* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
المساء...
تحديدا بعد منتصف الليل
أعود من العمل
أعود مشيا "على الأقدام
فأنا لا أحب ركوب الحافلة
لأنه لا يوجد حافلة
أمشي في الطريق لوحدي
على بقايا رصيف بعثرته السنون
سنون عجاف
تقدر سبع سنوات
إلى الآن
وأعمدة الضوء لأتحمل
في أسلاكها سيل من الإلكترونات
فهي منطقة... كأنها أشباح
ممسك الجوال بيدي
أتصفح بعض الأيقونات
وعيني على الطريق تارة
وتارة على الجوال
والطريق ممتد وطويل
أتحاشى الاصطدام
ببعض الأشجار المتهالكة
تسقى فقط بمياه الأمطار
أمطار موسمية... ثم تعود للجفاف
تأتي سيارة بسرعة جنونية
كأنها فرت من إطلاق النار
أحس باصطدام الهواء في وجهي
يتبعه صوت العجلات
توقظني...
وأنا أسبح عميقا في بحر الخيال
من الأفكار
التي ابنيها على الحروف
لتصبح سورا من الكلمات
كالبنيان المرصوص
كيف أكتب الكلمة بلا حروف؟
أم كيف يصبح شعرا" بلا كلمات؟
محال... محال
لكن سلطان الشعر يرافقني
كصديق وفي
لا يتركني في كل الأوقات
ماذا أفعل لسلطان الشعر
إذا أتى... وهل بالأفكار
وغاص في أعماق شجوني
وتغلغل في روحي
أخاف أن أقع في فخ النسيان
تتراقص الحروف على الأنغام
لتكون الكلمات... لتعزف الألحان
على قيثارة،... والمزمار
يتوسطها العود مع رنين الأوتار
هنا... هنا...
أقف معى روحي
أفكر وأحدث نفسي
وأتمتم بكلمات كقارئة الفنجان
لأتذكر كتابا قرأته في تاريخ الأسلاف
وتنبئ على جسور الاحتمالات
كراصد الأنواء
ينبئ بهطول الأمطار
تحمله السحاب في السماء
أو سماء صحو
لا تنذر بهطول الأمطار
هكذا حال أفكاري
تتذبذب هنا وهناك
تتجاذب تارة... وتتبعثر تارة أخرى
وتهوي بي إلى قعر النسيان
قعر مكفهر وسحيق
لكني لا أستسلم أبدا
وأظل أقاوم... وأقاوم
لا أخرج من دائرة النسيان
وأمر من نافذة الضوء
لا أستجمع كل الأفكار
لابني بها قصور من القصائد
وعرش من الحوليات
عرش بلقيس العظيم
ابتنى فوق سد مأرب الكبير
يسقي جنتين عن يمين وشمال
هدية الغفار لأهلها
أكرمها الرب من السماء بلدة طيبة
لكن الآن لم يبق إلى الآثار
أعمدة تداعب سطحها الرمال
في وسط الصحراء
بين لهيب النهار...
في الليل يلوح البدركوجه حبيبتي ملاكا
شكراً جزيلاً واحترامي وتقديري لكم وحفظكم الله تعالى وبارك فيكم واسعد أيامكم كلها
ردحذف