_______________
في بداية المساء
أسألني: بعد ما رسم الله الجغرافيا
رسم الإنسان خرائط الحروب وحدَّد
عليها أمكنة تموضع المتاريس
وأمكنة قرع طبول الحرب
هل هي فكرة إنسانية أم شيطانية…؟
فكرة التاريخ اللامحائد واللا إنساني كيف جاءت…؟
أم هي فكرة شيطانية لاستمرار الصراع بين البشر,
قبل أن أتوه أشعلت سجارتي ونفثت دخانها في
الهواء وعدت أتأمل صمت الليل,
في فراغ المساء أسمع صراخ غياب طاعن
يخرج من حنجرة الصمت يعض الروح
بأسنان الحنين,
في شجن المساء مواعيد متعثرة في
مشجب الوقت تطعن القلب بخناجر الشوق,
في منتصف المساء تغيب البراءة وتحضر
الخطيئة تبحث عن نافذة خلفها شبق إمرأة
لتُسكِت جوع الرغبة,
في دروب المساء حزن بألوان مختلفة ولهفة
متوحشة ورغبة مسعورة
وحنين طويل طويل… بطول هذا الألم,
في امتداد المساء يفيض القلب بالتعب
ولازالت السعادة مُختفئة في سروال المستحيل,
في أواخر المساء أسئلة طويلة وشائكة ومعقدة
لا إجابات لها
وقبل أن ينبلج الفجر من وكر الظلام
تبقى حكاية المساء ورقة بيضاء ولغة طافحة
بالبلاغة وأنامل متعطشة للكتابة وذاكرة حبلى
متمردة عن الولادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق