أنهى عم بدوي وزوجته زينب، بعد عمل عدة أيام متواصلة، آخر ما بقي من قمح غير محصود، وقاما بجمع أغماره تحسباً لدرسه ومن ثم حمل بعضه لتخزينه وبيع بعضه الآخر.
المحصول كان جيداً، فالسنة كانت ممطرة، عوضت الأهالي سنوات الجفاف والقحط، التي استمرت زهاء عقد من الزمن، تكبد فيها الفلاحين خسائر جمة. عم بدوي وحليلته هدهما التعب ونال منهما، فبمجرد انتهاءهما من عملهما، أو هكذا تراءى للرائون، وتناولهما لقيمات لسد رمقهما، انخرطا وبدون مقدمات، في نوم عميق. أثناء نومهما أخذت الأحلام تدغدغ مخيلتهما، لكنها لم تكن أحلام وردية، كانت كوابيس مزعجة.. رأى عم بدوي فيها أن بیدره، تعب ومشقة عام كامل.. رأه في الحلم (الكابوس) يحترق عن آخره.. استيقظ فزعاً والعرق يتصبب من جبينه، ما أن فتح عينيه ورأى بيدره شامخاً لم يمسسه سوء حتى عادت روحه إليه، وحمد الله كثيراً، وأثنى عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق