. قصيدة حوارية
بعنوان
بالحلال نطفيء جذوة الحب
قال
يا من تسألين من أنا ومن أكون
أيهمك إن كنت شاعراً أو عاشقا مجنون
المهم أن تمنحيني بعض من السكون
وخبئيني لأرتمي بين تلك الجفون
ودعيني أروي الظمأ من سحر العيون
وأرسمك لوحة فيها كل أنواع الفنون
فإن كان حلمنا قد بات مكنون
سارعي وضميني لحضنك الحنون
ستدركين حينئذ أني أحببتك منذ قرون
فأنا مازلت أهواك كائنا ما أكون
قالت
منذ قليل كنت ألتحف بخيالي
وممددة أشكو للهوى حالي
حديثك عجل من بزوغ شمس النهار
وبعث الآمال فى قلبى وانتظرت القطار
فكفاك إبتعاداً فقد تذوقت يأس الإنتظار
قال
قلبي اليوم بات ينبض من جديد
ويسأل عن حبك والمزيد
فالحب كالنبتة نرويها لتزهر من جديد
وأنا هنا عصفور يغني من بعيد
بالأمس كان يأسي يسكن الأفكار
وحزني علي بعادك يمزق الأوتار
والقدر يأبي أن تذبل قبل الأوان الأزهار
وبقاء جسدي بلا روح وأرضي بلا أمطار
جاء حبك ليبدد عتمة الليل لنهار
وسارت أشرعتي وفقا لما تشتهي البحار
لن تكوني كزهرة تسحقها دوامة إعصار
قد كنت علي وشك الرحيل عن الديار
والهروب لمجهول لا أدري كنهه بالأسفار
الآن سأكف عن حزني بالأشعار
ولن أشكو ظلم الأقدار
قالت
بعد أن كان اللقاء متروك للإختبار
أقدارنا الآن حكمت وصدر القرار
وأصبحنا نتلمس الأعذار
ونلملم بالعفو الشتات
وتتعايش الفرحة مع الآهات
عرفت عمق وجعك وما تسطره من كلمات
سأجعل الصبر حليفي في حل الأزمات
وعداً سأقرأك من رموزك والدلالات
وسيظل التسامح في الوصف بالإشارات
قال
كم أود أن تخمد النار بين الضلوع
وتعود لمستقرها في عيني الدموع
وينير هوانا بضوءه كل الشموع
وأن نعشق دون أن نلام
ودون أن يعقب النور ظلام
وأن نظل نحيا بلا أسقام
يبقي الحب بيننا دون سراب ولا أوهام
قالت
يا عاشق الروح
تلك أمنيات بريئة الطموح
خبرني بربك أحلال هو أم حرام
وهل يبقي علي الدوام
قال
حبنا ينسينا ما فعلت بنا الأيام
ويطرد شبح الأحزان والآلام
صفحة بيضاء نسطر فيها قصص الغرام
قالت
ما كان حبك أبدا رغبة وما كنت بشرير
ولست بجاهل لمعنى أنوثتي ولا بالضرير
ورغم أن قلبك أصبح أسير
ومخالب الأنثى قادره على التدمير
سنحلق سويا في فضاء الحب ونطير
وهذا وعد مني وليس مجرد تبرير
قال
كفانا ما دوناه من أشعار
رحيق حروفنا يجري كما الأنهار
ونحن في حبنا عبيد ولسنا أحرار
إن وقت الليل قد إقترب من الإنتحار
حبنا الصادق سيتغلب علي كل إعصار
بالحلال نطفأ جذوته كما يطفأ الماء النار
بقلمي -- أسامه سالم شكل
