طقوس العيد عبر ٱلة الزمن
مقالات فيها نظر والتأمل فيها بصيرة،هزمنا الأعاصير الخريفية منذ سالف الزمان،والتقويم السلوقي طوت فيه أحفورات الطبقات لينبت الشوق غصنا غصن من مربع سجايا الأضلاع،لنرسم صورة جميلة لطقوس العيد بملامح الربيع ،تستحق التأمل فيها بتوأم الطريقة ،،،
تجسد فينا الموروثات الثقافية الهوية الوطنية،والمشروع الفلسطيني الحضاري الذي يوصل الماضي بالحاضر التي تعبر عن الوجدان السنور في ذاكرة التاريخ.
العيد له نكهة خاصة تنثر الحب والأماني بلياليه السامرية على الناي الأخضر في محارة كنعان ،عنقاء فلسطين مرجاسه يطيب ليجدد الأمل فينا
كما قالت أم كلثوم
(أنستينا وجددت الأمل فينا)
برغم التغيرات الاستثنائية لتي طرأت على واقعنا هناك عادات وتقاليد وطقوس عيدية لم تبددها البيداء.
مع تباشير الصباح،الصادح بالتكبيرات والتهليلات
بالمديح والأذكار،، والخماسات الحمراء،وطيب شذا الغاريات تنقح العناب على شرفات صندوق الحكاوي،،لتسجل الموسوعة الفلسطينية الرقم القياسي العالمي على بوابة جينتس في أصل الحكاية.
من المعتقدات التراثية الغريبة قديما
١-تشاؤم الزواج مابين العيدين،وهذا لا أصل له في الشرع،ومستحب عند بعض العلماء ،لما روي عن زواج عائشة رضي الله عنها في شهر شوال ،اي بين العيدين
وهل هناك امرأة قط أسعد منها على وجه الأرض.
٢- عدم استخدام الملابس و الأواني القديمة للضيافة
حفاظا على الأناقة والجمال،وطرد الأرواح الشريرة من المكان،جاء متطابقا مع فلسفة علم الطاقة الصيني المعروف ب ( الفينج شوي)
ومعناه الحرفي( الريح والماء )التي تدل على التناغم مع المحيط الذي نعيش فيه.
٣- طلاء الجدران وواجهة المنازل بالألوان الهادئة كالأبيض والفيروزي الأخضر الهادي المزرق،والازرق السماوي،لإضفاء جو الأناقة والجمال والبهاء في المكان،ومن خلال الأبحاث والدراسات في علم سيكولوجية الألوان تبين مدى التأثير النفسي القوي على سلوك الأفراد والمشاعر والمزاج،فاللون الأخضر ذو دلالة في تهدئة النفوس ،والشعور بالراحة والأمان والإتزان.
٤-البخور وتعطير الأماكن بزهرة نيسان وتهويتها فترة الإشراق،وسدل الستائر قبل الغروب,من وصايا مملكة شهرزاد ،،التي فكت شفرتها العلوم الروحانية لطرد السقم والشر وجلب الحبيب بعد طول إنتظار.
العيد له أهمية روحية ذات عمق ديني يكرس مفهوم العطاء والتراحم مما يقوي أواصر الروابط الإنسانية والإجتماعية،ونشر الاخاء والسلام والتسامح ونبذ العنف والكراهية.
من العادات الشعبية الحاضرة
زيارة صلة الأرحام لتقديم العيدية والهدايا وتوزيع الأضاحي والجيران لتبادل التهاني والتبريكات ،كذلك زيارة المقابر، وذوي أهالي الشهداء والجرحى و الأسرى ،تضامنا مع دوحة الوفاء، لإحياء القضية التي لم تكتمل فصولها ، فسلام منا على أرواحهم الطاهرة.
ومن المظاهر التقليدية المستحدثة إحياء التكبيرات والتهليل المسنونة في الأماكن العامة،وتوزيع الحلوى والأضاحي على العائلات المعوزة ورواد المساجد .
ومن أبرز طقوس العيد التي رسخت في القلوب ،وتعتبر شاهدا على مٱثر التاريخ
لبس الملابس التراثية،كالكوفية ،واللفحات المطرزة يدوي بجميع الألوان، والكثير من كلاسيكيات الاكسسوارات المزخرفة بالتطريز الفلاحي كصواني الضيافة،وشراشف الطاولات والعديد من الأغراض.
فالثوب الفلسطيني عمره ٣٠٠٠ سنة، لكل مدينة حكاية تربطها بغصن الزيتون المطرز على الصدر والجوانب، تجمع بين الحداثة والأصالة تربطنا بثالوث ٱذار أم الأعياد
ومن الموروثات الشعبية الفلوروكية
وضع الأعلام على الطاولات ،و تزيين الشوارع والمحلات بالأعلام والزينة المزركشة وكذلك بالأحياء القديمة.
وأيضا تناول الأغلبية العظمى من أهل القطاع، الفسيخ والرنجة على مائدة الفطور الذي لا يعادله طبق أخر،والتمسك بكعك القدس في باحاته والأقلية على الكبد ولحم الأضحية،وشتان ما بينهما،والفتة واللحمة على الغذاء برقائق التنور من العجائز النجيبات.
وتجهيز الكعك والحلويات بشتى الألوان، المغموسة بالعسل الأبيض وماء الورد.
والحنة في الطب النبوي ،تعد جزءا من هويتنا الثقافية المنقوشة على مر التاريخ ،فهي من الوسائل الطبيعية التجميلية العالمية المسنونة ، تفضلها الفتيات بنقشات كثيرة منها المغربي،والبحريني والسوداني والهندي والتونسية والإماراتي كلا حسب رغبتها، فضلا عن استخدام الصبغات والكيراتين التي تضفي لها الأناقة والجمال في صالونات التجميل التي تعد جزءا لا يتجزأ من فرحة العيد.
حكاوي كثيرة ما بين شغف وبيان تنبت الأقدار كعنقود الياسمين من ندى الأيام ،،
لتصل بنا المحطة على الوجه الٱخر للقمر
مع حكاوي شهرزاد
والسنديانة الفلسطينية
لها ملامحها الخاصة بالعيد ،من سماتها تكريس التراث وتحقيق الذات ،والنهوض بالمشروع الحضاري.
الكاتبة والأديبة / ا. عايدة محمد الكحلوت
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق