==========
من إدلبِ الأحرارِ كانَت قلعةٌ
ضمَّت جميعَ شرائحِ الأحرارِ
حضنَت جميعَ القادمينَ كأُمِّهم
فغدَت بحقٍّ منبعَ الثوّارِ
منها تتابعَت الفتوحُ لِجلَّقٍ
فكأنّها في الجودِ كالأنصارِ
وتقاسَمَت سُبُلَ الحياةِ معَ الأُلى
خرجوا وأعطَت مُطلقَ الإيثارِ
هيَ أمُّ ثورتِنا وَ عِزُّ رجالِها
هيَ معقلٌ للسادةِ الأخيارِ
منها البدايةُ والنهايةُ والعلا
هيَ( ردعُ عدوانٍ) معَ الإصرارِ
ماذا نحدِّثُ عن جرائمِ أُسرةٍ
حكمَت بلادَ الشامِ بالأخطارِ؟
كتمَت على أنفاسِ شعبٍ طيِّبٍ
بالسجنِ والتعذيبِ دونَ قرار
كم من مجازرَ نفَّذَتها في الورى
بمذابحِ (الكيماوِ) والأقذارِ
كمحاكمِ التفتيشِ تذبحُ أمّةً
(صِدنايا) تشهدُ منطقَ الخَمَّارِ
كم من براميلٍ تُساقُ لتنتهي
أصواتُ أحرارٍ بموجةِ نارِ
والصوتُ مُعتَقَلٌ لمنعِ ظهورِهِ
والسجنُ مقبرةٌ بغيرِ دثارِ
صوتُ الحقيقةِ قد تحرَّرَ وانتهى
زمنُ الطغاةِ بثورةِ الإعصارِ
يا شامُ حقُّكِ أن تكوني حُرّةً
وعلى جبينِكِ هالةٌ من غارِ
حملَ المجاهدُ روحَهُ من أجلِها
ومضى ليأخذَ للهدى بالثارِ
فإذا حصونُ طُغاتِها مدكوكةٌ
وإذا الجُناةُ قوافلٌ بِفرارِ
في(حمصَ) في(حلبٍ) وفي (أطرافِها)
في(الشامِ) في(أمِّ الفِدا) في(قارِ)
في كلِّ أنحاءِ البلادِ سعادةٌ
راياتُ نصرٍ، نظرةُ استبشارِ
راياتُ عِزِّ تحتمي بسباعِها
آسادُ ميدانٍ كَحُلمِ(نزارِ)
أقراحُ نصرٍقد أعادَت (خندقاً)
وأعادَتِ (اليرموكَ) لِلنُّظَّارِ
هذا هو الإسلامُ يُرجعُ مجدَنا
بتراحُمٍ ، بشريعةِ الجبَّارِ
ستعودُ (سُوريةُ) الإباءِ كعهدِها
محميّةً بجهودِ أهلِ الدارِ
ما عادَتِ الطرقاتُ تشكو حاجزاً
فالكلُّ أهلٌ حافظٌ لِجِوارِ
لا ظلمَ يغتالُ الرؤى في أرضِنا
لا سجنَ يقمعُ روعةَ الأنوارِ
ستكونُ(سوريةُ) البسيطةَ كلَّها
وتضمُّ أطيافاً من الأقمارِ
أبناؤها الشرفاءُ سادةُ عِزِّها
والطامعونَ لخارجِ الأسوارِ
هذي الش آمُ و للمآذنِ عزُّها
وترابُها أصلٌ لكلِّ فخارِ
كم من سفيهٍ مُخبِرٍ عن أهلِها
بالشرِّ ، ساقَ الموتَ للأبرارِ
باعَ المروءةَ واستباحَ مُحرَّماً
فإذا الرِّقابُ بعُهدَةِ الجزَّارِ
كم أودعوا الأخرارَ سجناً مُظلماً
كم صيغَ(تقريرٌ لذبحِ (هزارِ)
ماتَت حمائمُنا بنقصِ عقولِهم
وعيونِ جاسوسٍطغى بمَدارِ
(شبّيحةُ) الإجرامِ في موروثِها
حقدٌ دفينٌ في هشيمِ دثارِ
كم ذبَّحوا إخوانَهم ونفوسَهُم
. و تشرذموا في غتلبِ الأقطارِ
واليومَ ينتظرُ الجريحُ رجوعَهم
ليرَوا جزاءهُمُ بغُربةِ دارِ
فالثكلُ والتهجيرُ والدُّورُ التي
سُرِقَت تريدُ العدلَ في الأشرارِ
ستعودُ شامُ الياسمينِ وعطرُها
وبنا ستعلو قامةُ الأزهارِ
وستنبري كلُّ السواعدِ للبِنا
بيدِ الرجالِ إعادةُ الإعمارِ
==================
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق