كيف اللقا ، قد فرَّقَتْ بنا السبُلُ
وذرَّفَت من دمي دمعي أجفانيا
وكيف أنسى بتلك الدار صحبتنا
والذكرياتُ فبعدٌ خطَّ أقداريا
مواجعُ الروح لا خفَّت مواجعها
وهل بمأساتنا تطيبُ أوجاعيا
فالروح للروح تُهدي من خزائنها
وتهجر الروح من يجفاها ساليا
ويهدأ القلبُ في قلبٍ يلاطفُهُ
ويتركُ القلبُ من في طبعهِ قاسيا
والعين من ناري زادت لظى صدري
من ذا الذي يطفيء في صدري ناريا
يا دار فيك بقايا من أرواحنا
فهل بلقياهمُ تحيا آماليا
على المرايا آهاتٌ مُكَدَّسةٌ
على المرايا بعضٌ من خطايايا
كم تحكي عنَّا الزوايا من قِصصٍ
وفي الزوايا رؤىً تبكي على غاليا
تبكي الزوايا فكم ضمَّت لنا صوراً
وفي الفناء خُطىً خطَّت آثاريا
عند الرحيل انثَنَت من جذعها نخلتي
ودَّت لو احتَرَقَت في نارها ناريا
فكيف ما زال قلبٌ نابضٌ يحيا
يا حسرتي من غربتي ومن حاليا
يا صاح لا تحسب الحيطان من حجرٍ
فللحجارةِ أنفاسٌ كأنفاسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق