.. { محفوظ في الثانوية العامة }
وجد محفوظ الشغوف دائما بغيته ومتعته في عمله هذا الذي يراه بمثابة رحلة يومية لعالم السحر والسفر والحكي ، فعاش الكثير من الحكايات والمواقف ولكنه أيضا ارتكب بعض الأخطاء التي لم يسامح نفسه عليها :
_ هي دي شجرة الميلاد ؟
_ آه مسيو محفوظ ، أنت تراها أول مرة ؟
_ أول مرة فعلا ، وماهذه فيها
_ هذه أشياء للزينة تبعث على البهجة تعجب الأطفال
_ هتعملوا إيه بالشجرة دي في الليل اليوم ؟
_ بنحتفل سوا ، كلنا هنا نجتمع نشرب ونأكل ونرقص معا على الموسيقا
_ عمري ما شفت مثل هذا
_ ممكن مسيو محفوظ تأتي في الليل تحضر الاحتفال معنا
وكانت هذه أول ليلة رأس سنة يحضر فيها محفوظ احتفال الأجانب بعيد رأس السنة الميلادية ، كان هو العربي الوحيد الموجود بين كل هؤلاء الأجانب ، لايعرف الرقص ولايشرب الخمور وهم يتبادلون فيما بينهم كل شيء في جو هاديء جميل وكأنهم جميعا من عائلة واحدة أو حتى أسرة واحدة ، فجلس وحده صامتا مبهورا بما يعيشه ، حتى انطفأت الأنوار كلها في لحظة مفاجئة ساد الصمت فيها المكان كله إلا من دهشته ، فقط كان يلمح أطيافهم ، وحين عادت الأنوار مرة أخرى كان هو الوحيد الجالس ووحده ، في حين كانت الشفاه ماتزال عالقة ببعضها ، وهذا مازاد من اندهاشه ، والأغرب أنه صادف بهذا الحفل المرأة الفرنسية التي دخل بيتها وهو صغير بطلباتها من محل البقالة ، هو عرفها ولم تعرفه وربما لأنها لم تتوقع وجوده بهذا المكان في مثل هذه الليلة ، وعاد ليلتها محفوظ لبيته سيرا على الأقدام ترافقه دهشته وفرحته
وكانت من المفارقات التي عاشها محفوظ أن التقى باللاعب الأهلاوي الشهير { عبد العزيز عبد الشافي _ زيزو } ، وتذكر محفوظ كيف جاء ذات يوم من عدة سنوات إلى بيت زيزو الذي يشبه الفيلا أو القصر بحديقته الجميلة وبلكونة قديمة الطراز بدهانها البيج ، وجلس فيها مع زيزو وكان بصحبته قريبه صديق الشقاوة كالمعتاد وابن خالهم الكبير فتحي ، كان ثلاثتهم يرغبون في الانضمام عن طريقه للنادي الأهلي ، كان استقبال زيزو لهم يليق بمكانته وشهرته وأخلاقه الجميلة ، يومها اتفق مع الثلاثة على أن يلقاهم في الغد بالنادي ، وبالفعل ذهبوا ولكن فشلت المحاولة لأسباب خاصة بالنظام في النادي ، ولكنهم فازوا بالدخول للنادي الأهلي والالتقاء بلاعبي الفريق الأول وفي مقدمتهم الخطيب ومصطفى عبده ومصطفى يونس وحارس المرمى الفلسطيني الشهير مروان كنفاني
كان صديقه وزميله بالمدرسة محفوظ العزوزي قد التحق من بعده بنفس الفترة بنفس العمل ولكن بمنطقة سرايات المعادي التي يعشقها محفوظ كثيرا لجمالها ، وكان محفوظ صديقه هذا مبهورا بأنه يرى الممثل المشهور صلاح قابيل حيث يسكن بمنطقة توزيعه
ظل محفوظ وصديقه محفوظ الزغلولي يعملان ويدرسان حتى بدأ معسكر الثانوية العامة حيث أنهما بنفس المدرسة الخاصة بالسيدة زينب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق