نَضيرا
وفي نُوَبِ الزَّمانِ أَرَى انْفِرَاجاً
ومَدْرَسةً،وأسْتاذاً كَبيرا
لَعَلَّ اللهَ مُعِقِبُ ماابْتلاني
بِهِ مِنْ عُسْرِ أحوالٍ يُسُورا
وَمِنْ صَبْري الطَّويلِ على زَماني
رَغيدَ العَيْشِِ،والنَّومَ القَريرا
وَكَمْ آثَرْتُ مَنْ أهْواهُ- حَتَّى
على نَفْسي-،وَيُشْبِهُني مَصيرا
طَوال مَسيرةِ الخَمْسينَ حَوْلاً
زَرَعْتُ مَشارِقَ الدُّنيا زُهورا
لِتَبْقى الشَّامُ مُزْجِيَةً شَذاها
جِهاتِ الأرضِ،أو تَهَبُ العَبيرا
لِتَبْقى-رُغْمَ هوْلِ الخَطْبِ-شَمْسَاً
وَتُسْفِرُ عَنْ مَحاسِنها سُفُورا
وتَمنَحُني اعتزازاً بانتِمائي
إليها ما رَأَيْتُ لَهُ نَظيرا
أُضيئُ بِهِ الطَّريقَ إِلى مُرادي
وَيَمْلَْأُ وَهْجُهُ الآفاقَ نورا
وَأسْتَعْلي بِهِ عَلى أحزانِ روحي
هَوىً ،وبَديعَ فِكْرٍ،أو شُعورا
غَرامي بالشَّآمِ يَظَلُّ تاجاً
على حَرْفي،ويمنَحُهُ حُضورا
بقلمي:سلوم احمد العيسى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق