بقلم: فؤاد زاديكى
صِراعاتُ الحياةِ تُمثِّلُ مرآةً تَعكِسُ واقعَنا اليوميّ، بما فيهِ من تَحدِّياتٍ و أزماتٍ تفرِضُها الظُّروفُ المُحيطةُ بنا. إنَّ هذهِ التَّحدِّياتِ تَستوجِبُ مَنهجًا واضحًا في التَّعامُلِ معَها، فالحياةُ ليستْ دائمًا مَفروشَةً بورودِ السَّعادةِ و الهناءِ. عَلى الإنسانِ أنْ يَكونَ قويًّا، صابِرًا، و عازمًا على تخطِّي المَخاطرِ و الصِّعابِ مهما بَدَتْ مُستعصِيةً أو مُرهِقةً.
الحياةُ نِعمةٌ و هِبةٌ عَظيمةٌ، لكنَّها تَتطلَّبُ الكَثيرَ منَ الاجتهادِ و التَّخطيطِ لمُواجهةِ ما يُخبِّئُهُ القَدرُ لنا. إنَّ الصَّراعاتِ اليوميّةَ، سواءً في العَملِ أو العائلةِ أو حتّى في التَّعاملِ معَ أنفسِنا، تُعَدُّ درسًا هامًّا في النُّضجِ و تَحقيقِ التَّوازنِ النَّفسيِّ و الرُّوحيّ.
النَّجاحُ في مُواجهةِ الحياةِ يَكمُنُ في الإيمانِ بالذَّاتِ و الثِّقةِ في القُدراتِ الكامنةِ داخِلنا. لا يُمكِنُنا أنْ نَسمَحَ لليأسِ أو الخَوفِ أنْ يُحكِما قَبضتَهما علينا، لأنَّ الإرادةَ الصَّلبةَ هي السِّلاحُ الأقوى أمامَ كلِّ العَقباتِ.
عندما نَقبَلُ التَّحدّي و نُواصِلُ السَّيرَ رغمَ كُلِّ ما نُواجهُهُ من أزماتٍ، فإنَّنا نُحقِّقُ انتصاراتٍ صغيرةً تُعزِّزُ من ثِقتِنا بأنفُسِنا. و لنتذكَّر دائمًا أنَّ الصَّبرَ مفتاحُ الفَرَجِ.
تُشبِهُ الحياةُ نهرًا جارفًا يَحمِلُنا في تيّارِه، و على الإنسانِ أنْ يكونَ كالطَّائرِ الذي يَحلُمُ بالتّحليقِ فوقَ الصُّعوباتِ. إذا أَحبَبْنا الحياةَ و تَعلَّمْنا كيفَ نُحاربُ من أَجلِها، فإنَّنا سنُحوِّلُ الصِّعابَ إلى دُروسٍ تُعينُنا على النُّموِّ و التَّقدُّمِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق