الخميس، 7 مارس 2024

مَصِيرُ الكَونِ بقلم فؤاد زاديكى

مَصِيرُ الكَونِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

مضى عامانِ و الأعوامُ تجرِي ... تِبَاعًا في مَسَارِ الانقِضَاءِ

فَما مِنْ حَائِلٍ عَن ذَا، فهذا ... مصيرُ الكونِ دونَ الانتِهَاءِ

إذا حَكّمتَ روحَ العقلِ فَهْمًا ... و حاولتَ التّخَلِّي عَنْ هُرَاءِ

قُيُودٌ واكبَت بَحثًا، فقالَتْ: ... مصيرُ الكونِ يَمضِي لِلنِّهَائِي

أساطيرٌ و لاهوتٌ و فِقهٌ ... خِلافٌ لِانفِجَارٍ في فَضَاءِ

لهذا يغلُبُ القولَ اعتِقادٌ ... بأنّ الكونَ فِعلًا لانِهَائِي

مَجَرَّاتٌ و شكلُ الكونِ هذا ... و بُنيَانٌ سَيَبْقَى في بَقَاءِ

دَوَاعِي طاقةٍ منها ثَبَاتٌ ... بما في الأرضِ أو جوفِ السّمَاءِ

بِلا تأثيرِ تَقلِيصٍ و مَدٍّ ... و هذا كلُّهُ ضِمنَ احتِوَاءِ

متى سَلَّمْنا أمرَ الحكمِ دِينًا ... فَلَنْ يَبْقَى كَثيرٌ مِنْ عَزَاءِ

لأنّ العقلَ يَبقَى في خُضُوعٍ ... و ما مِنْ أمرِهِ مَبنَى رَجَاءِ

غَرِقنَا في رؤى المَرئِيِّ مِنهُ ... و غابَ البعضُ عَنْ مَرأىً لِرَائِي

بِمَا بينَ الزّمانِ و ما مكانٌ ... أشيءٌ خارِجٌ عن ذا الجِدَاءِ؟

هِيَ الأجسامُ أنواعٌ تَرَامَتْ ... بِفِزْيائِيَّةٍ في ما وَرَاءِ

يَظَلُّ العقلُ يجري نَحْوَ بَحثٍ ... و لا نَدرِي بِمَردُودِ العَطَاءِ

صِرَاعٌ قائِمٌ مُذ كانَ كَونٌ ... سَيَبْقَى قَائِمًا دُونَ انتِهَاءِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صلوات النبي بقلم عبدالرحيم العسال

صلوات النبي ( صلى الله عليه وسلم)  ========== وهممت أكتب حاجتي فوجدت أقلامي دنت والحرف مني سائر نحو السطور بلا عنت ووجدتها قد سطرت نورا تلأل...