السبت، 1 يونيو 2024

آخر المشوار بقلم أحمد محمد حشالفية

.......آخر المشوار.......

يقولون كبرت.!.وقد مر عليك الدهر
لما عرفوا مولدي وعدوا سنين العمر

ينظرون إلى البياض وقد كسا الشعر
والى انحناء بدا بي بعد تقوس الظهر

يضحكون لردة فعلي البطيء والمتأخر
ويتغامزون علي بالإشارات لقصور النظر

وأنظر إليهم متحسرا وأقدم لهم العذر
لأنهم نظروا شكلي ونسواما حواه الصدر

هم الشباب يحكمون على ما رآه البصر
وأن الأيام بالجوارح فينا لم تبقي ولم تذر

وأتنهد وأقول: أرقى ما بالحكمة الصبر
وأن الجسد مصيره حتما إلى حفرة القبر

وأن الروح لن تشيخ ولن يصيبها الكبر
مهما احتواها جسما مرت عليه الأيام الغبر

صحيح شاخت جوارحنا وأصابها الشذر
لكن همتها بالحياة طموحة كالشباب الغر 

نكبر لما نفقد عزيزا ويخطفه منا القدر
ونراجع صفحات الأيام وتغيب عن الذكر

نكبر لما نتذكر الماضي والضيق والعسر
وأن كل ثمين شقينا لأجله يتعرض للكسر

نكبر لما نرى مبادئنا وافكارنا طالها الهجر
وتضحياتنا في سبيلها محل الهزء والسخر

نكبر لما نناقش أبناءنا فيقولون الزهايمر
قد فعل فعله ويتغافلون ويعصون لنا الأمر

نكبر لما نرى البيوت مكتظة وملأها البشر
ونحن أغراب وحاضرون بلا حس ولاخبر

عندها نقول كبرنا حقا وقد مسنا الحظر
فمن فاته زمانه فلا يطمع في زمان الصغر

هي طريق مشيناها وقد كتبنا فيها سطر
عساه يكون صالحا لمن خلفنا كفعل الخير

دروس علمناها ومبادئ مقصدها الطهر
ونصائح وهبناها تفي عند حشرجة الصدر

احفاد صغار خلفنا حبهم كالجنان الزهر
أرواحنا تنتعش لمانناغيهم ونحس بالبشر

سلام الواعظين لكل من استهواه الشعر
أن يبتعد عن كل غواية فهي مدعاة للكفر

ودعاء للوالدين مقدما لهم الثناء والشكر
عسى أن يعوضني فراقهم بالعفاف والسترح

الأستاذ : أحمد محمد حشالفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

كان سرابا بقلم أحلام العفيف

"كان سرابا" ما ضلّ الهوى يوما وما كذب  إنّ المحبّ لا يسلو وإن غاب  هي أقدارنا كُتبت علينا  لقاء دون تخطيط  وفراق دون إرادة أو ارتق...