بنسمات البوح تعانقت أرواحنا:
بنسمات البوح تعانقت أرواحنا
وتدفقت أنغام القصيدة من معينك الرقراق
شاعريتك كالقلائد والخواتم
زينت قلبي بالفرح والأمل
حروفك القوادم تزرع الحب
في خاطري
وتحفر اسمك في ذاكرتي
كأيقونة قدسية
كما تمتطي خيال الأديب
صهوة المشاعر
تتجول قريحتك على سطور القصيد
وتصوغ من دموع الشوق
جواهر كلمات
لأضعها على جبيني كتاج الأميرة
فأنت من دعتني إلى أجمل وليمة
وجعلت من لغة الشعر عين
الحقيقة الجلية
في عالمك الرومانسي أستظل
بظلال الخيال
وأرتوي من نبع الجمال الذي
تسكبه حروفك
فأنت قمر أنار سمائي وأكسير روحي
نسائم همسك العليل تهب
من ديارك البعيدة
تقرع أوتار قلبي بإيقاع موسيقى الشعر
وترسم أجمل لوحات
القصيدة في خاطري
بحروفك سكبت على قلبي الأنجم
فأضحى موشحا بالجواهر والغرر
أشرقت شمس الحب من مطلع كلماتك
فأضاءت دروب الروح بأنوار المنى
تنساب أنغام الغزل من بين شفاهك
لتنعش الروح بأريج الإلهام
نظراتك الساحرة تنثر
السحر على القلوب
فتجعلها تتيه بين الأحلام
عذوبة الأفكار التي تنبع من قريحتك
تسكب على الأرواح حلاوة البيان
لوعة الشوق تسري بين طيات كلماتك
فتشعل في قلبي نار الحنين العذاب
لا أرى للحياة معنى
إلا في ظلال خيالك
ولا أجد للسعادة سبيلا سواك
فأنت روح وجداني وأنست وحشتي
وبك أحيا وبك أشقى وبك أنعم
تملأ عيناك روحي بأنوار السعادة
وتزرع في قلبي بذور الحب الخالد
نبض قلبي يرنو إليك في كل لحظة
وأنت الهوى الذي ملأ كل أوصالي
أنت الربيع الذي يزهر في روضة قلبي
وأنت الشمس التي تذيب ثلوج الوجد
سحر كلماتك يصهر
الأحاسيس في قالب
وبدونك تنوء روحي بثقل الأسى
في خفقات قلبي أرى انعكاس وجودك
وفي أنفاس روحي أشم عطرك السكر
أنت الينبوع الذي يروي ظمأ شغفي
وأنت الغيث الذي
ينعش أرض مشاعري
لولاك لما كان للحياة طعم أو معنى
ولما تفتحت براعم الحب في قلبي
أنت الربيع الخالد في روضة قلبي
وأنت الأمل الذي يرفرف على أحلامي
لولاك لما كان للكون معنى أو جمال
ولما كان للوجود طعم أو لذة
أنت الوجد الذي
يكسو روحي بالسكينة
وأنت الشوق الذي يمأل أعماق نفسي
في كل نبضة قلب أرى اسمك محفورا
وفي كل همسة شفة
أشم عطرك الفواح
أنت الحياة التي أسكن بين أضلعها
وأنت النفس الدي يسري
في مجرى دمي
لقد أسرت روحي بأسر الحب الأبدي
وأصبحت أنت الكل في كل شيء لي
أنت الجمال الذي يسكن
في أعماق نفسي
وأنت الكمال الذي تخجل منه الملائكة
كأنما خلقت لتكون ملاذي ومأوى
وسندي الوحيد في هذا الكون الفاني
أنت الربيع الخالد في روضة قلبي
وأنت الينبوع الذي يروي ظمأ روحي
أنا نسمة الصبح التي تُبشر بقدومك
وأنا شمس الظهيرة
التي تسطع بجمالك
أنا الليل الحالك الذي يتوق لبدر وجهك
وأنا النهار المشرق الذي يفيض بنورك
أنا البحر الهائج الذي
يتمرغ في أمواجك
وأنا الجبل الشامخ الذي
يشتاق لقممك
أنا الوادي الخصيب المكلل بأزهارك
وأنا الصحراء الجرداء التي تنبت بك
أنا النسر الجريء الذي
يحلق في سمائك
وأنا الأرنب المرتعد الذي
يختبئ في ظلك
أنا الوردة الناضرة التي تشتهي نسماتك
وأنا الشمعة المضيئة
التي تشتعل بلهيبك
أنا الطفل الرضيع الذي
يرتضع من ثدييك
وأنا الشيخ العجوز الذي
يرتوي من نبعك
أنت الكل في كل شيء بالنسبة لي
أنت الحياة والموت والبداية والنهاية
أنت الحلم الذي أرنو إليه بكل شوق
وأنت الحقيقة التي أبحر
في بحرها بلا كلل
أنت الأرض التي أستقر
فوقها بطمأنينة
وأنت السماء التي أرتفع إليها بكل سمو
لن أنساك أبدًا يا من ملكت
قلبي وروحي
فأنت الملاذ الوحيد لي في هذا الوجود
حبك نار محتدمة في قلبي
تُضيء دروبي وتُذيب جليدي
غرامك سم قاتل وشفاء دوائي
مرض أسكنته في روحي وعلاجي
اشتياقي إليك كالنهر الجاري
يجرفني بلا هوادة إلى بحرك
وفائي لك كالشمس في سمائي
لن تغيب عني ولن تحجب نورك
لست إلا أنت في هذا الكون كله
أنت الذي أجد فيه كل ما أريد
بحبك انطفأت شعلة الحياة
وانطلقت روحي إليك منطلقة
أنا لك وأنت لي في كل الأحوال
لا أبالي بما يحدث في الخارج
فأنت القلب الذي يخفق في صدري
وأنت النفس التي تسري في جسدي
د. الشريف حسن ذياب الخطيب