الأحد، 3 يوليو 2022

عجلة الحظ بقلم عطر محمد لطفي

 عجلة الحظ


هذا يحمد الله على ما لديه رغم أنه لا يملك الكثير وذاك يندب حظه رغم أنه لا ينقصه شيء، يا له من تناقض ؟!!!. 

أولم يعلم أن الحظ يتغير كتغير الليل والنهار، ربما هذا يصبح محظوظا وذاك يميل حظه من أسوأ للأسوأ.

نجد البعض ينظر لبعض ويحسده لأنه محظوظ في أمور ولا أحد ينظر إلى ما لديه من نعم سوى الراضين بما قسمه الله لهم فهم قانعون بما لديهم، هذا واقعنا للأسف .

لم أره يوما يفكر في حظه بل بالعكس يقوم بكل ما عليه من واجبات ولا ينتظر ما سيأتيه الغد رغم أنه بالكاد يملك قوت يومه فهو يعلم أن الذي خلقه لن يضيعه، أما جاره فيعمل ليل نهار ودائما يتمتم بكلمات غير مفهومة وغضبه لا يفارقه، غير راض عن وضعه الحالي رغم ما لديه من أمور الدنيا وبزخها يريد المزيد ويقول أن لا حظ له في هذه الحياة سوى التعب والشقاء .

الفارق شاسع بين الجارين، هذا قنوع يعمل بما يمليه عليه ضميره بكل سكينة وطمأنينة وقد جعل إيمانه بالله نصب عينيه خير دليل لطريقه، أما ذاك طامع في تغيير حظه للأحسن مما عنده فيتمنى دوما زيادة في عدد الاطيان والأموال والخيرات ويسارع في توفير أكبر قدر ممكن من الذهب والنقود ولا يسأل عن أقربائه او حتى عن جاره هل ينام وهو شبعان أم لا.

الحياة مليئة بالتناقضات وهذا طبيعي في هذا العالم، المهم أن لا يأتي عليك يوم أيها القارئ لكلماتي وتقول: أنا حظي أتعس حظ ولا أحد مثلي ، تذكر أنك محظوظ فقط لأن الله خلقك مسلم توحده وأنت تعلم جيدا لا أحد يبقى في نار جهنم نطق لسانه بالشهادتين وصدق بها قلبه " لا إله إلا الله محمد رسول الله" أنظر إلى ما ليس عند غيرك وهو عندك واحمد الله على ذلك، فمن اليوم لا تكثر الشكوى واللوم فحظك بين يدي خالق الكون فيالك من محظوظ.


بقلم الأديبة عطر محمد لطفي 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لمن تنادي بقلم عادل العبيدي

لمن تنادي —————————- شظايا زجاج تناثرت  على أوراقي أوحى إلي درر تضيء كلماتي  أم شفرات حقد مزقت أشعاري لم أر غير ألوان الغبار ولم أسمع غير صو...