إرهابُ قلبٍ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
سأقذفُ حبَّكِ بحِجارتي
إنْ ظلّ يلاحقُني
ما عدتُ مفتوناً بالتَّجاهلِ
منكِ
ها أنا ذا
أتوقِّفُ عن أشعاري
وعن نار تتلبَّسُ بي
فكلّما هبَّتْ عليَّ نسائمُ الندى
أمتشقُ عطرَكِ السّابحَ
في فلكوتِ دمي
أنا العاثرُ على أنوارِكِ
العائمُ على سكاكينِ لهفتي
نحوكِ
وأنتِ مشغولةً عنّي
بإغلاقِ ستائرِ الفجرِ
عن أشرعتي
ماعدتُ أبصِرُ أنوارَكِ
ماعدت أشتمُّ فضاءَ ابتسامِكِ
أنتِ شمسٌ أحرقتْ هُيامي
بحرٌ مائجٌ أغرقَ عشقي
سرابٌ هادرٌ يتدفَّقُ حنيني
ابتعدي
لا أريدُ منكِ حبالاً تخنقُني
ولا شطآنَ تهجّرني
ولا نظرةً تُقصيني عن وجودي
أنتِ سيفٌ مختصٌ بعنُقي
جهنمٌ تفتحّ أبوابَها لي
في كلّ لحظةٍ
أنتِ قبري الذي يتتبَّعُ انتصاراتي
كفَني الذي يضيقُ عليّ كلّما أموتُ
تابوتي المسمَّرُ النّوافذِ
آنتِ هلاكي وجنوني
ابتعدي عن دروبِ تشرُّدي
عن صحارى دمعتي
عن اسودادِ بسمتي
عن رمادِ قواي
لن أحبّكِ مهما داهمَني حبُّكِ
ولن أعشقَكِ مهما ذابَ قلبي بغرامِك
سأترُكُ لروحي حريّةَ الانتقامِ منكِ
سأمنعُ عن خيالي قبلاتِكِ
وأحرُمُ أحلامي من لمساتِكِ
وسأبترُ أصابعي إن ظلّت تسقي وردَكِ
وأحرق لساني إن عاندي وناداكِ
أنتِ مرفوضةٌ من توسّلي
منبوذةٌ من ابتهالي
منسيّةٌ من لوعتي
أعلنتُ عليكِ الكراهيّةَ
وسيلاحقُني سُخطُ قلبي
وبعد الآن
سيذبلُ وردُكِِ
سيجُفُّ عطرُكِ
سيكتئِبُ نورُكِ
وسيغبَرُّ دربُكِ
ولن أعيرَكِ اهتمامي
وسأكتمُ حبّكِ حتى عنّي
لن أقولَ أحبّكِ حتى لو مزّقوني
ومهما أعطوا لقلبي الآمانَ
سأقتلعُ نبضي
سأفجّرُ روحي
وأخنقُ قصيدتي إلى الأبدِ. *
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول