عبد خلف حمَّادة
=================
وَ أتى إليَّ السُّكريُّ يقودهُ
ضغطٌ أصابَ القلبَ ثُّمَ شحومُ
جيشٌ من الأمراضُ يغزو ساحتي
لا سورَ يمنعهُ ولا داحومُ
(:مصيدة الثعالب والضِّباء)
حتى الكِلى هُزِمَتْ لديهِ دفوعُهُا
وكذا العيونُ سلاحها مهزومُ
فالجسمُ في مرمى الجميعِ كأنهُ
-لَعَمْرُكَ-الغربالُ فيهِ كلومُ
والشيبُ ساعٍ راكضٌ قُدَامها
إنَّ الهزيمةَ واقعٌ محتومُ
فالعمرُ إبَّان الشبابِ و صِحةٍ
كالبرقِ ولَّى كيفَ يا موهومُ
ماذا إذا الاثنانِ نحوكَ أقبلا
هَرَمٌ مع الأمراضِ ذاكَ جسيمُ
إني لنفسي أو لمثلكَ ناصحٌ
كيف البقا إنَّ الفناءَ قديمُ
فالموتُ لا تدري متى إتيانهُ
ولهُ رسائلُ إذ يجيءُ تحومُ
قد كانتْ الأمراضُ أولَ جندهِ
فيها كلامٌ واضحٌ مفهومُ
وإذا عجزتَ عن اكتناهِ مرادها
فبياضُ شعركَ يا أخيْ تقويمُ
فإذا أضعتَ الرأسمالَ فما بَقِيْ
إذ يذهبُ الثلثان كيفَ تدومُ
وَ لَكَمْ أصابَ القولَ صاحبُ حكمةً
للنقصِ من بعدِ التمامِ
قُدُوْمُ
ما نحنُ إلا كالجذوعِ إذا صَوَتْ
يسعى بها نحو اللظى قُدْوُمُ
=================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق