الأربعاء، 6 مارس 2024

جياد بقلم سليم عبدالله بابللي

(( جياد )) 
بقلمي:سليم بابللي
 من البحر الكامل
===========
في كُلِّ ميدانٍ يُعَدُّ جيادُه
و لِكُلِّ ميدانٍ تُعَدُّ جيادُهُ

نيلُ المُرادِ يكونُ حينَ أوانِهِ
مِن بعدِ حينٍ قد يزولُ مُرادُهُ

كالسهمِ يمضي للطريدَةِ مُسرِعاً
إن زادَ أو إن قَلَّ خابَ نفادُهُ

سَلِمَ اليراعُ و زادَ في إشراقِهِ
إن كانَ حُرَّ الفِكرِ راعَ جوادُهُ

مِن جُذوةِ الإبداعِ قُدَّ قوامُهُ
بالصَّبرِ و الإقدامِ جاءَ مِدادُهُ

يبني و يَظهرُ للورى إِعجازُهُ
إن صَحَّ في دربٍ المُنى إعدادُهُ

روعُ الدِّيارِ و حُلمُها و حليمُها 
سنَدُ الزّمانِ و زَندُهُ و زِنادُهُ

في الليلِ تَسهرُ أنجمٌ يزهو بها
دربُ الحيارى و الهوى و سوادُهُ

و الفجرُ يُلقيها بأحضانِ الكرى
لِتسوقَ ليلاً حانَ فيهِ رُقادُهُ

بالنّورِ تُسحَرُ إن رأَتهُ فتختفي
أدراجَ ليلٍ ضاعَ فيهِ عمادُهُ

الدِّيكُ يَطربُ أَنْ تَخلَّصَ ليلَهُ
و تَرى يُفسَّرُ للضُّحى إِنشادُهُ

أو رُبَّما جاءَ الصِّياحُ لحينِهِ
و لكي يُقَلِّدَ نَهجَهُ أولادُهُ

و الطَّيرُ يُدرِكُ في غريزتهِ متى
تدعو الذهابَ أو الإيابَ بلادُهُ

و لَهُ مِنَ الأسرارِ أسرابٌ مَضت
دربَ الفَلآحِ بِرحلتيهِ يقادُهُ

نهجُ الفتى ما جالَ في خَلَجاتِهِ
و بدونِ جُهدٍ لا يطيبُ حصادُهُ

و تراهُ حينَ البأسِ يَشْتَمُّ المُنى
أيّانَ ريحٍ للمُنى تصطادُه

يمضي بشوقٍ لو بِشوكٍ نحوها
من سارَ شوكاً في هوى يعتادُهُ

يخبو الجَمالُ بوجهِ مُختالٍ بهِ
لونَ السّماجَةِ ما يرى أشهادُه

سَرَعانَ ما تُعطي الحقيقةُ سِرَّها
وَهَنَ المراتبِ تعتلي أمجادُهُ

شعبٌ تَرفَّعَ أو تدانى نهجُهُ
حَمَلَ الخصائِصَ فِطرةً أفرادُهُ 

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عشق وركوع بقلم صالح العبيدي

(( عشق وركوع )) لما أتيتك راجيا لم تسمعي ولذا ندمت حقيقة لتضرعي  قد كنتي معنى للقصائد كلها  يامن بأسمك كان بدأ المطلع لكنك لم ترعوي بمشاعري ...