الأحد، 3 يوليو 2022

صيد الفينيق طائر العنقاء بقلم حمدان حمودة الوصيف

 صيد "الفينيق" (طائِرُ العنْقَاءِ).


إِنِّي خَرَجْتُ لِصَيْدِ طَيْرِ "الفَيْنِقِ"  

 فِي يَـوْمِ صَيْفٍ حَـرُّهُ لَمْ يُسْبَـقِ

"غَرْغَرْتُ(1)" فِي أَتُّونِـهِ لَـمْ يُثْـنِنِي    

 عَنْ وَاجِبِ التَّشْجِيعِ أَيُّ مُسَوَّقِ

هَـجَّرْتُ، والأَرْتَالُ نَارٌ تَصْطَلِي    

وأَنَـا مِـثَـالُ الـشَّـاعِـرِ الــمُـتَـأَنِّـقِ.

لَـمْ يُـثْـبِطِ الإِصْـرَارَ حَرٌّ لَافِـحٌ     

 أَوْ سَطْوَةُ العَرَقِ الغَزٍيرِ الـمُهْرَقِ.

ووَضْعْتُ "دِيوَانِي" بِظَرْفٍ فَاخِرٍ   

وصَقَلْتُ صَوْتِي بِالعَصِيرِ المُعْتَقِ

دَارُ الشَّبَابِ بـ"بُوسَعِيدَ"(2) لِقَاؤُنَا   

 نِعْمَ الـجَمَـالُ وطَابَ حُسْنُ المَرْفِقِ.

مِنْ بَعْدِ بَـحْثٍ طَالَ عَنْ عُنْوَانِـهِ   

 ولُـغُـوبُ رِيقٍ لِلْحُشَاشَةِ مُحْرِقِ

وُفِّـقْتُ، بَعْدَ العَوْنِ فِي إِيـجَادِهِ   

 واللهُ نِـعْمِي، دَائِـمًـا، ومُوَفِّـقِي.

بَـدَأَ اللِّــقَــــاءُ، وقَدْ تَـحَلَّـى جَـوُّهُ  

 بِالصِّدْقِ يَبْدُو فِي الكِعَامِ(3) المُلْصَقِ

وتَتَـالَتِ الأَشْعَــارُ، تَــتْـرَى نُــوِّعَتْ  

 مَا بَــيْـنَ كُـلِّ مُـغَـرِّبٍ ومُـشَـرِّقِ.

ولَـئِـنْ تَبَايَـنَـتِ النُّــصُوصُ بِـنَـايَةً   

 فَالـفَـنُّ قَاسِـمُـهَـا البَدِيعُ الـمُرْتَقِي.

وأَنَـا أُتَـــابِـعُ كُـلَّ مُــلْـقٍ، مَـادِحًـا    

 ومُصَفِّقًا، حِينًا، وغَـيْـرُ مُصَفِّـقِ.

وذَكَرْتُ "للسِّتِّ"(4) بِأَنِّي ضَيْفُهَا    

 قَدْ زُرْتُ نَادِيـهَـا البَدِيعِ الـمُورِقِ

فَتَشَـرَّفَتْ بِـحُـضُورِ شَيْخٍ قَاصِدٍ   

 دَارَ الشَّبَابِ، بِـهَـبَّـةِ الـمُسْتَوثَقِ.

حَتَّى انْتَهَى الإِلْقَاءُ، أَنْهَتْ "بَسْمَةٌ"

 مِيعَادَهَا. قَــدْ كُنْتُ ذَيَّاكَ الشَّقِي.

وخَرَجْتُ مِنْ دَارِ الشَّبَابِ مُقَهْقِهًا  

 مِن حَظِّ صَيْدِ اليَوْمِ، غَيْرَ مُوَفَّقِ.

ولَقَدْ خَسِرْتُ صَلَاةَ عَصْرِي حَاضِرًا  

 أَيْضًا، صَلَاةَ الظُّلْمَتَيْنِ، أَنَا التَّقِي؟.


هَذِي حِكَايَةُ صَيْـدُ يَوْمِي، يَا لَهَـا   

 مِنْ قِصَّةٍ، تُرْوَى لِكُلِّ مُـصَـدِّقِ.

وأَكَلْتُ "زُمْبَا"(5) قَدْ تُؤَرَّخُ "هَا.. هَـ..هَا"  

 وثَّـقْـتُـهَا فِي ذَا القَــصِــيـدِ الشَّيِّــقِ.


يَا ذَاهِـبًا مِنْ غَيْـرِ دَعْـوَةِ ضَـائِـفٍ    

 هَذَا اخْـتِـيَـارٌ، مِنْـكَ، غَيْرُ مُوَفَّـقِ

فَاحْفِظْ لِشَخْصِكَ، فِي الأَنَامِ مَكَانَةً   

 لَا تَــرْكبِ الأَوْهَــامَ. بَلْ وتَرَفَّقِ...

"غَرْغَرْتُ(1)": خرجت في أقصى حرارة الطّقس.

بُوسَعِيدَ"(2): قرية سياحيّة جميلة على هضبة مطلّة على البحر.

الكِعَامِ(3): والمُكاعمة: تقبيل الرّجل للرّجل والمرأة للمرأة.

للسِّتِّ"(4): مديرة النّادي.

"زُمْبَا"(5): مَقْلَبٌ.


حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لمن تنادي بقلم عادل العبيدي

لمن تنادي —————————- شظايا زجاج تناثرت  على أوراقي أوحى إلي درر تضيء كلماتي  أم شفرات حقد مزقت أشعاري لم أر غير ألوان الغبار ولم أسمع غير صو...