الخميس، 9 يناير 2025

أراد أبرهة هدم الكعبة بقلم محمد ديناري

أراد أبرهة هدم الكعبة
حشد جيوشه و الفيل
و كانت رحلةً طويلةً صعبة
و عند مشارفِ مكّة
أناخ رحالهُ و ضُرِبت له خيمة
و زاد صياح الفيل عربدةً
أثارت في النفوس الخوفَ و الرّهبة
بعث الظلُومُ رسالة إنذارٍ لأشرافِ مكّة
فيها وعيدًا شديدةَ اللّهجة
إمّا هدمُ البيتِ بلا مقاومةٍ
و إمّا الموتُ الزّعاف بلا رحمة
تشاورَ القوم جميعًا بدارِ النّدوة
هل من مخرجٍ يا رجالُ من هذه المحنة
طأطئت الرؤوس و عمَّ الصّمتُ و الذِّلّة
و كيف لنا بحربِ طاغيةٍ
و نحنُ ضعافُ العُدّةِ و العتادِ ليس لنا قوّة
أعطى الظلُوم أوامره 
و قد بانت فضاضته
غابت عن عقلِهِ فضائل الحكمة
هلُمَّ إليَّ بأرزاقهم / إبلهم و أغنامهم
حذاري أن تأخذكم بهم شفقة
و كان عبد المطّلبِ جدُّ النّبي يرعى غنمه
هجم عليه الزبانيةُ أخذوا رزقه عُنْوَة
و لكن لم يعلمُوا أن للأسود صولة
و أبدى عبد المطّلِبِ شجاعةً
أذهلت أبرهةُ بن الأشرمِ أبهرت عقله
أيها الملك رُدّ لي غنمي
ضحك أبرهةُ هازئا ملئ فيه
أيها الشيخ ، أتهزئ بي
و هذا جيشي العرمرمَ تزدريه
غدًا يهدمُ الفيل البيت يهشّمه
و أنت و قومك تنظرون إليه
عجبًا كيف تجرؤ على خيمتي
أتنجو صباحًا من الموتُ ثم تأتي إليه
قال جد النبي لأبرهة السّفيه
بصوتِ واثقٍ و نزيه
خاطبهُ بنبرةِ حازمٍ شجاعٍ و حدّق فيه
يا أيها الملكُ ردّ إليّ غنمي
و للبيتِ ربٌّ يحميه
بُهِتَ الطّاغيةُ
طأطئ رأسهُ أصبحتْ حجّتهُ واهية
رُدوا شياه الشّيخِ أَرْجِعُوهَا إليه
في اليوم الموالي نادى المنادي
هلمّ يا جيش أبرهة نحو الوادي
 اليوم نهدم البيت و الحج للقلّيسِ 
بأيدينا سنصنع النصر و التاريخ و الأمجادِ
إغترّ أبرهةُ أعجبته فرسانه أطربه الصهيل 
 نفث نيران الحقد فيهم و أضرم الفتيل 
تقدّم جيشه ممتطيًا صهوة الفيل
و ماهي إلا لحظات ..أظلمت السماء  
بسرعة البرق تكوّنت غمامة سوداء 
ماذا جرى ؟ 
  قعقعة... نار...برق و رعد في الفضاء 
الكلُّ يصرُخ .. هل للهروبِ من سبيل 
لاحت ملايين من طيور الأبابيل 
أرسلها القهّارُ لكسرِ الظالمين 
ترميهم بحجارة من سجِّيل 
كعصف مأكولٍ تناثرت أشلاءهم 
جعلهم الجبّارُ عبرةً للسّائلين 

✍️ محمد ديناري / تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...