أرادَ الحاكمونََ لنا انْحلالا
لنبْقى في الفــسادِ لهُمْ مَجالا
فصاغوا مَهرجاناً للأغاني
كأنّ الفـــسقََ قدْ أمْسى حَلالا
ونادوْا في المنابرِ بانْفتاحٍ
به الإعــــلامُ ضــــلّلنا احْتيالا
وفي الوطنِ الحزينِ أُقيمَ عُرسٌ
به الشّبّانُ قد عَشِقوا الضّلالا
فهلْ حكّامُ أمّتنا اسْتُبيحوا
أم الأوهامُ أفْــــسَدتِ الخِصالا
أنا ما قلتُ قَولاً مُسترابا
ولا خُنْـــتُ اليراعَ ولا الكتابا
أقاومُ ما استطعتُ الحَــــيْفَ نظْماً
وبالألفاظِ أنتزِعُ النّقابا
ولي في أحْرُفي أملٌ كَبيرٌ
لأنّ سُطورَها تحْــوي الجوابا
تلاوتُها بها التّرتيلُ يَرقى
فيُنْــجِبُ في تفكّرنا الصّوابا
وإنْ يَك غالها نهْجٌ عَـــقيمٌ
فإنّ بيانَها اخْتــرَقَ السّـحابا
أحقٌّ أنّ نكْسَتنا تزيدُ
فبيّنْ أيّها النّاعي المُـــشيدُ
ومن يحمي حِمى المَوْروثِ أمْ مَنْْ
يجـدّدُ بالثّــقافةِ ما نُريدُ
أُصيبَ الفقـــهُ بالأَعْطابِ لمّا
تغلغلَ في تفــكُّرنا الوعيدُ
يُقالُ لنا غداً سنرى جديداً
فتأتي نحْــــــوَ لَمَّتِنا الوفودُ
وبعدَ غدٍ يُفاجِئُنا اعْوِجاجٌ
بِمالِ الشّعبِ تنْهَــبُهُ القرودُ
غرسْتُكِ في فؤادي يا بلادي
وحُبُّكِ قد تجسّد في انتقادي
أردْتك أنْ تكوني مثلَ أمّي
أبادلكِ المــــحبّةَ بالودادِ
وأكْرهُ أنْ أراكِ بلا مَصيرٍ
ولا أملٍ يقــــودُ إلى الرّشادِ
ولوْ طلبوا الفداءَ أتيتُ طوْعاً
وقلتُ لكِ افْتدَيتُكِ يا بلادي
فأنتِ حَبيبتي ومُنى حَــياتي
وأنتِ الأمُّ في عقْدِ ازْديادي
شُعوبُ البطْنِ يحْكُمُها الطّعامُ
بِشَرْعَنةٍ يُقنّــنُها النّظامُ
وما الحكّامُ إلاّ صُنْعُ شعْبٍ
ولولا الجُوعُ ما انبطحَ الأنامُ
ولستُ بتاركٍ قلمي وحِبْري
إلى أنْ يسْتجيبَ لنا السّلامُ
خذوا العهْدَ الأكيدَ طِوالَ عُمْري
بأنّي لنْ يُخَوّفَني اللّئامُ
سأبقى رافعاً علمَ التّحَدّي
وصَــحْوَةُ مَنْ تَيَقَّظَ لا تنامُ
بكتْ نَفْسي وحقَّ لها البكاءُ
وفي فصلِ الرّبيعِ أتّى الشّـتاءُ
أتصْحو يا أخيّ مَعي إذا ما
عُقولُ النّاسِِ جَمّدَها الغباءُ
فما نخْشاهُ هاجَمنا بِعُنْفٍ
وليسَ لِدمْعِ ذي حَــسبٍ شِفاءُ
تصدّعَتِ القرابةُ في بلادي
وهبّ البُغْــضُ فانْتَفَضَ الوباءُ
وَزغْردَتِ الرّذيلةُ ثمّ صاحتْ
ألا نامــوا فصَــحْوتُكُمْ هُراءُ
نُرَوَّضُ بالهَراوَةِ كالبغالِ
سواءٌ في الجــنوبِ أو الشّـمالِ
كأنّ القمْعَ للجَوْعى دواءٌ
يُعالِجُ مَنْ تمَـــــــرّدَ بالنّـــكالِ
وقد وصفوا لأُمّتِنا دواءً
سيَصْــلُحُ للنـسّاءِ وللرّجــالِ
لنُصبحَ في مَواطِننا رَقيقاً
نُطيعُ الأمرَ في لَحْـسِ النّـعالِ
ومن طلبَ التّحرّرَ ذاقَ بطْشاً
وَعُلّقَ في المَخافرِ بالحِـــبالِ
تَجَمّعَ حوْلَ عَوْرَتِنا الذّبابُ
وفي أوساطنا كـــثُـر الذّئابُ
نُعلّمَ نسْلنا شططاً وزوراً
وذلك في الحــيــاة هوَ الخرابُ
ونزعمُ أنّنا للخيْرِِ نسْعى
كأنّ النّاسَ للــعَـــــدْوى اسْتجابوا
وما التّحريرُ للإنسانِ سَهْلٌ
ولا الأوهامُ يقْبَــــلُـها الصّوابُ
ومنْ شاءتْ إرادتُهُ التّحدّي
سَتَحْنو عَبْرَ قدرَتِهِ الصّـــعابُ
شُعوبُ البطنِ توصَفُ بالحُثالهْ
وتُرْمى مِثْلما تُرْمى الزّبالهْ
شعوبُ البطنِ ليسَ لها انتظارٌ
وتلكَ طِباعُ من فقَدوا العدالهْ
قَطيعاً منْ بني الغوغاءِ تاهوا
فتاهَتْ في ضَلالَتِنا الأصالهْ
وَعَرْبدَتِ المَساوئُ في نُفوسٍ
وَساوِسُــها تجاوزتِ الضّلالهْ
فيا رحْمانُ بالتّغيـــــيرِ فرّجْ
فإنّ الشّعبَ أصْــــبحَ كالحُثالهْ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق