السبت، 7 سبتمبر 2024

القرار الصعب بقلم رفيعة الخزناجي

 القرار  الصعب 


مدت يدها ببطء إلى درج مكتبها واخرجت دفتر مذكراتها وصندوق خشبي مزركش  أخرجت منه حبات لؤلؤ وورقة مطوية ، فتحتها بعناية فائقة ، أمعنت النظر فيها مليا ، سالت دمعة من عينيها، ألقتها جانبا ، فتحت دفترها أخذت قلمها وشرعت بالكتابة ... كان حلمها الذي تتوق إليه ، حلمها أن تصبح محامية،تترافع بالمحاكم وتحقق أمل كل مظلوم بتحقيق العدل وأخذ حقه بالقانون ولا شيء غير ذلك ، درست واجتهدت وسهرت الليالي لتحقيق هدفها  ونالت بعد جهد وعناء ما أرادت ، تدربت بمكتب أشهر محامي بالبلد ثم فتحت مكتبها الخاص بها وتوافد عليها أصحاب القضايا لما عرفت به من أمانة وصدق وإخلاص ولكن دوام الحال من المحال ، لفقت لها تهمة بعناية فائقة وبإتقان ، توقفت إثرها عن العمل وأجبرت على الوقوف أمام القضاء وحاولت جاهدة إظهار براءتها ولكن لم تستطع لذلك سبيلا ونالت عقوبة على جرم لم تقترفه وبما أن الظلم لا بد من زواله ، سقطت الأقنعة وعرف الجاني ولكن بعد ما دنسوا سجلها وصورتها ؛ حاول المقربون منها أن ينسوها ماحصل ونصحوها بالرجوع لعملها ونشاطها ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ...

كتبت مذكرة لعميد المحامين : 

سيدي وأستاذي الفاضل 

بعد السلام والتحية ،أعلمكم أنني قررت التخلي عن مهامي كمحامية بمحاكم بلدي هذا الذي لم أستطع أن أحقق فيه العدالة 

تقبلوا فائق الإحترام والتقدير 

تحياتي 

ريم 

أعادت الورقة وحبات اللؤلؤ للصندوق ،تلك الورقة كانت تهنئة لها وحبات اللؤلؤ كانت ما تبقى من عقد انفرطت حباته يوم حكم عليها وهو هدية من والدها رحمه الله

كان قرارا صعبا عليها ولكن اتخذته وكلها ثقة بالنفس مع مرارة بالفم كالعلقم  !  


رفيعة الخزناجي /تونس 

#هلوساتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...