الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :
مَا قَبْلَ الكَلَام .
صِحْتُ حَرْفًا أَوَلَ فِي صَمْتِيَ الأَخِيْر ...
فَمَا هَمَسَ و لَم يَسْمَعُنِيَ الكَثِيْر ...
كَانَ صُرَاخُ الغَدِ الآتِي يَشُقُ المَدَى ،
و يُفْرِغُ الغَمَامَ مِنَ النَدَى ،
و قَد ذَاعَ البِدَايَةَ و الخِتَامَ عَبْرَ الأَثِيْر ...
و الأَرضُ تَتَفَتَقُ سَنَابِلًا لِلجِيَاعِ عَن قَمْحٍ وَفِيْر ...
و البَصِيْرَةُ نَامَت و نَامَ المُبْصِرُ يَعْزِفُ كَابُوسِيَ صَوتَ الشَخِيْر ...
و الأَصَمُّ سَمِعَ بُكَاءَ طُفُولَتِيَ خَوفًا مِن مَصْلٍ جَدِيْدٍ ،
شَهِدَهُ يَتَجَدَدُ بَصَرًا ضَرِيْر ...
و الأَمْوَالُ تَبَخَرَت ؛ هِيَ تَخَفَفَت مِن أَرْصِدَةِ مَعْدِنِهَا الفَقِيْر ...
و الوُرُودُ لَا تُهْدَى و لَا تُشْرَى و لَا تُبَاعُ ،
إِلَّا ( أُونلَايْنَ ) و دُونَ رَائِحَةِ التُرَابِ المُبَلَّل و بِلَا عَبِيْر ...
و مَجْرَى النَهْرِ جَفَّ مِن قُضْبَانِ القَصَبِ و صَوتِ الخَرِيْر ...
و أَمْوَاجُ المُحِيْطِ تَعْلُو بِأَسْرَابِ الأَسْمَاكِ التِي مَاتَت مِن صَوتِ الهَدِيْر ...
و الرِيْحُ فَوقَ رُؤوسِنَا لَا تُقَاطِعُ هُدُوئَهَا أَجْنِحَةُ العَصَافِيْر ...
إِلَّا بَعْضَ الضَبَابِ الغَرِيْبِ و جُوعَ النُسُور ...
و فَقَدَ بُوصَلَتَهُ شَيْخُ العُقُولِ الصَبَور ...
بَعْدَ أَن مَرَّ مِن طَهْرَانَ مُتَجِهًا غَرْبًا طَرِيْقُ الحَرِيْر ...
و فِي بِضْعِ سِنِيْنَ ضَاعَت مِن بَيْنِ أَيَادِيْنَا كُلُّ الشُهُور ...
و هَرَبَت أَيَامُنَا مِن خِصَامِنِا المَجْهُولِ المَصِيْر .
سامي يعقوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق