الجمعة، 25 أكتوبر 2024

نزيف الفؤاد بقلم عبد خلف حمادة

نزيف الفؤاد 
شعر:عبد خلف حمادة
:::::::::::::::::::::::::::::::
القلب مفطورٌ وفيهِ كلومُ
وتجيش في الصدر العليل همومُ
لفرط مالاقى الفؤاد من الأذى 
متهالكٌ قد يعتريهِ وجومُ
و مهجةٍ بالعطب أمسى جلها
فترى المنايا بالسرير تحومُ
ألمٌ بهِ النيران تسعر في الحشا 
فالجسم في ذاك العذاب يسومُ
لا يعلمُ الأوجاع إلا المبتلى 
فلاصديقٌ يرتجى ونديمُ   
قد جف ريق والشفاف تشققت 
والروح في بحر العذاب تعوم 
لو كان يوجد من يقوم بحملها 
لكان فضلاً_يا أُخَيَّ_عظيمُ
قلوبُ حائرةٌ وترجو نظرةً
نظراً_لعمركَ_بالوجوه تُديمُ
في يومِ كانت في المباهج طفلةً
والآن عن كل المباح تصومُ
جسدٌ تلوَّى من عظيم شكاتهِ
منبوذُ في في هذا المُقام مُلِيمُ
مُوْسَىً(أي:سكين) تُقَطِّعُ بالعروق حثيثةٌ
والربع مقفرُ والنصير عديمُ
غرقى ببحرٍ لا سواحلَ عندهُ
خطبٌ إذا قِيسَ البلاء جسيمُ
نأتِ السعادة عن مضارب ربعها 
كأنما الحزن المقيم غريمُ 
فليس في سوق الدواء شفاؤها
عجزَ الطبيبُ وكاهنٌ وعلوم
ما كان داءً كي نُؤَمِّلَ بُرْأَهُ
حتى ولا مسَّ السقيم رجيمُ(:شيطان)
فليس تشرق يا صويحبُ شمسها 
ما إن تبدتْ للعيانِ تغيمُ
عبثاً تحاول أن تداري سرها 
ماذاع للسرِّ الخفيِّ كتومُ
قد طال ليلٌ ليس يُعرف صبحه
وطال مُكثٌ للبلى وهمومُ
لكأنما حرسٌ تولَّى أمرهُ
شُدَّتْ بحبلِ للسماءِ نجومُ
نزف الفؤاد على الضلوع نجيعهُ
فالنصلُ غائر والمُصابُ أليمُ
حميَ الوطيس وأبرقت أسيافها وليس يُعرف في العراء خصيمُ
هذي المنايا قد بدتْ أنيابها 
والكلُّ عابسُ ماهناك بسيمُ
إن حلَّتِ الحربُ الزبونُ على الحمى 
ما مِيزَ فيها شائخُ وفَطِيْمُ(:مفطوم)
فهذهِ حربٌ وهذا عُرفها 
مَن فرَّ منها خاسرٌ و سخيمُ
مَن غير فتَّاح السماء مُؤَمَّلُ
ربٌّ إلهٌ ماجدٌ قيومُ
فلكم رُزئنا بالخطوب بدهرنا 
والدهر إن ضاق الخناق عجومُ
حتى هرعنا للئيم بحينا 
وهل يُرَجَّى في الحياة لئيمُ
ما نفعُ مَن كان العراق مقامهُ
و أنا بأرض الرقتين سقيمُ
ولطالما الأوصاب هدَّتْ قوتي 
كَبِدٌ عليها يا (أُخَيَّ)سُمومُ
عبثت بجلدي ثمَّ دقَّتْ أعظمي 
هيهاتَ تقوى في البلاء جسومُ
مزعاً تناثر لا سبيل لضمهِ
لكأنني المحمومُ و المجذومُ 
حتى اللسانُ عن المذاق معطلُ
فليس تُعرف نكهةٌ و طعومُ
حكيمُ أعلن عن مصابي عجزهُ
ولكم تحيَّر في المصاب حكيمُ
ذاب الفؤاد وليس يُرفع ضرَّهُ
إلا رؤوفٌ بالعباد كريمُ
فالجود خِلَّتُهُ تجاهَ عبيدهُ
قديرُ موصوفٌ بذاكَ قديمُ
أيوب أمضى في البلية مدةً
و قام من ذاك البلاء سليمُ
 فارفع لربِّ العرش سؤلكَ يافتى 
لو أحكمَ الكربُ الشديد هجومُ
هوَ قبلة المحتاج مفتاح الرجا
وَهُوَ المعولُ والمنى و رحيمُ    
يردُّ بالإحسان
سوءَ فعالنا 
فذاك جبَّار السماء حليمُ
بكل خافيةٍ يحيط على المدى 
وعلى العباد مهيمنٌ و عليمُ
لا تجزعنَّ من المصيبة إنها 
فاللهُ مُعْطٍ أجرها و كريمُ
ابْقَ سليمَ الصدر إنْ عمَّ البلا
قد فاز صدرٌ في المعاد سليمُ
وارفع يديكَ إلى المجيب بذلَّةٍ
إن جار في هذي الحياة غشوم
:::::::::::::::::::::::::::::::
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ما قيمة التاج و الشعب محتاج بقلم كريم كرية

ما قيمة التاج و الشعب محتاج ما قيمة العدل و فينا الحجاج ما قيمة البحر بلا ٱمواج ما قيمة البيت بلا زواج ما قيمة الديك بلا دجاج  ما قيمة خروف ...