الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

هذيانُ الاحتضارِ بقلم مصطفى الحاج حسين

* هذيانُ الاحتضارِ.. *

       أحاسيس : مصطفى الحاج حسين. 

تركتُ لكِ كلَّ الصَّباحاتِ
كلَّ المساءاتِ
كلَّ أوقاتِ الحياةِ
لم أُنقِصْ وردةً في حياتي
تركتُ لكِ كلَّ الورودِ
لم أحظَ بفرحةٍ واحدةٍ
تركتُ لكِ كلَّ الفرحِ
لمْ أقطفْ نَجمةً
لم ألمسْ نسمةً
لمْ أنفردْ مع بسمةٍ
تركتُ لكِ فضاءَ الأملٍ
وعشتُ وأنا أعمِّرُ لكِ قِلاعَ الخلودِ
قِممَ المجدِ
أسوارَ النَّضارةِ
حضارةَ العطرِ
خنوعَ القصائدِ
لم أُنْقصْ لكِ منَ الدُّنيا
مثقالَ قبلةٍ
أو بضعَ همسةٍ
أمواجَ البحرِ هي ذاتُها
عدِّدِيها وتأكَّدي
أنَّ عددَ رمالِ الشاطئِ
مازالَ على حالِهِ
الأشجارُ زادتْ وتضاعفَتِ
الأنوارُ ساطعةً لم تنطفئْ
الضّحكةُ لمْ أتعاطاها
اللمسةُ لمْ أقترفْها
أصابعي متلبِّدةٌ
تركتُ لكِ الهواءَ
الذي كان يجافيني
الخبزَ الذي أكلَ عظامي
الماءَ الذي تجرَّعَ عنفواني
الأرضَ التي ستنعمُ بجثماني
كلَّ ما فعلتُهُ بحياتي القصيرةِ
أنَّني أضفتُ لكوكبِنا
أبجديَّةَ العشَّاقِ
وقصائدَ منْ ندى .

           مصطفى الحاج حسين.
                    إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...