الأحد، 12 يناير 2025

صِرَاعاتُنا معَ الحياةِ بقلم فؤاد زاديكى

صِرَاعاتُنا معَ الحياةِ

بقلم: فؤاد زاديكى

صِراعاتُ الحياةِ تُمثِّلُ مرآةً تَعكِسُ واقعَنا اليوميّ، بما فيهِ من تَحدِّياتٍ و أزماتٍ تفرِضُها الظُّروفُ المُحيطةُ بنا. إنَّ هذهِ التَّحدِّياتِ تَستوجِبُ مَنهجًا واضحًا في التَّعامُلِ معَها، فالحياةُ ليستْ دائمًا مَفروشَةً بورودِ السَّعادةِ و الهناءِ. عَلى الإنسانِ أنْ يَكونَ قويًّا، صابِرًا، و عازمًا على تخطِّي المَخاطرِ و الصِّعابِ مهما بَدَتْ مُستعصِيةً أو مُرهِقةً.

الحياةُ نِعمةٌ و هِبةٌ عَظيمةٌ، لكنَّها تَتطلَّبُ الكَثيرَ منَ الاجتهادِ و التَّخطيطِ لمُواجهةِ ما يُخبِّئُهُ القَدرُ لنا. إنَّ الصَّراعاتِ اليوميّةَ، سواءً في العَملِ أو العائلةِ أو حتّى في التَّعاملِ معَ أنفسِنا، تُعَدُّ درسًا هامًّا في النُّضجِ و تَحقيقِ التَّوازنِ النَّفسيِّ و الرُّوحيّ.

النَّجاحُ في مُواجهةِ الحياةِ يَكمُنُ في الإيمانِ بالذَّاتِ و الثِّقةِ في القُدراتِ الكامنةِ داخِلنا. لا يُمكِنُنا أنْ نَسمَحَ لليأسِ أو الخَوفِ أنْ يُحكِما قَبضتَهما علينا، لأنَّ الإرادةَ الصَّلبةَ هي السِّلاحُ الأقوى أمامَ كلِّ العَقباتِ.

عندما نَقبَلُ التَّحدّي و نُواصِلُ السَّيرَ رغمَ كُلِّ ما نُواجهُهُ من أزماتٍ، فإنَّنا نُحقِّقُ انتصاراتٍ صغيرةً تُعزِّزُ من ثِقتِنا بأنفُسِنا. و لنتذكَّر دائمًا أنَّ الصَّبرَ مفتاحُ الفَرَجِ.

تُشبِهُ الحياةُ نهرًا جارفًا يَحمِلُنا في تيّارِه، و على الإنسانِ أنْ يكونَ كالطَّائرِ الذي يَحلُمُ بالتّحليقِ فوقَ الصُّعوباتِ. إذا أَحبَبْنا الحياةَ و تَعلَّمْنا كيفَ نُحاربُ من أَجلِها، فإنَّنا سنُحوِّلُ الصِّعابَ إلى دُروسٍ تُعينُنا على النُّموِّ و التَّقدُّمِ.

لا تَخشَ من السُّقوطِ، فإنَّ الفَشلَ ليسَ عَدوًّا بل مُعلِّمٌ حكيمٌ. الحياةُ تُعلِّمُنا دائمًا أنَّ النَّجاحَ لا يُهدَى، بل يُنتَزعُ من بينِ أنيابِ العَثراتِ. كُن شُجاعًا، واجهْ أحلامَك، و تَذكَّرْ أنَّ الصَّراعاتِ ليستْ سوى مُفتاحِ بابِ النُّورِ الذي يَنتَظرُنا خلفَ المِحنِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...