الأحد، 13 أغسطس 2023

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة بقلم حسن المستيري

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة

                            (بحر البسيط)

أردتها مجاراة لقصيدة " لا يحمل الحقد من تعلو به الرّتب " لعنترة ابن شدّاد .

ضاعت نواميس أهل العلم و الخُطبِ
إذ عمّ في النّاس جهلٌ ضارب الطّنبِ

فالعلمُ حِكرٌ لِمَنْ فاضت خزائنه
و العلمُ داءٌ لمن للفقر مُنْتَسَبِ

يختالُ فينا سفيهٌ و الرّويبضة
بتّوا القضايا بلا لوم و لا شَجَبِ

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة
فالسّيف و الخيل و الخيّال في الكتبِ

جُرْنَا فما عاد بالمقامات يُعْتَرفُ
إنّا لعمري بلا وعي و لا أدبِ٠

لا شيخنا يُحْتذى يوما بحكمته
يهديكَ قصرا من الأوهام في السّحبِ

فضًّا غليظًا بلا دينٍ يقوّمه
و العدل قد تاه بين الظّلم و الكذبِ

قد ساد مَن ليست الأخلاق معدنه
بالحقد يعلو مقاما جار بالرُّتَبِ

الأرض ضجّت من البغضاء و الفتن
مادتْ وأخلاق خلق الله في عُجَبِ

فالحبّ ما عاد عُذريا كسالفه
حوراءُ باعت فتاها دونما سببِ

لا مهر تبغي و إن أُعْطَتْ بلا ثمنِ
لا مهر عبله بحُمْرِ النُّوق و الذّهبِ

بالوهم قادوا نواصينا بنوا العجم
والقوم فينا غثاءٌ هام باللعبِ

مالٌ و جنسٌ و أعراضٌ ستنتهكُ
صاغوا منصّات عهرٍ قيل بالحجبِ

العهر عرفٌ و إن غابت ملامحه
تُجْنى نقودٌ بلا كدٍّ و لا تعبِ

مِن لحمها كيف تقتات اللّئيمة أ
ما أرغموها و قد كانت بلا نسبِ

طوبى لعبس كرام النّسل من ذهبِ
سيلا إذا ماد ضوء الشّمس مُحْتَجَبِ

للأرضِ فجرٌ و إن أمسيتُ مُغتربَا
للقوم فخرٌ و للأجيالِ و العربِ

مِلْ جُلْ و سَلْ مَنْ نَهَلْ بَلْ مَنْ وَجَلْ لَمَعَ
حرفٍ كطرفٍ قَتَلْ عَدُّه كَالشُّهُبِ

ما ضِفْتُ بيتًا و لا حَرْفَانِ عنترة
حفظُ المقاماتِ نبلٌ ليس بِالعَطَبِ

بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الاشتياق بقلم أبو خيري العبادي

بقلمي.......الاشتياق هل تشتاق لها..؟ نعم وهل هي اليك تشاق ..؟ لا أظن أنها تشتاق أبقى طول ليلي حنينا اليها لاتطبق الاجفان لو كانت كما أعيش ال...