ضحكي كلّهُ مُزوَّر
كما كنت فارسية العيون
كنتِ سلافية النقاب
كاذبٌ هو الحجاب حين أخفى نحرك
كاذبٌ هو النقاب إذا أخفى ثغرك .
في وجهك شيءٌ لا اعرفهُ
في وجهك شيءٌ فوق ما اتصوَّر
أشتاق فيه بسمة الغائبين
احب اتساع المدى في عينيك
وأحنُّ كأنني طفلٌ لا يريد أن يكبر .
في وجهك شيءٌ لا أعرفه
شيءٌ يحدِّثني عن الضياع
في وجهك نورٌ وفي وجهي احتراق
في وجهك شمسٌ تتكوَّر .
أحاولُ ترجمةَعينيكِ
وكيف اتَّسَعَت لهذا الكون
فألتفُّ حول نفسي أحتضنها
وأنجِبُ مِنِّي ليلاً ومنك نهاراً
وجهي تناسَلت منه عيوني
وجسدي أذبله الإشتياق
وكان وجهك حيث كان
يبان من تحت البحر وعلى خد السماء
والشفتان تجلَّت زهراً وربيعاً
وأنا على لظى الشفاه لا أقدر.
كل شيء أراه بيدي نسيماً بارداً
وأغنية تشدو بغير صراخ
دموعٌ ولا دموعٌ
في ليلٍ ليس كالليل ونهار ليس كالنهار
تلمسني الريح
فينبت برعم الدم في حنجرتي
ويأتيني على غير موعدٍ صباح
حتى يشرق في عيني الضياء
فأغنِّيك وتُغَنِّيني موعداً وموطناً للجراح.
في وجهك شيءٌ لا أعرفه
وأرى فيه وجهي الذي ضاع
في وجهك شيءٌ أعرفه
أرى يباس روحي
وتساقط ايامي كأوراق الخريف
أجمعها والريح تُبعثرني .
المسألة عندي أن تبقي حاضرة
وتبقى الأماني ويبقى وجهك يتكرر.
أنا هكذا فتقبليني
دون محاولاتٍ بأن أُفَسَّر
هناك مليون حلم
فوق أهدابي يتكسَّر
أما على ضحكي
فضحكي كلّه مُزوَّر .
د. أنور مغنية 2023 08 2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق