الاثنين، 13 يناير 2025

محفوظ في إذاعة الشباب والرياضة بقلم رضا الحسيني ( 31 )

.. محفوظ بهلول البربري ..
.. { ابن عزيزة وعزُّوز } رواية / رضا الحسيني ( 31 )
             .. { محفوظ في إذاعة الشباب والرياضة } 
        في هذا اليوم التقى داخل غرفة إذاعة الشباب والرياضة بأهم شخصية تأثر بها وأحبها وتعلق بها محفوظ ، إنها السيدة جميلة الروح والصوت والإحساس { عديلة بشارة } التي كانت تقدم أيام الخميس والجمعة والسبت حلقات برنامج { مايكتبه الشباب }، بيضاء ذات شعر أصفر قصير كثيف ممتلئة الجسم متوسطة الطول ، في الأربعينات من عمرها ومُدخِّنة تلبس فستانا بنيا فيه تشجير خفيف ولا تستخدم الحذاء المنتشر ذي الكعب العالي ،تبدو من الوهلة الأولى كم هي من الطبقة الاجتماعية الأعلى من الجميع بالغرفة ، يومها عشق محفوظ فنجان القهوة لأول مرة رغم أن أمه عزيزة أستاذة من الدرجة الرفيعة في صنع أجود فنجان قهوة ، لكن مع الست عديلة جاءت له القهوة مع شوب من الليمون ، هكذا كانت تشرب قهوتها بمجرد دخولها المكتب ، ولايشعر أحد أبدا بأنها مديرة المحطة :
_ حاسس بإيه وأنت هنا يا محفوظ ؟
_ مادمتي حضرتك سأتيني السؤال ده فأكيد حسيتي بكل شيء بفكر فيه دلوقتي وأنا هنا 
_ فعلا وهو ده سبب سؤالي لأني حاسة بيك أوي من نظراتك لكل شيء هنا
_ طب وحضرتك عشتي الإحساس ده قبل كده ؟
_ أي إنسان جواه طموحك لازم يعيش إحساسك ، وأنا صغيرة كنت أقعد جمب الراديو الكبير أبو زراير زي البيانو ده وأتابع مشاهير المذيعين كانت تلمع عيوني ، وكان والدي رحمه الله يلاحظ ذلك فيقول لي :
( عارف إن اللمعة اللي في عيونك دي ياعديلة لازم هتخليكي في يوم صوتك خارج من الراديو ده )
        كان هذا اللقاء الأول لمحفوظ بغرفة إذاعة الشباب والرياضة جعله مبهورا بكل مايراه ويعيشه ، المذيعون كلهم بيدخلوا ويخرجوا و منهم من كان يحكي معه بعض الوقت ، فقط من بين كل هؤلاء كان يعرف مذيعا واحدا من بين الجميع ، المذيع جميل الصوت صلاح الدين مصطفى ، من أفضل الأصوات التي تلقي الشعر ، والمذيع صلاح هو الصديق المقرب جدا لابن خال محفوظ الكبير الذي كان يعطيه دروس اللغة الإنجليزية بالجمعية الخيرية ، وهو أيضا جار لمحفوظ من أهل منطقته التي تربى فيها ، وكان يساعد ابن خالة محفوظ الكبير بأن يذيع له الأغاني النادرة لعبد الحليم حافظ ، وكان المذيع صلاح كثيرا مايأتي لبيت خال محفوظ الكبير يسهر مع الجميع ويلعب معهم الكوتشينة قبل أن يصبح مذيعا ، فكانت الفرحة كبيرة حين التقى بمحفوظ بغرفة المحطة يومها
        قضى محفوظ أروع الأوقات يومها داخل مبنى ماسبيرو ، وقبل أن يغادر المبنى تصادف مروره بجوار الفنان القدير حبيب قلبه وقلب أمه عزيزة { فؤاد المهندس } وكانوا وقتها ينادونه بالأستاذ ، شعر أن له هيبة كبيرة ولم يصدق أن هذا هو الكوميديان الكبير الذي يضحك الملايين بالعالم العربي ، ولكن كان يمسك عُكَّازه الأسود ذي المقبض اللامع مما يدل على فخامته وارتفاع ثمنه وربما جاء به من الخارج 
                       وغدا نستكمل مع محفوظ بهلول البربري 32

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...