بِحبّ الخيرِ للإنْسانِ نَحْيا
لِذلكَ يَهْتدي مــن كان حيّا
نُغيّرُ بالمَحبّةِ كلّ شيئٍ
فَنُؤجَرُ بالعَـــــطاءِ وبالمَزايا
عليْنا أنْ نعودََ إلى طِباعٍ
تُطــــهّرُ باسْتِقامَتنا النّوايا
فَنَحْنُ اليوْمَ كالأقْزامِ صِرْنا
نُفكّرُ في الغَرامِ وفي الهَدايا
وَإنّ الحبَّ بينَ النّاسِ يفشو
فيسقي بالنّدى كلّ السّـــجايا
تُرَوِّضُنا بِقَسْوَتها الظُّروفُ
فَتبْكي منْ شَراسَتِها الحُروفُ
قَعَدْنا في الطّريقِ على رصيفٍ
تَعَطّلَ عِنْدَ هامِشِهِ الوُقوفُ
طوابير الرّقابِ تَزيدُ عدّاً
ونحْوَ الخَلْفِ تتّجِهُ الصُّـفوفُ
كأنّ الشّمْسَ قدْ سَقَطتْ بعيداً
فهبّتْ من مغارِبِها الحُـتوف
أتى فصْلُ الرّبيعِ بلا ثمارٍ
وفي الأشجار أضْربت القُطوفُ
فقدْنا في مشاعِرِنا القُلوبَ
وَفَضّلْنا التّخَـــــــفيَ والهُروبَ
نُراوِغُ كالثّعالبِ في زَمانٍ
بِهِ الأقْلامُ حَرّرتِ الشُّـــعوبَ
ونَحْنُ بما نُفَكِّرُ لسْتُ أدْري
كأنّ النّاسَ قَدْ فقدوا القُلــوبَ
تُحرّكُنا الغَرائِزُ كالضّواري
وَنَرْفُضُ أنْ نعودَ وأنْ نتوبَ
أَلِفْنا الغِشَّ والتّلفيقَ نَهْجاً
وأخْفيْنا المَساوئَ والعُيوبَ
متى الجَوْزاءُ في وَطني تُنيرُ
متى التّفكيرُ يَشْغَلُهُ المَصيرُ
أرَدْنا أنْ نقومَ فما اسْتَطَعْنا
ومنْ بعْدِ الشّــهيقِ أتى الزّفيرُ
وقال لنا المُـــعَلِّمُ ذاتَ يَوْمٍ
لَقدْ نَجحَ البَـــهائِمُ والحميرُ
فقُلْنا كيْفَ ينجحُ هؤلاءِ
فردّ مـــــــمازحا خَتَمَ الوزيرُ
فوا عَجباً لِمَنْ رقدوا قُروناً
وفي أفْواهِهِمْ سَكَنَ الشّخـيرُ
أُناديكمْ ولا أحداً يُجيبُ
كأنّ الضّادَ في وَطنــي غَريبُ
تَوَقّفتِ القِراءَةُ من زمانٍ
وشاعَ اللّغْوُ فانتشرَ النّحيـبُ
ألمْ ترَ كيْفَ طلّقنا لِسانٌ
بِهِ الفُصْحى يَفــوحُ بها اللّبيبُ
فقدْنا منْ حضارتِنا سِراجاً
به الفرْقانُ بَلّغَهُ الحَبيـــبُ
فصِرْنا في ثَقافَتِنا ضِباعاً
جَهالتُنا بها العَدْوى تُصــيبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق